نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
محمد سعيد الملا.. سيرة مشرقة في تاريخ الإمارات المعاصر, اليوم الأربعاء 22 يناير 2025 02:31 صباحاً
نظّمت ندوة الثقافة والعلوم جلسة لمناقشة كتاب «محمد سعيد الملا سيرة مشرقة في تاريخ الإمارات المعاصر»، حضرها حشد من المثقفين وكبار الشخصيات، وشارك في جلسة المناقشة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد أحمد المر، وأحمد حميد الطاير، وعائشة محمد سعيد الملا، والباحث مؤيد الشيباني، وأدارها نائب رئيس مجلس الإدارة، علي عبيد الهاملي، الذي أكد أن الجلسة تتناول سيرة شخصية استثنائية عصامية، قدمت نموذجاً فريداً في العمل الوطني، وفي بناء الإدارات والشخصيات، وأصبحت نموذجاً لكل الأجيال، شخصية لا تؤمن بالفشل، وتقول إنك إذا قبلت الفشل فإن الفشل سينجح وأنت من يخسر.
وتناول محمد المر الخلفية الاجتماعية لمحمد سعيد الملا الذي كان فقدُه لوالده مبكراً تحدياً ودافعاً للتغلب على صعوبات الحياة، فقد نشأ في أسرة مترابطة محاطاً بعائلات احتوته، وخلقت حميمة في علاقاته، ولحمة مجتمعية حوله، وقد كان ثاني بن عبدالله الرميثي، وعلي بن عبدالله العويس، هما من لعبا دور الأب في توجيهه والأخذ بيده للبدء في الحياة التجارية، حيث كان يمتلك منذ بدايته ذلك الحس التجاري الناجح.
وأضاف المر أن محمد سعيد الملا كان متحدثاً بارعاً، وكان شخصية محببة لكل من حوله، تاجَر في السيارات والذهب، وأنشأ فنادق، وأسهم في تأسيس بنك دبي الوطني، ووزارة الكهرباء والمواصلات، وقد تولد وعيه من المعرفة والكتب والمجلات التي تأتي من مصر ولبنان.
وأكد المر أن تميز الملا في أنه لم يركز على التجارة فقط، بل دخل معترك العمل العام والسياسي، وشارك في أولى الحكومات الاتحادية، وأسس وأنشأ وطوّر وزارة المواصلات، وأدارها بمهنية ونزاهة، رغم بساطة البدايات، إلا أنه كان يتعلم من مختلف التجارب ممن حوله، محلياً وعربياً، إضافة إلى وطنيته وغيرته على الوطن.
وعلى المستوى العام، أنشأ ثاني فندقٍ في الإمارات، وثاني مركز تجاري، ومستشفى فخماً، وكثيراً من الأعمال، رغم كثيرة العثرات التي اعترضت مسيرته، وقد تعرض لأزمات صحية عدة، ولكنه لم ينعزل مجتمعياً، وكان مسهماً في كثير الأعمال، محباً للحياة والاختلاط بالآخرين، ما جعله متيقظاً ذهنياً حتى لحظاته الأخيرة.
وأكد المر أن الخسارة الحقيقية هي عدم توثيق مسيرة محمد سعيد الملا أثناء حياته، وتسجيل الكثير من الذكريات والأحداث التي تشكل نموذجاً ناجحاً في تاريخ الإمارات، سواء شخصيات أو أحداثاً.
واستهل أحمد حميد الطاير مشاركته بمقولة ابن خلدون «الأيام الصعبة تخرج رجالاً أقوياء.. والرجال الأقوياء يصنعون الرخاء»، مشيراً إلى أن هذا القول ينطبق على الراحل محمد سعيد الملا الذي فقد والده وهو في الثانية من عمره، واقترن اليتم بحالة الفقر التي مرت على مجتمع الإمارات في ذلك الوقت، بعد انهيار تجارة اللؤلؤ وفترة ما بين الحربين العالميتين.
واستعرض أحمد الطاير كلمات المشاركين في الكتاب الذي قدم له الشيخ نهيان بالقول: «إن الملا كان مثالاً للالتزام والعطاء والإنجاز.. وكان في حياته نموذجاً رائداً في حب الوطن والافتخار بقادته ورموزه».
كذلك قول حميد بن ناصر العويس: «إن محمد سعيد الملا موسوعة اقتصادية، ورجل مثابر، يمتلك روحاً قيادية من طراز نادر بين رجال الإمارات.. لقد افتقدته الإمارات لما له من فضل في مسيرة البناء والتأسيس، وقد كان همزة الوصل بين الشيخ راشد والشيخ زايد في أمور كثيرة ومهمة، لأنه كان محل ثقة وأميناً في ما يكلف به».
واستعرض الطاير شهادة ضاحي خلفان تميم، بقوله: «إن بوسعيد رجل عبقري، فإنه ليس رقماً مع مجموعة أرقام، بل هو ذلك المتفرد والمتميز.. وكانت أفكاره إبداعية وحضوره إيجابياً في مجلس الشيخ راشد، وكان سريع البديهة، بشوشاً ومعلماً ومربياً واعياً».
وأكد الطاير أنه استفاد كثيراً من محمد سعيد الملا، وأضاف أن اهتمامه بتدريب وتطوير العنصر البشري الإماراتي كانت له نتائج مميزة في وجود كفاءات وطنية ملمة ومتعلمة، وكان يولي عمله اهتماماً كبيراً، كذلك كان يهتم بأسرته ويرعاها، وقد أعتذر عن الوجود في التشكيل الوزاري السادس، ليتفرغ لأسرته وحياته الاجتماعية والتجارية.
وأوضحت عائشة محمد سعيد الملا أن والدها ترك إرثاً إنسانياً عظيماً، وقالت إن علاقة والدها بأبنائه كانت علاقة مميزة، وأنها كانت مرتبطة بوالدها، تعرف الكثير عن تاريخه وطفولته وما مر به من مواقف من خلال أحاديثها مع جدتها «مريم» التي كانت تعيش في كنفها منذ طفولتها.
وذكرت أن والدها كان يصحبها معه في كثير من أعماله، ويطلعها على تطور العمل، وكانت هناك صداقة بينهما، وكانت تعتبر نفسها الحلقة الأولى لارتباطه بالحاضر، وكان يأخذ رأيها في بعض الأمور، ورغم مهامه الوزارية والتجارية إلا أنه كان يهتم بالأسرة، وتعتبر هي المرأة الوحيدة في الأسرة التي تعمل تحت إمرة شقيقها سعيد نائباً أول لإحدى الشركات، وقد تعلمت منه الكثير.
وأضافت أن والدها علمها القيادة وليس الرئاسة، فليس كل رئيس قائداً، فالقائد الناجح لابد أن يكون معه فريق عمل يحسن اختياره، ويكون كقائد جزءاً من الفريق، يرتفعون معاً، ويشارك فريقه اتخاذ القرار، أما إذا كان رئيساً متفرداً بقراره فلن يكون قائداً ناجحاً.
وقالت عائشة إن والدها كان يهتم بالاطلاع والقراءة، ويحث جميع أبنائه على القراءة واقتناء الكتب، لأنه كان قارئاً نهماً، وكان محباً للتصوير، ولديه الكثير من الكاميرات والصور الفريدة.
وأكدت في الختام أن والدها، رغم كثرة أسفاره وأعماله، إلا أنه كان حريصاً على الوجود الدائم مع العائلة، وفي مختلف الأماكن والمناسبات.
سيرة
وُلد محمد سعيد الملا في منطقة الشندغة بدبي عام 1927، ونشأ يتيم الأب، وتربى عند والدته التي أحسنت تربيته، وعمل في البدايات في التجارة، كما عمل في مجلس تخطيط أبوظبي، وكُلّف في أول تشكيل وزاري عام 1971 بالعمل وزير دولة لشؤون الاتحاد والخليج، ووزارة الكهرباء بالوكالة، وفي التشكيل الوزاري الثاني عام 1973 والثالث عام 1977 والرابع 1979 والخامس 1990، عُيّن وزيراً للمواصلات، وبعدها تفرغ لأعماله الخاصة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
أخبار متعلقة :