نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصحافة اليوم: 5-2-2025, اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 06:50 صباحاً
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 5-2-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
التهجير والتطبيع والضغوط القصوى | ترامب – نتنياهو: فصل جديد من الحرب
حقّق لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في واشنطن أمس، للأوّل أحد أهمّ أهدافه: الحصول على رؤية مباشرة وواضحة لمحدّدات ترامب وتوجّهاته الاستراتيجية وأولوياته في المنطقة. وتمنح هذه الرؤية نتنياهو القدرة على توجيه سياساته الآنية والمستقبلية، بما يتماشى مع تلك التوجّهات. أما الحديث الذي سبق اللقاء ورافقه حول محاولات إسرائيل تغيير دفة السياسات الأميركية تجاه المنطقة، بما في ذلك «السماح» لتل أبيب باستئناف الحرب على قطاع غزة، فلا يعدو كونه تكهّنات عامة. وعلى الرغم من الخصوصية التي تحظى بها إسرائيل لدى الإدارات الأميركية عموماً، والجديدة خصوصاً، وقدرتها، نظرياً، على التأثير في سياسات واشنطن، لم يكن اللقاء بين الرجلين، لقاء استراتيجياً هدفه تحديد سياسات مستقبلية بناءً على اتفاقات مباشرة بين الطرفين؛ إذ تبقى إسرائيل، كغيرها، جهة متلقّية ومتأثّرة وخاضعة للسياسات الأميركية أكثر من كونها جهة صانعة لها.
وعليه، كان اللقاء تعبيراً إضافياً وأكثر دقّة عن هذا الواقع، حيث لم يأتِ نتنياهو إلى واشنطن لرسم السياسات مع ترامب، بل لمعاينة ما يريده الأخير وما لا يريده، خصوصاً في ظل وجود تباينات بين الجانبين حول العديد من القضايا، وأبرزها قضية قطاع غزة. فبينما يتّفق الطرفان على هدف إزاحة حكم «حماس» من القطاع، فهما يختلفان في رؤيتهما للواقع وإمكانية تحقيق ذلك الهدف في ظلّ الظروف الحالية. وبالنسبة إلى الولايات المتحدة، يبدو أن استمرار الوضع الحالي في غزة، والمعلّق بين الحرب واللاحرب، يشكّل عائقاً أمام تنفيذ خططها السياسية والاستراتيجية الأوسع في المنطقة، والتي لا يلائمها استمرار الحرب. أما بالنسبة إلى إسرائيل، فإن إنهاء الحرب يمثّل تحدياً أكبر بكثير مما تتصوّره الولايات المتحدة، خاصة إذا بقيت «حماس» تحتفظ بالسيطرة الكاملة على القطاع.
وفي ما يخصّ القضية الإيرانية، ثمة توافق بين الجانبين على ضرورة مواجهة هذا التهديد، بل حتى إسقاط النظام إذا أمكن، لكنهما يختلفان على الأساليب والوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك. فبينما تسعى إسرائيل إلى أن تتولّى الولايات المتحدة المهمّة الكبرى ضد إيران، سواء بالضغط العسكري أو الاقتصادي أو السياسي، وتفضّل أن يكون التهديد العسكري الأميركي واضحاً وجدّياً ومباشراً كأداة تفاوض تفضي إلى ما يشبه استسلام طهران، يُظهر ترامب رؤية مختلفة، يصرّ من خلالها على التفاوض مع إيران للوصول إلى تسويات، مستخدماً «السيف الإسرائيلي» كأداة ضغط، بدلاً من «السيف الأميركي». وتعتمد هذه المقاربة على دور إسرائيل كمحرّك رئيسي للضغط على إيران عسكرياً، بينما تبقى الولايات المتحدة في الخلفية لإدارة تفاوض ما، وهو ما يُعدّ من منظور تل أبيب أقلّ بكثير مما تطمح إليه. وعلى الرغم من أهمية لقاء ترامب – نتنياهو في رسم سياسات وأطر عامة للتعامل مع الملف الإيراني، إلا أن التباين هنا لا يتوقّع أن يجد له حلاً سريعاً.
وبالعودة إلى غزة، كانت الولايات المتحدة وإسرائيل بدأتا استغلال زيارة نتنياهو إلى واشنطن حتى قبل انعقاد الاجتماع الرسمي في «البيت الأبيض»، عبر سلسلة من التصريحات والمواقف التي تشير إلى محاولات واضحة للضغط على الفلسطينيين في المرحلة التفاوضية الثانية، والتي يُتوقّع أن تبدأ قريباً، وإن تأخّرت بفعل التعقيدات الإسرائيلية الداخلية، إذ أعرب ترامب عن شكوكه في شأن استقرار وقف إطلاق النار في غزة، بينما قرّرت إسرائيل تأجيل بدء المفاوضات إلى ما بعد الاجتماع، في ما قد يؤشر إلى احتمال تجميدها أو حتى انهيارها، وعودة الطرفين بالتالي إلى المواجهة العسكرية مجدداً. لكنّ تلك التصريحات والخطوات قد تكون مجرد مناورات تهدف إلى تحقيق هدف مشترك بين الجانبين: الضغط على الجانب الفلسطيني لتقليص خياراته التفاوضية، وتخفيض سقف مطالبه، بحيث ينصبّ تركيزه على عقد المفاوضات بدل التركيز على ما يمكن تحقيقه منها.
تبرز مسألة «التهجير الطوعي» بوصفها لا تقلّ خطورة عن حرب الإبادة نفسها
وتشير التقديرات المدعومة بالتسريبات السابقة للقاء، إلى أن ترامب يعرض على نتنياهو «صفقة مقابل صفقة»، عنوانها: إنهاء الحرب على غزة عبر استكمال اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث، وإن مع إضافة بنود وملاحق يتمّ الاتفاق عليها بين تل أبيب وواشنطن، تتضمّن سياسات مفروضة على اليوم التالي، تكون في صلبها مبادرة ترامب لترحيل الفلسطينيين من غزة، عبر منعهم من العيش في القطاع ودفعهم إلى مغادرته، وعرقلة أي مشاريع إعمار، حتى وإن وردت في الاتفاقات المطروحة. وفي المقابل، يتعهّد ترامب بصفقة أخرى يضغط في اتجاهها بقوة، وهي التطبيع بين إسرائيل والسعودية، ضمن خطة أوسع تشمل ترتيباً سياسياً وأمنياً في المنطقة يحقّق المصالح الأميركية ويحدّ من نفوذ إيران، فيما تُعدّ المكاسب الشخصية لترامب من ورائه، جزءاً لا يتجزأ منه.
في هذا الإطار، تبرز مسألة «التهجير الطوعي» بوصفها لا تقلّ خطورة عن حرب الإبادة نفسها، والتي لم تحقّق أهدافها المعلنة حتى الآن، إذ إن ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة يمثّل مكسباً استراتيجياً لإسرائيل، كان يُعدّ في السابق مجرد حلم بعيد المنال، ويتجاوز مسألة إسقاط حكم «حماس» بمراحل. ووفقاً لما نقله الإعلام العبري أمس، عن مسؤول بارز في إدارة ترامب، فإن «إعادة تأهيل غزة ستستغرق سنوات، ومن غير الإنساني إجبار الناس على العيش هناك خلال هذه الفترة». كما أن ترامب نفسه جدّد القول، مساء أمس: «أريد أن أرى الأردن ومصر يستقبلان فلسطينيين من غزة»، مضيفاً أن «لا بديل أمام سكان القطاع إلا مغادرته».
وعليه، فإن الهدف الأميركي على المدى القريب، هو الحفاظ على وقف إطلاق النار والامتناع عن التصعيد، منعاً لانحراف التركيز عن الخطة الأوسع للمنطقة. ولذا، سبقت اللقاء بين ترامب ونتنياهو رسالة وُصفت بـ«النصائح الإجبارية»، أرسلها الأول إلى الثاني، إذ نقلت «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول أميركي بارز قوله إن «الجانبين سيناقشان الحفاظ على اتفاقيات وقف إطلاق النار (في غزة ولبنان) والتزاماتهما بإطلاق سراح الرهائن من أسر حماس»، في إشارة واضحة إلى ضرورة المضي في صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب.
لكنّ قبول نتنياهو بخطة ترامب يُعدّ تحدّياً داخلياً له، حيث يواجه ضغوطاً من شركائه في الائتلاف، وعلى رأسهم وزير المالية، بتسلئيل سموتريش، الذي يهدّد بالانسحاب من الحكومة في حال تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. وعليه، يبقى السؤال المطروح في تل أبيب: هل سيمضي سموتريش في استقالته، أم سيجد صيغة للبقاء عبر تسويات معينة كما حدث سابقاً؟ قد تتباين الحسابات النهائية لدى الرجل، كما حدث عقب الاتفاق على المرحلة الأولى من الاتفاق، حيث تمايز عن زميله في الفاشية، وزير الأمن القومي المستقيل، ايتمار بن غفير، وأبقى نفسه في الحكومة وامتنع عن الاستقالة منها، بعد أن تلقى «تعويضات» من نتنياهو، تخدم أيديولوجيته الاستيطانية.
وعلى أي حال، سيعود نتنياهو إلى تل أبيب وفي جعبته أكثر من هدف، ما يتطلب منه وقتاً إضافياً، قد يكون ترامب منحه إياه، للمناورة وإدارة توازن دقيق بين المصالح الاستراتيجية لإسرائيل والولايات المتحدة، والضغوط الداخلية التي تهدّد استقرار حكومته. ويُفترض بنتنياهو ما بعد اللقاء، أن يبدأ تنفيذ الخطوات اللازمة لتحقيق الهدف المتفق عليه مع ترامب: إنهاء الحرب ومباشرة التطبيع مع السعودية، من دون الإضرار بالائتلاف. لكنه لن يسارع إلى الإعلان عن بدء مفاوضات المرحلة الثانية، وسيعمل وفق أرجح التقديرات على «تقطير» خطواته المقبلة فيها.
الخلافات حول «طريقة نواف سلام» تنتقل إلى حلفائه: توتّر يُخـرِج القوى المسيحية عن صمتها
بدأت الدائرة المُقفلة تكتمِل حول عملية تأليف الحكومة، حيث يُخشى من تعطيل طويل الأمد يستهلك من رصيد العهد، أو أن تكون الولادة منزوعة الغطاء المسيحي والثقة النيابية. وفي كل يوم، تتكشّف «القطب المخفيّة» واحدة تلو أخرى، وسط تَلازُم بين صراع الأحجام داخلياً، وصمت الخارج الذي لا يزال حتى الآن «منكفئاً» عن التدخل المباشر، فيما يصرّ البعض على تسجيل انتصارات ربطاً بنتائج الحرب الإسرائيلية على لبنان.
الحاصل عملياً هو أن من تمسّكوا بالقاضي نواف سلام وأيّدوه وسمّوه واعتبروا تسميته انتصاراً لفريق على آخر، عادوا وانقلبوا عليه، وبات بعضهم يطلب منه الاعتذار، بينما نجح غير المتحمّسين له في تذليل تسعين في المئة من العقبات بشأن حصتهم، والنتيجة أن التكليف وصلَ إلى مشارف نهاية الشهر الأول من عمر العهد من دون أي تقدّم.
منذ الخميس الماضي تقريباً، لم يحصل أي تطوّر في المشاورات والاتصالات التي يجريها الرئيس المكلّف، والتي توقفت عندَ عقدتين: أولاهما الحقائب الخاصة بالأحزاب المسيحية الكبيرة، وثانيتهما تتعلق بنزاع مع الكتل السنّية التي ترى أن سلام يتعامل معها بمنطق إقصائي.
وإلى ذلك، انفجر في وجهه أمس «غضب التشرينيين» الذين اتهموه بالخضوع للثنائي أمل وحزب الله، ما يُسقِط عنه صفة «الإصلاحي والتغييري»، وعبّروا عن الاستياء من سعيه إلى وضع اليد على الحصة المسيحية نتيجة عدم اعتماد معيار واحد للتمثيل. وهو ما دفع باللاعبين البارزين إلى رفع الصوت علناً، وكانت لافتة إشارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى أنه «لا يجوز التنكّر للذات، ولا يجوز أيضاً الازداوجية في التعاطي مع أحجام التمثيل بين المكوّنات وبين الأحزاب»، داعياً سلام إلى الاستناد إلى «أسس تمثيل سياسية ومجتمعية صلبة»، و«مدعومة من كتل نيابية ثابتة وليس من جماعات وأفراد متحرّكين ومتلوّنين». وخلص باسيل إلى أن «هناك مخالفات كثيرة لا يمكن تأليف الحكومة في ظلّها، ولا يمكننا القبول بها. أما سكوتنا لثلاثة أسابيع فكان إفساحاً في المجال للتصحيح رغم أن البعض اعتبر ذلك ضعفاً، وأُشيع أن التيار يقبل بأي شيء يُعطى له أو لغيره. هذا غير صحيح، والمعنيون يدركون هذا الأمر منذ اليوم الأول، وقرّرنا أن نتكلّم اليوم كي لا يُفسّر سكوتنا بأننا موافقون».
انقسام بين «التغييريّين» والغضب «التشريني» ينفجر في وجه سلام
وعلى الضفة المسيحية أيضاً، وبعدما تبيّن أنْ لا مشكلة بين سلام وحزب الكتائب بعد الاتفاق على اسم المحامي عادل نصّار لتولي وزارة العدل، بدأ حلفاء الكتائب من قوى المعارضة الهجوم وصولاً إلى قول معارضين إن «الكتائبيين يتصرّفون وكأنّهم أزلام سلام، وبعدما حجزوا حصّتهم الوزارية غضّوا النظر عن الأسس السياسية». وخرج هذا الهجوم إلى العلن أمس، وقاده حزب «القوات» والدائرون في فلك معراب، بينما تقول مصادر مطّلعة إن «سلام أعلم الكتائب بأن تمثيله في الحكومة سيكون بوزارة واحدة فقط، وبعد إبداء الحزب موافقته، طلب سلام إرسال سيرٍ ذاتية واختار من بينها». ولفتت إلى أنّ «القوات وحلفاءها يعيبون على الكتائب تعاطيه بواقعية سياسية، في حين أنّ هذا التعاطي منطلقه أن هناك طائفة أساسية في البلد لا يمكن رميها في البحر»، والكتائب «ليس بوارد حشر سلام في مطلب سحب حقيبة المال من الطائفة الشيعية لقناعته بعدم جواز إقصاء أي مكوّن لبناني في هذا الظرف»، علماً أن «القوات كانت أول من أعرب عن عدم ممانعة أن تكون وزارة المالية مع الشيعة، طمعاً بالحصول على وزارة الخارجية، لكنّ اتفاق رئيسَي الجمهورية والحكومة على اختيار وزيرها دفع القوات مجدداً إلى نبش المالية للتنقير ليس إلا».
وحتى يوم أمس، لم يكن سلام قد تمكّن من تجاوز العقبة السنّية، رغمَ استئنافه لقاءاته مع عدد من النواب، خصوصاً أنه رفض طلب النائب وليد البعريني منح التكتل وزارة الزراعة. وقال زملاء البعريني إنّ سلام «لم يقدّم وعوداً جدية، وأوهم البعريني بأنّه لم يُنجز اتفاقه مع الكتل الأُخرى، وقال له: خليني خلّص مع الثنائي ثم مع الكتل المسيحيّة، على أن نتفق نحن السنّة بين بعضنا من دون أي مشكلة». وعندما طلب منه البعريني إيداعه بعض السير الذاتية لمرشحين، قال سلام إنه «لا داعيَ لذلك، لأنّ السيَر التي تم تقديمها من كتلته سابقاً ممتازة»، وهو ما اعتبره عدد من النواب «تلكّؤاً» لعدم تعامل سلام مع أي اسم منها بجدية، وإنما اعتمد على أسماء من خارج اللائحة التي قدّمها النواب السنّة. وكشفت مصادر مطّلعة أن «أساس مشكلة الحصة السنّية، تنطلق من اعتبار المعترضين أن التشكيلة التي يعمل عليها سلام، إنما هي تشكيلة الرئيس فؤاد السنيورة، من طارق متري وكمال شحادة إلى عامر البساط وحنين السيد».
أما بالنسبة إلى «التغييريين»، فكان لافتاً أمس انقسام كتلة «تحالف التغيير» المؤلّفة من النواب مارك ضو وميشال الدويهي ووضاح الصادق، إذ أعلن ضو موقفاً مؤيّداً لمسار التأليف، معتبراً أن «هناك انتصاراتٍ تحقّقت»، بينما سيحجب الدويهي الثقة عن الحكومة إن «لم يصحح سلام مسار التأليف، وينزع وزارة المال من الثنائي الشيعي». وترافق هذا الانقسام مع تراشق التهم وعبارات التخوين بين مجموعاتٍ وناشطين وإعلاميين «تشرينيين»، بعد أن انقسموا إلى فريق عبّر عن خيبة أمله كون سلام خضع لحزب الله وحركة أمل، وفريق آخر يدعم سلام ويعيب على الفريق الأول معارضة رئيس الحكومة المكلّف، علماً أن جميع هؤلاء ساهموا بشكلٍ أو بآخر في حملة الترويج لنواف سلام تمهيداً لتكليفه.
في المحصّلة، يمكن اختصار المشهد على مستوى نواب التغيير الـ11 كالتالي: مارك ضو ووضاح الصادق وبولا يعقوبيان وفراس حمدان وإبراهيم منيمنة وياسين ياسين يؤيدون تمثيل «التغيير» حكومياً، فيما ترفض حليمة القعقور وسينتيا زرازير… ويغيب عن المشاركة في الطبخة النواب: ملحم خلف ونجاة صليبا والياس جرادة. أما ميشال الدويهي فسيحجب الثقة اعتراضاً على منح سلام «الثنائي الشيعي» ما يريد، وليس على أصل فكرة التمثيل في الحكومة.
زيارات قطرية وأميركية وسعودية تأليف الحكومة والجنوب والإعمار
في ظل انسداد المشاورات لتأليف الحكومة، وظهور تململ لدى الرئيس جوزيف عون خشية انعكاس الأمر تراجعاً في الزخم الخارجي للعهد، خصوصاً أنه يستعد لجولة عربية وغربية، وصل إلى بيروت أمس رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وصرّح بعد لقاءاته بكبار المسؤولين أن بلاده «تتطلع إلى استكمال تشكيل الحكومة واتخاذ الإجراءات الإصلاحية»، معلناً استمرار دعم قطر «الإنساني والمجتمعي، ودعم الجيش والقوات المسلحة اللبنانية ودعم إعادة الإعمار». وأضاف: «قطر تنتظر تشكيل الحكومة وستنظر إلى القطاعات التي ترى أن لبنان بحاجة إليها، ونبني شراكة على أساس المنافع المشتركة».
ويُتوقع أن تصل إلى بيروت غداً خليفة عاموس هوكشتين في ملف لبنان الدبلوماسية الداعمة لإسرائيل مورغان أورتاغوس التي يُفترض أن تقدّم إيضاحات حول مستقبل تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في الجنوب، إضافة إلى ما يجري الحديث عنه من «مواقف تخصّ عملية تأليف الحكومة».
وإلى جانب القطريين والأميركيين تتحدّث الأوساط المحلية عن زيارة وشيكة للموفد السعودي إلى لبنان يزيد بن فرحان، حيث يأمل كثر بأن يُقنِع المعترضين على تشكيلة الرئيس المكلّف بإسقاط تحفظاتهم والسير في تشكيل حكومة في أسرع وقت.
«إنزال» إسرائيلي في كفرشوبا المحرّرة: تكريس «حرية الحركة» في البرّ أيضاً
من دون سابق إنذار، توغّلت قوة إسرائيلية مؤلّفة من عدة دبابات ميركافا وآليات عسكرية، من أطراف كفرشوبا باتجاه جبل السدانة، نزولاً نحو الطريق الرئيسي للبلدة وصولاً إلى كفرحمام. حيث رُصدت القوة وهي تنحدر مسرعة في الطريق، في وقت كانت البلدة تعجّ بجنود الجيش اللبناني والأهالي. ووثّقت مقاطع مصوّرة مرور القوة المعادية بالقرب من المواطنين الذين تباعدوا خشية التعرّض لاعتداء أو اعتقال. فيما واصلت القوة توغّلها نحو أحراج كفرحمام، حيث نفّذت عمليات بحث، وصادف وجود المواطن فؤاد رمضان في أحد حقول الزيتون، فتمّ اعتقاله قبل الإفراج عنه بعد ساعات. وبعد نحو ساعتين، عادت الدورية أدراجها إلى أطراف كفرشوبا.
ومع غياب أيّ ردّ فعل رسمي أو دولي، قدّمت إسرائيل «إنزال» كفرشوبا كـ«بروفا» لحرّية الحركة التي منحتها لنفسها عند الحدود الجنوبية، حتى بعد وقف إطلاق النار. وبحسب مصادر أمنية مواكبة، «توجّهت قوات الاحتلال بنفسها إلى موقع تشتبه في احتوائه على منشآت للمقاومة وفق زعمها، ولم تنتظر تولّي الجيش اللبناني تفتيش الموقع. ورغم أنها لم تعثر على شيء، فإنها تكرّس واقع انتهاك السيادة اللبنانية كأمر مقبول».
عرض «إنزال» كفرشوبا قدّمته إسرائيل كـ«بروفا» لحرية الحركة التي منحتها لنفسها
من جهتها، لا تزال «لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار»، غائبةً منذ اجتماعها الأخير الذي عُقد قبل أسبوع من انتهاء مهلة الستين يوماً. ولم يصدر عنها أي تعليق بشأن التوغل الإسرائيلي المتكرّر، خصوصاً أمس. في المقابل، يواصل الجيش اللبناني التنسيق معها، ويلتزم بالتحرّك وفق موافقتها في انتشار قواته داخل بعض المناطق الحدودية. وفي هذا السياق، انتشر الجيش، أمس، في مشروع الطيبة ومحيطه، باتجاه رب ثلاثين التي لا تزال تحت الاحتلال. وتمركزت قوّة مؤلّلة في المشروع الذي يضمّ مركزاً قديماً للجيش مقابل تلة العويضة وموقع مسكفعام. وخلال عدوان تموز 2006، تعرّض المركز للاستهداف، ما أدّى إلى استشهاد عدد من العسكريين، كما تعرّض لغارات متكررة في العدوان الإسرائيلي الأخير، قبل أن تتمركز فيه قوات الاحتلال حتى انسحابها ليل أول أمس.
في المقابل، انتشرت قوات إسرائيلية في العديسة المحتلة، وتحرّكت بالآليات من مركبا ورب ثلاثين باتجاه كفركلا، صعوداً حتى تلة العويضة. وتشير التوقعات إلى أن قوات الاحتلال ستنسحب من العديسة ومحيطها، لكنها ستحتفظ بتلة العويضة الموازية لتلة مسكفعام. وفي حال تم ذلك، ستتمكن إسرائيل من قطع الطريق، متى أرادت بين العديسة وأطراف كفركلا الشرقية، بمحاذاة بساتين المطلّة وكريات شمونة وصولاً إلى بوابة فاطمة. وتُعدّ العويضة واحداً من بين خمسة مواقع قد يحتفظ بها العدو الإسرائيلي في حال التزم بالانسحاب من البلدات الحدودية بحلول 18 شباط الجاري. ووفق مصادر مطّلعة، لا تزال إسرائيل متمسّكة بمبرّراتها أمام «لجنة الإشراف» و«اليونيفل»، بأن الجيش اللبناني غير قادر على تطبيق القرار 1701 وضبط منشآت المقاومة. وعليه، لم يتبلّغ الجيش بجدول واضح لانسحاب الاحتلال حتى الآن، فيما تشير المعطيات إلى أن الأيام القليلة المقبلة لن تشهد اجتماعات جديدة للجنة أو انسحاباً إسرائيلياً إضافياً، بل سيستكمل الجيش اللبناني انتشاره في الطيبة ودير سريان.
فدائي «تياسير» يصدم العدو: ماذا نفعل في الضفة؟
رام الله | عمّق جيش الاحتلال عدوانه على بلدة طمون في محافظة طوباس، مع مواصلته حصار البلدة وتجريفها، فضلاً عن استهدافها بالغارات من وقت إلى آخر. ووفقاً لرئيس بلدية طمون، ناجح بني عودة، فإن وضع البلدة يزداد سوءاً، خصوصاً في ظلّ رفْض الاحتلال التنسيق لإغاثة المواطنين وتزويدهم بالاحتياجات الأساسية. وأكّد بني عودة أن طمون تخضع لحصار شامل، حيث أُغلقت جميع مداخلها، فيما تستمرّ عمليات التجريف وتدمير البنية التحتية، في موازاة قطع المياه، وأيضاً الكهرباء والاتصالات عن بعض الأحياء. ولفت إلى أن «قرابة 15 منزلاً أُخليت بشكل قسري، وتمّ تحويلها إلى ثكنات عسكرية، ما اضطر أصحابها إلى التوجه إلى أقاربهم»، مبيّناً أيضاً أن بعض المواد التموينية بدأت تنفد، إذ يمنع الاحتلال إدخالها، وهو ما يضاف إلى الخسائر التي يتكبّدها المزارعون، خاصة أن البلدة زراعية. كما أكّد أن العدوان الحالي يختلف عمّا سبقه من عمليات عسكرية، لجهة «حجم القوات المشاركة فيه، وكذلك نوعية الآليات العسكرية المستخدمة والتي لم نعهدها سابقاً».
في هذا الوقت، وفي ذروة الاستنفار العسكري الواسع في الضفة، جاءت العملية الفدائية التي وقعت، صباح أمس، عند حاجز تياسير العسكري قرب مدينة طوباس، لتشكّل صفعةً للمنظومة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية، بعدما أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة 8 آخرين، اثنان منهم بجروح خطيرة. وعلى خلفية العملية، استحضرت وسائل الإعلام العبرية الفشل الذي واجهه الجيش في يوم «طوفان الأقصى»؛ إذ تساءلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عمّا إذا كان تمّ «استخلاص عبر السابع من أكتوبر، ورأت أن «تمكُّن منفّذ العملية من الدخول إلى المجمع العسكري عند حاجز تياسير قبل إطلاق النار، يُظهر حجم الخطر. منفّذ منفرد، على ما يبدو، رصد برج المراقبة لأيام، وهاجمه في ساعات الفجر الأولى، ما يؤكد أن العبر من يوم المذبحة لم تُطبّق. وفي الوقت الذي تتعاظم فيه العملية في شمال الضفة الغربية، يتقدّم العدو في حرب العصابات، ويرصد نقاط الضعف».
وفي التفاصيل التي نشرها الإعلام العبري، فقد وصل منفّذ العملية سيراً على الأقدام إلى موقع الحاجز، ليل الإثنين، حيث رابط في المكان حتى ساعات الصباح الأولى، وكان متأهّباً مع خروج أول جنديَّيْن من برج المراقبة إلى الحاجز، فباشر بإطلاق النار عليهما من مسافة قريبة جداً، قبل أن يتدخل جنود آخرون ويطلقوا النار من البرج. وذكرت مصادر عبرية أخرى أن «المنفّذ أجهز على كامل القوّة العسكرية وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح، قبل أن يقتحم ويسيطر على برج عسكري، ومن هناك أدار اشتباكاً طويلاً» مع قوات الاحتلال قبل أن يُعلن عن استشهاده. كذلك، أفاد الإعلام الإسرائيلي بأن المنفّذ كان يرتدي جعبة عسكرية وسترة واقية من الرصاص، ويحمل بندقية «إم 16»، وأن أحد القتلى هو قائد فرقة في كتيبة الاحتياط 8211 التابعة للواء «إفرايم» الإقليمي. وذكر مصدر عسكري في قيادة المنطقة الوسطى في الجيش، بدوره، أن التقديرات تشير إلى أن «الموقع العسكري كان تحت عملية مراقبة وجمع معلومات لفترة زمنية طويلة»، وأن «المنفّذ على دراية بالمنطقة، واختار الوقت المناسب للتنفيذ»، في حين أعلن جيش الاحتلال فتح تحقيق في كيفية اقتحام المنفّذ لمجمع الجنود وبرج المراقبة وإطلاق النار من مسافة قريبة جداً، والسيطرة على الجزء العلوي من نقطة المراقبة.
لا يمكن النظر إلى عملية «تياسير» وتفاصيلها، بمعزل عن العدوان العسكري على شمال الضفة
وأياً يكن، فالأكيد أنه لا يمكن النظر إلى العملية وتفاصيلها، بمعزل عن العدوان العسكري على شمال الضفة الغربية، والذي دخل أسبوعه الثالث، خاصة أن الحاجز العسكري الذي نُفّذت عنده، ليس بعيداً من بلدة طمون ومحافظة جنين، علماً أن العدوان يُخاض بغرض منع العمليات الفدائية. وإلى جانب الفشل الاستخباري، يَظهر أيضاً الفشل العملياتي لجيش الاحتلال، إذ استطاع مقاوم واحد فقط، وبسلاح بسيط، اقتحام حاجز عسكري محصّن. ولم تتأخّر ردود الفعل في الأوساط الإسرائيلية على ذلك، إذ استغلت «القناة الـ14» العبرية اليمينية، عملية إطلاق النار، للتحريض ضدّ الأسير المحرّر، زكريا الزبيدي، الذي أُفرج عنه قبل أيام بموجب صفقة التبادل الأخيرة. ووفقاً للمراسل العسكري للقناة، هيلل بيتون روزن، فإن الزبيدي، الذي شارك في عملية الهروب من سجن جلبوع، نفّذ، قبل عدّة سنوات، هجوماً قرب حاجز تياسير. واعتبر المراسل أن «هذه الأحداث ربّما تجري بإلهام من زكريا، وربّما حتى بتوجيه منه». وكان وزير الجيش الإسرائيلي توجّه إلى الزبيدي، عبر «إكس»، قائلاً: «تمّ إطلاق سراحك في اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، خطأ واحد، وستلتقي بأصدقاء قدامى». ومن جهته، دعا رئيس مجلس مستوطنات غور الأردن، دافيد لحياني، إلى تهجير أهل الضفة، قائلاً: «لماذا نريد تهجير سكان قطاع غزة فقط؟ يجب أن نقوم بتهجير وطرد جميع الفلسطينيين من الضفة الغربية ومن الداخل».
إلى ذلك، واصل جيش الاحتلال، أمس، عدوانه على مدن وقرى ومخيمات في محافظات جنين وطولكرم وطوباس، حيث تقوم آلياته بعمليات تجريف وتفجير وتدمير، في وقت وسّعت فيه من حملة الاعتقالات والتنكيل بحقّ المدنيين، دافعةً الآلاف منهم إلى النزوح. كذلك، استقدمت القوات الإسرائيلية مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى مخيم طولكرم، الذي يتعرّض لحصار مشدّد منذ 9 أيام، فيما ينتشر جنود الاحتلال في أحيائه، ويداهمون منازل المواطنين هناك، ويخربون محتوياتها، ويهجّرون سكانها. ووصلت أيضاً تعزيزات جديدة إلى مخيم جنين، الذي اندلعت فيه اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال عند الشارع العسكري. وفي طمون، شرع الجيش في استخدام أسلوب جديد عبر توفير غطاء جوي لقواته على الأرض، قاصفاً البلدة خمس مرات صباح أمس، بصواريخ تحذيرية تمهيداً لاقتحام القوات البرية.
اللواء:
ضغط أميركي على التأليف.. وتفاهمات شباط تتأثر بتسارع المتغيرات
رئيس الوزراء القطري لدعم الإعمار بعد الحكومة وتزويد لبنان بالغاز والكهرباء.. وواشنطن ملتزمة وقف النار
ينتظر زعماء المنطقة، والمسؤولون في لبنان النتائج التطبيقية لقمة الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا سيما في ما يتعلق بهدنة غزة، ومراحل التفاوض لاطلاق الاسرى، ووقف النار في لبنان، والالتزام الاسرائيلي بالمهلة الممددة حتى 18 شباط الجاري.
ولئن كان المقربون من ترامب، من مستشار الامن القومي الى الموفد الدبلوماسي الى منطقة يشددون على ان لا تراجع عن الذي تحقق سواءٌ في غزة او لبنان، وأن الرئيس عند كلمته (في اشارة الى ترامب وتعهداته)، فإن الاتصالات الدبلوماسية الجارية تؤكد ان الدول الغربية والولايات المتحدة تتابعان مسالك تأليف الحكومة الجديد، نظراً لما يترتب عليها في المرحلة المقبلة، بما يحضّر لترتيبات الوضع في الشرق الاوسط.
ومن المؤكد ان المجريات الاقليمية والدولية ذات انعكاس على مسار تأليف الحكومة.. وسط غموض استمر في ظل الخلافات حول الحصص والتسميات، لا سيما من جهة التمثيل المسيحي والسني، وحيث بلغ الخلاف حد تهديد القوات اللبنانية بعدم لمشاركة وعدم منح الحكومة الثقة.
وكشف مصدر نيابي بارز في المعارضة أن إجتماعا قريبا سيعقد لقوى المعارضة بعيداً من الإعلام من أجل تقييم عملية تأليف الحكومة وكيفية التعاطي معها وإن كانت المعايير المتبعة تسري على الجميع من دون إستثناء.
وعلمت «اللواء» من مصادر سياسية مطلعة أن الإتصالات الحكومية نشطت في الساعات القليلة الماضية من أجل تذليل العقبات أمام ولادة الحكومة وأكدت أن هذه الاتصالات لم تتوقف وشملت الجهات التي لا تزال تملك تحفظات ولاسيما القوات. ولفتت المصادر نفسها إلى أن قسما منها تتم من الخارج.
وأوضحت أن من بين الاقتراحات المتداولة لمعالجة عقدة تمثيل القوات هي اما استبدال أحد الأسماء في الوزارات السيادية ونسبة السير بهذا الاقتراح ضئيلة، في حين أن اقتراح منح الشخصية التي تسميها القوات موقع نيابة رئاسة الحكومة فهو محور بحث وهناك محاولة تتم لإقناع هذا الفريق على أن تتبلور الصورة في اليومين المقبلين.
وقالت انه بالنسبة إلى اسم الوزير الشيعي الخامس فيبدو ان هناك تفاهما جرى بشأنه ولم يعترض عليه الثنائي الشيعي وهذا لا يعني أنه يحظى بتأييده، اما مشكلة التمثيل السني فهناك جهد يبذل من اجل معالجتها.
وأوضحت انه في حال تلاقت هذه الحلول قريبا فإن ذلك مؤشر إلى قرب ولادة الحكومة، لكن هناك من استبعد ولادة وشيكة وقالت إن الموعد ارجىء إلى الأسبوع المقبل.
وفي السياق نفسه، لم يخرج لقاء رئيس الحكومة المكلف مع وفد من تكتل الاعتدال الوطني بأي جواب حول تمثيل وزير يسميه. وعلمت اللواء ان الرئيس المكلف لم يعد الوفد بشيء وقال أنه يريد جوجلة الأمور وبعض الأسماء.
وأكد نائب التكتل أحمد رستم في تصريح لـ «اللواء» أن من حق التكتل أن يسمي شخصية لتولي حقيبة داخل الحكومة، وأشار إلى أن هذا التكتل لعب دورا أساسيا في القضايا الوطنية وكان خارج الاصطفافات ولم يقبل بتهميش أي كتلة.
ورأى أن من حق عكار أن يكون لها وزير فهي جزء من هذا الوطن وتزخر بالطاقات والكفاءات.
وردا على سؤال عن دعم أحد الأسماء للتوزير، أوضح النائب رستم ان هناك أسماء تتمتع بالكفاءة وهي من خارج منطقة عكار وتنطبق عليها مقولة الشخص المناسب في المكان المناسب، وقال أنه يدعم توزير القاضي هاني حجار نظرا إلى شفافيته واسمه مطروح من قبل التكتل.
لكن المصادر المتابعة تعتقد ان ملف تأليف الحكومة بقي على مسار الثبات الايجابي بخلاف ما يقال، وتؤكد مصادر لبنانية وازنة ان واشنطن تضغط باتجاه منع تشكيل الحكومة بالصيغة التي اتفق فيها رئيس الحكومة المكلف نواف سلام مع الثنائي الشيعي، وتجري محاولات للمقايضة بين مشاركة الثنائي في الحكومة بأربعة وزراء محسوبين عليه وتحديدا على حركة أمل، مقابل وزير شيعي خامس «ملك» هو في الحقيقة حصان طروادة في مواجهة الثنائي ونوعا من البروفة لهدفين، الأول: لسحب بساط حصر الصوت الشيعي في ثنائي «أمل-حزب الله» فقط، فيما الهدف الثاني للترويج بأن هناك إمكانية لتطعيم المجلس النيابي بأصوات شيعية معارضة للثنائي في الانتخابات النيابية المقبلة… فيما الأهم من وجهة نظر المصادر هو محاولة تسويق إمكانية انتخاب رئيس للمجلس من خارج الثنائي في حال نجح الرئيسان سلام وعون في فرض الوزير الشيعي الخامس كمعارض للثنائي ومن قلب بيئته في الجنوب او البقاع.
وتقول المصادر ان هناك مسعى تم إفشاله بتوزير شخصية تنتمي لعائلة شيعية كبرى في وزارة خدماتية من أجل تجيير الأصوات لاحقا في الانتخابات النيابية المقبلة لصالح لوائح تضم شخصيات معارضة للثنائي.
دعم قطري متجدِّد
عربياً، وصل مساء امس الى بيروت رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، والتقى الرؤساء الثلاثة: جوزاف عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، والرئيس المكلف.
واكد المسؤول القطري من بعبدا ان زيارته هي زيارة دعم من دولة قطر للبنان، مشدداً على تطبيق القرار 1701، والالتزام بتنفيذ وقف النار، مشدداً على جهوزية بلاده للمساهمة في الاعمار، بعد تأليف الحكومة.
واكد رفض «خروقات إسرائيل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وانتهاك الأجواء اللبنانية»، وشدد على ان «دولة قطر ستكون حاضرة بملف إعادة إعمار لبنان».
وتابع : ستكون قطر كما كانت من قبل حاضرة على مستوى الدعم الاقتصادي واعادة الاعمار ونتطلع الى تشكيل الحكومة ليتم بحث كافة الملفات. وقطر ستساعد في القطاعات التي ترى ان لبنان بحاجة للمساعدة فيها.
واوضح انه «منذ بداية العام الجاري تسير المؤشرات بشكل إيجابي في المنطقة، ونحن نسعى إلى تحقيق كل بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ المرحلة الثانية».
وثمَّن الرئيس عون دور قطر، وقال: نثمن عالياً الدور القطري في دعم اقتصاد لبنان، لا سيما في قطاع النفط والغاز ونتطلع الى استئناف اعمال التنقيب قريباً بالتعاون مع توتال.
ثم زار رئيس الوزراء القطري والوفد المرافق، وبحضور السفير القطري في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، وسفيرة لبنان لدى قطر فرح بري الرئيس بري، حيث جرى عرض الاوضاع العامة والعلاقات الثنائية.
وشكر الرئيس بري قطر اميراً وحكومة وشعباً على دعمها للبنان في مختلف المجالات، ودعم المؤسسة العسكرية.
وابلغ بري المسؤول القطري انه سيزوده بكافة الانتهاكات والخروقات الاسرائيلية اليومية لبنود الاتفاق.
وبعدها زار الرئيس المكلف نواف سلام. وخلال اللقاء اكد رئيس الوزراء القطري «استعداد بلاده لمواصلة دعم لبنان في مختلف المجالات، داعيا الرئيس سلام الى زيارة الدوحة في أقرب فرصة ممكنة». وشكر الرئيس سلام رئيس الوزراء القطري على زيارته للبنان، مقدرا استعداد الدوحة لمساندة لبنان في هذه المرحلة، مبديا تفاؤله بـعودة الحرارة الى العلاقات مع الأشقاء العرب، بما سينعكس ايجابا على اعادة الاعمار وجذب الاستثمارات اليه».
كما زار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.
وخلال الاجتماع عبر ميقاتي عن شكره لوقوف قطر الدائم الى جانب لبنان، معتبراً ان الاولوية اليوم هي لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من المناطق التي لم تنسحب منها بعد في الجنوب، ووقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان وتدمير مقوماته وبناه التحتية.
وذكرت وزارة الخارجية القطرية مساء امس ان رئيس الوزراء القطري جدد امس التزام بلاده بتزويد لبنان بامدادات الطاقة والغاز لتوليد الكهرباء.
اعتراضات وخلافات حكومية
وفي السياق الحكومي، أكّد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النّائب غياث يزبك ان «حزب القوّات لن يشارك في الحكومة المرتقبة وسيحجب الثّقة عنها إذا لم يتلق التّوضيحات التّي يحتاجها لأنّه لا يريد المساهمة في غرق العهد منذ بدايته»، مشيراً الى ان «حزب القوات لم يحسم موقفه النهائي بعد بانتظار ما سيقدمه الرئيس المكلف وهو منفتح على أي خطوات من شأنها إنجاح العهد وإنقاذ البلد».
كما سجل اعتراض ارمني على التمثيل حيث صدر عن حزب الطاشناق بيان قال فيه:«شعار تفادي تحويل الحكومة إلى مجلس نيابي أو ملّي مصغّر لا يجوز أن يُترجم إلى إنزال أسماء وشخصيات لا تمت بصلة بالمجتمعات التي تمثّلها، وفرضها على تلك المجتمعات. وحرصًا منّا على نجاح الرئيس المكلّف في تأليف حكومة تحظى بثقة مجلس النوّاب بأكثرية مريحة تمكنها من العمل، وبثقة شعبية تحاكي الإرتياح الذي منحه خطاب القسم، فإنّنا ندعو الجميع إلى مقاربة عملية تأليف الحكومة بروحيّة تعاون وتسهيل مهمة رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف. كما ندعو الرئيس نوّاف سلام إلى مقاربة التأليف بمعايير موحّدة، تضمن مؤازرة القوى النيابية والسياسية والشعبية لمسيرة عمل حكومته العتيدة».
وقال النائب ميشال الدويهي «حتى اللحظة، وإن بقيت التشكيلة كما نسمع، فلا حاجة لانتظار إعلانها، إو لبيانها الوزاري: لا ثقة بالمنهجية الحالية ولا ثقة بالمعايير الموضوعة، والأهم من ذلك كله، لا ثقة بحكومة يشارك فيها فريق الثنائي بوزارة المالية فريق عمّق الانهيار وساهم بالفساد، وعقّد الحياة السياسية اللبنانية، وكان ولا يزال ممسكاً بمفاصل هذه الوزارة، فيما اللبنانيون ما زالوا يدفعون أثمان الانهيار الاقتصادي والكوارث والحروب التي خلّفها».
ورد عليه زميله مارك ضو فعدد 5 انجازات في الحكومة المرتقبة، وقال: آن أوان ان تدركوا حجم الانتصارات بهذه الحكومة، ولا تنغّصوا فرحتكم بهواجس من مرحلة سابقة، وتعلموا إن ما تكسبونهم هو أحلامكم منذ عشرات السنوات، أنا أؤيّد الرئيس نواف سلام ومعه لإنجاز هذه الحكومة وبسرعة لما فيها مصلحة لبنان وخطوات كثيرة نحو الدولة التي نطمح لها».
اما رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، فأكد حرصه «على تأليف الحكومة ونجاح العهد»، مبديا تخوفه من «التعثر في التأليف». وقال في مؤتمر صحافي عقب اجتماع تكتل «لبنان القوي»: لا نقبل بالتجاوزات والهدف الوصول الى حكومة فاعلة تنفذ خطاب القسم، والحكومة ستكون غير عادية وأمامها تحديات سياسية.
وقال: حريصون على تأليف الحكومة ونجاح العهد وأصبح لدينا خوف من التعثر في التأليف، وهناك من يهمس بالسر أنه يجب أن نمنع أن نعطي التيار مع أي فريق آخر امكانية الثلث المعطل، ونحن نريد للحكومة النجاح ولا مصلحة لدينا بانهيار البلد ونحن لسنا حلفاء مع الثنائي الشيعي لتطيير الحكومة ولسنا حلفاء مع المعارضة.
وتابع باسيل: طالبنا بأمر أساسي هو وحدة المعايير وحصلت مخالفات كثيرة ولسنا مع منح وزارة المال إلى الشيعة. نحن لسنا حلفاء مع الثنائي الشيعي لتطيير الحكومة ولسنا حلفاء مع المعارضة، ونحن مع عدم عزل وعدم استهداف أي مكون وتحديدا الشيعة ولكن هذا لا يعني إعلائهم عن غيرهم في التسمية وإعطائهم ما لا يعطى لغيرهم تعويضا لهم عن الحرب والتمسك بالتمثيل السياسي لا يعني تسمية وزراء من دون كفاءة.
ومساءً اجتمع الرئيس المكلف مع تكتل الاعتدال، وجرى البحث في كيفية توزيره في الحكومة.
وفي خطوة، قد لا تكون بعيدة عن مشاركة حزب الله في الحكومة العتيدة، فرضت استراليا عقوبات على الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، واستنكر الحزب القرار «الظالم» ووصفه بأنه يشكل انحيازاً واضحاً «للكيان الصهيوني وتغطية على عدوانه وارهابه».
الجنوب ينتظر ارتاغوس
في ماخصّ تطورات الجنوب، نُقل عن بعض الأوساط الديبلوماسية في بيروت أن تأجيل زيارة المبعوثة الأميركية للبنان مورغان بيتاغوس الى يوم غد الخميس وربما الى ما بعده، مردّه إلى انتظار لقاء ترامب – نتنياهو لتنقل حصيلته إلى المسؤولين اللبنانيين وتقرير الموقف.
وقدمت وزارة الخارجية والمغتربين عبر بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ردا على خرق إسرائيل للقرار 1701، ولإعلان وقف الأعمال العدائية، وتجاهلها التام لإلتزاماتها ذات الصلة بترتيبات الأمن المعززة تجاه تنفيذ القرار 1701. ودعا لبنان مجلس الأمن، لا سيما الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية، إلى إتخاذ موقف حازم وواضح إزاء هذه الإنتهاكات المتكررة، والعمل على إلزام إسرائيل بإحترام إلتزاماتها. كما طالب بتعزيز الدعم للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، لضمان حماية السيادة اللبنانية وسلامة المواطنين اللبنانيين.
ميدانياً، انتشر الجيش اللبناني صباح امس، في بلدة الطيبة بعد إعلانها محررة بشكل كامل من الاحتلال الاسرائيلي. وصدر عن بلدية الطيبة بيان دعت فيه الأهالي إلى التعاون مع عناصر الجيش وتوجيهاته لأزالة آثار العدوان. وقالت:حمى الله الوطن والبلدة من كل سوء ورحم الله الشهداء وشافى الجرحى وعودة الأسرى سالمين بأذن الله.
كما تحررت مساء امس الاول بلدة بني حيان من رجس الاحتلال ، برغم قنابل المحلقات الاسرائيلية التي لم تمنع نبض الحياة بالعودة الجزئية لأهلها رغم حجم التدمير في منازلها ومنشئاتها المدنية.
لكن جيش الاحتلال واصل جرائمه فأقدم على نسف معمل تكرير مياه الصرف الصحي في سهل مرجعيون في اتجاه كفركلا.. وإحراق عدد من المنازل بين رب ثلاثين والطيبة. واطلقت مسيرة اسرائيلية قنبلتين صوتيتين في اجواء بلدة الجبين. كما اقدمت قوات العدو الإسرائيلي منذ الصباح الباكر على تجريف الأشجار والأراضي الزراعية وإحراق بعض المنازل في بلدة حولا من الجهة الشرقية.
وبعد الظهر لم يوقف العدوالاسرائيلي اعتداءاته على قرى الجنوب، حيث القت درون معادية ثلاث مرات قنابل على عناصر الهيئة الصحية الإسلامية أثناء انتشالهم جثامين الشهداء في بلدة عيتا الشعب وحالت دون اتمام العملية، من خلال القاء القنابل. ولم يصب أحد باذى.
ودهمت قوات العدو الصهيوني عدد من المنازل في الجزء الشرقي من بلدة يارون، وسط إطلاق رشقات نارية بشكل متقطع.
كما اجتازت قوة معادية الصهيونية الخط الحدودي في محور مزارع شبعا، تضم 6 الدبابات وآليات، وتوغلت عصراً ، من جبل سدانة وكفرشوبا بإتجاه طريق بلدة كفرحمام وسط اطلاق رشاقات رشاشة مكثفة، علما ان الجيش اللبناني انتشر في البلدتين الاسبوع الماضي. وقطع الجيش الطريق الرئيسية التي تربط بين كفرحمام وراشيا الفخارمنعاً لتقدم القوة، ثم عادت القوة ادراجها بعد نحو ساعتين.
ونفذ جيش الاحتلال عند الغروب تفجيراً في بلدة العديسة تلاه تفجير كبير في يارون.وتفجيرمنازل في عيترون.ونفذت طائراته غارات وهمية في اجواء منطقتي النبطية واقليم التفاح.
المصدر: صحف
0 تعليق