إصرار أميركي على ترحيل الفلسطينيين.. هل ينجح ترامب؟

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إصرار أميركي على ترحيل الفلسطينيين.. هل ينجح ترامب؟, اليوم الجمعة 31 يناير 2025 04:05 مساءً

في تصريح مثير للجدل، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن "واشنطن فعلت الكثير من أجل مصر والأردن"، في إشارة واضحة إلى الضغوط التي يمارسها على البلدين لقبول مقترح ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة إليهما.

هذا التصريح الذي يحمل نبرة الابتزاز السياسي قوبل برفض رسمي من القاهرة وعمان، وسط تحذيرات من تداعياته الخطيرة على استقرار المنطقة.

موقف مصر.. رفض قاطع ومخاوف من التصعيد

أكد مساعد وزير الخارجية المصري السابق، السفير هاني خلاف، أن الموقف المصري الرافض لهذا المقترح يستند إلى عدة اعتبارات جوهرية، أبرزها أن "التهجير القسري للفلسطينيين يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية من جذورها، وهو أمر لا يمكن لمصر قبوله".

كما يشدد خلاف، في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، على أن القاهرة تسعى للحفاظ على توازن علاقاتها مع واشنطن دون السماح بابتزازها، محذرا من أن الضغط الأميركي قد يؤثر على المساعدات والدعم التنموي الذي تتلقاه مصر.

ويضيف السفير المصري أن البديل الوحيد لمثل هذه الطروحات هو إيجاد "حل عملي ومرن" يرتكز على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حل الدولتين، وهو ما يتطلب توافقا دوليا وإرادة سياسية حقيقية، وليس مجرد حلول مؤقتة تهدف إلى نقل الأزمة بدلا من حلها.

الأردن.. بين الضغوط والرفض الشعبي

من جانبه، يرى الأكاديمي والوزير الأردني السابق، أمين المشاقبة أن الضغوط الأميركية على الأردن تأتي ضمن خطة تهدف إلى تحميله عبء القضية الفلسطينية، وهو أمر يحمل مخاطر كبيرة على الأمن الوطني الأردني.

ويؤكد المشاقبة أن "أكثر من 50% من سكان الأردن من أصول فلسطينية، إضافة إلى وجود 250 ألف فلسطيني يحملون الجنسية الأردنية في الضفة الغربية، ما يعني أن أي محاولة للتهجير ستؤدي إلى تغيير ديموغرافي خطير، وتهديد لاستقرار الأردن".

ويحذر المشاقبة من أن الرد على الضغوط الأميركية لا يجب أن يكون فقط على المستوى الرسمي، بل أيضا عبر تحرك شعبي قوي لدعم الموقف الأردني، مشيرا إلى أن "أي خطوة باتجاه تهجير الفلسطينيين ستشعل الشارع الأردني، ما سيشكل تهديدا للاستقرار الداخلي".

ترامب ونتنياهو.. تنسيق أم تناقض؟

بحسب محرر الشؤون الإسرائيلية في "سكاي نيوز عربية"، نضال كناعنة، فإن موقف ترامب قد يكون محاولة لإرضاء التيار اليميني المتطرف في إسرائيل، لكنه في الوقت ذاته يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقف صعب.

ويقول كناعنة: "نتنياهو يدرك جيدا أن تنفيذ خطة التهجير لن يكون في مصلحة إسرائيل، لأن ذلك سيؤدي إلى اضطرابات على الحدود مع مصر والأردن، وهو أمر لا ترغب تل أبيب في مواجهته".

ويضيف كناعنة أن الموقف الإسرائيلي يبدو متذبذبا، فبينما تحلم بعض الأوساط الإسرائيلية بالتخلص من سكان غزة، إلا أن إسرائيل لا تريد تحمل مسؤولية هذا القرار وحدها، وتسعى للحصول على غطاء أميركي وعربي لتنفيذه، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

رفض عربي وتحركات دبلوماسية دولية

التحركات الأميركية واجهت رفضا عربيا واسعا، حيث أكدت العديد من الدول العربية، خاصة السعودية، التزامها بحل الدولتين كخيار وحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

كما أشارت تصريحات رسمية إلى أن أي محاولة لفرض حلول غير عادلة ستؤدي إلى مزيد من التوتر في المنطقة.

ويبدو أن الضغوط الأميركية على مصر والأردن لن تنجح في تغيير موقفيهما، خاصة مع التمسك بالرفض الشعبي والرسمي لهذه المقترحات. فهل سيتراجع ترامب عن خطته، أم سيبحث عن أوراق ضغط جديدة؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق