في ذكرى وفاة أم كلثوم.. قصة سعيد الطحان صاحب الجملة الشهيرة عظمة على عظمة يا ست

تحل اليوم الذكرى الخمسين لوفاة كوكب الشرق، أم كلثوم، صاحبة الصوت الذي لا ينسى، والتي تركت بصمةً لا تُمحى في ذاكرة الأجيال، وفي هذه المناسبة، نعود بالذاكرة إلى واحدة من القصص الشهيرة التي اقترنت بإسمها، قصة سعيد الطحان، الرجل الذي اطلق عليه المصريون لقب "مجنون أم كلثوم" بسبب عشقه اللامحدود لها.

من هو صاحب مقولة عظمة على عظمة يا ست ؟

سعيد الطحان، أحد أعيان مدينة طنطا، ووفقا لما رصده موقع تحيا مصر كان تاجرًا مشهورًا ومالكًا للعديد من المزارع والمطاحن، ورغم انشغاله بعمله، فإن حبه الشديد لأم كلثوم كان يفوق كل شيء، إذ كان لا يفوت أيًا من حفلاتها أينما كانت، وتُقال العديد من القصص عن عشق الطحان لهذه الفنانة العظيمة، فقد سافر خلفها إلى باريس وبنغازي وليبيا فقط لحضور حفلاتها، وكان معروفًا بعبارته الشهيرة "عَظَمة على عَظَمة يا ست"، التي أطلقها في كل مرة كانت أم كلثوم تطربه بأدائها الساحر، فاشتُهر بها بين جمهورها حتى أصبح جزءًا من تجربة الحفل نفسه.

وكان سعيد الطحان يحرص على الجلوس في الصفوف الأمامية أمام أم كلثوم مباشرة، لا سيما في حفلات أول خميس من كل شهر، حيث يردد عبارته الشهيرة، حتى أصبحت جزءًا من الطقوس المتعارف عليها بين الحضور، وكان أيضًا يطلب منها تكرار الأغاني باستخدام عبارته الأخرى "تاني والنبي يا ست، أنا جايلك من طنطا"، ما أضفى على هذه الحفلات نكهةً خاصة، حتى أن أم كلثوم كانت ترد عليه بابتسامة، بل كانت تطلب منه حضور حفلاتها بشكل منتظم.

سعيد الطحان يعلن إفلاسه بسبب أم كلثوم

أما سعيد الطحان، فقد أصبح أشهر عاشق لأم كلثوم، وبدأت عشقه يجره إلى الإفلاس، إذ أوقف سيارته ذات مرة بسبب سماعه صوت أم كلثوم من راديو أحد المقاهي، ما جعله يضيع شيكًا يعادل ثروة في ذلك الوقت، وبالرغم من هذه الصعوبات المالية، استمر في متابعة حفلاتها في مصر وخارجها، حتى أُصيب بمرض إثر تدهور حالته المادية.

لكن كوكب الشرق لم تنسَ سعيد الطحان، بل راحت تسأل عنه عندما لاحظت غيابه، وعندما علمت بحاله الصحية والمادية، قامت بزيارته في منزله، وأعادت إليه قطعة أرض كان قد باعها لمتابعة حفلاتها، كما أهدته جهاز مسجل ليتمكن من سماع أغنياتها دون عناء السفر. هذا الموقف الإنساني جعل الطحان يشعر بمدى ارتباطه الوثيق مع أم كلثوم، التي لم تقتصر علاقتها بجمهورها على الفن فقط، بل تعدته إلى الإنسانية.

حب الجمهور لـ أم كلثوم

اليوم، في الذكرى الخمسين لوفاتها، نذكر قصة سعيد الطحان كمثال على الحب العميق الذي حمله جمهور أم كلثوم لها، وكيف كانت هي مصدر إلهام وحب وعطاء لمجموعة من الأفراد الذين خُلقوا من حبها، وتظل أغنياتها وصوتها خالدين في ذاكرة كل محب.