نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ياسر حمدي يكتب: اتفاق غزة.. وأكاذيب الإخوان المستمرة!!, اليوم السبت 18 يناير 2025 12:26 مساءً
كنا ننتظر بفارغ الصبر دخول اتفاق الهدنة بغزة حيز التنفيذ بمراحله المختلفة، والتي نأمل ألا يخترقها أحد، لاسيما في وجود نتنياهو الذي يحاول قدر المستطاع أن ينجو بنفسه من الاحتجاجات الداخلية المتصاعدة من الداخل لأسباب عديدة معروفة للجميع.
الآن أُثبّت اللحظة والكادر على القطاع الذي اختلطت فيه رائحة الموت بدعوات جميع من تبقى فيه بدخول الهدنة حيز التنفيذ، فجاء خبر إعلان وقف إطلاق النار على سكان القطاع أو المهجرين منه إلى مناطق أخرى أو إلى دول أخرى ليحمل أملًا في غدٍ أفضل.
يحلم سكان القطاع أن تصمت أصوات الطائرات والقذائف التي مزقت سماء القطاع منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، ودمرت يابسه تمامًا، حيث صارت الأنفاس ثقيلة، الوضع الآن مزيج من الارتياح والخوف، وكأن أهل غزة يستعدون ليوم جديد، هو في جوهره امتداد لأمسهم المثقل بالألم.
ما بين شهيدٍ لم يُوَارَ بعد ذكراه، وطفل جريح يفتح عينيه ليبحث عن أهله وسط الحطام، تبدو لحظة وقف النار كأنها وعد متأرجح بين النجاة والاستمرار في الواقع الأليم؛ عشرات الآلاف من الضحايا سقطوا، وآلاف آخرون تحمل أجسادهم جروحًا لا تندمل، وأرواحهم تسكنها ندوب لا يُرى لها نهاية.
الاتفاق تم برعاية مصرية- أمريكية- قطرية، وبعيدًا عن هذه الدول يظل الجميع على قلب رجل واحد يتمنى الخير لغزة، وأعلم أن الهدنة ليست نهاية الألم، لكنها بداية حوار الأمل؛ إنها فرصة لالتقاط الأنفاس، لتضميد الجراح، ولمسح دموع الثكالى، وللإدراك، كما أنها تذكير صارخ بأن العالم مازال صامتًا أمام كل هذا الخراب.
هذا الاتفاق كان خير دليل على فضح أكاذيب جماعة الإخوان الإرهابية ولجانهم ومنصاتهم الإلكترونية وقنواتهم الفضائية التي تبث من تركيا وقطر والممولة من دول وأجهزة مخابرات أجنبية داعمة لمخططات الفوضى والإرهاب في المنطقة العربية والشرق أوسطية، والمدهش أن هناك من يصدق إرهاصات وإفتراءات وتضليل ذبابهم الإلكتروني.
ألم يتحدثوا كذبًا وبهتانًا مراتٍ عديدة في منصاتهم الممولة أن الرئيس السيسي وافق على مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء؟! ولم ينتهي الأمر عند هذا الافتراء بل اذاعوا كذبًا أن معلوماتهم ومصادرهم أكدت أن مصر حصلت على مقابل لهذا التهجير قدره 120 مليار دولار! والأدهى من ذلك أنهم أكدوا أن القاهرة ستتحصل على 60 مليار دولار إضافية مقابل تكاليف تأجير شقق خالية أنشئت خصيصًا لهذا الغرض في سيناء!.
ألم يكتبوا مانشيتات وعناوين فيديوهاتهم المضللة أن التهجير بدأ، وأن مصر تقوم بإنشاء منطقة عازلة لاستقبال الفلسطينيين؟! ألم يكتب أسامة جاويش هذا الإرهابي الهارب هذه الكلمات الفارغة؟! وياليته أكتفى بذلك؛ لكنه خرج في برنامجه المضلل مهللًا أنه ينفرد بكشف كتالوج الرئيس السيسي مع إسرائيل لقبول خطة التهجير لأرض سيناء! بل وتبجح قائلًا: «أن التهجير بدأ بالفعل»!.
أسامة جاويش لم يكتفي بهذه الأكاذيب والتصريحات المغرضة لكنه في يوم 23 نوفمبر 2023 ظهر على شاشة قنوات الإخوان الممولة مدعيًا أن الرئيس السيسي رافض التهجير بالتصريحات فقط (قولًا وليس فعلًا) أما على أرض الواقع الخطة سارية والتهجير قائم!، وفي 14 فبراير 2024 قال بهتانًا وزورًا أن التهجير بدأ وأن مصر بتبني منطقة عازلة لاستقبال الغزاوية.
ألم يخرج محمد ناصر في يوم 27 ديسمبر 2023 وادعى كذبًا وزورا بأن الرئيس السيسي قال لا بد من الانصات وسماع كلام نتنياهو وأن نقبل بالتهجير؟! ولم ينتهي كذبه وتضليله عند هذا القدر لكنه في يوم 19 فبراير 2024 قال بالنص: «صفقة القرن تمت من زمان والسيسي قبض الثمن وخلص الموضوع».
الهارب أحمد سمير ظهر يوم 18 إبريل قائلًا: «ياترى السيسي بيبني مدينة رفح الجديدة لمين؟ ولا التهجير بدأ خلاص»، وإمعانًا في الكذب والبهتان استعان في يوم 28 ديسمبر 2023 بالإسرائيلي «إيدي كوهين» وقال إن خطة التهجير بدأت بالفعل!.
شريف عثمان وهشام صبري وشبكة رصد وكل حسابات لجان الذباب الإلكتروني الخاصة بهم وبأنصار جماعة الإخوان الإرهابية جميعهم ظلوا يرددوا نفس الكلام بأشكال مختلفة وكأنهم يتحدثون بمعلومات يقينية ومؤكدة حدثت أمام أعينهم، وأنهم كانوا ومازالوا شهود عيان على تهجير الفلسطينيين إلى سيناء!.
المخزي أنهم كانوا في قمة الغضب والغيظ بعد أن تم الإعلان عن إتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفشل مخطط التهجير، لأنهم بإختصار شديد كانوا يتمنون أن تستمر أكاذيبهم! أو تظل الحرب قائمة والإبادة لأهل القطاع وتدمير ما بقى من حطام الحرب حتى تستمر معها افتراءاتهم وتضليلهم وأكاذيبهم والأهم دولارات تمويلهم التي يتحصلون عليها مقابل تنفيذ أجندات مموليهم.
والأهم الآن أن غزة اليوم ليست كما كانت؛ لا بيوتها بقيت، ولا شوارعها احتفظت بمعالمها؛ لكنها قد تنهض من الرماد كما فعلت مرارًا، وربما يكون مستقبلها بدون حماس، وبدون نيران، وبدون أزمات سياسية، فقط يبقى الأمل أن يكون المستقبل أكثر هدوءًا.
الأزمة الماضية علمتنا دروسًا قاسية عن الحياة والموت والسياسة، لكنها تمنحنا أيضًا بصيصًا من محاولات إدراك أن ما حدث في السابع من أكتوبر كان أزمة غير محسوبة العواقب ولا النتائج، ما حدث يمنحنا فرصة أن نفكر في المستقبل بعين أفل وأكثر واقعية، أن ندرك أن ما لا يُدرك كله لا يُترك كله، أن السياسة لعبة الممكن والجائز، لا لعبة خطرة في يد أشخاص لا يدركون معنى الأرض، ولا يدركون كيف تُدار اللعبة.
فبينما تهدّمت المنازل، ستبقى قلوب الغزاوية متماسكة على أمل غد أفضل؛ ورغم ذلك كله، يُصرُّ أهل غزة على الحلم، يخرجون في الشوارع ويهتفون؛ هم يعلمون أنهم لم ينتصروا، لكنهم يحتفلون ببقائهم أحياء؛ يتخيلون غدًا حيث تعود الحياة، وتُفتح المدارس التي تحولت إلى ملاجئ؛ أتمنى أن يأتي هذا اليوم سريعًا، وأن يدرك الجميع قيمة وطنه.
0 تعليق