نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من ظبي على عين ماء إلى مدينة عالمية.. مهرجان الحصن يروي قصة الجزيرة, اليوم الجمعة 31 يناير 2025 02:20 صباحاً
بمشهد الظبي الذي يشرب من عين ماء فاضت في الصحراء، بدأت قصة أبوظبي، وتطورت عبر مئات السنين إلى أن أصبحت مدينة عصرية حديثة، ومركزاً للثقافة والفنون في المنطقة والعالم.. وهي القصة التي يرويها معرض «قصة جزيرة أبوظبي» الذي يحتضنه قصر الحصن، ضمن فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الحصن، التي تتواصل حتى التاسع من فبراير المقبل.
ويستكشف المعرض جوانب من تاريخ الجزيرة، من خلال السرد والأساطير والرموز الثقافية والشعر، ويُطلع الجمهور على جذور مجتمع ساحلي صغير شكلته تضاريسه الفريدة، وكيف نما ليصبح المدينة العالمية النابضة بالحياة التي نعرفها اليوم.
وثائق قديمة
كما يكشف المعرض عن خريطة قديمة، وهي صورة جوية لأبوظبي تعود إلى عام 1965، تحتوي على مسميات المواضع الجغرافية البحرية والبرية في الجزيرة وما حولها، إضافة إلى مسميات الأحياء السكنية القديمة، وتحكي هذه الخريطة قصة تطور أبوظبي من حيز بسيط إلى إمارة مزدهرة، وتبرز أكثر من 100 اسم كادت أن تُنسى لولا اجتهاد الباحث، محمد راشد بن بدران السويدي، في توثيقها، معتمداً في عمله على 11 من كبار الرواة أصحاب الخبرة والعلم.
هوية راسخة
ويستعرض المعرض أبرز العناصر التي شكلت هوية أبوظبي وملامح قصتها، بداية من الاسم الذي يحمل في طياته قصة ملهمة تربط بين ارتباط سكان الجزيرة بالظبي، إذ تعددت الروايات والأقوال حول أصل الاسم، بينما تربط الرواية الأكثر دقة بين الاسم وكثرة الظباء في الجزيرة، وهي الرواية التي وثّقها مقال نُشر في العدد 30 من مجلة «العربي» عام 1961، ويتناول هذا القسم من المعرض أهمية اسم أبوظبي، من خلال مجموعة قديمة من الطوابع البريدية والبطاقات والعملات وغيرها، إلى جانب صور ومجسمات فنية تتمحور حول الظبي الذي كان جزءاً لا يتجزأ من التراث البيئي والثقافي لإمارة أبوظبي.
ويسلط المعرض الضوء على أهمية الموقع الاستراتيجي لجزيرة أبوظبي، والذي كان بمثابة حصن دفاعي طبيعي، بفضل موقعها على الخليج العربي، ولعبت القنوات المائية المحيطة بها، كالخيران، دور الحاجز، ما وفر الحماية لسكانها من التهديدات الخارجية، وفقاً للرسومات الملاحية الخاصة بساحل الخليج العربي للملازم جي بي بروكس، التي أوضحت أن الشعاب المرجانية المعقدة المحيطة بأبوظبي، صعّبت التجول حولها، فلا يمكن الوصول إليها بأمان إلا بقيادة القباطنة الماهرين، وفي عام 1835 قدّم جيمس موريسون، مقيم سياسي في الخليج، وصفاً لموقعها بأنه مكشوف ما جعل مهاجمتها أو محاصرتها صعبة خلال هبوب الرياح الشمالية الغربية، كما ذكر عام 1820 أن الجزيرة تحتوي على حصن صغير يتسع لـ100 رجل في أوقات المخاطر.
عوامل استقرار
ويواصل المعرض استعراض العناصر التي شكلت هوية جزيرة أبوظبي وقصتها، مبرزاً كيف كان وجود الماء فيها أحد الأسباب التي جعلت بني ياس يستقرون فيها، لافتاً إلى أن وفرة الماء كانت معتدلة، وتعتمد على كثرة تساقط الأمطار، وبعد هطول المطر تتجمع المياه في بطون نقيان، أبرزها نقي بن عتيج، وفي أحواض طبيعية تعرف بالغدران، فكان يتشكل غدير رئيس يمتد من الكثبان الرملية الواقعة جنوب غرب الحصن إلى مقبرة البطين، وشكّل هذا الغدير مصدر فرح للجميع، فكانت النساء يترددن عليه لغسل شعورهن وثيابهن، وتشير روايات إلى أن الشيخة سلامة بنت بطي والشيخة فاخرة بنت هزاع عندما التقتا بالنسوة على الغدير، كانتا تطلبان منهن غناء الأهازيج الشعبية.
رجال اللؤلؤ
في ما يختص بالجانب الاقتصادي من قصة أبوظبي، يبرز الغوص، والبحث عن اللؤلؤ الذي شكّل النشاط الاقتصادي الرئيس لأهل الخليج، لاسيما أهل أبوظبي، لكثرة المغاصات الموجودة في المياه، وشارك في رحلات الغوص آلاف الرجال، مع أنها كانت المهنة الأكثر خطورة ومشقة حينها.
ويستحضر معرض «قصة جزيرة أبوظبي» في مهرجان الحصن، ما ذكره قائد الأسطول البحري في الخليج،
العميد البحري جي بي بروكس، من أن أبوظبي أسهمت خلال أحد مواسم الغوص بـ217 سفينة لؤلؤ، بمعدل 11 رجلاً لكل سفينة، ليصل العدد الإجمالي إلى 2387 رجلاً، وربطت هذه الصناعة أبوظبي بالأسواق العالمية، إذ كان اللؤلؤ يصدّر إلى الهند، ومن ثم إلى بريطانيا وفرنسا، وعلى الرغم من تقلبات موسم صيد اللؤلؤ، ظل هذا النشاط أساسياً لسكان أبوظبي والخليج حتى تراجعه واندثاره التدريجي، فكانت آخر رحلات الغوص عام 1959 تقريباً، وبقي اللؤلؤ جزءاً أساسياً من هوية أبوظبي الثقافية والاقتصادية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق