شكّل تميز 292 مدرسة في المملكة محطة مهمة في مسيرة التعليم، وبداية قصة فريدة لتحقيق المزيد من التطور والارتقاء بالمنظومة التعليمية في المملكة، في إطار جهود هيئة تقويم التعليم والتدريب الهادفة إلى تجويد مدارس التعليم العام الحكومية والأهلية والعالمية من خلال "البرنامج الوطني للتقويم والتصنيف والاعتماد المدرسي". وجاء هذا البرنامج انطلاقًا من مستهدفات رؤية المملكة 2030 وبرنامج تنمية القدرات البشرية، ووفق إستراتيجية الهيئة نحو بناء نموذج سعودي عالي الأثر للجودة في التعليم والتدريب رائدًا عالميًا، وليسهم في تحقيق التنمية الوطنية والنمو الاقتصادي، مستهدفًا تشخيص واقع جميع مدارس المملكة وقياس أدائها وتقويمه لتمكين التعليم ورفع جودته.

وأبرز "السجل الوطني للتميز المدرسي" الصادر مؤخرًا بالأرقام رحلة التحول، حيث استكملت الهيئة بالتكامل مع وزارة التعليم التقويم الذاتي في جميع المدارس بنسبة 100 % شملت أكثر من 24 ألف مدرسة، كما استكملت التقويم الخارجي في ما يقارب 19 ألف مدرسة بنسبة 78 من مدارس المملكة بمشاركة أكثر من 10 ملايين من الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، وباستخدام أدوات عديدة شملت اختبارات وطنية لقياس الأداء التعليمي لأكثر من مليون و500 ألف طالب في جميع المدارس ونتج عن ذلك أكثر من مليار و700 مليون وحدة بيانات.

وأحدث هذا التقويم تحولًا جذريًا في أعمال المدارس نحو تعزيز ثقافة الجودة والقياس والتنافسية وبطاقات الأداء.

واشتمل" السجل الوطني للتميز المدرسي " على رؤية الهيئة وجهودها في التحول نحو الجودة، وأبرز المرتكزات والتوجهات في البرنامج الوطني للتقويم والتصنيف والاعتماد المدرسي بما يؤدي إلى استدامة التميز وتطوير الأداء المدرسي، ورفع جودة التعليم العام وتحسين مخرجاته، والاحتفاء بالمدارس المتميزة لتكون نماذج مدرسية يحتذى بها، ويلخص قصص بعض رواد التميز المدرسي، ورحلتهم لتحقيق هذا التكريم وقصص نجاحهم الملهمة.

يذكر أن هيئة تقويم التعليم والتدريب أطلقت مطلع العام الدراسي الماضي 2023 - 2024 برنامج التقويم المدرسي، وأهّلت له أخصائيي تقويم مستقلين من ذوي الخبرة والكفاءة، إذ يزورون المدرسة ويقيمون بيئتها المدرسية وعمليات التعليم والتعلّم فيها، ويقابلون إدارتها ومعلميها، ويرصدون مرئيات أصحاب المصلحة، وبيانات التحصيل التعليمي للطلبة وأداء المعلمين، ويصدرون تقرير التقويم المدرسي للمدرسة وفقًا لمعايير التقويم المدرسي المعتمدة لديها وعددها (10) معايير موزعة على (4) مجالات وهي: (الإدارة والقيادة المدرسية، والتعليم والتعلم، ونواتج التعلم، والبيئة المدرسية) بعد مراجعته واعتماده.