تهديدات ترامب التجارية تضع قادة الاتحاد الأوروبي أمام تحديات دفاعية وعسكرية

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تهديدات ترامب التجارية تضع قادة الاتحاد الأوروبي أمام تحديات دفاعية وعسكرية, اليوم الثلاثاء 4 فبراير 2025 11:08 صباحاً

أثرت تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على أوروبا على جدول أعمال قادة دول الاتحاد الأوروبي المجتمعين في بروكسل، الذين يسعون لتعزيز إنفاقهم العسكري في مواجهة روسيا وتحت ضغط الرئيس الأمريكي الجديد.

دُعي إلى هذه “الخلوة” غير الرسمية للدول الـ27 الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روتيه، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وتم تخصيصها لسبل تعزيز الدفاع عن أوروبا بعد نحو 3 سنوات على بدء العملية الروسية في أوكرانيا. لكن مع تهديدات الرئيس الأمريكي حاول الأوروبيون اعتماد اللهجة المناسبة لرد محتمل.

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى افتتاح الاجتماع غير الرسمي لقادة دول وحكومات الاتحاد في بروكسل: “إذا تعرضنا لهجوم حول المسائل التجارية، فسيكون على أوروبا، كقوة ثابتة على موقفها، أن تفرض احترامها وبالتالي أن ترد”.

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، أنه “يجب علينا بذل كل ما بوسعنا لتفادي هذه الرسوم الجمركية وهذه الحروب التجارية غير المجدية إطلاقاً والحمقاء”.

وأكد الاتحاد الأوروبي، الأحد، أنه سيرد “بحزم” إذا فرض دونالد ترامب رسوماً جمركية عليه. ومنذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، زادت الدول الأوروبية ميزانياتها العسكرية بشكل كبير. ومع ذلك، يعترف قادة هذه الدول بصورة شبه تامة بأن بلدانهم لا تتسلح بالسرعة الكافية، وسط مخاوف متزايدة من احتمال أن يشن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوماً على أحد هذه البلدان في السنوات المقبلة.

اتخذ النقاش بعداً جديداً مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يردد باستمرار أن على أوروبا ألا تعتبر بعد الآن الحماية الأمريكية لها من المسلمات. وهو الآن يطالب الدول الأوروبية بزيادة إنفاقها العسكري إلى الضعف على الأقل، من خلال تخصيص ما لا يقل عن 5% من ناتجها المحلي الإجمالي لهذا الغرض، وهو هدف يعتبره العديد منها غير واقعي.

من جهة أخرى، تعهد الرئيس خلال حملته الانتخابية بوضع حد سريع للحرب في أوكرانيا، ما أثار لدى الأوروبيين مخاوف من أن يرغم كييف على القبول باتفاق سيئ. وعلاوة على قضية الدفاع، أطلق ترامب سلسلة من التهديدات لحلفائه الأوروبيين في مجالات مختلفة.

تأمل رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن، التي قامت للتو بجولة على عدة عواصم أوروبية، توجيه رسالة مشتركة تجاه مطامع ترامب حيال غرينلاند، المنطقة الدنماركية التي تتمتع بحكم ذاتي. وأكدت الاثنين لدى وصولها إلى العاصمة البلجيكية أن “غرينلاند ليست للبيع”.

وإن كان هناك إجماع على ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي، فإن كيفية القيام بذلك لا تزال موضع جدل مرير. تُقدّر بروكسل أنه يتحتم على التكتل استثمار 500 مليار يورو إضافية في الدفاع على مدى العقد المقبل.

واقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بعد المحادثات، تخفيف القواعد المفروضة على الدفاع في ميزانية الاتحاد الأوروبي وتعزيز التعاون بين المقرضين وشركات إنتاج الأسلحة. لكن فيما يخص مسألة الدعوة لاقتراض مشترك محتمل، لم يظهر أي تحرك واضح.

أشارت فون دير لاين إلى أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن ينظر في تمويل مشاريع مشتركة في مجالات حاسمة مثل الدفاع الجوي. وستطرح بروكسل الشهر المقبل مقترحات بشأن مستقبل الدفاع عن الاتحاد الأوروبي، قبل جولة أخرى من المحادثات حول هذا الموضوع في يونيو.

وبالنسبة للبعض مثل الرئيس إيمانويل ماكرون، فإن على أوروبا قبل كل شيء تمويل صناعتها الدفاعية. وأعلن: “من خلال اتخاذ قرار بشراء وتفضيل السلع الأوروبية، ستصبح (أوروبا) أكثر استقلالية، الأمر بهذه البساطة”.

غير أن بلدانًا أخرى ترى أنه ينبغي عدم وضع معايير صارمة جداً في وقت تواجه فيه الصناعة الأوروبية صعوبة في تلبية الحاجات، كما تعتبر أن شراء أسلحة أمريكية قد يسمح بالحفاظ على علاقات جيدة مع ترامب.

بعد خمس سنوات من بريكست، يعود رئيس وزراء بريطاني اليوم إلى دائرة القادة الأوروبيين، على الأقل حول مائدة العشاء. ويبدي رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر، منذ وصوله إلى السلطة في يوليو، عزمه على إحياء العلاقات مع بروكسل، ويطرح حتى فرضية إبرام اتفاق أمني.

الأمين العام للناتو: التوترات التجارية مع ترامب لن تؤثر على قدرتنا الرادعة

وبالمقابل، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، الإثنين، أن التهديد بحروب تجارية الذي يلوح به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يؤثر على القوة الرادعة للحلف. وقال روته خلال مؤتمر صحافي إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: “كانت هناك دوماً مشاكل بين الحلفاء”، ولكن “لديّ قناعة مطلقة بأن ذلك لن يؤثر على عزمنا الجماعي على إبقاء قدرتنا الرادعة قوية”.

هدد ترامب بفرض عقوبات على الاتحاد الأوروبي، وبالإضافة إلى التهديدات التجارية، هدد أيضاً الدنمارك، العضو في الناتو، بالسيطرة على غرينلاند التابعة لها.

ورداً على سؤال عما إذا كان يجب على أوروبا وضع خطط للدفاع عن نفسها دون دعم الولايات المتحدة، رد روته قائلاً إنه من “السخف” تصور حلف شمال الأطلسي دون دور رئيسي للولايات المتحدة. وأضاف: “أفضل شيء يمكن أن يفعله الغرب هو أن يبقى متحداً، وأنا أعلم أن الفكرة نفسها ما زالت سائدة في الولايات المتحدة، بما في ذلك في البيت الأبيض”.

وفيما يخص تهديد ترامب بالسيطرة على غرينلاند، قال روته: “ما أعتقد أنه مفيد للغاية في ذلك هو أن الرئيس ترامب نبّهنا إلى حقيقة أنه عندما يتعلق الأمر بأقصى الشمال، هناك قضية جيوسياسية واستراتيجية على المحك”. وأضاف: “بشكل جماعي كتحالف، سنبحث دائماً عن أفضل طريقة لضمان قدرتنا على مواجهة تلك التحديات”.

المصدر: أ ف ب

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق