أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب  يوم الخميس حول خطة إعادة توطين الفلسطينيين في قطاع غزة جدلاً واسعًا، خاصة بعد حديثه عن تسليم القطاع للولايات المتحدة الأمريكية بعد انتهاء القتال. 

كما أعلن ترامب أن الفلسطينيين سيعيشون في "مجتمعات أكثر أمانًا وجمالًا" مع "منازل جديدة وحديثة"، ليُفتح الباب أمام موجة من الانتقادات في أوساط السياسة الأمريكية والدولية.

تصريحات ترامب تثير ردود فعل قوية 

خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، أكد ترامب أن الولايات المتحدة ستبدأ ببطء في تطوير مشروعات ضخمة في قطاع غزة، معتبرًا أن هذا التطوير سيكون "أحد أكبر وأروع مشروعات البناء في المنطقة". 

ولكن ما أثار القلق هو قوله بأن إسرائيل ستسلم غزة للولايات المتحدة، ولن تكون هناك حاجة لوجود جنود أميركيين في القطاع، مما أحدث صدمة بين الحلفاء والخصوم في المنطقة. 

مشروع مساءلة ترامب في الكونجرس 

في أعقاب هذه التصريحات، تقدم النائب الديمقراطي آل جرين من ولاية تكساس بمشروع مساءلة لعزل ترامب، واصفًا تصريحاته بأنها دعوة للتطهير العرقي في غزة. 

وقال جرين إن "التطهير العرقي في غزة ليس مزحة"، واعتبر أن تصريحات ترامب تشكل تهديدًا للعدالة الدولية وحقوق الإنسان، مطالبًا بمحاكمة الرئيس الأميركي بسبب "الأفعال البشعة" التي اقترحها. 

انتقادات من الديمقراطيين والجمهوريين

تلقى ترامب انتقادات حادة من داخل الحزب الديمقراطي، حيث وصف النائب جيك أوشينكلوس اقتراحه بأنه "متهور وغير معقول". 

من جهتها، اعتبرت النائبة رشيدة طليب أن تصريحات ترامب تهدف إلى "تمويل الإبادة الجماعية" للفلسطينيين، مُشيرة إلى أن الفلسطينيين لن يرحلوا تحت أي تهديد. 

وأكد السناتور كريس فان هولن أن ما طرحه ترامب يُعد "تطهيرًا عرقيًا تحت مسمى آخر"، محذرًا من العواقب الإقليمية والدولية لهذه التصريحات. 

داخل الحزب الجمهوري، أثارت تصريحات ترامب أيضًا بعض التحفظات، حيث عبّر السيناتور ليندسي جراهام عن معارضته لإرسال قوات أميركية إلى قطاع غزة، في وقت أكدت فيه المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الرئيس لم يلتزم بعد بإرسال قوات أميركية إلى المنطقة. 

القلق الدولي وتصاعد التوترات 

تسبب اقتراح ترامب في تصعيد التوترات الإقليمية والدولية، وسط رفض واسع من الديمقراطيين والعديد من الشخصيات الجمهورية البارزة. كما أن هذا التصعيد يثير تساؤلات حول كيفية تأثير هذه التصريحات على أمن المنطقة، واحتمال تأثيرها على جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. 

من الواضح أن تصريحات ترامب حول غزة قد تفتح فصلًا جديدًا في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مع تحذيرات من خطورة تنفيذ هذه المقترحات على الاستقرار الإقليمي والدولي