صرح السفير الدكتور محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بأن مصر لن تقبل بأي حال من الأحوال بمخطط التهجير القسري للفلسطينيين، وذلك في إطار علاقاتها الاستراتيجية والمصالح المتبادلة مع الولايات المتحدة الأمريكية. 

وجاء هذا التصريح ردًا على طرح أمريكي يتعلق بإمكانية نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى في المنطقة. وفيما يلي أبرز النقاط التي أشار إليها السفير حجازي حول موقف مصر:

مصر تستقبل الجرحى الفلسطينيين وتقدم لهم الرعاية الصحية

أكد السفير حجازي في تصريحات لـ"تحيا مصر" أن مصر تستمر في تقديم دعمها الكامل لشعب فلسطين، حيث تستقبل عددًا كبيرًا من الجرحى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية، وتتكفل برعايتهم، بالإضافة إلى استقبال المزيد من الجرحى وعائلاتهم. 

وأشار إلى أن هذا يأتي في إطار الواجب الوطني والإنساني الذي تتحمله مصر تجاه أبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، الذين تعرضوا لعنف غير مسبوق خلال الأشهر الماضية.

 مصر تضامنت مع الفلسطينيين المحكوم عليهم وأعادت الرهائن إلى وطنهم

أضاف السفير حجازي أن مصر كانت أيضًا جزءًا من جهود الوساطة في صفقة الرهائن الفلسطينيين، حيث استقبلت مصر نحو 70 أسيرًا فلسطينيًا ممن قضوا سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية، بعضهم حكم عليه بالسجن لمدد تفوق الأحكام الدولية المتعارف عليها. وأكد أن مصر تواصل دعمها لهذه الفئة من الشعب الفلسطيني، خاصة أولئك الذين عانوا من العنف والقهر الذي تمارسه إسرائيل.

 رفض مصر القاطع لمخطط التهجير القسري للفلسطينيين

شدد السفير حجازي على أن مصر ترفض تمامًا مخطط إسرائيل للتهجير القسري للفلسطينيين في قطاع غزة. وعلى الرغم من الهجمات والعنف الممارس ضدهم، فإن الفلسطينيين تمسكوا بأرضهم ورفضوا النزوح منها. وأكد حجازي أن مصر لن تقبل تحت أي ظرف من الظروف تحقيق هذا المخطط سواء عبر السياسات أو الضغوط الدولية.

 الموقف المصري من التهجير القسري

أوضح حجازي أن مصر لن تقبل بمخططات تهجير الفلسطينيين تحت أي مسمى، لأن هذا يتعارض مع القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة. وأضاف أن إسرائيل دولة احتلال، وبالتالي فإن الموقف الصحيح من المجتمع الدولي يجب أن يكون المطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، بما يتماشى مع مبدأ حل الدولتين الذي هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

تصريحات تساهم في تعزيز الاستقواء الإسرائيلي وزيادة العنف في المنطقة

أشار السفير حجازي إلى أن التصريحات الأمريكية بشأن التهجير القسري للفلسطينيين تؤدي إلى تعزيز موقف إسرائيل الاستيطاني، وتزيد من تعميق حالة عدم الاستقرار والعنف في المنطقة. وأكد أن هذه التصريحات تدعم سياسة اليمين المتطرف في إسرائيل وتؤدي إلى توغل المستوطنين في الأراضي الفلسطينية، مما يعقد الوضع الأمني أكثر.

انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل خطر على استقرار المنطقة

فيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة، قال السفير حجازي إن انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل أصبح من المسلمات، إلا أنه شدد على أن هذا الانحياز يجب ألا يتحول إلى عداء لدول المنطقة، لأنه سيكلف جميع الأطراف الكثير. وأضاف أن هذه المواقف المنحازة تتناقض مع الموقف الرسمي الأمريكي الذي يرفض التهجير القسري للفلسطينيين، وهو ما يجعل هذه التصريحات بمثابة مخالفة للموقف الأمريكي المعلن.

دعوة للمجتمع الدولي لوقف دعم إسرائيل في ممارساتها التعسفية

وأكد السفير حجازي أن مصر ستظل على موقفها الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ولن تسمح لأي طرف بالضغط عليها للموافقة على حلول تتناقض مع مصلحة الفلسطينيين أو تساهم في تهجيرهم قسريًا. ودعا المجتمع الدولي إلى ضرورة الوقوف ضد الممارسات الإسرائيلية وضرورة الضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال والالتزام بحل الدولتين كحل وحيد لتحقيق السلام في المنطقة.