برزت "وحدة الظل" التابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، كأحد أكثر الأذرع العسكرية سرية وتنظيمًا، بعد ظهورها العلني النادر يوم الأحد في قطاع غزة، هذه الوحدة تُعرف بأنها المسؤولة عن حماية المحتجزين الإسرائيليين، وهو دور يتطلب دقة وسرية فائقة.  

ظهرت وحدة الظل بزي موحد وسيارات رباعية الدفع، وسط تكبيرات أهالي غزة، أثناء مرافقتها للمحتجزات الإسرائيليات الثلاث، اللاتي تم تسليمهن للصليب الأحمر ضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه أمس.  

تأسست وحدة الظل عام 2006 بأمر من القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وذلك عقب أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. تمثلت مهمة الوحدة في تأمين الجندي ومنع إسرائيل من الوصول إليه، ما أجبرها لاحقًا على القبول بصفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، التي تضمنت تحرير 1050 أسيرًا فلسطينيًا.  

في عام 2014، كُلفت الوحدة باحتجاز أربعة أسرى إسرائيليين، من بينهم جنديان أسرتهم كتائب القسام خلال الحرب الإسرائيلية على غزة. وفي عام 2016، تم الإعلان عن الوحدة لأول مرة، بقرار من محمد الضيف، لتكشف عن دورها المحوري في تأمين المحتجزين.  

مع بداية عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023، تولت الوحدة مسؤولية تأمين الأسرى الإسرائيليين، رغم محاولات إسرائيلية ودولية للوصول إليهم، ورغم هذه الضغوط، نجحت الوحدة في الحفاظ على أعداد كبيرة من الأسرى الإسرائيليين، معززة سمعتها كحارس أمين لملف الأسرى.  

"وحدة الظل" ليست مجرد مجموعة عسكرية، بل تجسد إستراتيجية مقاومة طويلة الأمد، تعتمد على السرية والانضباط لتحقيق أهدافها في صراع معقد وممتد.