نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حرائق لوس أنجلوس تشتت عائلات في «ألتادينا» بشكل دائم, اليوم الخميس 23 يناير 2025 02:18 صباحاً
كان تشارلز أندرسون أول عضو في العائلة يستقر في ضاحية ألتادينا بولاية كاليفورنيا الأميركية، وقد نشأ في أتلانتا بولاية جورجيا، وخدم في الحرب الكورية، وفي أواخر الخمسينات نقل الجيش تشارلز إلى كاليفورنيا، واشترى منزلاً في شارع جلينروز بتلك الضاحية من مقاطعة لوس أنجلوس.
وسرعان ما تبعه معظم أشقائه الـ15، بمن فيهم شقيقاه هيرمان وأوسكار، وكانوا من بين موجة من السود الذين غادروا جورجيا للبحث عن فرص أفضل في أماكن أخرى.
وفي ذلك الوقت، لم تكن ألتادينا، التي تقع عند سفوح جبال سان غابرييل ثرية ولا مطلوبة للعيش بشدة، وكانت منازلها الريفية يسيرة الكلفة، واستقرت بعض عائلات السود التي انتقلت إلى هناك في منطقة غرب ألتادينا، وتسمى «ميدوز»، وكان من بين سكانها أول رجل إطفاء أسود يدعى ويلفريد دنكان.
وقال أنطون أندرسون الذي نشأ في ألتادينا: «إذا كنت ترغب في شراء منزل جميل وكبير فيه حوض سباحة أو بعض وسائل الراحة الأفضل، فستأتي إلى ألتادينا»، مضيفاً: «كانت الطبقة المتوسطة السوداء تفضل هذه المنطقة».
إقبال كبير
غيّر الوافدون الجدد من الجنوب، مثل عائلة أندرسون، التركيبة السكانية لضاحية ألتادينا، فبعد أن كان 95% من سكانها من البيض في عام 1960، ارتفع عدد السود فيها ليصل إلى 43% بحلول عام 1980، وفي تلك السنوات - لاسيما بعد قانون «رومفورد» للإسكان العادل في كاليفورنيا لعام 1963، وقانون الإسكان العادل لعام 1968 الذي جعل التمييز في الإسكان على أساس العرق غير قانوني، وأضعف النظام المعروف باسم «الخط الأحمر» الذي صنف الأحياء السوداء على أنها محفوفة بالمخاطر بالنسبة للمُقرضين - استمرت عائلة أندرسون الموسعة في الاستحواذ على الممتلكات، وفي النهاية امتلكت ما بين تسعة و10 منازل في المنطقة.
التقى أوسكار أندرسون بزوجته ماري، التي جاءت إلى ألتادينا من ولاية تكساس مع والدتها وجدتها في أوائل خمسينات القرن الماضي في حفل رقص، وكما أخبر أطفاله لاحقاً كان يعلم أنهما سيتزوجان على الفور، وفي عام 1959 اشترى الزوجان منزلاً في غرب ألتادينا، حيث ولد خمسة من أطفالهما السبعة.
وبعد 10 سنوات تم تشريد الأسرة بسبب التوسع المقترح للطريق السريع (رقم 210)، وانتقلت شمالاً إلى شارع لاس فلوريس درايف، وكانت ماري، التي أطلق عليها أفراد عائلتها لقب «القانون»، مستثمرة عقارية ذكية، وخلال الـ40 عاماً التالية اشترت ثمانية عقارات في ألتادينا، وعندما كبر أطفال أوسكار وماري وأنجبوا أطفالاً، بيعت هذه المنازل أو انتقلت إلى عائلات أصغر سناً أو تم تقاسموها في ما بينهم.
ملتقى العائلة
لكن لمدة 60 عاماً تقريباً، ظل منزل ماري في لاس فلوريس درايف نقطة مركزية للعائلة، وفي ذلك تقول لورين، حفيدة أوسكار وماري، التي تعيش في بوسطن حالياً: «كان هذا هو المنزل الذي يمكن أن يذهب إليه العشرات من أبناء العمومة»، موضحة: «كان أشبه بمنزل القمة، وكان الناس يحتفلون بالأعياد هناك، لكنه كان أيضاً المكان الذي تذهب إليه الأمهات الجديدات لتلقي الرعاية من ماري بعد الولادة، وحيث يأتي كبار السن للحصول على الرعاية في نهاية الحياة»، وأضافت لورين: «كان هذا المنزل بمثابة البداية والنهاية لكثير من الناس».
وكانت ماري، التي تبلغ من العمر الآن 85 عاماً وهي أرملة، في المنزل الواقع في لاس فلوريس درايف، في ليلة السابع من يناير، عندما بدأ حريق إيتون الأخير خارج ألتادينا، وكانت ابنتها البالغة من العمر 58 عاماً برفقتها تتعافى من إجراء طبي، وكذلك ابنها أوسكار جونيور البالغ من العمر 55 عاماً، الذي خرج أخيراً من المستشفى بعد إصابته بحالة شديدة من الإنفلونزا، وكان على جهاز الأكسجين لعلاج الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
ويقول أوسكار جونيور، وهو معلم يعمل مع الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في أكاديمية ألمانسور في باسادينا: «كنا نطلق على المنزل (بيت المرضى)».
رياح مروعة
عاش أوسكار جونيور في ألتادينا في شارع جراندور مع زوجته لوري في منزل ورثه من عمته الكبرى التي اشترته في خمسينات القرن الـ20، وعادةً ما كان أوسكار ولوري يعيشان هناك مع أربعة من أبنائهما البالغين السبعة وثلاثة من أحفادهما.
وكانت لوري على الطريق السريع عائدة إلى البيت من عملها في إدارة خدمات الأطفال والأسرة في مقاطعة لوس أنجلوس، عندما أرسلت لها ابنتها أمبر رسالة نصية تفيد بأن الكهرباء في منزلهم انقطعت بسبب رياح عاتية اشتدت في ذلك الصباح.
وقالت لوري عن العاصفة التي اشتدت تدريجياً: «هذه المرة كانت مروعة، وكان الأمر كأن الرياح لها قبضات، ثم مع الدخان بدا الأمر كأن النار لها شفرات».
وبعد وصول لوري إلى شارع لاس فلوريس حاولت هي وأوسكار الاتصال بأطفالهما، لكن خدمة الهاتف المحمول كانت معطلة، وبدلاً من ذلك تم التواصل مع لورين، ابنة أوسكار ولوري، في بوسطن، وقررت العائلة في ألتادينا الإخلاء قريباً.
لم تعتقد عائلة أوسكار جونيور ولوري أنها في خطر مباشر من الحريق، لكن كان أفرادها قلقين بشأن تأثير الهواء الملوث على تنفس أوسكار، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي المستمر. وحجز لهما أحد الأقارب غرفاً في فندق في مونتيري بارك، وهي ضاحية تبعد نحو 20 دقيقة بالسيارة جنوب ألتادينا، في وادي سان غابرييل. وبينما كان الجميع يستعد بدأ أقارب آخرون في الاتصال بشأن الحريق الذي أصبح مرئياً من مسافة بعيدة من نوافذ المنزل.
منازل مدمرة
وغادرت عائلة أوسكار جونيور ولوري ضاحية ألتادينا بعد الحريق ولم تعد منذ ذلك الحين، ودُمر منزل ماري زوجة أوسكار أندرسون في لاس فلوريس درايف جراء الحريق، كما احترق منزل أوسكار ولوري، وفقد ابنهما جوليوس البالغ من العمر 25 عاماً الذي كان يعيش في مجمع شقق في ألتادينا مع زوجته وطفليهما منزله أيضاً، كما فقد هيرمان، أحد أقارب أوسكار والذي اشترى منزلاً في ألتادينا، منزله أيضاً.
وقال أوسكار: «لقد دُمر منزل أمي، وكذلك منزل أختي، ومنزل ابن عمي، ومنزل عمي». عن «ذا نيويوركر»
ثروة أجيال
الحريق تسبب في خسارة كبيرة. من المصدر
كان مجتمع السود في ضاحية ألتادينا ملاذاً للعديد من الأشخاص، الذين تم استبعادهم بسبب ارتفاع الأسعار، أو التحيز في أماكن أخرى، بمن فيهم الأميركيون من أصول يابانية، الذين استقروا هناك بعد إجبارهم على الذهاب إلى معسكرات الاعتقال في الحرب العالمية الثانية، والمهاجرون من أميركا الوسطى الذين جاءوا في أوائل ثمانينات القرن الماضي.
ويقول أنطون أندرسون، أحد سكان الضاحية: «الحريق تسبب في خسارة كبيرة، إنها ثروة أجيال، بعد أن كان بإمكانك في وقت سابق شراء منزل في كاليفورنيا مقابل مبلغ زهيد».
ويضيف: «لم ينقشع الدخان بعد، لكنّ صائدي الفرص كانوا في المكان بالفعل».
وأكد أندرسون أن أحد جيرانه تلقى مكالمة من مطور عقاري يسأل عما إذا كان يخطط للبيع.
حظ جيد
أنطون أندرسون مع زوجته في منزلهما الذي نجا من الحريق. من المصدر
أنطون أندرسون، مستشار تقني ومقدم «بودكاست»، يبلغ من العمر 57 عاماً، عاش في ضاحية ألتادينا طوال حياته باستثناء فترة وجوده في كلية دارتموث، وقد حظي أندرسون وجيرانه بحظ جيد نسبياً، فقد نجت جميع المنازل تقريباً في حيهم غرب ألتادينا من الحرائق، كما لم تفقد والدته المسنة إيفلين منزلها في ميدوز، وتمكن أندرسون من إنقاذ بعض لوحات والده الراحل من دخان الحرائق، وقال أندرسون: «لن يتم عرضها في متحف اللوفر، لكنها ذات قيمة عاطفية».
ومع ذلك فمن المرجح أن يمر وقت طويل قبل أن يتمكن هو وزوجته وطفلاهما من العودة إلى المنزل، وتضرر منزل العائلة بسبب الحريق، ودُمر جزء كبير من الحي الواقع إلى الشرق، وفي الوقت الحالي يقيمون مع أخته في كوفينا على بعد نحو 40 دقيقة بالسيارة.
. لم تكن ألتادينا، عند سفوح جبال سان غابرييل، ثرية ولا مطلوبة بشدة، وكانت منازلها الريفية يسيرة الكلفة.
. لمدة 60 عاماً تقريباً، ظل منزل إحدى العائلات في لاس فلوريس درايف نقطة مركزية للعائلة.
0 تعليق