نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الوعى معضلة حزبيه سياسية, اليوم الاثنين 13 يناير 2025 06:10 مساءً
بالرغم من أن مصر خاضت في بداية القرن العشرين تطوراً للحياة السياسية وتأسست أولى الأحزاب السياسية بشكل منظم بعد إعلان الحزب الوطني عام 1907 على يد/ مصطفى كامل وهو من أبرز الشخصيات الوطنية في ذلك الوقت. تبع ذلك تأسيس عدة أحزاب أخرى مثل: الحزب الوفدي الذي تأسس في عام 1919 على يد/ سعد زغلول، والذي لعب دوراً كبيراً في الحركة الوطنية المصرية ضد الأحتلال البريطاني.
فقد كان تأسيس الحزب نتيجة من نتائج ثورة ١٩١٩ وبمرور الوقت، تطورت الحياة الحزبية في مصر وتم تأسيس أحزاب عديدة تعكس التوجهات السياسية المختلفة مثل:-
● حزب الأحرار الدستوريين (1923) والذي تأسس على يد مجموعة من السياسيين بعد انفصالهم عن الحزب الوفدي.
● الحزب الشيوعي المصري (1920) والذي أنشئ كنتيجة للحركات الشيوعية العالمية ومع الحراك السياسي فظهر حزب السرايا (1930) وهو حزب كان داعم للعائلة الملكية في مصر ودعمته السرايا كمنافس لحزب الوفد ولكي يعزز قدرات الملك ضد حزب الوفد وحكوماته.
● الحزب المصري (1935) والذي ظهر كحزب جديد بعد عدة انقسامات سياسية ، ونتاج حركة وطنية مصرية نشأت في سياق الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في الفترة من 1935 إلى 1936.
كان الحزب المصري رد فعل على سياسات الحكومة البريطانية و مقاومة لاحتلالها لمصر والعمل على الاستقلال الوطني.
إلى أن تم إلغاء الأحزاب السياسية بعد ثورة ١٩٥٢ومن وقتها وحتى الآن تظل الحياة السياسية المصرية تعاني معاناة كبيرة في فهم دور وواجبات الأحزاب السياسية واختلافها عن الجمعيات الاهلية و اختلاف مفهوم وجودها وكيفية الانضمام إليها والاختيار فيما بينهم وحتمية وجودها. و تلك المعضلة والإشكالية الشديدة الخطورة تأتي على كافة وجهات النظر وكأنه اتفاق فيما بين المواطن والحكومة والاحزاب نفسها وكأنهم جميعا اتفقوا على أن لا يكون هناك شكل حقيقي للأحزاب وأن لا يتم تفعيل دورهم الحقيقي داخل الحياة السياسية المصرية. فحتي الان وبعد اكثر من مائة وثمانية عشر سنة من إقامة الأحزاب في مصر نعاني من هذا التشوه.
تبدأ المعضلة من فهم تعريف ما هو الحزب السياسي والذي استقر تعريفه بأنه هو منظمة سياسية علنية تضم مجموعة من الأفراد يشاركون نفس القيم والمبادئ والاهتمامات السياسية، ويعملون معاً لتحقيق أهداف سياسية مشتركة. يهدف الحزب السياسي إلى الوصول إلى السلطة وتشكيل الحكومات من أجل تنفيذ سياساته وبرامجه من أجل تعزيز القيم والمبادئ التي يؤمن بها لحياة أفضل للمواطنين و الدولة.
فقد كان الانضمام إلى الحزب السياسي يعني المشاركة الفعّالة في الحياة السياسية والعمل على تعزيز القيم والمبادئ التي يؤمن بها الفرد، وتعزيز القيم والمبادئ التي يؤمن بها الأفراد، وتساهم في بناء مجتمع أفضل. كما تقوم الأحزاب السياسية بتنظيم العملية السياسية، وتساهم في اتخاذ القرارات السياسية من خلال المشاركة الفعالة لها. مما سيعود على الفرد أو المواطن بفوائد شخصية ومنها على سبيل المثال:-
- فرصة للتعلم السياسي والتعرف على القضايا السياسية.
- يساهم الانضمام إلى الأحزاب السياسية في تطوير المهارات الشخصية والقيادية.
- تعزيز فرصة للتواصل الاجتماعي والتعرف على أشخاص جدد. مما يعود على المجتمع ويساهم في بناء المجتمع وتعزيز القيم والمبادئ، وحماية حقوق المواطنين.
- تعزيز الديمقراطية الحقيقية.
لذا فإنه يتحتم على كل من يرغب في الانضمام إلى حزب سياسي أن يراعي عدد من الشروط الأساسية: التعرف على الأحزاب السياسية ودراسة برامجها وأهدافها وهل هي تمثل ما يؤمن به ويتوافق معه من قيم و مبادئ وما يلي ذلك من خطوات عملية من مشاركة فعالة حقيقية وليست شكلية.
ولكن المعضلة المصرية بأن الانضمام إلى الأحزاب السياسية من بعد عودتها من الحل بعد ثورة ١٩٥٢ وحتى عودتها في عام ١٩٧٧ بفتح شكلي للحياة السياسية لم يؤتي ثماره فكان لفظ الحزب حتى ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ يطلق فقط على الحزب الوطني ومن بعدها فكان انتهاز حزب جماعة الإخوان للحكم و سيطرته على المؤسسات السياسية حتى قامت ثورة ٣٠ يونية ٢٠١٣ ومن بعدها كانت تعددية شكلية في برلمان ٢٠١٥ وبرلمان ٢٠٢٠ ولكن دون مشاركة سياسية فعالة تؤثر في حياة المواطن فالبعض قد يرجع ذلك إلى تدخل الدولة في الحياة السياسية وإدارة الأحزاب، مما جعل اختيار المواطن للانضمام إلى الأحزاب يقوم على المصلحة بعيداً عن أولويات المبادئ والقيم والأهداف السياسية وهل يؤمن بها من عدمه.
وبالرغم من كون الانضمام من أجل المصلحة الشخصية مشروع ولكنه ليس هو الوحيد فقط الدافع للانضمام. إن الانضمام إلى حزب الأكثرية أو الأغلبية لم يمنع الحزب الوطني من الفشل في ادارة امور البلاد قبل ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ ولم يمنع الإخوان من فشلهم الذريع قبل ثورة ٣٠ يونيه ٢٠١٣ لأن من التحق بحزب بناءاً على مصلحة أو منفعة دون إيمان بأن الالتحاق في هذا الحزب دون ذاك هو من أجل مصلحة وطنية وإيمان بما يقدمه الحزب السياسي من مصلحة وطنية ثم تأتي من بعدها المصلحة الشخصية يجعل الإنضمام هش ضعيف ينتهي فور انتهاء المصلحة .
ونحن الآن وفي موسم الهجرات من الكيانات السياسية وإنشاء أحزاب سياسية لم تظهر حتى ايدلوجيتها السياسية للعلن و يطلق لها التغطية الإعلامية لصنع حالة من الزخم المزيف للمواطن واستمرار الإنضمام دون معرفة حتي باتجاه وهدف هذا الحزب من أجل مصلحة شخصية ضيقة هو بمثابة نذير سوء فسرعان ما تنتهي هذه المصلحة وتبقى الحالة السياسية كما هي بل تزداد سوءاً.
فبالرغم من أننا نحتاج في هذه الفترة إلى حالة سياسية يشعر فيها المواطن بأنه شريك حقيقي في هذا الوطن مشاركة سياسية حقيقية لبناء الوعي السياسي للمواطن كي يشارك في بناء و تماسك هذا الوطن إلا أن الاشعار الذي قد يسمعه المواطن بان الحياة السياسية تعود إلى الخلف
0 تعليق