صراع وجود.. لا حدود

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صراع وجود.. لا حدود, اليوم الجمعة 7 فبراير 2025 08:30 مساءً

الرئيسية مـقـالات مـقـالات الجمعة, 7 فبراير, 2025 - 8:20 م

صراع وجود.. لا حدود

سلوي علوان

سلوى علوان

بداية، وقبل أن تقرأ، أنا مصرية، عربية، فرعونية، إفريقية، توجهاتي قومية، ناصرية الهوى، أعافر كما غيري من أجل وحدة عربية متكاملة حقيقية وليست شكلية، وقعت على وثيقة تمرد حينما أحسست مثل الملايين غيري أن بلدي تضيع، أدعم مؤسسات وجيش بلدي، وأتحفظ على كثير من مجريات الأمور مثلي مثل ملايين المصريين غيري، لكني أثمن كل خطوة حقيقية تقوم بها الدولة ترفع بها من كرامة المواطن المصري، وأطرح كل تحفظاتي جانبا حين يكون وطني في شدة، أنسى الخلافات والاختلافات، وأعود أؤكد على ضرورة وحدة الصف المصري والعربي، ففي اتحادنا نجاتنا، ووفقا لما سبق، ولأنني أقرأ الكثير من الهجوم على حركات المقاومة لأسباب أيدلوجية أو غيرها، لهذا أود أن أترك رسالتي ربما تغير في نفس أحدنا شيئا يشد من أزر أمتنا ويزيد لحمتنا.

يا سادة، ما حدث من حرب على غزة كان مقررًا حدوثه ومخططا له قبل طوفان الأقصى بكثير، وهذا ما جاء في وثائق فضحتها الصحف العبرية والأجنبية، وحماس لا تلام على مقاومتها المحتل، وإلا صمت كل من احتلت أرضه حتى ماتت قضيته، ما فعلته حماس رد فعل وليس فعل، ما فعلته حماس كان دفاعا عن أرض وقضية وناس وأسرى يعانون شتى أنواع التعذيب والتنكيل في السجون، ما فعلته حماس كان تمرد على سجن يعد أكبر سجن مفتوح في التاريخ وضع فيه الصهاينة أهل غزة وأحاطوهم بالأسوار العالية والأسلاك الشائكة، وتحكموا في طعامهم وشرابهم وحركتهم ووظائفهم، فأي شعب يحتمل كل هذا الإذلال والقيود والمهانة؟!

لو استسلمت الجزائر التي قدمت أكثر من مليوني شهيد، ما تحررت من الاستعمار الفرنسي، ولو لم يكن هناك عمر المختار وتلاميذه وأصدقاءه في ليبيا لظلت ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي، ولو صمتت مصر على الاحتلال البريطاني ولم تكن هناك حركات مقاومة لما استطعنا أن تكون لنا دولة وسيادة، رغم ما حدث من قصف وتدمير محافظات مثل السويس والإسماعيلية التي هجر أهلها كما هجر أهل غزة، ولو لم يكن هنا الشيخ حافظ سلامة والشهيد أحمد أبو هاشم والبطل عبد المنعم قناوي وكثيرون كثيرون من فدائي المقاومة الشعبية في كل ربوع مصر، وحتى في حرب الاستنزاف، لنذكر ما فعله عميد شهداء المقاومة الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي، ألم يكن ما فعله مقاومة للعدو المحتل، ولو لو يفعل الرفاعي وأصحابه ترى، كيف كان حالنا الآن؟

نعم، الرفاعي ومنسي وعمر القاضي والمئات غيرهم من رجال الجيش والشرطة، ولكن، ما فعله الرفاعي يجمع ما بين الحرب الرسمية والمقاومة الشعبية، فلو كانت حسبته عسكرية فقط لكان حذر من عشرات العمليات التي قام بها، لكنه كان مصريا قبل أن يكون عسكريا.. .

لو حسبنا من اغتيلوا في المقاومة ضد المحتل على مر الزمن أنهم اتخذوا خطوات غير محسوبة ما كنا اليوم نفخر بأننا أحرار وما كانت السينما المصرية قدمت الكثير من الأفلام عن بطولات المقاومة الشعبية مثل «في بيتنا رجل» أو «حكايات الغريب» أو «لا وقت للحب» أو «بور سعيد» وغيرها من الأفلام التي جسدت لشخصيات واقعية لم تكن تنتمي للجيش أو الشرطة لكنها تنتمي لهذا الوطن، أناس ضحوا بأرواحهم ودماهم لأجل تحرير أرضهم ووطنهم.

وبغض النظر عن التوجهات أو الأيدلوجيات التي تشتتنا وتزيد من فرقتنا الآن، علينا دعم حركات المقاومة في فلسطين لأنها درع الأمة الأول، هي من تتلقى عنا الضربات فإن ضاعت الضفة وغزة وماتت القضية الفلسطينية، استهدفوا مصر وكل المنطقة العربية، إنها حرب دينية وعقائدية تتطلى بطلاء سياسي واقتصادي، لكن جوهرها دين وعقيدة، إنه صراع وجود، لا صراع حدود.

e673eec5dd.jpg

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق