شهدت العاصمة السعودية، الرياض، يوم الأحد، اجتماعًا موسعًا لوزراء خارجية وممثلي دول عربية وغربية، بهدف دعم الشعب السوري في هذه المرحلة المهمة من تاريخه. الاجتماع، الذي جاء استكمالًا لمناقشات مماثلة في العقبة الأردنية، ركز على تقديم الدعم اللازم لإعادة بناء سوريا كدولة عربية موحدة ومستقلة، خالية من الإرهاب وخرق السيادة.

بيان ختامي يدعو للوحدة والسيادة

صدر عن الاجتماع بيان ختامي أكد على دعم الدول المشاركة للشعب السوري في إعادة بناء دولته، مع ضمان احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها. وأكد المجتمعون أن مستقبل سوريا شأن سوري داخلي، مشددين على أهمية عملية انتقالية سياسية سورية تشمل جميع القوى السياسية والاجتماعية، وتحترم حقوق جميع السوريين.

كما عبّر المشاركون عن قلقهم من التوغلات الإسرائيلية داخل المناطق العازلة مع سوريا، ودعوا إلى احترام وحدة سوريا وسلامة أراضيها.

تخفيف العقوبات الدولية وعودة اللاجئين

ناقش الاجتماع أهمية رفع العقوبات الأممية والأحادية المفروضة على سوريا، والتي تمثل عقبة أمام التنمية وإعادة الإعمار. وأشاد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، بقرار الولايات المتحدة إصدار الترخيص العام 24 بشأن الإعفاءات المتصلة بالعقوبات على سوريا، ودعا الدول الأخرى إلى اتخاذ خطوات مماثلة.

وأكد الأمير فيصل أن دعم الدولة السورية في المجالات الإنسانية والاقتصادية وبناء قدرات مؤسساتها سيسهم في تهيئة بيئة مناسبة لعودة اللاجئين السوريين، وتحقيق الاستقرار والتنمية.
 

إشادة بالإدارة السورية الجديدة

أثنى البيان الختامي على الخطوات الإيجابية التي اتخذتها الإدارة السورية الجديدة في الحفاظ على مؤسسات الدولة، ومكافحة الإرهاب، وفتح الحوار مع الأطراف السورية المختلفة. وأكد المشاركون أن هذه الخطوات تمثل أساسًا لبناء سوريا مستقرة وآمنة، بعيدًا عن أن تكون مصدر تهديد لدول المنطقة.

إدانة التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية

كرر المشاركون إدانة توغل القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة مع سوريا، خاصة في جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة. وطالبوا بالانسحاب الفوري للقوات الإسرائيلية من الأراضي السورية المحتلة، مؤكدين أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا للقانون الدولي واتفاق فض الاشتباك المبرم عام 1974.

مستقبل سوريا: رؤية دولية موحدة

أكد الاجتماع أن دعم سوريا يحتاج إلى تنسيق دولي مكثف لضمان تحقيق الاستقرار والتنمية. وطالب المشاركون الدول بتقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية للشعب السوري بشكل عاجل، مع التركيز على إعادة بناء البنية التحتية وإيجاد حلول مستدامة لعودة اللاجئين.