يشهد السودان في الوقت الراهن صراعًا داخليًا معقدًا بين قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي"، مما يعمق الانقسامات السياسية والعسكرية في البلاد. 
هذا الصراع الذي بدأ بتوترات بين الأطراف العسكرية، تحوّل إلى مواجهات مسلحة دموية تدمّر البنية التحتية للبلاد وتزيد من معاناة الشعب السوداني. 
قوات البرهان تسعى للهيمنة على السلطة بالكامل، بينما يسعى حميدتي لتوسيع نفوذه، مما يهدد استقرار السودان ويعقد جهود الحلول السياسية. 
وبينما يعاني الشعب السوداني من تداعيات هذا النزاع الدموي، تزداد المخاوف من أن استمرار هذه الأزمة قد يؤدي إلى انهيار كامل للدولة السودانية.

وفي تصريحات خاصة لموقع "تحيا مصر"، أكد السفير محمد الشاذلي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الأزمة السودانية لن تُحل من خلال تدخلات أو دعم خارجي. 
وأضاف أن أي دول تقدم السلاح أو الدعم لاحتدام الصراع في السودان يجب أن تُدان وتوقف عن هذا النشاط غير المسؤول. 

وأوضح الشاذلي، أن الحل الوحيد يكمن في الشعب السوداني نفسه، حيث يجب أن يعود إلى وعيه ويحل مشكلاته الداخلية.

التحديات الداخلية التي تعرقل الحلول

وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه السودان، أوضح الشاذلي أن الانقسام الداخلي والميليشيات المسلحة التي ارتكبت جرائم حرب في دارفور تعد من أبرز المعرقلات. 

وقال: "حميدتي، الذي كان مجرم حرب، أصبح جزءًا من الجيش السوداني، وهو شخص غير مؤهل لا يتقن القراءة والكتابة، موضحا أن هذه هي أحدى التحديات الكبرى التي تواجه السودان، حيث يدفع الثمن بسبب تصرفات غير حكيمة".

عودة الديمقراطية في ظل الصراعات

ورغم تعبيره عن تشاؤمه، أكد الشاذلي أنه من الصعب الحديث عن العودة إلى الديمقراطية في السودان في ظل الأوضاع الحالية. 

وأضاف: "السودان لم يشهد حكمًا ديمقراطيًا منذ انفصاله عن مصر، وبالتالي من الصعب تصور عودة الديمقراطية في ظل النزاعات الداخلية". وأوضح الشاذلي، أن السودان يعيش حالة من الصراعات المستمرة بين الأقاليم والحكومة المركزية، مما يعمق الأزمة.

السيناريوهات المستقبلية: تفسخ السودان

وأشار الشاذلي، إلى أن أخطر السيناريوهات هي تفسخ السودان إلى كيانات مستقلة، حيث تعيش مناطق مثل دارفور والشرق وجبال النوبة اضطرابات مستمرة. 

وأضاف: "ما كان يحافظ على وحدة السودان هو المركز الحكومي في الخرطوم، والآن هذا المركز يشهد صراعًا داخليًا بين أطرافه، ما يهدد استقرار البلاد بشكل أكبر".

موقف الولايات المتحدة تجاه السودان وحميدتي

وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة، انتقد الشاذلي سياسة واشنطن في المنطقة، مؤكدًا أن حميدتي، الذي يتزعمه قوة مسلحة غير منضبطة، يدمر البلاد ولا يمكن أن يكون حلًا. 

وأضاف: "إذا كنا نأمل في تدخل الولايات المتحدة بقيادة ترامب لحل الأزمة، فإن ذلك يعد وهمًا كبيرًا، حيث أن واشنطن لا تسعى لاستقرار السودان أو خير الشرق الأوسط".