حصرى 24

نعيش أو نموت هنا.. هكذا رد الفلسطينيون في غزة على ترامب

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نعيش أو نموت هنا.. هكذا رد الفلسطينيون في غزة على ترامب, اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 07:31 مساءً

في مدينة غزة التي عاد إليها عشرات آلاف الفلسطينيين على وقع اتفاق وقف إطلاق النار، ينام كثيرون على أنقاض منازلهم ولا يعرفون ماذا يخبئ لهم الغد. لكن بعد اقتراح ترامب جعل القطاع ملكية أميركية، يؤكدون أن خيارهم واحد “العيش أو الموت هنا”.

ويقول أحمد حلسة (41 عامًا): “أنا غزّي، أبي وجدّي من هنا. نحن غزيّون أبا عن جد. يمكنهم أن يفعلوا ما يريدون، نحن سنظل ثابتين في وطننا. لن نرحل. لدينا خيار واحد فقط: العيش أو الموت هنا”.

وكشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء عن خطة تتيح للولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى، سواء أرادوا المغادرة أم لا، وقال إن بلاده “ستمتلك” قطاع غزة وتحوّله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”. وأثارت مواقف ترامب ردود فعل غاضبة بين الفلسطينيين ومستهجنة في العالم.

وسط الركام المتناثر في كل مكان، بدت شوارع مدينة غزة الأربعاء تعجّ بالناس مجددًا… ينبض السوق بالحياة وتكثر بسطات البائعين على قارعة الطريق، وتتجوّل مركبات النقل إلى جانب المشاة.

ويقول بدري أكرم (36 عامًا) إنه ينام على حطام منزله المدمّر بسبب الحرب، ويقول: “أفضّل ذلك على الرحيل”، مضيفًا: “لن نغادر مهما كان. منزلي قد دُمّر، لكن يمكنني النوم على الأنقاض. لن نغادر، حتى لو حرمونا من أبسط مقومات الحياة. سنظل ثابتين على أرضنا، أرض أجدادنا”.

وبعد أن نزحوا لشهور طويلة، عاد مئات آلاف الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة خلال الأيام الماضية، بعد رحلة مضنية اجتازوا خلالها كيلومترات طويلة سيرًا على الأقدام، وذلك بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وجلب كثيرون منهم معهم خيامًا ليعيشوا فيها بعد أن حلّ الدمار الشامل بمنازلهم وممتلكاتهم. ويقول أحمد المناوي (24 عامًا): “نحن نكافح من أجل رفض التهجير منذ العام 1948. لذلك نرفض هذا. نكافح التهجير من أكثر من 76 عامًا… منذ ذلك الحين لا نزال نرفض الطرد من أرضنا. هذه أرضنا”.

ويقول المناوي: “عُدنا. عدنا رغم الدمار الهائل ورغم انعدام البنية التحتية والمياه والمقومات الأساسية الأدنى للحياة. عدنا لأننا نرفض التهجير بشكل قاطع”.

خمس عقبات تواجه مشروع ترامب بشأن غزة

تمثل المشاريع التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن سيطرة بلاده على قطاع غزة ونقل سكانه ضربًا من الخيال غير قابل للتحقيق في الوقت الراهن، بقدر ما يثير سيلاً من المعارضة.

وتأتي هذه التصريحات بعد أخرى أطلقها الرئيس الأميركي منذ تنصيبه تتعلق بضم قناة بنما وغرينلاند وحتى جعل كندا الولاية الأميركية الحادية والخمسين، ونقل “المجرمين المتهمين بأعمال عنيفة” في السجون الأميركية إلى السلفادور لقضاء عقوبتهم. ويواجه اقتراحه بشأن غزة، كما هي الحال مع المقترحات الأخرى، العديد من العقبات.

1. تشبث الغزيين بأرضهم

إن هذا المشروع لا يأخذ في الاعتبار مدى تعلق الفلسطينيين بأرضهم، كما تبين مع عودة نصف مليون نازح بعد وقف العدوان إلى شمال قطاع غزة فور الإعلان عن وقف إطلاق النار. وجرى ذلك على الرغم من أن المنطقة تحولت إلى ركام.

وقال السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور: “وطننا هو وطننا”. وأضاف متوجهاً لأولئك الذين يريدون إرسال الفلسطينيين “إلى مكان سعيد وجميل، دعوهم يعودون إلى منازلهم الأصلية داخل إسرائيل، يوجد هناك أماكن جميلة، وسيكونون مسرورين بالعودة إليها”.

2. معارضة عربية

وخلافًا لما يعتقده ترامب، يلقى مقترحه معارضة عربية. فمنذ السبت، رفض وزراء خارجية مصر والأردن والإمارات والسعودية وقطر أي “مساس بالحقوق غير القابلة للتصرف” للفلسطينيين. ودعت القاهرة الأربعاء إلى إعادة إعمار غزة بشكل سريع دون تهجير سكانها، وبالمثل أكد العاهل الأردني على رفض التهجير.

وقالت إميلي هاردينغ من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: “توقعوا أن تنتقل ردود الفعل من الارتباك إلى الاستنكار، مع تظاهرات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه في الأيام المقبلة”.

3. التاريخ الأميركي

المشروع الذي أطلقه الرئيس الأميركي الثلاثاء، يتضمن إرسال جنود أميركيين إلى غزة، في أول خرق لوعوده الانتخابية. ومعارضة حماس الشديدة أمر مسلم به بالتأكيد، فعلى الرغم من العدوان الذي استمر 15 شهراً، إلا أن الهدف الذي حدده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالقضاء عليها لم يتحقق.

كما ستكون المقاومة الفلسطينية قادرة على خوض حرب عصابات عنيفة لم تتمكن أية قوة من قهرها منذ الحرب العالمية الثانية. ولا تزال المستنقعات التاريخية التي غرقت فيها الولايات المتحدة على التوالي في فيتنام وأفغانستان والعراق، راسخة في الذاكرة الأميركية.

وأشار دبلوماسي أوروبي في القدس المحتلة إلى أن مقترح ترامب “يتناقض مع فكرته ‘أميركا أولاً'” مضيفًا: “لكنه يعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام، وإن هذه ليست حربًا وليست أفغانستان وليست العراق. وهو يظن حقًا أنه سيتمكن من إقناعهم … وهذا هو الأمر المقلق للغاية”.

4. القانون الدولي

انتهك ترامب العديد من المحرمات في القانون الدولي الموروثة من فترة ما بعد الحرب، والتي راعتها واشنطن في العقود الأخيرة، أقلها في الأقوال. ورأى تامر موريس، خبير القانون الدولي في جامعة سيدني في أستراليا، أن الولايات المتحدة لا تستطيع السيطرة على غزة إلا بموافقة إسرائيل، التي “لا تستطيع التنازل عن غزة للولايات المتحدة”.

وأضاف على موقع “ذا كونفرسيشن” أن حتى السلطة الفلسطينية “لا تستطيع أن تمنح هذه الموافقة باسم شعب لديه الحق في تقرير مصيره”. وأشار إلى أن الخطاب في حد ذاته خطير، موضحًا: “أن الطريقة المرتجلة التي يطرح من خلالها ترامب أمورًا مثل السيطرة على الأراضي ونقل السكان توحي بأن هذه القواعد يمكن خرقها بسهولة”.

ذكّرت الأمم المتحدة الأربعاء بأن القانون الدولي يحظر بشدة أي نقل قسري أو ترحيل للسكان من الأراضي المحتلة.

5. حذر في الكيان

لزمت الطبقة السياسية الإسرائيلية الأربعاء الحذر باستثناء مؤيدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. ويقول ديفيد خلفا، مؤلف كتاب “إسرائيل ـ فلسطين، العام صفر”، إن “اليمين المتطرف في حالة من النشوة والابتهاج”. وأضاف أن “الأكثر اعتدالًا في البرلمان يهنئ ترامب ولكنه يعرب عن شكوكه بشأن إمكانية تنفيذ مشروعه”.

وقال زعيم المعارضة يائير لبيد: “في الأساس، لا يمكن للإسرائيليين أن يكتفوا بانتظار أن يضع الأميركيون خططًا للخروج من الأزمة”. وفسر الباحث هذا التصريح بالقول إن لبيد “يعتقد أن خطة ترامب غير واقعية، حتى أنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية”. وأوضح أن “ترامب هو رجل أعمال في الأصل” يحاول “إشراك جميع الفاعلين في المنطقة للخروج من المواجهة الإسرائيلية الفلسطينية وتكرار المأساة نفسها”.

المصدر: أ ف ب

أخبار متعلقة :