نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مصر ومخططات تهجير الفلسطينيين, اليوم الأحد 2 فبراير 2025 07:12 مساءً
صالح أبو مسلم
صالح أبو مسلم
منذ بداية أحداث عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، ظلت مصر ولا تزال حصن أمان للشعب الفلسطيني، فقيادات مصر الحكيمة واعية إلى كل مخططات حكومة إسرائيل المتطرفة التي قامت بأبشع عملية وحشية عرفها التاريخ الحديث في قطاع غزة، هذا القطاع الذي تعرض للإبادة الجماعية، وسياسة التجويع والقتل، والتخريب الممنهج الذي طال قطاع غزة، وجعله قطاعًا غير قابل للحياة، لقد كان كل هذا القتل والدمار من جانب حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، والتي تسعى للضغط على الفلسطينيين من أجل تهجيرهم من أرضهم، وصولاً الآن إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مخطط تهجير أبناء غزة إلى كل من مصر والأردن، وقد أعلن ترامب ذلك دون أن يدرك أن مصر كانت له بالمرصاد قيادة وحكومة وشعبًا، وإعلانها الصريح عن رفضها هذا المخطط الشيطاني والظالم جملةً وتفصيلاً، وقد أعلنت مصر برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الأردن رفض هذا المخطط، دون خشية من أي تهديدات أو عقوبات أو ضغوطات من جانب أمريكا، وذلك على الرغم من الظروف الاقتصادية والإقليمية والدولية التي تؤثر سلباً على مصر والمنطقة، لتقف مصر بشموخ وكما عهدناها طوال أمد الصراع العربي- الإسرائيلي، وبخاصة القضية الفلسطينية، تلك القضية التي تعتبرها مصر من أهم أولوياتها، ولهذا فقد أعلنت عبر رئيسها الرئيس عبد الفتاح السيسي رفض هذا المخطط الظالم، والمتبجح الذي أعلنه الرئيس ترامب، فقد أكدت وزارة الخارجية المصرية عبر بيان شديد اللهجة رفضها للمقترح الأمريكي، انطلاقاً من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، ومن قوانين الأمم المتحدة ومجلس الأمن المتعلقة بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المعترف بها دوليًّا، وانطلاقاً من الشرعية الدولية والثوابت التاريخية ومحددات التسوية السياسية التي أقرها العالم وفقًا لمبادئ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، لقد توالت ردود الأفعال الشعبية الرافضة في مصر، من كامل الهيئات والمؤسسات المصرية، وعلى رأسها مجلس النواب ومجلس الشورى، والأحزاب المصرية، وصورة الشعب المصري الذي ذهب إلى رفح يوم الجمعة الماضي، ليعلنوا عن غضبهم ورفضهم التهجير، انطلاقاً من أن مصر الحضارة ليست للبيع، وأن المملكة الأردنية ليست للإيجار، والأكثر من ذلك هو أن الفلسطينيين أسياد على أراضيهم، ثم وصولاً إلى خطاب الرئيس السيسي مؤخرًا الذي أعلن بكل قوة وشموخ وتحدٍ عن رفضه لكل مخططات التهجير، بما فيها تصريحات الرئيس ترامب، وإعلان الرئيس السيسي مقابل ذلك هو ترحيبه فقط بالمضي قدمًا إلى طريق السلام، وصولاً إلى حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، لينعم الجميع بالاستقرار والسلام بالمنطقة بما فيها دولة الكيان المحتل.
إن صوت مصر القوي والرافض للتهجير لا يكفي، بل إن هذا الصوت العربي الأبي يحتاج إلى أصوات قادة وشعوب البلدان العربية والإسلامية، للوقوف صفًّا واحدًا لرفض مقترحات ترامب، فمصر تحتاج الآن بتلك الوقفة التاريخية إلى دعم عربي وإقليمي ودولي وأممي، لإفشال هذا المخطط، وإجبار الظلمة والجائرين على الرضوخ للتخلي عن هذا الظلم، والدخول في سلام مع الفلسطينيين أصحاب الأرض والتاريخ، وإعطائهم حقوقهم المغتصبة من الكيان الصهيوني، ومن أجل أن يعيش أبناء الشعب الفلسطيني بكرامة، كباقي شعوب الأرض.
لقد ظلت مصر لعقود وستظل راعية ومضحية بدماء أبنائها، وبكل مقدراتها لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، فالقاصي والداني يعرف أن مصر قد دفعت الغالي والنفيس منذ توطين اليهود في فلسطين عام ١٩٤٨، وخاضت من أجل فلسطين العديد من الحروب، وصولاً الآن إلى تلك اللحظة الفارقة، ولتثبت مصر بصوتها القوي والأبي أن فلسطين والقدس والمسجد الأقصى قضية محورية، وأبدية لمصر، مصر التي وقفت وستقف دائمًا لكل مخططات أمريكا والغرب الهادفة إلى تدمير وتغيير المنطقة، ولن يستطيع ترامب أو غيره تنفيذ هذا المخطط، أو زحزحة الفلسطينيين من أرضهم، وذلك بعد إعلان الرئيس السيسي عن رفضه القاطع للتهجير، لأن مصر تمتلك الكثير من أوراق اللعبة، والكثير من أوراق المناورة التي تجعلها في موقف القوي، وغير العابئ بكل تلك التهديدات والمخططات الشيطانية، واعتبار الرئيس السيسي أن مخطط تهجير، وترحيل الفلسطينيين من أرضهم هو ظلم جائر لا يمكن أبدًا أن تشارك فيه مصر.
أخبار متعلقة :