في تطور خطير يعكس تصاعد التطرف اليميني في أوروبا، ألقت السلطات البلجيكية يوم أمس الجمعة القبض على فتى يبلغ من العمر 14 عاما، كان يخطط لتنفيذ هجوم على مسجد في بلدية سان جان مولينبيك أثناء صلاة الجمعة.

وحسب ما كشفت عنه وسائل إعلام بلجيكية، فإن الموقوف متأثر بالأفكار النازية المتطرفة، وكان ينوي مهاجمة المصلين أثناء أدائهم لصلاة الجمعة في المسجد المذكور، وفقا لما أكده مكتب المدعي العام البلجيكي.

وأثارت الواقعة حالة من الصدمة والقلق في أوساط مسلمي بلجيكا، حيث أعلن وزير العدل بول فان تيشيلت، خلال جلسة برلمانية، عن توقيف الفتى الذي كان يستهدف مصلين أثناء أدائهم للصلاة في المسجد.

وأظهرت التحقيقات الأولية أن الفتى لم يكن مجرد مراهق عادي، بل كان متشبعا بأيديولوجيات عنصرية يمينية متطرفة، ويبدو أنه استوحى خطته من هجمات مماثلة شهدتها أوروبا في السنوات الأخيرة.

وتمكنت الشرطة خلال مداهمة منزله من العثور على عدد من الأسلحة، بينها سكين قابل للطي، وسكين مطبخ، وبركار بالإضافة إلى رموز نازية قام بصنعها بنفسه، مما زاد من خطورة القضية، خاصة وأن الحديث يدور حول فتى في سن مبكرة كان قد خطط لهجوم قد يودي بحياة العشرات.

ولم تكشف السلطات بعد عن مزيد من التفاصيل بشأن دوافع الفتى، وما إذا كان على اتصال بجماعات يمينية متطرفة أخرى، لكن مصادر أمنية رجحت أن يكون قد تأثر بدعاية نازية منتشرة في بعض الأوساط الرقمية المغلقة.

وسارعت السلطات القضائية من جهتها إلى وضع الفتى في مركز مغلق لرعاية الأحداث، ريثما تستكمل التحقيقات معه لمعرفة مدى خطورة أفكاره وإمكانية تورطه في مخططات أخرى.

يشار إلى أن هذه الحادثة تعيد إلى الأذهان تنامي التيارات المتطرفة في أوروبا، خاصة في أوساط الشباب، وسط تحذيرات من تأثير الإنترنت والمنصات الرقمية التي أصبحت ملاذا لأصحاب الفكر العنصري، حيث يجري استقطاب القصر وتحريضهم على العنف باسم "تفوق العرق الأبيض".