نُخَب قطاع الأعمال والتكنولوجيا تلتف حول ترامب في ولايته الثانية

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نُخَب قطاع الأعمال والتكنولوجيا تلتف حول ترامب في ولايته الثانية, اليوم الأربعاء 22 يناير 2025 02:31 صباحاً

في يوم تنصيب دونالد ترامب عام 2017، اجتمعت مجموعة من كبار المتبرعين له من أصحاب المليارات، بمن فيهم قطب الألعاب ميريام أديلسون، ورئيس اللجنة الوطنية الجمهورية تود ريكيتس، في حفل خاص ومصغر، بعيداً عن حفلات التنصيب المعلن عنها.

كان هذا النوع من الأحداث ليس محل اهتمام في ذلك الوقت بالنسبة لمؤسس موقع «فيس بوك»، مارك زوكربيرغ، الذي رحب برئاسة ترامب الأولى بطريقته، وذلك من خلال الإشارة إلى أن والدَي زوجته كانا ضمن المهاجرين المستهدفين بأوامر ترامب التنفيذية المبكرة.

وكتب زوكربيرغ رسالة حينها أعرب فيها عن قلقه، بعد أسبوع من تولي ترامب منصبه، قائلاً: «هذه القضايا شخصية بالنسبة لي».

لكن هذا الشهر، بينما كان المتبرعون أنفسهم يخططون لتنصيب ترامب للمرة الثانية، نجح زوكربيرغ في المناورة ليصبح طرفاً مشاركاً في حدثهم الرسمي، وسرعان ما أصبح الحفل أحد أكثر التجمعات المرغوبة، في نهاية الأسبوع، حيث استقبل المنظمون الكثير من ردود الفعل من الأشخاص الذين لم يتلقوا دعوات.

والأمر الأكثر إثارة للدهشة أن الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا»، زوكربيرغ، جلس أمام الوزراء المحتملين في الإدارة القادمة في حفل التنصيب، أول من أمس، بدعوة شخصية من ترامب، وفقاً لشخصين مطلعَين، مثّلا بعض المصادر الأخرى التي تمت مقابلتها لهذه القصة، وطلبت عدم الكشف عن هويتها لحساسية المسألة، فيما رفض متحدث باسم شركة «ميتا» التعليق.

ديناميكية جديدة

لم يكن زوكربيرغ وحده، فقد تضمنت أحداث تنصيب ترامب مأدبة لنُخب وادي السيليكون، بحضور قادة من «أبل» و«غوغل» و«تيك توك»، بالإضافة إلى رئيس «أمازون» جيف بيزوس، والرئيس التنفيذي لشركتَي «تيسلا» و«إكس» إيلون ماسك، كما انضم العديد من أباطرة التكنولوجيا أيضاً إلى قداس في صباح يوم التنصيب بكنيسة القديس يوحنا الأسقفية.

وفي وقت لاحق اندمجوا مع فريق ترامب مباشرة خلف الرئيس القادم عندما تولى السلطة رسمياً بعد الظهر، مثل أفراد الأسرة الفخريين.

لقد أعلن المشهد عن ديناميكية جديدة ملحوظة في واشنطن، حيث يحتضن فاحشو الثراء ومليارديرات التكنولوجيا على وجه الخصوص ترامب أكثر مما كانت عليه الحال في ولايته الأولى.

والرئيس الجديد سعيد بـ«مغازلتهم»، وهو ما يمهد الطريق لاحتمال تشكيل الدور الثاني لترامب في البيت الأبيض من خلال المعاملات الشخصية مع كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع الأعمال والتكنولوجيا، وهو نوع جديد من حكم النخب في أميركا.

قبل ثماني سنوات وصل ترامب إلى واشنطن في نوبة من التحدي، حيث ندد في خطاب تنصيبه بـ«المذبحة الأميركية التي ارتكبتها مجموعة صغيرة في العاصمة» على حد تعبيره، وبعد أربع سنوات غادر منبوذاً، وحُكِم عليه بالمسؤولية عن أعمال الشغب في مبنى الكونغرس ومحاولة عشوائية لإلغاء النظام الدستوري.

وعاد ترامب إلى البيت الأبيض بعد اكتساحه بوضوح الولايات المتأرجحة وفوزه بالتصويت الشعبي الوطني، ونيله الدعم الجمهوري في الكونغرس، والدعم المالي من المانحين من الشركات الذين ساعدوا اللجنة الافتتاحية في جمع ضعف ما فعلته في عام 2017.

تهديد وجودي

في المقابل، اكتفى المعارضون غير الحزبيين، الذين نددوا بتنصيب ترامب في عام 2017، بإرسال الآلاف من المحتجين إلى الشوارع، بسلسلة من التجمعات غير الملحوظة، يوم السبت الماضي، أما المعارضة الديمقراطية، التي تعاملت مع ولاية ترامب الأولى باعتبارها تهديداً وجودياً، فتفتقر الآن إلى استراتيجية أو زعيم واضح.

ومثل كل كيان تقريباً حاول وفشل في إخضاع ترامب، بمن فيهم حزبه ومنافسوه السابقون وشركاؤه في الكونغرس ومساعدوه السابقون، يبدو أن النخب التكنولوجية قررت أنها ستكون أفضل حالاً بالسعي إلى كسب ود ترامب.

قبل أشهر فقط، أصدر ترامب كتاباً مصوراً تضمن عبارات حادة بشأن تبرع زوكربيرغ بمبلغ 420 مليون دولار في عام 2020، لتمويل مكاتب الانتخابات المحلية أثناء جائحة فيروس «كورونا»، وهو التعهد الذي وصفه ترامب بأنه «مؤامرة حقيقية ضد الرئيس».

وكتب ترامب عن زوكربيرغ قائلاً: «نحن نراقبه عن كثب، وإذا فعل أي شيء غير قانوني هذه المرة فسيقضي بقية حياته في السجن».

لكن منذ فوز ترامب عمل زوكربيرغ على كسب رضا الرئيس الجديد، وسافر الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» إلى إقامة ترامب في فلوريدا، وضم صديقاً لترامب إلى مجلس إدارة شركته، وأشاد بأهمية جهود ترامب، وتخلى عن برنامج التحقق في «ميتا»، الذي اعتبره مناصرو ترامب متحيزاً، كما عمل شخصياً مع ترامب لمحاولة حل دعوى مدنية عام 2021 بشأن قرار «فيس بوك» بحظره من المنصة، وهي القضية التي اعتبرها الخبراء القانونيون ذات يوم تافهة.

أموال متدفقة

في غضون ذلك أبدى جيف بيزوس قلقه بصوت عالٍ في عام 2016 من أن سلوك ترامب «يؤدي إلى تآكل ديمقراطيتنا على الحواف»، كما قال، وقضى فترة ولايته الأولى يتعرض لانتقادات من الرئيس بسبب التقارير العدوانية لـ«واشنطن بوست»، الصحيفة التي يملكها بيزوس. والآن قدمت «أمازون»، مثل «ميتا»، مليون دولار لـ«لجنة تنصيب عام 2025»، وأعلنت الشركة أخيراً أنها ستصدر فيلماً وثائقياً من إنتاجها عن السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترامب، وحتى ماسك الذي أنفق أكثر من 250 مليون دولار العام الماضي لانتخاب ترامب، هو الآن أحد كبار مستشاريه.

وخلال مؤتمر صحافي، منتصف ديسمبر، تعجب ترامب قائلاً: «في الفترة الأولى كان الجميع يقاتلونني»، مضيفاً: «في هذه الفترة يريد الجميع أن يكونوا أصدقائي»، وبالفعل زادت كمية الأموال المتدفقة إلى ترامب.

هذه المرة تضم حكومة ترامب المحتملة أكثر من 12 مليارديراً، بينما يأتي 16 من الأشخاص الذين عينهم ترامب في إدارته من أعلى الهرم المجتمعي في أميركا، وفقاً لـ«بابليك سيتزن»، وهي منظمة غير ربحية للدفاع عن المستهلك.

ومع أن الديمقراطيين أيضاً كانت لهم علاقات وثيقة مع أغنى مانحيهم، ودعوهم إلى مناقشات سياسية ومنحوهم ميزات خاصة، فإنه لم يسبق لأغنى أغنياء البلاد أن لعبوا مثل هذا الدور المركزي في تشكيل إدارة جديدة. عن «ذي أتلانتيك»


مكتبة ترامب الرئاسية

هذا العام جمعت «لجنة تنصيب 2025» ما لا يقل عن 225 مليون دولار، وأنفقت أقل من 75 مليون دولار على الاحتفالات، وفقاً لشخص مطلع على الخطط. وقد يذهب جزء على الأقل من عشرات الملايين غير المنفقة إلى مكتبة ترامب الرئاسية، كما أخبر العديد من الأشخاص المشاركين في جمع التبرعات.

وقالت الخبيرة في الاستبداد، روث بنغيات، التي كانت منتقدة لدونالد ترامب: «إنهم يصطفون للطاعة مقدماً، لأنهم يعتقدون أنهم يشترون لأنفسهم راحة البال»، غير أن بنغيات، التي أشارت إلى التداخل بين الاستبداد والنخبوية، أضافت: «يمكنهم إعطاء هذا المليون، ويمكن أن يكون كل شيء على ما يرام، لكن في اللحظة التي يُغضِبون فيها ترامب يمكن أن يلاحقهم».

. يبدو أن النخب التكنولوجية قررت أنها ستكون أفضل حالاً بالسعي إلى كسب ودّ ترامب.

. لم يسبق لأغنى أغنياء أميركا أن لعبوا مثل هذا الدور في تشكيل إدارة جديدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق