نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الدولة الوطنية تهزم الإرهابيين والسارقين, اليوم السبت 4 يناير 2025 04:56 مساءً
الشعوب العربية كشفت مبكراً مخططات الإخوان الإرهابية وميليشياتها ولجانها.. وسقوط نظام الأسد سببه الخلل البنيوى للنظام السورى
يخال للبعض أن ما حدث فى سوريا سيكون بداية سقوط لانظمة أخرى فى المنطقة، مستندين فى تحليلاتهم النظرية لما حدث فى 2011، لكن الحقيقة والواقع يشيران إلى أن الظروف الآن ليست كما كانت عليه قبل 14 عاماً، في المنطقة والعالم أيضاً، فالظروف والأجواء تغيرت، كما أن عقلية المواطن العربى نضجت وباتت على دراية تامة بما يحدث حولنا، وما تصبو إليه بعض القوى الأقليمية والدولية، وهو عكس تماماً ما كان يسيطر على العقلية العربية في 2011، التي كانت حينها مأخوذة بحماسة التغيير، دون تفكير في المستقبل ولا في التفتيش عن النوايا.
لكن اليوم وبعدما ما شهدته البلدان العربية من أحداث ساخنة وملتهبة، أتت بالسلب على المواطنيين، نضج الفكر، وتمسكت الشعوب العربية بفكرة الدولة الوطنية، والحفاظ على مؤسسات الدولة، وزاد هذا التمسك بعد الأحداث الدامية التي شهدته المنطقة بعد 2011 على يد جماعة الإخوان الإرهابية، وما تفرع عنها من ميليشيات إرهابية، ولجان إلكترونية، عملت على تقويض استقرار المنطقة، وذرع الخوف في قلوب الشعوب العربية. ومن يتابع الردود الشعبية على ما حدث في سوريا سيتأكد من صحة ذلك.
الامر الأخر أن سقوط نظام بشار الاسد لم يكن ليحدث إلا لسببين لا ثالث لهما، غباء هذا النظام، وعدم تعلمه من السنوات الماضية، وتصميمه على غلق المجال أمام أي فرصة لكى يستنشق السوريين نسيم الحرية، والسبب الثانى، قدرة أعداءه على لملمة معارضيه، بالإضافة التغيرات الجيوسياسية التي حدثت في المنطقة في أعقاب احداث 7 أكتوبر 2023، وما نتج عنها من تراجع لما كان يسمى بمحور "الممانعة" أو "المقاومة" التي كانت سوريا أحد أذرعه القوية، فقد كانت هذه التغيرات منبئة أن نظام الأسد يقترب من النهاية.
ولا يخفى على أحد أنه بجانب الأسباب السابقة، فإن السقوط السريع للأسد ونظامه، يؤكد الخلل البنيوى للنظام السورى، وعدم قدرته على قراءة الأحداث المحيطة به بالشكل المناسب، كما أن الترتيبات السريعة لانتقال السلطة، وهروب الأسد المفاجئ إلى روسيا، يزيد اليقين بوجود ترتيبات أقليمية، كان الأسد مطلعا على بعض من تفاصيلها، أوصلت الوضع في سوريا إلى ما هي عليه اليوم. نعم كانت هناك محاولات لخلخلة النظام من الداخل لدفعه إلى إحداث تغيرات داخلية وبناء علاقات اقليمية جديدة، لكن هذه المحاولات كلها باءت بالفشل بسبب تمسك الأسد بالبقاء كما هو، وهو ما دفع حلفاءه "روسيا وإيران" إلى الدخول في تفاهمات اقليمية سريعة مع تركيا وأطراف أخرى بعضها دولية، للتخلص من عبء النظام السورى الذى أصبح ثقيلاً على الجميع، بما فيهم الحلفاء أنفسهم، واستطيع الجزم بأن أحمد الشرع لم يكن المقصود بتولى المسئولية وانما الأقدار هى التى قادته لذلك، لأنه كان البديل المتوفر، والقادر على إدارة المرحلة الأنتقالية في سوريا بالشكل الذى يتناسب مع التفاهمات التي جرت.
واتصالاً بهذه التفاهمات، فقد كان واضحاً ان روسيا وإيران، كانا يدركان جيدا ان نظام الاسد اقترب من النهاية، والأمر هنا لا يعتمد فقط على ما حدث لايران وحلفاءها بالمنطقة، فكل الشواهد تؤكد أن إيران منذ عدة أشهر بدأت تسير في طريق جديد، تعيد من خلاله صياغة توجهاتها الخارجية، والتخلى عما يمكن تسميته ببعض الترهلات المحيطة بها واستبدالها بكروت أخرى أكثر فائدة، وهو ما حدث مع حزب الله وحماس، وكان نظام الاسد فى الطريق لذلك، لان طهران وصلت إلى قناعة أن الشرق الأوسط يتغير وانه من مصلحتها إعادة صياغة استراتيجيتها للتوافق مع هذه التغيرات، بالإضافة إلى عدم قدرتها في خلخلة موقف الأسد.
كما أن روسيا، المنخرطة بقوة في الوضع الأوكرانى، ورغبتها في توسيع نفوذها في أفريقيا، لم تكن بعيدة أيضاً عن التغيير الاستراتيجي لتوجهاتها، خاصة اذا ما حصلت على وعود من جانب التفاهمات الت حدثت، بتوفير غطاء لبقاء قاعدتها البحرية في طرطوس السورية، على الأقل، باعتبارها منفذ مهم تستخدمه في توسيع تواجدها بالمنطقة.
فقد كانت الأمور تسير فى اتجاه ما يمكن تسميته بعملية تأديب لنظام الأسد، لكن من وقفوا خلف هذه العملية اكتشفوا ان النظام من الداخل منهار، وان الفرصة مناسبة فى الوقت الراهن لخلعه بالكامل وليس فقط تأديبه، وتوافق ذلك مع هوى روسى ايرانى بالتخلص من عبء الاسد ونظامه المثقل بالكثير من الأزمات والمشاكل، وغير القادر على التفاهم مع جيرانه ولا مع حلفاءه وأنه لا يفكر سوى فى حماية نظامه فقط.
الأسد منذ أحداث 7 أكتوبر 2023 كان واضحا، لن ادخل فى هذه الحرب لانى لا املك القدرة على ذلك، واكتفى بخطابات مليئة بشعارات لا تتسق مطلقا مع وضعه على الارض وتحركاته، فقد كان واضحا أن سوريا خرجت تماما من المعادلة وأمامها سنوات طويلة لكى تبدأ طريق العودة.
حتى المزايا التى يمكن ان يغرى بها حلفاءه باتت منقوصة، لذلك لم يكن من الصعب على موسكو وطهران التجاوب مع تحركات اطراف اقليمية للتخلص من الاسد، والدخول فى شراكات جديدة تحقق لهم الاستفادة التى تتوافق مع التغيرات التى ستحدث فى المنطقة.
لذلك فإن ما حدث فى سوريا كان متوقعا ولم يكن مفاجئا، خاصة أن نظام الاسد الذى اعتمد على اجهزة التنفس الصناعى الايرانى الروسى لم يحاول جاهدا ولو لمرة واحدة أن يكون له دور نافع ومفيد، لذلك جرت الأحداث سريعة بشكل لم يتخيله القائمين عليه، لان كل المؤسسات السورية باتت تبحث عن الخلاص، حتى المؤسسة العسكرية اصابها الانهاك بسبب هذا النظام الذى لم يقدم خطوة واحدة يبرهن من خلالها على انه نظام يريد البقاء حيا.
لذلك لا يمكن قياس الوضع السورى على أي وضع أقليمى أخر، نعم هناك من لديه توهمات، يحاول العمل على تحقيق جزء منها، لكنه يصطدم بواقع رافض لوجوده، وأقصد هنا جماعة الإخوان الإرهابية التي نظرت لما حدث في سوريا على أنه عودة بعض الروح لما يسمى بالإسلام السياسى، وظهرت تغريدات لقيادات وشخصيات إخوانية تتحدث عن العودة مرة أخرى، لكن كانت الصدمة قوية، فالرفض الشعبى هذه المرة لهم بات أقوى مما سبق، لإدراك الجميع ان هذه الجماعة لا يحكمها سوى منطق واحد فقط، الحكم او القتل، لذلك فهى مرفوضة شعبياً، وستظل مرفوضة حتى وأن مارسوا هوايتهم في الكذب والتضليل، لكن هذه الهواية تنكسر كل يوم على صخرة التوافق الشعبى الرافض لوجود هذه الجماعة الإرهابية، أو حتى مجرد ذكر اسمها.
0 تعليق