نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
6 منصات «اجتماعية» يدمنها الطلبة.. وتعطل تحصيلهم المعرفي, اليوم الجمعة 7 فبراير 2025 10:39 مساءً
اتفق خبراء وتربويون واختصاصيون نفسيون، على التأثير السلبي لست منصات في السوشيال ميديا، في التحصيل المعرفي للطلبة. وتشمل تلك المنصات «إنستغرام، وتيك توك، وسناب شات، وواتس أب، ويوتيوب، وديسكورد».
وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» وجود مخاطر كبيرة لتلك المنصات على سلوك الطلبة وتقدمهم الدراسي، ودعوا لتضافر جهود الأسرة والمدرسة والمجتمع لحماية الأبناء من إدمان تلك المنصات» التي وصفوها بـ«عدو التعلّم».
وأفاد ذوو طلبة بأن الإفراط في استخدام تلك المنصات الرقمية يؤثر سلباً في التحصيل الدراسي لأبنائهم، ويزيد من عزلتهم الاجتماعية، والتأثر بالمحتوى غير المناسب، مؤكدين صعوبة فرض ضوابط بسبب اعتماد الأنشطة التعليمية والترفيهية على الأجهزة الرقمية.
في المقابل، يعتبرها الطلبة جزءاً أساسياً من حياتهم اليومية، إذ تساعدهم على التواصل مع الأصدقاء، والتعبير عن أنفسهم، مع اعتماد بعضهم عليها كمصدر رئيس للأخبار. ورغم تأثير استخدامها المفرط في دراستهم، يرونها أداة ضرورية للتفاعل الاجتماعي والبقاء على اتصال بالعالم، إلا أنهم رأوا أيضاً أنها تشعرهم بالوحدة وعدم الرضا بعد قضاء أوقات طويلة عليها.
«الإمارات اليوم» تحدثت إلى مجموعة من الطلاب حول تجربتهم مع «وسائل التواصل»، فقال طالب المرحلة الثانوية أحمد الخطيب: «أقضي ساعات طويلة يومياً على تطبيقات مثل إنستغرام وتيك توك، لكن في النهاية أشعر بالوحدة، إذ إن العلاقات الرقمية لا تُغني عن الصداقات الحقيقية».
أما الطالبات الجامعيات نورا علي وليلى مراد وسهام عبدالله، فقلن: «وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مصدراً للضغط النفسي، حيث نشعر دائماً بحاجة لمواكبة ما ينشره الآخرون، ما يجعلنا نشعر بعدم الرضا عن حياتنا».
وأضفن: «نشارك المنشورات بهدف الحصول على الإعجابات فقط، وعندما نفتقر للتفاعل الكافي نشعر بالإحباط وكأننا غير مرئيات»، مشيرات إلى أنهن يعتمدن على تلك المنصات للتواصل مع الأصدقاء، لكن يدركن أن العلاقات الحقيقية تتطلب وقتاً وجهداً أكثر من ما توفره الشاشات.
وأعرب ذوو الطلبة مريم عبدالمحسن، وخالد حسين، وهند السيد، ومهرة حمدان، وعبدالله البلوشي، والسيد يوسف، عن قلقهم، قائلين: «يقضي أبناؤنا معظم الوقت على هواتفهم، حتى أصبحنا نفتقد الحوارات العائلية التي كانت تجمعنا، إذ جعلت هذه المنصات الأبناء في حالة عزلة دائمة، وكأنهم يعيشون في عالم مختلف تماماً عن عالمنا».
وأضافوا: «هناك مواقف مؤثرة في حياة أبنائنا بسبب المواظبة على متابعة تلك المنصات، أبرزها تعرضهم للتنمر الإلكتروني، ما تسبب في انطوائهم في المنزل، وشعورهم الدائم بالعجز، وعدم قدرتهم على مواكبة إنجازات زملائهم على وسائل التواصل، ما يأخذهم إلى التشتت وانعدام الثقة بالنفس».
فيما قال المعلمون جمال محيي الدين، ومنى علوان، وسامح أحمد، وسهام عبدالرحمن: «نحن المعلمين نحاول تعزيز الوعي لدى الطلاب بأهمية التوازن بين العالم الافتراضي والحقيقي، إذ ننظم ورش عمل توعوية لشرح كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة بناءة».
وأضافوا: «لاحظنا أن الطلاب الذين يقضون وقتاً أطول على وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً (فيس بوك وتيك توك وسناب شات ويوتيوب)، هم الأكثر تشتتاً والأقل تركيزاً، والأقل في التحصيل الدراسي والمعرفي، فضلاً عن تواضع تقدمهم الدراسي، كما يعتبرون الأقل مشاركة في الأنشطة الرياضية والاجتماعية، لذلك نحاول إشراكهم في برامج وأنشطة تشجعهم على التفاعل وجهاً لوجه».
ولخصت مستشارة الصحة النفسية والتربوية إيمان فؤاد، تأثيرات تلك المنصات في المتعلمين في مختلف حلقات التعليم، في ثلاثة اتجاهات، أبرزها زيادة التشتت، إذ إن الإشعارات المستمرة والمحتوى الجاذب على وسائل التواصل الاجتماعي ومنها واتس أب وإنستغرام وديسكورد، تُسبب تشتتاً كبيراً للطلاب أثناء الدراسة، لاسيما الذين يقضون وقتاً أطول على الهواتف، ما يؤثر في جودة التحصيل الدراسي، ويزيد تأجيل المهام الدراسية وتواضع المستوى المعرفي.
وأضافت: «ولذلك تصيبهم آثار نفسية وعاطفية بسبب الاستخدام المفرط لتلك المنصات، ما يزيد شعورهم بالقلق، والتوتر، والانعزال، وجميعها عوامل تقلل من التركيز الأكاديمي، فضلاً عن الحرمان من النوم، نتيجة استخدام الهواتف ليلاً، ما يؤدي إلى انخفاض الطاقة والتركيز في اليوم الدراسي».
وقالت: «كلما تمكن المعلمون وأولياء الأمور من فهم الطلاب بشكل أفضل، زادت قدرتنا على تمكينهم بشكل أكثر فاعلية من التنقل في عالمهم الاجتماعي لتعزيز رفاهتهم وخلق بيئات تعليمية مؤثرة».
وأبرزت ضرورة توجيه المعلمين وأولياء الأمور إلى أهمية تمكين الطلاب من تعلم كيفية اكتشاف المعلومات المضللة، ومصادر الأخبار المتحيزة، عبر استغلال إعدادات الأجهزة، مثل وضع التركيز وعدم الإزعاج، وكذلك إعدادات التطبيقات مثل ميزة تحديد وقت الشاشة في «تيك توك»، لتحقيق التوازن الأمثل وإدارة عوامل التشتيت الرقمية، ودعت إلى تشجيع الأبناء على التعبير عن جوهرهم الشخصي، بما يعكس قيمهم وهويتهم واهتماماتهم في سلوكهم الرقمي.
وأفادت بأن دور الأسرة في الحماية يرتكز على تحديد وقت الشاشة والرقابة المستمرة، ومتابعة نوعية التطبيقات ومحتوى التواصل المفتوح والتشجيع على الأنشطة البديلة.
فيما يتلخص دور المدرسة في التوعية وإدراج التوعية الرقمية في المناهج الدراسية وتنظيم ورش عمل للطلبة وأولياء الأمور لتوضيح تأثير التكنولوجيا في الصحة النفسية والسلوكية.
وعلى المجتمع إطلاق حملات توعية، وتعزيز التشريعات لتقييد المحتوى غير المناسب، وضمان سلامة التطبيقات الموجهة للأبناء، فضلاً عن تشجيع المبادرات الوطنية، لتوفير منصات ترفيهية آمنة ومفيدة.
وقالت: «مادامت التكنولوجيا تشكل جزءاً أساسياً من حياة الأبناء في العصر الحديث، تظل مسؤولية الأسرة والمدرسة والمجتمع هي ضمان الاستخدام الآمن، وعلى الجميع العمل معاً لحماية الأبناء من مخاطر التطبيقات الترفيهية، وتوجيههم نحو مستقبل يوازن بين الترفيه والتعلم».
وقالت خبيرة التواصل وتقنية المعلومات، ناهد فهمي: «رغم أن منصات مثل فيس بوك وإنستغرام ويوتيوب وتيك توك وسناب شات وديسكورد، قد تكون مفيدة اجتماعياً، من حيث التواصل وتبادل الثقافات بين الطلاب، إلا أن الاستخدام غير الملتزم لها يؤثر سلباً في تحصيل الطلبة وتقدمهم الأكاديمي».
وأفادت بأن هذه المنصات تستند إلى خوارزميات مصممة لجذب انتباه المستخدمين لأطول فترة ممكنة، ما يعوق تركيز الطلبة على دراستهم.
وأوضحت أن التنقل المستمر بين التطبيقات، ومشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة، والتفاعل مع المنشورات، يؤدي إلى إضعاف قدرة الدماغ على التركيز لفترات طويلة ما ينعكس سلباً على استيعاب الدروس وإتمام الواجبات. وأضافت أن هذه المنصات تسهم بشكل كبير في إدمان المتعلمين المحتوى السريع، وتأجيل المهام الدراسية؛ لاسيما أن معظم الطلبة يقضون ساعات طويلة في تصفح «تيك توك» و«إنستغرام»، أو مشاهدة مقاطع «يوتيوب»، ما يؤدي إلى المماطلة وتأجيل إنجاز الواجبات الدراسية، فبدلاً من استثمار الوقت في التحضير للاختبارات أو إتمام المشاريع، يجدون أنفسهم عالقين في دوامة من الترفيه المستمر.
نافذة أمل
أكد مديرو عدد من المدارس الحكومية والخاصة أن «التعاون بين الأسرة والمدرسة يعد نافذة الأمل التي تمكنهم من كبح إدمان الأبناء لمنصات التواصل الاجتماعي ومحتواها، فضلاً عن تنظيم اجتماعات دورية مع الآباء لمناقشة كيفية مراقبة استخدام أبنائهم لهذه المنصات، بشفافية ووضوح».
المدارس نقطة بداية
قالت الاختصاصية الاجتماعية في إحدى المدارس، نسمة محمد: «يجب أن تكون المدارس نقطة البداية لرفع الوعي بمخاطر وسائل التواصل الاجتماعي. نعمل على تقديم دعم نفسي للطلاب الذين يظهرون علامات العزلة أو التوتر بسبب التفاعلات الإلكترونية».
دراسة معززة
أظهرت دراسة حديثة أعدها معهد سلامة الأسرة عبر الإنترنت، المتخصص بالبحوث الاجتماعية والنفسية، ومقره في واشنطن، أن 75% من الطلاب يعتمدون على منصات (إنستغرام، وتيك توك، وسناب شات، وواتس أب، ويوتيوب، وديسكورد) كمصدر للأخبار، ما يزيد من تعرضهم للتشتت والانتقال بين مصادر متعددة دون التركيز على الدراسة.
وأوضحت الدراسة أن 64% من الطلبة يرون أن حساباتهم على تلك المنصات تعكس هويتهم الحقيقية، ويرى غالبية طلاب الثالث إلى الثاني عشر أنها تسهم في تطوير علاقاتهم، وتؤثر إيجابياً في مجتمعهم، وتستكشف الهوايات والاهتمامات، وتقضي على الوحدة.
وأظهرت الدراسة أن نصف طلاب الصف السابع يعانون ضغطاً للاستجابة للرسائل النصية خلال 10 دقائق أو أقل، ما يؤثر سلباً في قدرتهم على التركيز في مهامهم الدراسية.
• تحذيرات من آثار نفسية وعاطفية بسبب الاستخدام المفرط لتلك المنصات، أبرزها تزايد الشعور بالقلق، والتوتر، والانعزال.
خبراء:
• الاستخدام الآمن لـ«المنصات» مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة.
معلمون:
• «منصات التواصل» تسرق وقت الطلبة، وتزيد التشتت، وتعيق التقدم العلمي.
ذوو طلبة:
• «المنصات» تعرض أبناءنا للتنمر الإلكتروني، وتهز ثقتهم بأنفسهم.
طلبة:
• نشعر بالوحدة وعدم الرضا بعد قضاء أوقات طويلة على «التواصل الاجتماعي».
0 تعليق