نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حذر أوروبي.. "حُجة" لبوتين في طيّات تصريحات ترامب, اليوم الأحد 12 يناير 2025 01:53 مساءً
ألقى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بخطاب توسعي في وجه حلفاء بلاده، بل وخصومها المحتملين، وقال إن حدود القوة الأميركية يجب أن تمتد لتشمل كندا وإقليم غرينلاند الدنماركي، وإلى الجنوب حتى قناة بنما.
وقد أثارت اقتراحات ترامب بأنه يمكن إعادة ترسيم الحدود الدولية - بالقوة حال لزم الأمر- استفزازات في أوروبا، على نحو خاص.
وتتعارض كلماته مع الحُجة التي يحاول قادة أوروبا، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بها.
واتسمت ردود فعل العديد من قادة القارة- وقد تعلموا أن يتوقعوا من ترامب ما هو غير متوقع ورأوا أفعاله لا تنطبق على أقواله بشكل دائم – بالحذر، وقد تبنى بعضهم وجهة نظر "لا يوجد شئ هنا"، بدلا من الدفاع بقوة عن الدنمارك، وهي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
ورغم ذلك، يقول محللون إن الكلمات من شأنها أن تضر بالعلاقات الأميركية الأوروبية قبل بدء ولاية ترامب الثانية، يوم 20 الشهر الجاري.
وأكدت ردود الفعل الدبلوماسية التي صدرت عن العديد من المسؤولين في أوروبا اعتقادهم بأن ترامب لا يعتزم الزحف بقواته للاستيلاء على غرينلاند.
يشار إلى أن الحكومات الأوروبية تعتمد على الولايات المتحدة بشكل كبير في التجارة والطاقة والاستثمار والتكنولوجيا والتعاون الدفاعي من أجل الأمن.
وقالت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني: "اعتقد أننا يمكننا استبعاد أن تحاول أميركا خلال السنوات المقبلة اللجوء للقوة من أجل ضم الأراضي التي ترغب فيها".
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس- ولكن بحذر: "لا يجب تحريك الحدود بالقوة"، دون أن يذكر ترامب بالاسم.
وسعى الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى الضغط على إدارة ترامب المقبلة، في وقت سابق هذا الأسبوع، من أجل مواصلة دعم أوكرانيا، حيث قال :"بغض النظر عما يجري في العالم، يريد الجميع أن يتأكدوا من أن بلادهم لن تُمحى من على الخريطة".
ومنذ أطلق بوتين قواته عبر الحدود إلى أوكرانيا في عام 2022، يكافح زيلينسكي وحلفاؤه بتكلفة باهظة للدفاع عن المبدأ الذي قام عليه النظام الدولي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ومفاده لا يمكن للدول القوية، ببساطة، التهام الآخرين.
وقال وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا إنهما لا يتوقعان أن تُقْدِمْ أميركا على غزو غرينلاند.
ومع ذلك، وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو تصريحات ترامب بأنها جرس إنذار.
وقال بارو:"إذا كان السؤال هل دخلنا حقبة زمنية يكون فيها البقاء للأقوى؟ فإن إجابتي هي نعم".
وقال رئيس وزراء غرينلاند موتي إيجيد إن شعبها لا يريد أن يصبح أميركيا، لكنه منفتح على مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة.
وغرينلاند منطقة شبه مستقلة تقع في القطب الشمالي، وليست جزءا من الاتحاد الأوروبي، ولكن سكانها البالغ عددهم 56 ألف نسمة يعدون من مواطني التكتل، كونهم جزءا من الدنمارك.
ووصفت رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن الولايات المتحدة بأنها "أقرب حليف لنا... وعلينا أن نقف معا".
واتفق محللون أمنيون أوروبيون على أنه لا يوجد احتمال حقيقي لاستخدام ترامب قوة الجيش ضد الدنمارك، وهي حليف لبلاده داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولكنهم أعربوا عن قلق عميق، رغم ذلك.
وحذر المحللون من اضطرابات مقبلة في العلاقات عبر الأطلسي، وللأعراف الدولية وللتحالف العسكري الغربي، لدواع ليس أقلها الخلاف المتنامي بين أمريكا وكندا، العضو في الحلف، على خلفية اقتراحات ترامب المتكررة بأنها يجب أن تصبح ولاية أميركية.
ويقول فليمينج سبليدسبول هانسن، وهو متخصص في السياسة الخارجية وروسيا وغرينلاند لدى المعهد الدنماركي للدراسات الدولية: "في الحقيقة، لا يمكنني أن اتذكر واقعة مماثلة لهذه، يهدد فيها حليف- في هذه الحالة الحليف الأهم (أميركا) الدنمارك أو دولة أخرى عضو في الناتو".
وأعرب هانسن عن مخاوف من أن يتداعى حلف الأطلسي، حتى قبل تنصيب ترامب.
المخاوف الأمنية دافع محتمل
ويرى دبلوماسيون ومحللون خيطا مشتركا في تطلع ترامب إلى كندا وإلى قناة بنما وغرينلاند، ألا وهو: تأمين الموارد والممرات المائية لتعزيز قوة الولايات المتحدة ضد خصومها المحتملين.
وتقول المحللة أليكس فرانجول ألفيس، في باريس، إن لغة الخطاب لدى ترامب "كلها جزء من نهجه: جعل أميركا عظيمة مرة أخرى."
وأشارت إلى وجود معادن نادرة ضرورية للتقنيات المتقدمة والخضراء، في أراضي غرينلاند، والصين تهيمن على الإمدادات العالمية من هذه المعادن الثمينة، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى خطرا أمنيا".
وأوضحت الفيس، التي تركز على السياسات الأمريكية لصالح صندوق مارشال الألماني: "تأتي أي سياسة تتبناها واشنطن من خلال منظور المنافسة مع الصين".
وقال مراقبون إن أساليب ترامب المقترحة تحفها المخاطر.
ويقول المحلل الأمني ألكسندر خارا إن ادعاء ترامب بأننا "بحاجة إلى غرينلاند من أجل أغراض تتعلق بالأمن القومي"، يستدعي لديه تعليقات الرئيس الروسي بوتين بشأن شبه جزيرة القرم، الأوكرانية، الاستراتيجية في البحر الأسود، عندما استولت روسيا عليها بالقولة في عام 2014.
وأضاف خارا، وهو مدير مركز استراتيجيات الدفاع في العاصمة الأوكرانية كييف، إن الإيحاء بأن الحدود قد تكون مرنة "سابقة خطيرة تماما".
وحذر قائلا: "نمر بمرحلة انتقالية من النظام القديم القائم على المعايير والمبادئ... ونتجه إلى مزيد من الصراعات ومن الفوضى والغموض".
أخبار متعلقة :