الرئيس الجزائري يحدد شرط بلاده الوحيد للتطبيع مع إسرائيل

أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن الجزائر لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل إلا بشرط واحد، وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وقال تبون، خلال مقابلة مع صحيفة لوبينيون الفرنسية، إن بلاده ستكون على استعداد للنظر في التطبيع مع إسرائيل فقط عندما يتم تحقيق دولة فلسطينية كاملة الحقوق، وهو موقف يعكس استمرار الدعم الجزائري غير المشروط للقضية الفلسطينية.

وأكد الرئيس الجزائري أن هذا الشرط ليس مجرد موقف سياسي، بل هو التزام تاريخي وأخلاقي من الجزائر تجاه الشعب الفلسطيني، الذي يعاني من الاحتلال والتضييق المستمر على حقوقه المشروعة.

لماذا تتمسك الجزائر بهذا الشرط؟

تُعد الجزائر من بين أكثر الدول دعمًا للقضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية، حيث ترفض أي مساعٍ للتطبيع دون تحقيق الحقوق الكاملة للفلسطينيين. وتعود هذه السياسة إلى تاريخ الجزائر النضالي ضد الاستعمار الفرنسي، حيث ترى في القضية الفلسطينية امتدادًا لنضالها ضد الاحتلال.

وعلى الرغم من أن العديد من الدول العربية اختارت مسار التطبيع مع إسرائيل خلال السنوات الماضية، مثل الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، إلا أن الجزائر ظلت ثابتة على موقفها، معتبرة أن أي خطوة تطبيعية يجب أن تكون مرهونة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفق حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
 

موقف ثابت رغم الضغوط الإقليمية والدولية

في ظل التحولات الجيوسياسية في المنطقة، تعرضت الجزائر لضغوط متزايدة للانضمام إلى موجة التطبيع، لكن القيادة الجزائرية رفضت بشدة أي تغيير في موقفها، مؤكدة أن حقوق الفلسطينيين لا يمكن أن تكون محل مساومة.

وتواصل الجزائر دعمها للفلسطينيين من خلال المساعدات المالية والدبلوماسية، واستضافة القمم العربية التي تناقش القضية الفلسطينية، مثل القمة العربية لعام 2022، حيث شددت على أن التطبيع لا يمكن أن يكون بديلاً عن تحقيق العدالة للفلسطينيين.

وقد وصف تبون في مناسبات سابقة التطبيع بأنه "هرولة" نحو إسرائيل دون ضمان حقوق الفلسطينيين، مؤكدًا أن الجزائر لن تكون جزءًا من هذه الموجة ما لم يتم تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة.

تبون: لا نية للبقاء في السلطة إلى ما لا نهاية

إلى جانب موقفه من التطبيع، شدد الرئيس الجزائري على أنه ليس لديه أي نية للبقاء في السلطة بعد انتهاء فترته، مؤكدًا احترامه الكامل للدستور الجزائري الذي يحدد فترات الحكم بولايتين فقط.

وأضاف تبون أن الجزائر تسير نحو تحديث نظامها السياسي وفق أسس ديمقراطية، مع التركيز على الاستقرار الداخلي وتعزيز التنمية الاقتصادية.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تستعد فيه الجزائر لإجراء انتخابات رئاسية جديدة، حيث يترقب الشارع الجزائري المشهد السياسي وسط دعوات للإصلاحات وتعزيز الحريات السياسية.

الجزائر وإسرائيل.. هل يتغير المشهد في المستقبل؟

رغم الموقف الحاسم للجزائر تجاه عدم التطبيع مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية، إلا أن المشهد الإقليمي يبقى متغيرًا، مع استمرار الجهود الدولية لتحقيق تسوية سياسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

لكن، ووفقًا لتصريحات تبون، فإن الجزائر لن تغير موقفها تحت أي ضغوط إقليمية أو دولية، وهو ما يجعلها واحدة من آخر الدول العربية التي لا تزال ترفض التطبيع مع إسرائيل بشكل قاطع.