صدمة «DeepSeek».. خبراء يتحدثون لـ«الأسبوع» عن مفاجأة الذكاء الاصطناعي ونتائجه

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صدمة «DeepSeek».. خبراء يتحدثون لـ«الأسبوع» عن مفاجأة الذكاء الاصطناعي ونتائجه, اليوم الأحد 2 فبراير 2025 11:28 مساءً

- زياد عبد التواب: يكسر احتكار الذكاء الاصطناعي ويشعل المنافسة بين القوى الكبرى

- أشرف مفيد: التطبيق الجديد منخفض التكلفة وكفاءة عالية وسيغير الهيمنة الأمريكية

- الدكتور محمود منصور: بكين نجحت في توفير النموذج المثالي، نسبيًا بشكل مجاني

أحدثت نماذج متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، طرحتها شركة «DeepSeek» الصينية، صدمة كبيرة للشركات الأمريكية والأوروبية وكيانات آسيوية مرتبطة بها، وفق تأكيدات خبراء ومختصين تحدثوا لـ«الأسبوع»، من بينهم خبير صناعة المعلومات، الدكتور محمود منصور، حيث تعتمد هذه النماذج على تقنيات تحاكي الذكاء البشري عبر معالجة بيانات ضخمة.

يوضح، منصور، أنه بـفضل هذه النماذج، أصبح بإمكان الأنظمة التفاعل بذكاء مع البشر، وحل المشكلات الرياضية والرد على الأسئلة المنطقية، إلا أن هذه النماذج، التي تعتمد على طاقة حسابية هائلة، تكلف الشركات مبالغ ضخمة من الأموال لتشغيلها، ما يجعل بعض النماذج مثل، شات جي بي تي، باهظة التكلفة مقارنة بالنموذج الصيني منخفض التكاليف.

الدكتور محمود منصور

وقال إن نماذج الذكاء الاصطناعي تتعامل مع قواعد بيانات كبيرة جدًا فكرية، أدبية، فنية، وعلمية، وتقوم بتحليل المعلومات بناءً على المعطيات الممنوحة لكل نموذج، وجميعها مبنية على ما يُسمى: واجهة الذكاء الاصطناعي، مثل شات جي بي تي، جيمناي، كوبيلت، ثم النموذج الصيني، ديب سيك.

أشار منصور إلى أن نموذج الذكاء الاصطناعي مثل ديب سيك يتعلم ويخزن البيانات، ثم تأتي مرحلة التعلم العميق التي تعتمد على خوارزميات تحاكي الخلايا العصبية للإنسان، والمنافسة بين هذه النماذج تعتمد على قدرتها في محاكاة النموذج العصبي في دماغ الإنسان، لكي تبدأ في التفاعل مع المستهلكين، وتقديم الحلول المنطقية المطلوبة للإجابة عن الأسئلة المنطقية.

ويشير إلى أن جميع النماذج، باستثناء الصيني، ديب سيك، تستهلك طاقة كبيرة، بأموال كثيرة، لتشغيل الأجهزة ومراكز البيانات الضخمة، لذا، فإن الاشتراكات الخاصة بالمستهلكين تكون كبيرة نسبيًا، ولا أقصد هنا النماذج المجانية، بقدراتها المحدودة جدًا، والمعرضة للهلوثة عند تقديم الإجابات، عبر إعطاء معلومات غير منطقية.

ونبّه الدكتور منصور إلى أن الصين نجحت في توفير النموذج المثالي، نسبيًا، بشكل مجاني، مع قدرته على معالجة 14 تريليون بارامتر، وهي قدرة حاسوبية قوية جدًا، بتكلفة بسيطة، وجعلوه مفتوح المصدر، ومتاحًا لكل من يرغب في تطوير النموذج وتحسينه، على عكس النماذج الأمريكية المغلقة والمدفوعة.

يعدد منصور المكاسب التي ستعود على الناس من الذكاء الاصطناعي، حيث يشير إلى أن هناك وظائف من المتوقع أنها ستختفي، في مجالات المحاماة وأنواع الطب، ومن يمكنهم الاستمرار هم من يستطيعون توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة أعمالهم، مثل المبرمجين، الذين سيستفيدون من تحسين وتسريع أعمالهم بطرق غير مسبوقة.

أيضًا، في مجال البحث العلمي، أثبت النموذج الصيني كفاءته الكبيرة في هذا المجال، حيث إنه قادر على البحث عن المصادر العلمية ودقتها، وهي ميزة غير متوفرة في باقي النماذج التي لا تقدم هذه الخدمة. بالإضافة إلى ذلك، يوفر النموذج الصيني إمكانيات للتدقيق اللغوي والبحث على الإنترنت بشكل مجاني، ومن ثم يجب تعلم الذكاء الاصطناعي بشكل عام، ثم التركيز على التفاصيل التي تتعلق بمجال عمل كل شخص.

خيارات ومكاسب

من جانبه، يرى الخبير في الذكاء الاصطناعي، أشرف مفيد، أن التطور الكبير في الذكاء الاصطناعي، كما يظهر في تطبيقات مثل «DeepSeek» الصينية، يعد تحولًا جوهريًا في مسار التكنولوجيا العالمية، يعكس صراعًا تكنولوجيًا بين الصين والولايات المتحدة، حيث قدمت الصين نموذجًا قادرًا على منافسة العملاقة التقنية الأمريكية بتكلفة منخفضة وكفاءة عالية.

الخبير في الذكاء الاصطناعي، أشرف مفيد

أشار، مفيد، إلى أن هذا الصراع سيعيد تشكيل استراتيجيات الاستثمار في هذا القطاع، وسيسهم في تقديم خيارات متعددة للمستهلكين بأسعار منخفضة، مما يعزز تجربة المستخدم ويغير شكل التطبيقات التكنولوجية في الحياة اليومية، وكنت وما زلت على قناعة تامة بأن المنافسة في الذكاء الاصطناعي لا تعترف بالحدود.

وحول تقييمه لما يحدث وتأثيره اقتصاديًا وتكنولوجيًا، قال: أن الابتكار لا يحتاج دائمًا إلى استثمارات ضخمة بقدر ما يحتاج إلى رؤية واضحة وإرادة حقيقية، وما نشهده اليوم مع تطبيق «DeepSeek» يمثل تحولًا نوعيًا في مسار التكنولوجيا، إذ أثبت أن بإمكان النماذج البديلة أن تنافس بقوة، بل وتهدد عمالقة الصناعة الذين اعتبروا أنفسهم في مأمن من التغيير.

من الناحية الاقتصادية، هذا التطور سيؤثر بشدة على استراتيجيات الاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح واضحًا أن القدرة على تقليل التكلفة مع تحقيق نتائج مماثلة، إن لم تكن أفضل، ستجبر الشركات الكبرى على إعادة التفكير في نماذج أعمالها، أما تكنولوجيًا، فإننا أمام مرحلة جديدة من الابتكار، حيث لم يعد التفوق مقصورًا على شركات بعينها، بل أصبح مرهونًا بالقدرة على تحقيق أقصى استفادة من الإمكانات المتاحة بأقل تكلفة وأعلى كفاءة.

وعن الاستفادة التي ستعود على مستهلكي التكنولوجيا، أوضح مفيد، أن المستهلك هو المستفيد الأول والأخير من هذه المنافسة المحتدمة، حيث تعني زيادة الابتكار مزيدًا من الخيارات، وأسعارًا أقل، وتجربة استخدام أكثر تطورًا. نحن أمام مشهد يعكس بوضوح أن التكنولوجيا لم تعد حكراً على مجموعة محددة من الدول أو الشركات، بل أصبحت ساحة مفتوحة لمن يملك الجرأة والرؤية.

وأوضح، مفيد، أنه مع شدة المنافسة، ستتحسن جودة الخدمات المقدمة للمستهلكين، كما سيؤدي الضغط المستمر إلى إطلاق منتجات أكثر تقدمًا بقدرات غير مسبوقة، مما يعزز تجربة المستخدم ويفتح آفاقًا جديدة أمام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية. وحول استفادة قطاع الإعلام من هذه التطورات، أوضح مفيد، أنه توقف طويلًا أمام هذا السؤال، ويرى أن ما يحدث اليوم ليس مجرد تطور تقني، بل هو إعادة تشكيل لأساليب إنتاج المحتوى الإعلامي.

وقال إن الصحافة، بوصفها مهنة البحث عن الحقيقة، تجد نفسها أمام فرصة تاريخية للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات، ورصد الاتجاهات، وإنشاء محتوى أكثر دقة وعمقًا. أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة ستمنح الصحفيين القدرة على الوصول إلى المعلومات بسرعة غير مسبوقة، وستساعدهم في تقديم محتوى تفاعلي غني قادر على جذب الجمهور وإبقائه على تواصل دائم مع الأخبار.

وفيما أكد، مفيد، أنه في عالم أصبح فيه السرعة والدقة عنصرين حاسمين، فإن تبني هذه الأدوات لن يكون رفاهية، بل ضرورة لضمان استمرار الصحافة في لعب دورها المحوري في تشكيل الوعي العام، فقد أشار إلى تأثير الصراع التكنولوجي في المشهد الدولي، وأن الصين لم تعد مجرد منافس في مجال التكنولوجيا، بل أصبحت قوة قادرة على إحداث تغيير جذري في المعادلة الدولية.

وبين أنه لم يعد الذكاء الاصطناعي حكرًا على الشركات الأمريكية الكبرى، بل دخلت الصين بقوة وأثبتت أنها قادرة على تقديم بدائل ذات كفاءة عالية وتكلفة أقل. هذا سيؤدي إلى تصعيد المنافسة بين القوى الكبرى، وسيدفع الولايات المتحدة وأوروبا إلى إعادة النظر في استراتيجياتهما لضمان استمرار تفوقهما التكنولوجي.

وقال، مفيد: في تقديري، نحن أمام مرحلة جديدة من الصراع التكنولوجي، حيث لم يعد الأمر مجرد سباق على تطوير أفضل النماذج، بل أصبح معركة على النفوذ والسيطرة في عالم يعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي في كل جوانب الحياة. قد نكون على أعتاب تحول جذري في ميزان القوى، حيث ستفرض الصين نفسها لاعبًا أساسيًا، ولن يكون بالإمكان تجاهل تأثيرها في مستقبل التكنولوجيا العالمية.

المسكوت عنه

يشير خبير التحول الرقمي وأمن المعلومات، المهندس زياد عبد التواب، عضو لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة، إلى أن تطورات "DeepSeek" في مجال الذكاء الاصطناعي فتحت المجال أمام الشركات الصغيرة والدول ذات الموارد المحدودة لدخول هذا المجال بثقل، نتيجة تكلفته المنخفضة وإمكاناته الكبيرة.

المهندس زياد عبد التواب

وقال عبد التواب: أصبح بإمكان هذه الشركات المنافسة في صناعة الذكاء الاصطناعي دون الحواجز التي كانت تضعها الشركات الكبرى في السابق. هذا التحول يمثل ثورة تقنية ستكون لها آثار كبيرة على اقتصاديات العالم، خصوصًا في الصراع التكنولوجي بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، ما يعزز التنافس على النفوذ في المستقبل.

ونبه إلى أن هذه التطورات في عالم الذكاء الاصطناعي غير مسبوقة تقنيًا، فتكلفة التطبيق الجديد لا تزيد عن 5% من التكلفة التي تصرح بها الولايات المتحدة الأمريكية لمثل هذه التطبيقات. كما أن الشركة القائمة بإصدار هذا التطبيق هي شركة ناشئة جديدة صغيرة تم إنشاؤها في عام 2023. تأثير هذا في المستقبل سيكون كبيرًا ببساطة لأن هذا يفتح المجال أمام الدول والشركات الصغيرة الدخول في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي بقوة وكثافة.

وأشار إلى أن الإنجاز الصيني بدد العوائق أو الحواجز التي حاولت الولايات المتحدة الأمريكية إبرازها للعالم بأن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى مراكز بيانات كبيرة ويستهلك كمية كبيرة جدًا من الطاقة، ولكن هذا الإصدار الجديد بهذه التكلفة المنخفضة وبهذه الإمكانيات البسيطة في إطار التجهيزات الفنية يفتح الباب على مصراعيه أمام الجميع لدخول بقوة في عالم الذكاء الاصطناعي.

وعن دلالة هذه الخطوة، قال عبد التواب: من المعروف أن أكبر لاعبين في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم هما الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الأول والصين في المركز الثاني. وهذا الإصدار وإصداره في هذا التوقيت بالذات له دلالة اقتصادية وسياسية كبيرة. فالصراع يقترب من المواجهة الكبيرة في ظل الحرب الغربية على تطبيق "تيك توك" الصيني وما أحدثه في العالم كله من حالة هلع ورعب من التطبيق بزعم أنه يقوم بالاستيلاء على البيانات الشخصية الموجودة على الهواتف المحمولة.

المفاجأة، بحسب عبد التواب، كانت أنه بعد ذلك بعد أشهر ظهرت دعاوى لقيام إحدى شركات التكنولوجيا الكبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية بشراء هذا التطبيق. إذاً فالأمر ليس تكنولوجيا بحتًا ولكنه جزء من الصراع السياسي والصراع الاقتصادي بين الدولتين الكبيرتين.

وعن مستقبل الصراع، قال عبد التواب: أتصور أنه مشابه للتأثير دخول الصين في مجال تصنيع الأجهزة التقنية الخاصة بشبكات المعلومات والهواتف المحمولة. فقبل ظهورها في الأسواق كانت الغلبة للغرب وكان يستطيع أن يضع الأسعار التي يريدها ويقوم بالسيطرة على هذه الشبكات عبر العالم كله. ولكن بعد ظهور شركة هواوي انقلبت الآية، فخفضت الولايات المتحدة الأمريكية من أسعار تلك المنتجات لتستمر في المنافسة مع شركة هواوي وغيرها من الشركات الصينية المتقدمة في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وقال: ربما إطلاق هذا التطبيق وبعده أيضًا بيومين جاءتنا الأخبار عن إطلاق شركة علي بابا الصينية لتطبيق آخر للذكاء الاصطناعي. إذاً فالأمر في المستقبل القريب سوف يتغير كثيرًا. لن تكون السيطرة لدولة واحدة، ولكن هذا التنوع والاختلاف في الدقة وفي التكلفة المطلوبة وتجهيزات الفنية المطلوبة لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي سيعيد ضبط كافة الصراع وتوازنها مرة أخرى. وربما يسمح بدخول لاعبين جدد إلى الساحة ويشجعهم على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتطوير أنظمة فنية خاصة بهم.

اقرأ أيضاً
وكيل النواب يحذر من التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي «فيديو»

أبو الغيط يفتتح دائرة الحوار العربية حول الذكاء الاصطناعي في العالم العربي:

معرض الكتاب يناقش «تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام» لـ رباب عبد الرحمن

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق