حصرى 24

العالم يدفع ثمن حرائق أمريكا

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العالم يدفع ثمن حرائق أمريكا, اليوم السبت 18 يناير 2025 11:38 مساءً

وكان يلقى السؤال الأهم، هل هذه الحرائق لها تأثير مباشر على الاقتصاد العالمى؟، أو هل سيتأثر العالم بالخسائر الأمريكية الكبرى من جراء هذه ااحرائق، وايضا إعادة الإعمار هل لها تداعيات على قوة الاقتصاد الأمريكى وبالتالى العالمى ؟!

قال الدكتور أيمن غنيم، الخبير الاقتصادي والقانوني، أن الحرائق التي تشهدها منطقة جنوب كاليفورنيا قد أدَّت إلى خسائر مالية كبيرة، قدِّرت حتى يوم ١٠ يناير الحالي بحوالي ٥٠ مليار دولار، من المنتظر أن تتحمل شركات التأمين حوالي ٢٠ مليار دولار منها، بينما يُقدر بعض الخبراء إجمالي الخسائر بحوالي ١٥٠ مليار دولار.

وتابع غنيم أن تلك الخسائر تؤكد أهمية التعاون الدولي للحد من تأثيرات التغييرات المناخية، والتي تؤثر بخسائرها على الدول الغنية والنامية على حدٍ سواء.

 وأضاف غنيم أن تلك الأحداث قد ألقت بظلالها على شركات التأمين، حيث تبرز الحاجة إلى تحديث أطر العمل وسياسات تقييم المخاطر التأمينية، من أجل التقليل من الخسائر المالية الناجمة عن التغييرات المناخية.

وأضاف غنيم أن تلك الحرائق قد أثرت على قطاعات العقارات والتأمين والسياحة والتعليم والصحة في الولايات المتحدة الأمريكية، مما ينذر بتباطؤ النمو في أكبر اقتصاد في العالم.

وأردف غنيم أن العديد من المحللين الاقتصاديين يتوقعون من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب أن تتحرك بقوة لضخ أموال لإعادة الأعمار وتحفييز الاقتصاد، من خلال زيادة الإنفاق الحكومي وطرح حزم الإنعاش الاقتصادية، مما قد يزيد الضغط على الموازنة الأمريكية، وبالتالي زيادة الدين العام.

ولفت غنيم إلى أن الأسهم الأمريكية، لاسيما قطاع التأمين، قد شهدت انخفاضاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، فيما يتوقع العديد من المحللين أن يستفيد قطاع البناء والتشييد من عمليات إعادة الأعمار وحزم التحفييز الاقتصادي المتوقعة.

وبالنسبة لأسعار الفائدة، فقد أشار غنيم إلى أنه من الصعب حالياً توقُّع اتجاهها على المدى القصير، فمن ناحية، أظهر تقرير التوظيف الشهري في الولايات المتحدة الصادر عن مكتب إحصاءات العمل، يوم الجمعة ١٠ يناير ٢٠٢٤، أن الاقتصاد الأمريكي أضاف وظائف أعلى مما كان متوقعا في ديسمبر ٢٠٢٣، مما يشير إلى قوة سوق العمل، ويقلل من احتمالات أن يواصل الفيدرالي الأمريكي خفض الفائدة بعد الثلاث مرات بإجمالي ١٠٠ نقطة مئوية منذ سبتمبر ٢٠٢٤.

ومن ناحية أخرى، فقد تؤدي الخسائر المالية، وتأثيرها السلبي على النمو، الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة لتحفييز الاقتصاد وزيادة التشغيل.

يقول الخبير الاقتصادي د. شريف الطحان إن التأثير السلبي لحرائق غابات كاليفورنيا لا يقتصر فقط على الاقتصاد الأمريكي، بل يؤثر على الاقتصاد العالمي حيث أن الفيدرالي الأمريكي سيتحمل قيمة 100% من تكاليف تلك الحرائق المقدرة بحوالى أكثر من 275 مليون دولار خسائر مباشرة و غير مباشرة, و بالتالي سيتجه لرفع أسعار الفائدة لمواجهة الموجة التضخمية المحتملة في الاقتصاد الأمريكي, وهو ما سيجعل الحكومات الأخرى تضطر نحو تشديد السياسة النقدية، مما سيكون له آثار على معدلات الاستثمار داخل هذه الدول، خاصة الدول النامية التي تحتاج إلى سياسة نقدية ميسرة حتى يمكنها جذب الاستثمارات المختلفة وتحقيق التنمية المستدامة.

لفت د. الطحان إلى تهديد إمدادات النفط، حيث أن مدينة لوس أنجلوس تضم أكبر مصفاة في الساحل الغربي بسعة 365 ألف برميل من النفط الخام يومياً، كما تحتوي كاليفورنيا على 13 مصفى للنفط بإجمالي عدد براميل يُقدر بحوالي 1.62 مليون برميل يومياً مما ينتج تضرر الولاية بشكل كبير, وبالإضافة إلى الدمار الذي أحدثته حرائق الغابات المستمرة في الشركات والبنية التحتية الأخرى، فإن الحرائق غير الخاضعة للسيطرة تؤثر على إمدادات النفط داخل الولايات وفي السوق العالمي، فضلاً عن ارتفاع الأسعار نسبيًا، إذ أن الولايات المتحدة الأمريكية تتصدر قائمة منتجي النفط في العالم، وتضخ يومياً كمية نفط خام تفوق بنحو 50% ما تنتجه السعودية.

يرى د. الطحان إن ذلك سيتسبب في موجات تضخمية تجتاح الاقتصاد العالمي، باعتبار أن العالم أصبح مترابطًا بشكل كبير في ظل العولمة الحديثة، والتشابك بين إقتصادات الدول، فما يحدث في الاقتصاد الأمريكي سينتقل أثره بالتأكيد إلى باقي دول العالم، خاصة الدول النامية التي تعتمد في برامج التنمية الخاصة بها على الاقتصاديات الكبرى.

أضاف أن هذه الأزمة الإقتصادية أحدثت إضطرابا كبيرا لدى الرئيس المنتخب ترامب الذى بادر فى إلقاء الإنتقادات للسلطات المحلية قبل توليه المسئولية فى 20 يناير الجاري و ذلك سيسفر عن تغيرات إقتصادية محتملة على الصعيد المحلي و الدولي.

يقول الخبير الاقتصادي د. طاهر عبدالكريم أن الحرائق التى حدثت فى أمريكا هى الحدث الأسوأ لاستقبال ترامب والذى يستلم مقاليد الحكم بعد غد الاثنين، فقد وصل عدد الضحايا إلى ٢٨، وتدمير حوالي ٢٠ الف مبني وتضرر 15 ألف أخرى، وأتى على أكثر من ٤٥ ألف فدان وفي تزايد شديد، وقد تم اخلاء حوالي 300 ألف شخص وتهديد أكثر من 150 ألف آخرين بالإخلاء حتى الان، وقابلين للزيادة بشكل كبير خاصة مع توقعات بأن رياح أقوى ستهب في الأيام القادمة، ووفقا لتقديرات أولية فإن الخسائر الأمريكية حتى الان تتراوح ما بين 135 مليار و150 مليار دولار حتى الآن.  .

أضاف  أن محللى "موديز" قالوا: "إن حجم وشدة الحرائق، مع الانتشار الجغرافي لها، يشيران إلى تكلفة باهظة، سواء من حيث التكلفة البشرية أو الاقتصادية"، ولم يتضمن التقرير تقديراً أولياً لخسائر الحرائق.، وأن الأسوأ لم يأت بعد.
أوضح أن المشكلة للاقتصاد الأمريكي ليست فقط خسارة المنازل والأراضي والغابات، لكن الخسائر الأكبر لم تبدأ بعد، وهي خسائر شركات التأمين الامريكية، وهي أحد المؤثرين في الاقتصاد الامريكي، يكفي أن نعلم أن الأزمة الاقتصادية في 2008 كان أحد أهم أسبابها هو انهيار نظام التأمين على المنازل الأمريكي مما سبب أزمة اقتصادية عالمية طاحنة، خاصة إذا علمنا ان سوق العقارات في كاليفورنيا يبلغ حوالي 10 تريليون دولار، وتقدر خسائرهم حتى الان حوالي 20 مليار دولار قابلة للزيادة الكبيرة بمعدل يومي.

لفت إلى المشكلة الكبرى ان الاقتصاد الأمريكي هو المؤثر الأكبر في الاقتصاد العالمي، ليس فقط لأنه يمثل أكثر من 25%، لكن لأنها من تملك حق طباعة الدولار بلا حدود لحل مشاكلها الداخلية، دون ان تتأثر كثيرا، ولكنها تحرق العالم بالتضخم والأزمات الاقتصادية.

إذا ربطنا ما سبق بقدوم ترامب للبيت الأبيض في 20 يناير الحالي فقد يرجح ذلك نظرية المؤامرة بأن ما حدث بفعل فاعل، لإشعال الأرض تحت أقدام ترامب قبل قدومه، فهل لينشغل بالداخل عن الخارج ولا يوقف الحروب كما وعد، أو السيطرة عليه، مجرد تساؤل. 

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

أخبار متعلقة :