ناشد محمود بصل، المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، بضرورة إلزام الاحتلال الإسرائيلي بإدخال معدات الإنقاذ والأجهزة الثقيلة التي تحتاجها طواقم الدفاع المدني لأداء مهامها.

كما طالب المؤسسات الدولية بتقديم الدعم العاجل من الوقود، لضمان استكمال المهام الإنسانية، بما في ذلك تحديد مواقع مخلفات الذخائر والوصول إلى جثامين الشهداء.

وقال محمود بصل في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا": إن أي من المعدات الثقيلة والآليات اللازمة لرفع الركام وأنقاض المنازل لم تدخل حتى الآن إلى قطاع غزة، بعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وأوضح في السياق ذاته أن المعدات الثقيلة اللازمة لم تدخل بعد إلى العديد من مناطق قطاع غزة، وخاصة في الشمال، مما يعيق جهود الدفاع المدني، باستثناء بعض الآليات التي دخلت إلى محيط معبر رفح جنوب القطاع لإجراء تسويات في الطرقات والشوارع المحيطة بالمعبر.

وأكد أن الدفاع المدني يتلقى يوميا عشرات المناشدات من الأهالي الذين يطالبون برفع أنقاض منازلهم السكنية المدمرة، لانتشال جثامين شهدائهم، دون أن يستطيع تلبية الكثير منها، لعدم توفر الإمكانات والمعدات، خاصة المعدات الثقيلة وأدوات الحفر ونقل الركام أو إزالته.

ونوه إلى أن بعض العائلات حاولت بنفسها إزالة الركام لانتشال جثامين أقربائهم من تحته، لكن ذلك يشكل خطرا كبيرا عليهم، وفي بعض الحالات انهارت بقايا المنازل المدمرة على من يحاولون البحث عن جثث الشهداء، ووقعت بينهم إصابات.

وأضاف محمود بصل: "بإمكاناتنا الحالية، لا يمكن أن نقوم بإخراج الجثامين من تحت الأنقاض، وملف المفقودين وهم بالآلاف يمثل قضية إنسانية معقدة جدا، ولا يمكن أن تبقى العائلات تبحث بنفسها عن شهدائها فهم ليس لديهم الأدوات المناسبة ولا الخبرة الكافية".

وأكد أنه رغم قلة الإمكانيات، فإن الدفاع المدني يحاول الاستمرار في عمليات الاستجابة لنداءات الاستغاثة فيما يتعلق بانتشال جثامين ورفات الشهداء من تحت أنقاض آلاف المنازل المدمرة خلال العدوان الإسرائيلي.

وقال: "الدفاع المدني تلقى ما لا يقل عن 2750 اتصالا وبلاغا مباشرا من قبل ذوي الشهداء، في كافة محافظات القطاع، يناشدون بالاستجابة لانتشال جثامين ورفات أبنائهم".

وأفاد بأن الطواقم الميدانية تمكنت عبر الإمكانيات المتوفرة من انتشال نحو 520 جثمانا، في حين لم تستطع الوصول إلى أماكن آلاف الجثامين لعدم توفر المعدات والأجهزة الثقيلة المخصصة لهذه المهام.

وأشار المتحدث باسم الدفاع المدني، لوجود نحو 14 ألف جثمان لشهداء مفقودين تحت أنقاض المنازل في كافة مناطق قطاع غزة.

وأضاف "هذا يضعنا أمام مرحلة معقدة من الاستجابة الإنسانية، ربما ستطول إذا بقيت ظروف الدفاع المدني على حالها، في ظل تجاهل دعم جهازنا الخدماتي بالمعدات والآلات الثقيلة الملحة لعمله في هذه المرحلة".

وأكد أن جهاز الدفاع المدني، فقد نحو 85 بالمئة من مقدراته المادية، من مركبات ومعدات ومباني ومقرات خلال العدوان الإسرائيلي الذي استمر 471 يوما على قطاع غزة، وهو ما أعاق وحد من قدرة الطواقم العاملة على الاستجابة الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين.

وشدد المتحدث باسم الدفاع المدني على "أن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، تشمل إمداد جهاز الدفاع المدني بالمعدات والاحتياجات اللازمة لعمله الإنساني، والقيام بانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، إلا أن الاحتلال يماطل ويعيق ذلك، ولم نتلق أي من احتياجاتنا الأساسية حتى هذا اليوم، مما يعيق الوصول لجثامين ورفات الشهداء بشكل يخالف الأعراف والقوانين الدولية وإكرام الشهداء بدفنهم".

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، دعا جميع الأطراف والوسطاء للتسريع في تطبيق البروتوكول الإنساني بشأن الوضع الكارثي في قطاع غزة، بما يضمن إدخال المواد الإغاثية والإيوائية بشكل عاجل ودون قيود، مؤكدا أن عرقلة الاحتلال دخول احتياجات غزة يفاقم الأزمة الإنسانية عقب عودة النازحين إلى شمال القطاع.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس، والكيان الإسرائيلي حيز التنفيذ يوم 19 يناير الماضي، وبموجبه تنتهي الحرب الدموية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك