دبي - خاص مباشر: توقع محللون لـ"معلومات مباشر"، أن تواصل أسواق المال العالمية والعربية الأداء الإيجابي والنشاط خلال تعاملات الأسابيع المتبقة من الشهر الجاري لاسيما بعد التوصل  اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس وهو ما يعزز الاستقرار الجيوسياسي بمنطقة الشرق الأوسط لاسيما مع ترقب المستثمرين لتنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب والتعرف على سياسته الاقتصادية الجديدة ليتزامن ذلك أيضاً مع بدء موسم إفصاح الشركات المدرجة عن نتائج الأعمال السنوية وخطط توزيعاتها.

وعالمياً، ارتفعت الأسهم اليابانية والصينية والأوروبية وسجل مؤشر داكس الألماني أعلى مستوياته على الإطلاق في ختام تعاملات الخميس. وأمس الأربعاء، عززت مؤشرات الأسهم الأمريكية في وول ستريت مكاسبها مع انطلاق موسم نتائج الأعمال الفصلية، وهبوط عوائد سندات الخزانة، عقب صدور بيانات اقتصادية أظهرت تباطؤ الضغوط التضخمية بما يتجاوز التوقعات.

وبنهاية تعاملات اليوم الخميس ، تباين أداء أسواق الخليجية حيث ارتفع المؤشر العام للسوق السعودية بنسبة 0.36 بالمائة، وزاد المؤشر العام للبورصة القطرية بنسبة 0.4 بالمائة، وارتفع مؤشر سوق مسقط بنسبة 0.36 بالمائة، وصعد مؤشر بورصة البحرين 0.3 بالمائة، فيما تراجعت مؤشرات بورصتا دبي وأبوظبي. وخارج منطقة الخليج، ارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية (إي جي إكس 30) بنسبة 0.73 بالمائة.

وبالأمس، تمكنت إسرائيل وحركة حماس الأربعاء من التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار وتبادل رهائن محتجزين في قطاع غزة ومعتقلين فلسطينيين، وذلك بعد أكثر من 15 شهرا من حرب دامية. وفور الإعلان عن الاتفاق، بدأ آلاف الفلسطينيين في أنحاء مختلفة من قطاع غزة بالاحتفال.

قفزة نوعية 

وبدره، رجح الرئيس التنفيذي لمركز "التنمية والتطوير" للاستشارات الاقتصادية علي بوخمسين، أن تشهد البورصات المالية العالمية وبمنطقة الشرق الأوسط وفي مقدمها السوق المالية السعودية قفزة نوعية بعد إيقاف الحرب في غزة في مسار اداء البورصات المالية في الشرق الاوسط..

وتوقع أن تشهد أسواق المال بالمنطقة حالة من التحول من مستقبل المنطقه الاقتصادي الذي سيتجه للانتعاش ودخول عملية الإعمار الكبيرة لقطاع غزة ومشاركة الشركات المدرجة في هذه العملية. وأشار إلى أن ذلك الوضع سيتستفيد منه المستثمر الدولي كذلك المستثمر المحلي الذي يبحث عن فرص استثمار مالية حقيقة.

وأشار إلى إنه مع توقف هذه الحرب نعتقد انه سنشهد ارتفاع في وتبره اداء البورصات الخليجيه لا سيما السوق السعودي "تاسي".

وتوقع أن تشهد أسواق المنطقة عودة للأموال الساخنة التي تبحث عن فرص استثمار مواتيه لقطف ثمار الأسعار الحالية المتدنية خاصة لبعض الشركات المدرجة التي وصلت أسعار لمستويات متدنية تاريخيه. 

ويعتقد انه سيعزز من اداء أسواق المنطقة عامل اخر مهم متمثل في انخفاض تكلفه الشحن والتامين التي تؤثر على اداء  العديد من قطاعات أسواق المال وبالتالي ستستفيد اسعار اسهم هذه القطاعات المدرجة.

وأشار إلى أن هناك عامل محفز اخر متمثل في ارتفاع اسعار النفط بسبب تشديد العقوبات الأمريكية على النفط الروسي والإيراني الأمر الذي سينعكس ايجاباً على تحسن أسعار البترول بالأسواق العالمية خوفاً من انحسار الكميات الوارده من روسيا وإيران وربما دول أخرى قد تطالها العقوبات.

ولفت إلى أن هناك عامل محفز اخر يتزامن في تأثيره الإيجابي المرتقب المتمثل في اقتراب تنصب الرئيس المنتخب الأمريكي دونالد ترامب مهام منصبه وما سيحدثه من دعم للأسواق الماليه كنتيجه لسياساته الاقتصاديه المعلنة.

وأكد أنه في حال استمرت سياسية التيسير النقدي من قبل الفيدرالي الأمريكي بخفض جديد في أسعار الفائدة فإن هذا سيصب في اتجاه تحسين أداء البورصات العربية والعالمية لاسيما مع التوقعات الإيجابيه للنتائج المالية المرتقب الإعلان عنها عن فترة الربع الأخير للعام 2024.

خطوة إيجابية

بدوره، يرى رئيس أبحاث السوق في OW Markets، عاصم منصور،  أن وقف إطلاق النار في غزة خطوة إيجابية ستعزز الثقة في الأسواق المالية العربية على المدى القصير، مع توقع زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي نتيجة لتراجع المخاطر الجيوسياسية.

وأشار إلى أن بورصات الخليج، مثل السوق السعودي وسوق دبي، مرشحة للاستفادة بشكل كبير، خصوصًا في قطاعات مثل الطاقة، العقارات، النقل، والسياحة، بالإضافة إلى الاتصالات التي ستستفيد من التوسع في البنية التحتية.

وأوضح أن القطاعات الأكثر استفادة تشمل الطاقة وذلك بفضل استقرار أسعار النفط وزيادة الطلب إضافة لقطاعات  العقارات والسياحة وذلك نتيجة تحسن المناخ السياسي وارتفاع الطلب على المشروعات العقارية والفنادق.

ولفت إلى أن من تلك القطاعات النقل والخدمات اللوجستية نظراً لدعم الأنشطة التجارية والسياحية إضافة لقطاع الاتصالات وذلك مع التركيز على توسيع الخدمات الرقمية والبنية التحتية.

ولفت إلى أن التأثير الإيجابي مرهون باستدامة الهدنة وتحولها إلى حل دائم. ونصح المستثمرين بالتركيز على القطاعات الدفاعية، وتنويع استثماراتهم لتجنب أي تقلبات مفاجئة.