تشهد المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل، برعاية وسطاء دوليين، تطورات مهمة رغم التعقيدات المستمرة. وبحسب مسؤول فلسطيني مطلع، كان الاتفاق قريباً، إلا أن الجانب الإسرائيلي أضاف شرطين جديدين أثارا توتراً في النقاشات. الشرط الأول يتمثل في إدراج 12 جندياً إسرائيلياً لا تنطبق عليهم شروط المرحلة الأولى من الاتفاق، والشرط الثاني يتمثل في مطالبة إسرائيل حماس بتقديم قائمة بالأسرى الأحياء المحتجزين في غزة.

حماس: قبول بشروط مشروطة ورفض قاطع لمطالب معقدة

أكد المسؤول أن حماس أبدت استعدادها للتفاوض بشأن إدراج الجنود الـ12 "بثمن خاص"، لكنها رفضت الشرط المتعلق بالكشف عن أسماء الأسرى الأحياء، مبررة ذلك بأن الأوضاع الميدانية تتطلب وقف الهجمات الإسرائيلية أولاً. هذا الرفض يعكس التحديات التي تواجه الحركة في تقديم تنازلات بينما تستمر العمليات العسكرية في غزة.

قطر ومصر في قلب الوساطة الدولية

في ظل هذه التطورات، توجّه وفد من حماس إلى الدوحة تلبية لدعوة قطرية لمواصلة النقاشات. وتزامن ذلك مع لقاءات مكثفة أجراها الوفد في القاهرة مع المسؤولين المصريين الذين اقترحوا تأجيل الحديث عن النقاط الخلافية إلى ما بعد المرحلة الأولى من الاتفاق. الوساطة القطرية والمصرية لعبت دوراً مهماً في إبقاء المفاوضات على الطاولة رغم العقبات.
 

إسرائيل: تحرك دبلوماسي لتثبيت الشروط

على الجانب الآخر، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن وفداً مهنياً إسرائيلياً يتوجه إلى الدوحة لاستئناف المفاوضات. ويتألف الوفد من ممثلين عن الاستخبارات الخارجية (الموساد) وجهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي. وأكدت مصادر إسرائيلية وجود تقدم ملموس في المحادثات، مشيرة إلى أن تصريحات حماس الإيجابية زادت من فرص التوصل إلى اتفاق قريب.

آمال في اختراق دبلوماسي رغم التوترات الميدانية

مع تصاعد القصف الإسرائيلي على غزة واستمرار التصعيد العسكري، تتزايد الضغوط الدولية لدفع الطرفين نحو اتفاق يحقق وقفاً فورياً لإطلاق النار وتبادل الأسرى. ومع ذلك، تبقى المفاوضات محفوفة بالمخاطر في ظل استمرار الشروط المتبادلة والتوترات السياسية.

 مفترق طرق في ملف غزة

في الوقت الذي تسعى فيه الأطراف الدولية إلى تقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل، لا تزال العقبات قائمة أمام التوصل لاتفاق شامل. ومع تزايد التحديات، يبقى السؤال مطروحاً: هل ستنجح هذه المفاوضات في تحقيق تهدئة دائمة أم أن التصعيد سيبقى سيد الموقف؟