نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سنياريوهات غامضة بـ مزامير لوسيفر.. هل وقع الفن فريسة لـ سحر الماسونية ؟, اليوم الأربعاء 29 يناير 2025 07:11 مساءً
عالم مسحور ملئ بالطلاسم والغموض، تلك هى ماهية الماسونية بالنسبة للبعض، منظمة سرية تحاول التحكم بالبشر كعرائس الماريونيت، وبالنسبة للبعض الآخر مكان يسعى لنشر الفساد ونشر أفكار عبدة الشيطان بينهم، ولعل وأنت تقرأ هذا التقرير الآن يتبادر إلى ذهنك تعريف آخر عنها، فأصبح وقع كلمة "الماسونية" على مسامع البعض بمثابة قوى شر تحاول التمكن منهم؛ ليس ذلك فقط بل أصبحت أيضًا تهمة تواجه العديد من الفنانين وأعمالهم الفنية، فأصبح الانتماء لـ "الماسونية" تهمة تلقى عليهم جزافًا، لمجرد استعشار العامة الخوف من انتشارها، لذا عزيزي القارئ دعنا نأخذك في رحلة للتعرف على ماهية "الماسونية" الحقيقة، وكيف ألقت بظلالها السوداء على الفن.
بداية الماسونية وسبب تأسيسها
بداية دعنا نتعرف على تاريخ الماسونية فوقا لموقع تحيا مصر هى ليست كما يعتقد البعض عنها، مكان يجمع عبدة الشيطان ويشجع على الألحاد، وليست مكان لممارسة السحر، بل هى منظة سرية متواجدة منذ أعوام طويلة، وتم تأسسيها من أجل جمع الأفراد الذين يؤمنون بمبادئ الحرية والمعرفة والمساواة، وظهرت بشكلها الحالي في القرن الـ 17، إلا أن بعض المؤرخين يؤكدون أن جذورها أقدم من ذلك وقد تعود للعصور الوسطى لجمع صفوة البنائين الأحرار الذين كانوا يعملون في بناء الكاتدرائيات والأماكن الهامة.
علاقة الفنانين بتلك المنظمة
عند بداية نشأة الماسونية لم تكن بتلك التأثير القوي بالنسبة للفن أو الفنانين لكن مع مرور العصور والأعوام، واستمرار توافد الصفوة عليها أصبحت تكتسب قوة ومكانة كبيرة، فوجد فيها المثقفين والصفوة والفنانين بيئة فكرية وثقافية ملائمة لهم تشجعهم على التفكير الحر والفلسفة والإبداع، وهو ما قدر يخلق أفكار قوية لديهم.
كما تساعد الماسونية في بناء شبكة علاقات قوية مع صفوة المجتمع من جميع أنحاء العالم، فكل من يلتحق بها يكن من الطبقات الراقية والمثقفة ولا يتم الموافقة عليهم عشوائيًا بل يتم التحقق من خلفيتهم الاجتماعية؛ لذا فالتحاق الفنانين بـ "الماسونية" يعطيهم القدرة على تأسيس علاقات اجتماعية قوية تساعدهم في ازدهار عملهم، خاصة مع دعمها لـ الفنون والموسيقى من ناحية لكسب ثقة الفنانين ومن ناحية أخرى لنشر أفكارها ورموزها بطريقة يتقبلها العامة دون دراية منهم؛ لذا فاتهامات الماسونية طالت العديد من الفنانين.
الماسونية ونظرية المؤامرة
وما لا يعرفه العديد من الجمهور أن اتهام الفنانين بالانتماء لـ "الماسونية" ليس بجديد، فسبق وتم اتهام العندليب عبدالحليم حافظ والسيدة أم كلثوم بانتمائهم للمنظمة السرية بسبب علاقتهم القوية ببعض الشخصيات المؤثرة عالميًا، إلا أنه لا يوجد دليل رسمي على تلك الشائعات، كما أصبحت تلك الاتهامات تواجه الفنانين بكثرة خلال الفترة الحالية، ولعل أبرزهم الفنان محمد رمضان بسبب استخدامه لبعض رموز الماسونية كـ "العين الواحدة والمثلث" في بعض أغانيه، وكذلك الفنانة فلسطينية الأصل "إليانا" بسبب أغنيتها "جنني"، واستخدامها لـ رمز "العين" وتشكيل تلك الرموز بأغنيتها، فحظيت بشهرة عالمية عقب طرح تلك الأغنية.
كما طالت تلك الاتهامات الفنان الكوميدي أحمد حلمي بسبب مسرحيته الأخيرة "بني آدم" والتي تم عرضها خلال موسم الرياض، فوجه الجمهور لـ "حلمي" تهم الانتماء لـ "الماسونية" والترويج لـ أفكارها، بسبب ظهوره ببدلة ذات تصميم غري ومميز وشبيهة بـ بدلة ارتداها "إيلون ماسك" خلال حفلة الهالويين، فهى مزينة عند الصدر بصورة الشيطان "بافوميت" المعروفة، وبنفس التصميم الموجود على مطبوعات معبد الشيطان في سان فرانسيسكو، فـ ترمز بوضوح لـ بعض الاعتقادات الباطلة في الروايات بأن "لوسيفر" هو البطل في تمرده على الآله ورفضه الطاعة، لذا تم اتهامه بأنه يسعى للترويج لعبادة الشيطان.
تأثير أفكارها على الفن
وربما تلك الاتهامات جاء أغلبها من قناعة البعض أن "الماسونية" تسعى للترويج لعبادة الشيطان، لكن بالنظر لحبكة المسرحية ستجد أنها تتحدث عن فتاة تعاني من رحيل والداها وترث عنه قصر، ويظهر بهذا القصر "شيطان" يحاول اخضاعها لرغباته؛ لذا من البديهي استخدام تلك الأزياء التي تعبر عن الرموز الشيطانية.
أما عن تأثيرها على الأعمال الفنية، فالطبع "الماسونية" أثرت بشكل أو بأخر على الفن من خلال المسرحيات أو الألحان أو حتى شاشة السينما، فأثبت التاريخ أن "الماسونية" أثرت على فكر العديد من الملحنين والفنانين في أعمالهم، كما أثرت بطريقة غير مباشرة أيضًا،، وذلك باستخدام بعض الرموز الماسونية في العديد من الأعمال الفنية، تتعمد استخدامها لأنها تضفي الغموض والسحر على الأزياء والتصميمات، وليست بالضرورة للترويج لها.
علاقة الماسونية بـ عبادة الشيطان
وعن حقيقة ترويج الماسونية لـ عبدة الشيطان، ووفقًا لما ذكره المؤرخون والمنتمون سابقًا لـ منظمة "الماسونية" ولعل أبرزهم الفنان الراحل "يوسف بك وهبى"، فأكدوا أن تلك المنظمة ليست لعبدة الشيطان، وليست مكان لـ ممارسة السحر، بل يلتحق بها الشخص بالديانة التي يدين بها مع التزامة بممارسة التأمل الروحاني والفلسفة وتبادل الثقافات داخل المنظمة السرية؛ لاعتقادهم بأن ذلك يعطي معنى أعمق للحياة والفن، لكن سرية المنظمة واستخدامها لبعض الرموز السرية كـ "العين الواحدة والمثلث"، أعطى للعامة انطباع بأن تلك المنظمة تروج لـ الإلحاد ولـ عبادة الشيطان وممارسة طقوس السحر الأسود؛ ولكن في ظل التزام الفنانين الصمت وغموض المنظمة السرية هل ستستمر "الماسونية" في عزف سيناريوهات غامضة للفن ؟ .
أخبار متعلقة :