سوريا وتركيا.. تحولات تاريخية تعيد تشكيل المنطقة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سوريا وتركيا.. تحولات تاريخية تعيد تشكيل المنطقة, اليوم الأربعاء 15 يناير 2025 05:01 مساءً

في خطوة لافتة على صعيد العلاقات بين سوريا وتركيا، قام وزير الخارجية السوري أحمد أسعد الشيباني بزيارة إلى أنقرة، في إطار التحولات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. 

تأتي هذه الزيارة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد الشهر الماضي، ما يفتح الباب أمام حوار جديد حول مستقبل منطقة  الشرق الأوسط وعلاقاتها الإقليمية والدولية.

 

فتح قنوات اتصال جديدة

الزيارة تعد جزءًا من جهود الإدارة السورية الجديدة لفتح قنوات اتصال مع القوى الإقليمية والدولية في مرحلة ما بعد الأسد. 

وفي تصريحات له قبل مغادرته دمشق، أكد الشيباني أن "أنقرة لم تتخل عن دعم الشعب السوري على مدار 14 عامًا"، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد "تعاونًا غير مسبوق بين البلدين".

 

ملفات شائكة على طاولة المباحثات

تجري هذه الزيارة في وقت تشهد فيه سوريا تصاعدًا للتحديات الأمنية والسياسية، خصوصًا فيما يتعلق بالوجود الكردي في شمال البلاد، وهو ما تعتبره أنقرة تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. 

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد شدد في تصريحات سابقة على ضرورة تفكيك "وحدات حماية الشعب الكردية"، مؤكداً أنه "إذا لم تلقِ السلاح، فلن تفلت من النهاية المحتومة".

 

دور تركيا المحوري في مستقبل سوريا

وبحسب محللون، فإن تركيا تلعب دورًا محوريًا في تحديد مستقبل سوريا، سواء أرادت ذلك أم لا، يالإضافة إلى أن أنقرة تمتلك قوة عسكرية على الأرض وشبكة علاقات قوية مع القوى المحلية، ما يجعلها مسؤولة بشكل مباشر عن نتائج أي تسوية سياسية في سوريا.

 

مواقف متباينة حول الوجود الكردي

ورغم توافق دمشق وأنقرة على ضرورة إنهاء وجود الوحدات الكردية المسلحة في سوريا، تظل التفاصيل المتعلقة بكيفية تحقيق هذا الهدف نقطة خلاف بين الجانبين. 

هذه الخلافات قد تتطلب مزيدًا من المفاوضات والتفاهمات على مستوى عالٍ، لا سيما في ظل التوترات الأمنية والمصالح المختلفة لكل من دمشق وأنقرة.

 

المستقبل المجهول

وفي النهاية، تظل العلاقات السورية التركية في مرحلة حساسة، حيث يتطلب الوضع الراهن مرونة سياسية وتعاونًا مستمرًا بين الطرفين، مع ضرورة ضمان توافقات على الملفات الأمنية والإنسانية والاقتصادية التي قد تحدد مستقبل المنطقة لعقود قادمة.

 

الرؤية التركية لسوريا الجديدة: تحديات وتعقيدات كبيرة

الرؤية التركية لسوريا الجديدة تركز على ضمان عدم تحولها إلى مصدر تهديد أمني"، بالإضافة إلى أن أنقرة تسعى إلى رؤية سوريا تحت حكم إدارة شاملة تضم جميع الأقليات والطوائف".

 ولكن يتطلب تحقيق الاستقرار في سوريا تنسيقًا مكثفًا مع القوى الإقليمية والدولية، خاصة في ظل التعقيدات المرتبطة بملف إعادة الإعمار الذي قد تتجاوز تكلفته حاجز 400 مليار دولار.

 

التحديات الأوروبية ودور تركيا في سوريا

في هذا السياق، أعربت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، عن مخاوف أوروبا من تصاعد النفوذ التركي في سوريا، مشددة على ضرورة حماية حقوق الأكراد الذين كانوا في طليعة القوى التي حاربت تنظيم داعش، محذرًة من أي تحركات تركية قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة. 

 

توازنات دقيقة ومسؤوليات مشتركة

مع تصاعد التحديات السياسية والأمنية في المنطقة، يبدو أن العلاقات بين سوريا وتركيا ستخضع لاختبار دقيق، بينما تسعى أنقرة إلى تأمين حدودها ومصالحها الاستراتيجية، تحتاج دمشق إلى الدعم التركي في المرحلة الانتقالية لتجاوز الأزمة.

ورغم التباين في الأولويات بين الطرفين، يشدد الخبراء على أن أي نجاح في تحقيق الاستقرار في سوريا يتطلب شراكة قائمة على تقاطع المصالح، وليس مجرد السيطرة من طرف واحد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق