رفضٌ لِلمُماطلةِ الصهيونيةِ بالانسحابِ من لبنانَ تحتَ ايِّ ذريعةٍ او عذرٍ كان، فالثامنَ عشرَ من شباطَ المهلةُ المحددة، ولبنانُ متمسكٌ بانسحابِ القواتِ الصهيونيةِ ضمنَ هذه المهلة – كما اكد رئيسُ الجمهوريةِ اللبنانيةِ العماد جوزيف عون، ويُعينُه على ذلك الجنوبيون المرابطون عندَ قراهُم، يسيرُونَ خلفَ جيشِهم، ويصارعون الوقتَ لاغتنامِ ايِّ فرصةٍ للتقدمِ الى ارضِهم المجبولةِ بدماءِ ابنائهم ..

فيما بعضُ ابناءِ الوطنِ في غيرِ وِجهةٍ ومكان، يُنكّلونَ بجرحِ الجنوبيينَ والبقاعيينَ وعمومِ المضحينَ بالارزاقِ والارواحِ فداءً للوطنِ وحفاظاً على سيادتِه..

فيما سيادةُ الوطنِ عندَ هؤلاءِ يدوسونها عندَ كلِّ استحقاق، وليسَ اقلُها هذه الايامُ في ملفِ تشكيلِ الحكومة، حيثُ تَستقوي اصواتٌ مفترضٌ انها تدعي الوطنيةَ بالخارجِ وحتى بالعدوِ الاسرائيلي لفرضِ مشهدٍ حكومي. وهم يعرفونَ انَ ما عجَزَت عنهُ الاساطيلُ لن يقدرَ عليه تصريحٌ من وراءِ البحارِ ولا موفدون كبارٌ او صغار. فضلاً عن انَ أكثرَ المصابينَ بهذا الاداءِ لبعضِ السياسيين المغامرين والمتهورين، هما رئيسُ الجمهوريةِ والرئيسُ المكلفُ تشكيلَ الحكومة، اللذانِ يُرهقُهُما من يدعونَ صلةً بهما باثقالٍ سياسيةٍ لن تُفيدَ انطلاقةَ العهدِ الجديد..

في فلسطينَ المحتلةِ شعبٌ على عهدِ المقاومةِ والتضحيةِ حتى التحرير، يزفُ قائداً بعدَ قائدٍ على طريقِ القدسِ الشريف، وليسَ آخرَهم قائدُ هيئةِ ‏أركانِ “كتائبِ القسام” القائدُ ‏محمد الضيف وثلةٌ من رفاقِه الكبارِ من أعضاءِ المجلسِ العسكري، الذين ارتقَوا شهداءَ في الميدانِ بوجهِ العدوانِ الصهيوني..

قادةٌ شهداءُ اعتزَ بهم حزبُ الله وبما قدموهُ لشعبِهم دفاعًا عن كرامتِه وفي سبيلِ استعادةِ حريتِه واستقلالِه، قادةٌ افنَوا عمرَهم في مُقارعةِ العدوِ ‏وأذاقوهُ طعمَ الهزيمةِ لا سيما في ‏معركةِ طوفان الأقصى التي كان القائدُ الضيفُ أبرزَ مهندسيها..

اما هندسةُ دونالد ترامب الجديدةُ فلن تكونَ غيرَ سابقاتِها، ولن يُقدّمَ اكثرَ مما قدمَه سلفُه جو بايدن الذي اوغلَ بدمِ الفلسطينيينَ واللبنانيين، وما استطاعَ ان يُخرجَهم من ارضِهم، بل عادوا مرفوعي الرؤوس، كاسرينَ كلَ مشاريعِ الوطنِ البديل ، وسيَكسِرونَ طرحَ دونالد ترامب من جديد. لكنَ السؤالَ ماذا سيفعلُ المصريون والاردنيون معَ قرارِ ترامب بترحيلِ اهلِ غزةَ الى بلديهما؟

المصدر: قناة المنار