دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ عند الساعة (8:30) من صباح يوم الأحد، منهياً 471 يومًا من حرب الإبادة الجماعية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

وما أن بدأ سريان وقف إطلاق النار، حتى عمت التكبيرات والتهليلات أرجاء القطاع، وخرج الأهالي في مسيرات عارمة ابتهاجًا بانتهاء الحرب ومشاهد القتل والدمار. وردد مواطنون عبارات داعمة للمقاومة في مناطق وسط القطاع احتفالًا بدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

بدأ عشرات النازحين بالعودة إلى منازلهم في شمال القطاع ومدينة رفح، فيما انتشرت عناصر الأجهزة الأمنية في جميع محافظات القطاع لتقديم الخدمات للمواطنين والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة.

حماس تؤكد التزامها ببنود الاتفاق

أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، صباح يوم الأحد، التزامها الكامل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار. وأوضحت، في تصريح رسمي، أن تأخر تسليم قوائم الأسرى المقرر إطلاق سراحهم في الدفعة الأولى يعود إلى أسباب فنية وميدانية.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت أن تفعيل وقف إطلاق النار في قطاع غزة مشروط بتسليم قائمة الأسيرات المقرر الإفراج عنهن.

وفي تصريح سابق، وصفت حركة حماس اتفاق وقف إطلاق النار بأنه “ثمرة الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني العظيم ومقاومتنا الباسلة في القطاع على مدار أكثر من 15 شهرًا”.

خطة شاملة لإعادة الحياة إلى طبيعتها وانتشار آلاف عناصر الشرطة في غزة لحفظ الأمن والنظام

أعلنت الحكومة الفلسطينية في غزة، يوم السبت، جاهزيتها لتنفيذ خطة شاملة لإعادة الحياة تدريجيًا بعد وقف إطلاق النار، بقيادة الشرطة والبلديات. وتشمل الخطة تأمين المناطق المتضررة، وتقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين. وتم تشكيل فرق متخصصة من الوزارات والمؤسسات الحكومية لمتابعة تنفيذ الخطة ميدانيًا بما يضمن سلامة المواطنين وتوفير احتياجاتهم الأساسية.

هذا وانتشر الآلاف من عناصر الشرطة الفلسطينية وفق خطة حكومية لحفظ الأمن والنظام في مختلف محافظات قطاع غزة، بالتزامن مع شروع البلديات في إعادة فتح وتأهيل الشوارع عقب دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وأكد المكتب الإعلامي، في بيان له يوم الأحد، جاهزية الوزارات والمؤسسات الحكومية للبدء بتنفيذ الخطة الحكومية، بهدف تطبيق كافة الإجراءات التي تضمن عودة الحياة إلى طبيعتها بأسرع وقت ممكن وبشكل تدريجي.

وأعرب المكتب عن أمله في أن يتجنب أبناء الشعب الفلسطيني تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة الصادرة عن الإعلام العبري أو الإعلام المعادي. كما دعا المواطنين إلى توخي الحذر أثناء التنقل بين المناطق والمحافظات، مشيرًا إلى أن عودة النازحين ستبدأ بعد 7 أيام من سريان قرار وقف إطلاق النار.

وحثّ البيان أبناء الشعب على استقاء المعلومات من المصادر الرسمية الحكومية، مع الابتعاد عن المناطق المدمرة لتجنب المخاطر المحتملة.

كما دعا البيان إلى تجنب المنازل المقصوفة تفاديًا لأي انهيارات مفاجئة، والابتعاد عن الصواريخ أو الأجسام المشبوهة، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بإرشادات السلامة ورفع مستوى الوعي.

9 شهداء وإصابات في قصف الاحتلال لمناطق متفرقة في قطاع غزة

استشهد تسعة مواطنين وأصيب آخرون، صباح اليوم الأحد، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لمناطق متفرقة في قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية بأن خمسة شهداء ارتقوا، وأصيب عدد آخر، في قصف نفذته طائرة مسيرة تابعة للاحتلال على حي الشجاعية شرق مدينة غزة. كما أكدت المصادر استشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين في قصف مدفعي استهدف بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.

وفي رفح وخان يونس، أصيب عدد من المواطنين بجروح متفاوتة بعد تعرضهم لنيران آليات الاحتلال أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم.

كما يتواصل القصف المدفعي الإسرائيلي على محافظتي خان يونس ورفح، بينما أطلقت آليات جيش الاحتلال نيرانها تجاه المواطنين في شرق حي الشجاعية وحي الزيتون شرق محافظة غزة.

وأعلن المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل حصيلة الشهداء منذ لحظة إعلان وسريان وقف إطلاق النار وحتى الساعة 09:30 صباحًا من يوم الأحد.

محافظة غزة: 5 شهداء / محافظة الشمال: 3 شهداء / الجرحى: أكثر من 25 جريحًا

تفاصيل الاتفاق

وأعلن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأربعاء الماضي، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأوضح أن المرحلة الأولى من الاتفاق تمتد لمدة 42 يومًا، وتشمل الإفراج عن 33 أسيرًا من أسرى الاحتلال مقابل ما يزيد على ألف أسير فلسطيني.

يتكون الاتفاق من ثلاث مراحل، مدة كل منها 42 يومًا:

– المرحلة الأولى: وقف العمليات العسكرية المتبادلة، انسحاب قوات الاحتلال من المناطق المأهولة داخل القطاع، إدخال 600 شاحنة يوميًا من المساعدات الإنسانية، الإفراج تدريجيًا عن 33 أسيرًا إسرائيليًا، وفتح معبر رفح جنوبي القطاع بعد 7 أيام من بدء التنفيذ.

– المرحلة الثانية: تحقيق الهدوء المستدام، تبادل دفعات إضافية من الأسرى، وانسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل إلى خارج القطاع.

– المرحلة الثالثة: بدء إعادة إعمار غزة على مدى 3 إلى 5 سنوات، تبادل جثامين ورفات الموتى بين الطرفين، وفتح جميع المعابر مع ضمان حرية حركة الأشخاص والبضائع.

وأسفرت حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة عن استشهاد أكثر من 46 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 110 آلاف آخرين، في حين لا تزال جثامين أكثر من 11 ألف شهيد تحت الأنقاض.

المصدر: موقع المنار