حصرى 24

السعودية تعيد صياغة استضافة البطولات العالمية

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السعودية تعيد صياغة استضافة البطولات العالمية, اليوم الثلاثاء 14 يناير 2025 11:44 مساءً

في مشهد رياضي مهيب، خطف أنظار العالم نحو قدرة السعوديَّة في استضافة البطولات الكُبْرى، فقد نجحت المملكة في تقديم تجربة استثنائيَّة من خلال استضافتها لبطولتي كأس السوبر الإيطالي والإسباني في شهر يناير 2025. من الرياض إلى جدَّة، لم تكن الملاعب مجرَّد ساحات للكرة، بل كانت جسورًا للتَّواصل الثَّقافي والرِّياضي، حيث اجتمع الحاضرون من مختلف بقاع الأرض للاحتفاء بمزيج فريد من الإبداع التنظيمي، الإثارة الرياضيَّة، والتَّعبير الثَّقافي. ما حققته السعوديَّة لم يكن مجرد استضافة بطولة، بل كان تجسيدًا لطموح يضعها في طليعة الدول التي تعيد تعريف مفهوم استضافة الفعاليَّات العالميَّة، في إطار رُؤية تُعانق المستقبل.

رُؤية رياضيَّة تحقق الطموح

تأتي استضافة هاتين البطولتين، ضمن إطار رُؤية السعوديَّة 2030، التي تسعى إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للرياضة والترفيه. هذه الرؤية الإستراتيجيَّة تعكس طموح القيادة السعوديَّة في تعزيز مكانة المملكة على الخارطة الرياضيَّة الدوليَّة عبر استضافة الفعاليات الكُبْرى، وتقديم تجربة فريدة للجماهير العالميَّة. وسلَّط الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة السعودي، الضوء على هذا الإنجاز قائلًا: «نجاحنا في استضافة هذه البطولات يأتي تتويجًا لجهود المملكة في تعزيز مكانتها على الخارطة الرياضيَّة العالميَّة، ونتطلَّع لأنْ تكون هذه البداية لمزيد من الإنجازات في المستقبل».

معيار جديد للكفاءة

تميَّزت بطولتا كأس السوبر الإيطالي والإسباني بالتَّنظيم المثالي، الذي نال إعجاب الفرق والجماهير على حدٍّ سواء.

في الرياض:

استضاف ملعب «الأوَّل بارك» بطولة كأس السوبر الإيطالي، حيث تم تزويده بأحدث التقنيات التي تعزِّز تجربة المشاهدة سواء في المدرجات، أو عبر البث التلفزيوني. تنظيم وتميُّز نالا إعجاب الجميع بما فيهم رئيس رابطة الدوري الإيطالي، لورنزو كاسيني، الذي أعرب عن إعجابه بما رآه قائلًا: «ما شهدناه هنا ليس مجرد بطولة، بل حدث يعكس احترافيَّة عالية، وروحًا منفتحةً على العالم».

في جدَّة:

أمَّا في جدَّة، فقد كان ملعب «الجوهرة المشعَّة» مسرحًا لمباريات كأس السوبر الإسباني، التي أظهرت المملكة بنجاحها في تنظيمها، قدرتها على تقديم تجربة رياضيَّة متكاملة، مهما كان حجم البطولة وشعبيتها.

نجاح تنظيمي أذهل عشَّاق كرة القدم، وأشاد به الوسط الرياضي العالمي؛ ممَّا دفع بالاتحاد الإسباني لكرة القدم إلى تمديد اتفاقيَّة استضافة السوبر الإسباني في المملكة حتى عام 2034.

من جهته، أشاد رئيس الاتحاد الإسباني، لويس روبياليس بالنجاح التنظيمي، قائلًا: «التجربة هنا فريدة من نوعها، التنظيم السعودي أعطى البطولة بُعدًا جديدًا، وأثبت أنَّ المملكة شريك موثوق للفعاليات الكُبْرى».

إشادات دوليَّة وأصداء واسعة

نال التنظيم السعودي للبطولتين، إشادة واسعة من شخصيَّات رياضيَّة بارزة، نقتبس منها تصريح مدرب فريق ميلان الإيطالي، ستيفانو بيولي، الذي أشاد بالنجاح التنظيمي والحضور الجماهيري قائلًا: «التنظيم هنا مثالي، والجماهير السعوديَّة أظهرت شغفًا رائعًا بكرة القدم».

من جانبه، وصف هانز فليك، «مدرب برشلونة»، الأجواء في جدَّة بأنَّها «استثنائيَّة»، قائلًا: «اللعب في السعوديَّة كان تجربة رائعة، مع تنظيم احترافي يعكس طموح المملكة».

الإثارة في أبهى صورها

كانت المنافسة في البطولتين مليئة بالإثارة والحماس: ففي كأس السوبر الإيطالي، قدَّمت الفرق الإيطاليَّة أداءً رائعًا، حيث واجه ميلان غريمه إنتر ميلان في نهائي ناري، انتهى بفوز ميلان بريمونتادا تاريخيَّة، وتتويجه باللقب.

أمَّا في كأس السوبر الإسباني، فقد شهدت الجماهير مباراة مثيرة بين برشلونة وريال مدريد في نهائي البطولة، انتهت بفوز عريض لبرشلونة، وتتويجه باللقب الخامس عشر في البطولة.

البُعد الاقتصادي والسياحي

لم تكن الفعاليات مجرَّد مناسبات رياضيَّة، بل دفعة اقتصاديَّة وسياحيَّة كبيرة للمملكة. توافدت الجماهير من مختلف أنحاء العالم؛ ممَّا ساهم في إنعاش قطاعي السياحة والضيافة.

الفنادق في الرياض وجدَّة كانت ممتلئة بالكامل، بينما أشارت تقارير اقتصاديَّة إلى تحقيق عائدات ملموسة أسهمت في تعزيز الاقتصاد المحلي.

الثقافة السعوديَّة على الساحة العالميَّة

استضافة هاتين البطولتين لم تكن فرصة للتألق الرياضي فحسب، بل كانت أيضًا منصَّة لعرض الثقافة السعوديَّة.

حرص المنظِّمون على تقديم فعاليات ثقافيَّة وترفيهيَّة تُبرز التراث السعودي، ما أتاح للجماهير الدوليَّة التعرُّف على المملكة بشكل أعمق، نالت إعجاب الجمهور الذي توافد من مختلف أنحاء العالم.

قال أحد المشجعين الإيطاليين: «لم نأتِ فقط لمشاهدة المباريات، بل لاكتشاف ثقافة السعوديَّة، وقد كانت تجربة فريدة لن ننساها».

ريادة تتخطَّى التوقُّعات

بهذا النجاح الاستثنائي، لم تثبت المملكة العربيَّة السعوديَّة فقط أنَّها قادرة على تنظيم فعاليَّات رياضيَّة تضاهي كُبْرى الأحداث العالميَّة، بل أكَّدت أنَّ الرياضة لديها رسالة أكبر من مجرد المنافسة: رسالة للتقارب والتواصل، وإبراز ثقافة تُبهر العالم.

من الكفاءة التنظيميَّة إلى الشغف الجماهيري، قدَّمت السعوديَّة تجربة متكاملة تُمهِّد الطريق لمزيد من الإنجازات التي تتماشى مع رُؤيتها الطَّموحة.

إنَّ استمراريَّة هذه النجاحات تضع السعوديَّة في موقع الرِّيادة، وتجعلها وجهةً مفضَّلةً لاستضافة أكبر الأحداث الرياضيَّة العالميَّة.

أخبار متعلقة :