نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف تتعامل مع الشخصية الانطوائية؟, اليوم الجمعة 7 فبراير 2025 04:49 مساءً
د.ريمون ميشيل ثابت استشاري الصحة النفسية
يتشارك اضطراب الشخصية التجنبية مع الشخصية الانطوائية في عدة أمور إلا إن هناك فوارق جوهرية تجعل من الواحد اضطراب نفسي ومن الآخر سمة شخصية وصفة فطرية طبيعية. وهناك مفهوم شائع بأن الانطواء يعني الهروب من المواقف الاجتماعية أو تجنب التعرض لها. وفي الحقيقة أن العديد من الانطوائيين يتمتعون بقدرات ومهارات كبيرة لكنهم يفضلون الاستمتاع بمعظم أوقاتهم بمفردهم علي الرغم من قدرتهم علي إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين ولكنهم يفضلون حياة الهدوء وممارسة أنشطة فردية كالقراءة والكتابة والتأمل والتخطيط. أو ممارسة بعض الفنون الفردية كالرسم والعزف علي آلة موسيقية. ولكن إن طلب منهم مهام اجتماعية محددة فالكثير منهم لا يجدون صعوبة في القيام بها علي أكمل وجه ولكنها سرعان ما تستنفد طاقتهم بشكل ملحوظ ليلجأون إلي حياة العزلة مرة أخري لإعادة شحن طاقتهم النفسية. فكما أن هناك سمات شخصية انبساطية متفتحة هناك أيضًا شخصية تستمتع بالهدوء والانسجام وحياة الوحدة ولكنها أيضًا تنسجم مع الآخرين وتشاركهم وتتعاطف معهم وتودهم ولكن ليست كالشخصية المنفتحة اجتماعيًا التي لا تحتمل حياة الوحدة أو الهدوء ولا تميل إلي كثرة التأمل والتي أحيانًا قد تتسرع في اتخاذ بعض القرارات والتي تتطلب مشورة الآخرين من ذوي الخبرة والحكماء حتي تتجنب الوقوع في العديد من الأخطاء بسبب التسرع. إذا هي سمات وصفات فطرية ولا دليل طبي ونفسي عن كون الانطوائية حالة مرضية.
فإحدي العلامات الرئيسية لاضطراب الشخصية التجنبية هي الخوف الشديد من الرفض أو التعرض للنقد نتيجة أن الشخص يري نفسه بنظرة دونية وصورة ذاتية مشوهه عن نفسه مما ينعكس علي شعوره بالتوتر والقلق الشديد وعند التعرض للمواقف الاجتماعية أو حتي بمجرد التفكير في ذلك في تجنب جميع المواقف التي تتطلب الاختلاط بالآخرين أو التعامل معهم ليس لأنه لا يفضل ذلك ولكنه يشعر بالارتباك والخجل وربما الرعشة وزيادة ضربات القلب والخفقان وبرودة الأطراف وآلام في المعدة وذلك بحسب درجة الاضطراب. ولكن يجب الا نخلط بين اضطراب الشخصية التجنبية وقلق الأداء الذي يحدث في أوقات محددة مثل أوقات الاختبارات أو المقابلات الشخصية الهامة فقط. فما نتحدث عنه هو عزلة تامة وفي جميع المواقف والأوقات مع شعور دائم بأن هذا الشخص مرفوض وغير مرغوب وضعيف.
لازال البحث قائم لمعرفة أسباب الإصابة باضطراب الشخصية التجنبية ولكن يري البعض أن للوراثة أثر مباشر في اكتساب الاضطراب والإصابة به. إن امتزج ذلك بالحساسية المفرطة أثناء مراحل العمر المبكرة بسبب الرفض أو القسوة أو التهميش فتصبح احتمالية الإصابة بذلك الاضطراب مضاعفة. وبحسب دليل اضطرابات الشخصية فإن هناك أمراض مصاحبة أخري غالبًا ما تكون مصاحبة لاضطراب الشخصية التجنبية ومنها اضطراب الاكتئاب المستمر أو المطول. الوسواس القهري. اضطراب القلق المعمم. اضطراب الشخصية الحدية. لذا إن كنت تري كل أو معظم الأعراض المذكورة تنطبق عليك فلا تتردد في طلب الدعم والمساندة والتواصل مع طبيبك النفسي للتقييم.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
أخبار متعلقة :