نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«القبة الحديدية» الأميركية تهدد بسباق تسلح عالمي جديد , اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 02:15 صباحاً
اعتبر مراقبون أن خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإنشاء «قبة حديدية» لأميركا من شأنها أن تهدد بإشعال فتيل سباق تسلح عالمي مُزعزِع للاستقرار.
ويستمد اقتراح ترامب اسمه من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، لكنه صيغ بعبارات أكثر طموحاً بالنسبة للولايات المتحدة، ليكون نظام اعتراض قائم على الفضاء، ومصمم لمواجهة التهديدات النووية والصواريخ الأسرع من الصوت والصواريخ المجنحة، كما أن الخطوة جاءت لتكون أحدث تحول في دورة التصعيد.
أدت التحركات التي اتخذتها واشنطن «لزيادة الأمن» مراراً إلى جعل العالم أكثر تقلباً وأقل أماناً، فقد تلاشت الفرصة التاريخية للقضاء على الأسلحة النووية في عام 1986 بسبب إصرار الرئيس، رونالد ريغان، على نظام الدفاع الصاروخي الأميركي غير المجرب «حرب النجوم».
وفي عام 2002، تخلى الرئيس جورج دبليو بوش - مستشهداً بالتهديد من كوريا الشمالية - عن معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية، التي بنيت على فكرة مفادها أن الضعف المتبادل يُبطئ سباق التسلح النووي، في حين تتم تغذيه الدفاعات غير المنضبطة.
في كتابه «العصر النووي الجديد»، يشير أنكيت باندا إلى أن روسيا والصين ردَّتا بإجراءات مضادة، لضمان «امتلاك قواتهما النووية القدرة على اختراق نظام أميركي متطور».
وكانت النتيجة المترتبة على مثل هذه السياسات أن روسيا والصين يمكنهما شن هجمات نووية مدمرة، لا تملك الولايات المتحدة أي أمل حقيقي في الدفاع ضدها، في حين تمتلك كوريا الشمالية صواريخ باليستية عابرة للقارات يمكنها ضرب البر الرئيس للولايات المتحدة.
ويرى خبراء أنه من الجنون تكرار الفعل نفسه وتوقع نتيجة مختلفة.
ومع ذلك يطلق ترامب «حرب النجوم الثانية»، ونظراً إلى العقبات التكنولوجية والتكاليف الباهظة المترتبة على ذلك، فإن الاحتمالات هي أن رؤيته لن تتحقق أبداً، لكن من المرجح أن يكون التأثير الخطابي هو تخويف الدول الأخرى لبناء المزيد من الأسلحة النووية.
رادع قوي
يمثل الأمر التنفيذي لترامب أيضاً تحولاً في السياسة الأميركية، غير أنه في الوقت نفسه لا ينبغي تجاهل حقيقة مفادها أن الدفاع الصاروخي يركز الآن على روسيا والصين، بدلاً من التركيز على «الدول المارقة» مثل كوريا الشمالية وإيران.
والمنطق وراء هذا، أن النظام الجديد من شأنه أن يشكل رادعاً قوياً، إلى الحد الذي من شأنه أن يقلل من إغراء الأعداء بمهاجمة بعضهم بعضاً في المقام الأول، وسواء كان هذا صحيحاً أم لا، فإنه يتجاهل حقيقة أنه يخاطر بإشعال سباق تسلح غير منضبط.
في يناير 2022، قبل شهر من حرب روسيا على أوكرانيا، أعادت القوى النووية الخمس المعترف بها التأكيد على «المحرمات» المتمثلة في أن استخدام الأسلحة النووية أمر غير مقبول أخلاقياً، لكن قيمتها الاستراتيجية المستمرة تظهر أن الأسلحة النووية لم تتعرض للوصم الحقيقي، لأنه لو حدث هذا لما ناقشها أحد باعتبارها أدوات عسكرية مفيدة.
والواقع أن الخطاب الخطير من جانب ترامب، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وحتى رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، يشير إلى تطبيع مقلق لإمكانية استخدام السلاح النووي.
إن هذا الأمر مثير للقلق بشكل خاص، عندما يبدو أن التوافق الذي سعت إليه الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، في نهاية المطاف، أثناء الحرب الباردة «بعيد المنال في هذه المنافسة النووية الجديدة بين القوى العظمى الثلاث»، المتمثلة في الولايات المتحدة وروسيا والصين، كما يكتب باندا.
إحياء التعاون
إن استخدام جزء بسيط فقط من الترسانات النووية، من شأنه أن يؤدي إلى دمار شامل على نطاق غير مسبوق.
وما لم يحدث تحول كبير، فإن آخر معاهدة متبقية للحد من الأسلحة بين الولايات المتحدة وروسيا، وهي معاهدة «ستارت» الجديدة التي تحد من الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية، وتقيد أعداد منصات إطلاق الصواريخ، ستنتهي في عام 2026، ويتعين على المسؤولين الأميركيين والصينيين والروس الجلوس معاً وإعادة بناء الاستقرار النووي.
إن بقاء العالم يعتمد على إحياء التعاون والأمن الحقيقي يأتي من خلال الحد من الأسلحة وتخفيضها جنباً إلى جنب مع الدبلوماسية النووية الإبداعية، وليس محاولة بناء درع منيع.
فجوات
ويقول خبير الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، توم كاراكو، «إن أساس (القبة الحديدية) لأميركا يجب أن يكون الدفاع الجوي وصواريخ (كروز)، ومن ثم نعمل على شق طريقنا من هناك»، موضحاً أن «هذه هي الفجوات الأكثر خطراً، والتي نحتاج إلى سدها والعمل على سدها بشكل عاجل، والأمر لا يتعلق فقط بالأشياء الفائقة السرعة أو الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، بل يتعلق بكل هذه الأشياء الأخرى».
لقد عملت وزارة الدفاع الأميركية لسنوات، بما في ذلك في فترة ولاية ترامب الأولى، في محاولة للتوصل إلى خطة للدفاع عن «الوطن الأميركي» من صواريخ «كروز».
وقيل إن المسؤولين كانوا على وشك الانتهاء من إطار تصميم للخطة، بينما كانت وزارة الدفاع تصوغ طلب ميزانيتها المالية لعام 2024، ومع ذلك يبدو أن العمل فقد بعض الزخم لصالح أولويات دفاعية أخرى.
ويمكن إطلاق صواريخ «كروز» الهجومية من الجو أو الأرض أو البحر، ولأنها تحلق على ارتفاعات منخفضة، فمن الصعب على الرادارات اكتشافها.
في المقابل يمكن اكتشاف الصواريخ الباليستية في وقت أبكر كثيراً، ما يسمح بوقت أطول لتتبع التهديد واتخاذ القرار بشأنه والتصرف بشأنه.
وفي الوقت نفسه قد لا يتاح لصانعي القرار في حالة الصواريخ المجنحة سوى بضع دقائق للرد، ويمكن لوابل من الصواريخ المجنحة أن تهاجم من اتجاهات مختلفة، ما يعقد النهج المتبع في هزيمة التهديد.
صواريخ اعتراضية
في الوقت الحالي يعتمد الدفاع الصاروخي الداخلي للولايات المتحدة على نظام الدفاع الأرضي، ويتكون هذا النظام الذي تم تطويره لمواجهة هجمات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تستهدف الولايات المتحدة القارية من كوريا الشمالية وإيران من صواريخ اعتراضية أرضية في المقام الأول في ألاسكا، مع عدد قليل من الصوامع في قاعدة «فاندنبرغ» الفضائية في كاليفورنيا.
وتعمل وكالة الدفاع الصاروخي على تطوير صاروخ اعتراضي جديد قادر على التعامل مع التهديدات الأكثر تعقيداً، والذي سيحل في نهاية المطاف محل الصواريخ الاعتراضية الحالية.
وإضافة إلى ذلك تتضمن البنية الدفاعية رادارات متمركزة في أماكن مثل منطقة كلير بولاية ألاسكا، وفي المحيط الهادئ، كما يجري تطوير مجموعة من قدرات الكشف الفضائية.
وفي حين ركزت الولايات المتحدة على الدفاع الصاروخي الباليستي في مواجهة التهديدات من الدول «المارقة»، قامت روسيا والصين، الخصمان القريبان، باستثمارات على مدى عقود عدة لتطوير صواريخ كروز وأسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت. عن «الغارديان»
قدرات قيد التطوير
تطوير الأنظمة الدفاعية يتطلب ميزانية كبيرة. أرشيفية
سلّطت مراجعة الدفاع الصاروخي لعام 2019 الضوء على الحاجة إلى التركيز على صواريخ «كروز»، المشابهة لتلك التي بحوزة خصوم الولايات المتحدة، ووجهت وزارة الدفاع الأميركية بأن توكل المهمة لجهة تتمتع بسلطة الاستحواذ على الدفاع الصاروخي.
ويشمل جزء كبير من الخطة قدرات قيد التطوير بالفعل، بما في ذلك الاستشعار الفضائي لتتبع الأجسام الأسرع من الصوت والقذائف، وحلول لمواجهة التهديدات قبل الإطلاق، وقدرات التعامل مع التهديدات المتقدمة.
. الأمن الحقيقي يأتي من خلال الحد من الأسلحة وتخفيضها، جنباً إلى جنب مع الدبلوماسية النووية الإبداعية.
. وكالة الدفاع الصاروخي تعمل على تطوير صاروخ اعتراضي جديد قادر على التعامل مع التهديدات الأكثر تعقيداً.
أخبار متعلقة :