«حلول بسمارك».. سيناريو لنزع فتيل حرب نووية في أوكرانيا وتايوان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«حلول بسمارك».. سيناريو لنزع فتيل حرب نووية في أوكرانيا وتايوان, اليوم الاثنين 20 يناير 2025 02:31 صباحاً

سيكون اليوم للولايات المتحدة رئيس جديد، وإدارة مناهضة للحروب، خصوصاً للحرب النووية، وإذا بدا هذا كأنه تصريح واضح فهو في الواقع ليس كذلك، فعلى مدى أربع سنوات كانت مؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن تلعب بالحرب النووية في مكانين: أوكرانيا، وغرب المحيط الهادئ، والواقع أن حرب واشنطن بالوكالة ضد روسيا في أوكرانيا، والتزامها بالدفاع عن تايوان ضد الصين، وهو التزامن الذي عبّر عنه الرئيس جو بايدن، مراراً وتكراراً، يحملان أخطاراً جدية تتمثّل في اللجوء إلى استخدام الأسلحة النووية.

سيتحرك الرئيس الجديد، دونالد ترامب، سريعاً لإزالة هذا الخطر، لكن كيف له أن يقوم بذلك من دون أن تبدو بلاده في موقف ضعيف؟

تبدأ الإجابة عن هذا السؤال الذي ينبغي أن يكون بمثابة البداية في أي موقف يتعلق بالسياسة الخارجية، من خلال طرح سؤال آخر وهو: ماذا كان سيفعل المستشار الألماني الشهير، أوتو فون بسمارك إذا كان لايزال في مكانه؟

بعد أن وحد بسمارك ألمانيا عام 1871، كان يبدو أنه رجل سلام، ورأى ألمانيا قوةً راضيةً عمّا هي عليه، ولا يهدد صعودها إلا الحرب، وكان يدعو في كل أزمة أوروبية إلى عقد مؤتمر، ونجح في نزع فتيل الحروب، واستخدم لتحقيق ذلك مبدأين: الأول أن تقرر القوى العظمى ما سيحدث في هذا العالم، بينما يتم إبلاغ القوى الأصغر بما سيحدث ببساطة، أما المبدأ الثاني فهو التعويض، فإذا خسرت دولة أراضي في مكان ما فإنها تكسب شيئاً في مكان آخر، وكان الهدف هو التوصل إلى اتفاق لا يرضي أحداً على نحو كامل، لكن الجميع يستطيعون التعايش معه.

لكن كيف يمكن للرئيس ترامب أن ينهي الحرب في أوكرانيا على غرار بسمارك؟ لقد تحولت الحرب إلى حرب استنزاف، ومن المؤكد أن أوكرانيا ستخسرها، لأنها أصغر من روسيا، وإذا أدركنا الواقع فإن أي اقتراح سلام أميركي من شأنه أن يتنازل لروسيا عن شبه جزيرة القرم ومنطقة «دونباس» وممر يربط بينهما، وأوكرانيا ستحصل على تعويض.

وستضطر روسيا إلى شراء الأراضي الأوكرانية السابقة، ولن تتلقى اعترافاً قانونياً بملكيتها حتى تكتمل المدفوعات، ومن ثم ستتنازل روسيا عن «بروسيا الشرقية» وميناء (كونيغسبيرغ) لأوكرانيا، وتبني خط سكة حديدية ثقيلة يربط غرب أوكرانيا بتلك المدينة الساحلية، وهذا من شأنه أن يمنح أوكرانيا ليس فقط ميناء ثانياً لتصدير حبوبها بل سيمنحها بحراً ثانياً، وفي هذه الحالة يسيطر عليه حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالكامل منذ انضمام السويد وفنلندا.

يتمثّل الضعف الاقتصادي الأساسي لأوكرانيا في اعتمادها على البحر الأسود، لشحن منتجها الرئيس وهو الحبوب، وسيكون منحها ميناء ثانياً وبحراً ثانياً لصادراتها من الحبوب انتصاراً أوكرانياً استراتيجياً، وهو انتصار كبير بما يكفي لموازنة خسائرها الإقليمية.

ومن وجهة نظر روسيا، فإن بروسيا الشرقية التي تسيطر عليها روسيا، والتي تُسمى منطقة «كالينينغراد»، تشكل عبئاً استراتيجياً، فهي لا تملك حدوداً برية مع روسيا، الأمر الذي يجعلها غير قابلة للدفاع عنها، وستكون تجارة بروسيا الشرقية بالأراضي المجاورة لروسيا بمثابة صفقة «بسماركية» حقاً، وهذا يعني أن الجميع سيستفيد. ومن شأن مثل هذا السلام أن يزيل خطر التصعيد إلى المستوى النووي من أوروبا.

يقودنا هذا إلى السبب المحتمل الآخر للحرب النووية، تايوان، كان بسمارك على دراية دائمة بالسياق التاريخي الذي كان عليه أن يعقد صفقاته في إطاره للحفاظ على السلام، وفي هذه الحالة، يفسر التاريخ لماذا يشكل وضع تايوان خطورة ويقدم وسيلة لحلها.

يخشى الحزب الشيوعي الصيني أن تؤدي تايوان مستقلة إلى تدشين فترة أخرى من الانقسام، فإذا تمكنت مقاطعة واحدة من أن تصبح مستقلة، فإن مقاطعات أخرى قد تتمكن من ذلك أيضاً، وهذا يجعل استقلال تايوان مصلحة ستخوض الصين الحرب من أجلها إذا اضطرت إلى ذلك.

لكن التاريخ يقدم أيضاً نموذجاً للحلول، ففي بداية القرن الـ10 غزت قبيلة من البدو الرُحل، تشبه المغول الذين جاؤوا بعدهم، شمال الصين، وكانت تلك القبيلة هي «الخيتانيون»، ووجد زعيمها اللامع، آباوجي، نفسه فجأة يحكم شعبين مختلفين للغاية، أحدهما بدوي والآخر صيني ثقافياً يتألف من مزارعين مستقرين.

وكتب أستاذ التاريخ والمؤرخ الأميركي في جامعة «ستانفورد»، فريدريك دبليو موتي: «لقد بدأ على الفور في تحويل (خيتان خانيت الكبرى)، وهي أداة الحكم التي اكتسبها، إلى شيء غير مسبوق في تاريخ البدو الرُحل، فقد ألحق نظاماً إدارياً أجنبياً بالدولة البدوية (الخيتانية)، وكان من المفترض إمبراطورية مزدوجة تتألف من (جزء مدني، وجزء بدوي)، جزء تكيّف مع أنماط الحكم الصيني، والآخر ظل يتمسك بالتقاليد البدوية الحقيقية». عن «أميركان كونسيرفتيف»

. الأزمة في أوكرانيا تحولت إلى حرب استنزاف، ومن المؤكد أن كييف ستخسرها لأنها أصغر من روسيا.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق