المجلس الوزاري الإسرائيلي يصوت على اتفاق وقف إطلاق النار الجمعة

على الرغم من الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس يوم الأربعاء، يستمر التصعيد العسكري في قطاع غزة، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والإنساني. وأفادت وكالة الدفاع المدني في غزة أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة أسفرت عن مقتل 86 فلسطينيًا على الأقل، بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة. وتأتي هذه التطورات في ظل استعداد المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي للاجتماع يوم الجمعة لمناقشة المصادقة الرسمية على الاتفاق.
 

تصعيد مستمر رغم التهدئة المعلنة

منذ الإعلان عن التهدئة، تصاعدت وتيرة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع متفرقة في قطاع غزة، بما في ذلك مناطق مكتظة بالسكان. وأكدت مصادر محلية أن الأضرار طالت عشرات المنازل والبنى التحتية الحيوية، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر. وفي الوقت نفسه، تواصل الفصائل الفلسطينية التأكيد على حقها في الرد على أي اعتداء إسرائيلي.

اتفاق التهدئة: بين الأمل والتحديات

الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية وبدعم من الولايات المتحدة يتضمن عدة بنود أساسية، أبرزها:

وقف كامل لإطلاق النار بين الجانبين.

تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.

إدخال مساعدات إنسانية مكثفة لتخفيف معاناة سكان غزة.

إعادة الإعمار في المناطق التي تضررت جراء التصعيد الأخير.

من المتوقع أن يبدأ سريان الاتفاق يوم الأحد المقبل، لكن استمرار الغارات الإسرائيلية يثير مخاوف بشأن مدى التزام الأطراف به.

اجتماع حاسم في المجلس الوزاري الإسرائيلي

يعد اجتماع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المرتقب يوم الجمعة خطوة حاسمة للمصادقة على الاتفاق. ويتزامن هذا مع ضغوط داخلية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من قِبل شركائه في الحكومة، وخاصة من الشخصيات المتشددة التي تعارض تقديم أي تنازلات لحركة حماس. استقالة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، التي جاءت احتجاجًا على الصفقة، تعكس حجم التوترات داخل الحكومة الإسرائيلية.

ردود فعل دولية ودعوات للالتزام

تراقب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تطورات الأوضاع في غزة عن كثب، مع دعوات مستمرة للأطراف بالالتزام الكامل بالاتفاق لتجنب انهيار التهدئة. كما ناشدت المنظمات الإنسانية بضرورة تسهيل وصول المساعدات إلى القطاع لتخفيف المعاناة الإنسانية المتفاقمة جراء الحصار.

 خطوة نحو السلام أم تهدئة مؤقتة؟

يمثل اتفاق وقف إطلاق النار بصيص أمل لسكان غزة الذين أنهكتهم الحروب المتكررة، لكنه يواجه تحديات كبيرة في ظل استمرار التصعيد وانقسامات الحكومة الإسرائيلية. ويبقى السؤال: هل ستنجح الجهود الدولية في تثبيت الاتفاق وتحقيق تهدئة طويلة الأمد أم ستظل التوترات مشتعلة؟