شهدت الولايات المتحدة، اليوم الاثنين، حدثاً تاريخياً بتنصيب دونالد ترامب رئيساً للبلاد للمرة الثانية غير المتتالية، في حفل أقيم داخل قاعة "روتوندا" بمبنى الكابيتول، وسط أجواء مشحونة بالتوتر السياسي وأمنية مشددة.  

في خطابه الرسمي أمام رئيس المحكمة العليا، جون روبرتس، أعرب ترامب عن تفاؤله ببداية حقبة جديدة للولايات المتحدة. وأكد قائلاً: *"أقسم أن أعمل بكل إخلاص على حماية دستور الولايات المتحدة والدفاع عنه. عصر الولايات المتحدة الذهبي بدأ الآن، ومن اليوم فصاعداً، ستزدهر بلادنا وستُحترم في كل أنحاء العالم"*، مشدداً على أن مرحلة انحدار أمريكا قد انتهت.  

ترامب أعلن عزمه على اتخاذ خطوات جريئة خلال ولايته الثانية، متعهداً بـ"ثورة للمنطق السليم". وشدد على أنه سيعمل على إنهاء الحروب التي استنزفت البلاد لعقود، بالإضافة إلى طرد الملايين من المهاجرين غير النظاميين عبر إعلان حالة طوارئ وطنية على الحدود الجنوبية.  

كما أوضح أن أولوياته تشمل إصلاح أنظمة الرعاية الصحية والتعليم، وتحقيق ازدهار اقتصادي شامل. وأضاف: *"سأوقع اليوم مائة مرسوم رئاسي يعالج تحديات الهجرة والطاقة والاقتصاد. أميركا ستصبح أعظم وأقوى من أي وقت مضى"*.  

فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بأغلبية كبيرة، حيث حصل على 312 صوتاً من المجمع الانتخابي مقابل 212 لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس. هذا الدعم الشعبي دفعه للإعلان بكل ثقة: *"أعود للرئاسة واثقاً ومتفائلاً ببداية عهد جديد من النجاح الوطني. نحن في بداية موجة تغيير غير مسبوقة"*.  

نُقل حفل التنصيب إلى داخل الكابيتول لأول مرة منذ 40 عاماً بسبب موجة البرد القطبي التي ضربت واشنطن. وشهد الحفل حضور شخصيات بارزة من عالم السياسة والفن والتكنولوجيا، بالإضافة إلى عدد من الرؤساء السابقين والسيدات الأوائل.  

بهذه الانطلاقة الجديدة، يضع ترامب خططاً طموحة لتحقيق رؤيته لأمريكا قوية ومزدهرة، مؤكداً عزمه على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية "بسرعة وقوة غير مسبوقتين".