أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، مساء اليوم الإثنين، عن عودة 300 ألف نازح فلسطيني إلى مناطقهم في شمال قطاع غزة بعد أكثر من عام على النزوح القسري الناتج عن التصعيد الإسرائيلي الأخير. وأفاد المكتب بأن النازحين عادوا عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، بعد 470 يومًا من المعاناة نتيجة "حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال"، وفقًا لوكالة الصحافة الفلسطينية (صفا).

تفاصيل الاتفاق واستجابة إسرائيل

عودة النازحين جاءت بعد مفاوضات مكثفة قادتها قطر، حيث أصدرت الدوحة بيانًا أكدت فيه أن حركة حماس ستسلم الرهينة المدنية الإسرائيلية أربيل يهود واثنين آخرين قبل يوم الجمعة المقبل. وبموجب الاتفاق، وافقت إسرائيل على السماح بعودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع، وهو ما اعتبره الفلسطينيون خطوة جزئية نحو تخفيف الحصار المفروض على القطاع.

وكانت إسرائيل قد رفضت في وقت سابق السماح بعودة سكان شمال قطاع غزة، مشترطة تسليم الرهينة الإسرائيلية كجزء من التفاهمات مع حركة حماس. ومع إعلان هذا الاتفاق، بدأت الخطوات الأولى لتطبيق التفاهمات المعلنة، بما في ذلك عودة النازحين.
 

وقف إطلاق النار: مرحلة أولى نحو التهدئة

بدأ سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في 19 يناير الجاري، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة. ويشمل الاتفاق ثلاث مراحل، تستمر المرحلة الأولى منها لمدة 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض على تفاصيل إضافية تتعلق بملفات الأسرى والمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار.

وأعربت الأطراف الدولية الراعية للاتفاق عن أملها في أن يمثل وقف إطلاق النار بداية لتحقيق تهدئة طويلة الأمد في القطاع، بما يسمح بتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة.

عودة النازحين: صمود فلسطيني رغم المعاناة

عودة هذا العدد الكبير من النازحين إلى شمال قطاع غزة تمثل إنجازًا كبيرًا للشعب الفلسطيني، الذي واجه نزوحًا قسريًا طويلًا بسبب الهجمات الإسرائيلية. وأكدت حركة حماس في بيان لها أن عودة النازحين تُعد "انتصارًا للشعب الفلسطيني وإعلانًا عن فشل محاولات الاحتلال لتفريغ غزة من سكانها".

جهود الوساطة الدولية

تشير عودة النازحين إلى أهمية الدور الذي تلعبه الوساطة الدولية، خصوصًا من قبل قطر ومصر، في التوصل إلى تفاهمات بين الأطراف المتصارعة. وقد حظي الاتفاق بترحيب واسع من الجهات المعنية، وسط دعوات لاستمرار الجهود لضمان تنفيذ كافة بنود الاتفاق ودعم إعادة إعمار غزة.