أعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أخيراً، أن حكومته ستعمل على تعزيز قدرة الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة، وتقلل من القيود على الشركات التي تريد بناء مراكز البيانات من خلال إنشاء «مناطق نمو» مع قيود أقل.

وستكون أول منطقة في كولهام، بمقاطعة أوكسفوردشاير، على بعد سبعة أميال فقط من خزان تعمل شركة «تيمز ووترز» على إنشائه، وكان من المفترض أن يوفر المياه لسكان جنوب شرق إنجلترا، الذي يعاني نقص المياه الشديد، وهذه هي المنطقة الأكثر عرضة لنفاد المياه في البلاد، وفقاً لوكالة البيئة.

وواجهت أوكسفوردشاير مشكلات خاصة، حيث تعتمد المناطق على المياه المعبأة أثناء موجات الحر.

تبريد

وتستخدم مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من المياه، حيث تولد خوادمها الحرارة.

ولمنع ارتفاع درجة حرارة أنظمة الكمبيوتر وتعطلها، تستخدم المراكز أبراج التبريد وأنظمة الهواء الخارجي، وكلاهما يحتاج إلى مياه نظيفة وعذبة، ويستهلك الذكاء الاصطناعي ما بين 1.8 و12 لتراً من الماء لكل كيلوواط في الساعة من استخدام الطاقة عبر مراكز بيانات «مايكروسوفت» العالمية.

وتشير دراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي العالمي قد يستخدم ما يصل إلى 6.6 مليارات متر مكعب من المياه بحلول عام 2027، وهو يعادل ما يقرب من ثلثي استهلاك إنجلترا السنوي.

وحتى من دون زيادة كبيرة في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، تواجه إنجلترا، بحلول عام 2050، عجزاً يبلغ نحو خمسة مليارات لتر من المياه يومياً بالنظر إلى الإمدادات المتاحة والطلب المتوقع، ويتم ضخ نحو 14 مليار لتر من المياه حالياً في الإمداد العام، ويواجه الجنوب الشرقي عجزاً محتملاً يزيد على 2.5 مليار لتر يومياً في الفترة نفسها.

نقص في المياه

ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يمحو المكاسب التي حققتها الشركات في تقليل استهلاكها للمياه، وتسعى الحكومة البريطانية إلى خفض استهلاك الأعمال بنسبة 9% بحلول عام 2038، وحالياً تسير الشركات على الطريق لتحقيق خفض بنسبة 6.1%.

وقال النائب أدريان رامزي، من حزب الخضر: «بينما ستواجه المجتمعات موجات حر وجفاف ونقص في المياه على مدى العقود المقبلة، فإن هذه الاستراتيجية تجبرنا على ضخ كميات هائلة من المياه في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي»، ووفقاً للتقديرات، فإن البنية التحتية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي قد تستهلك قريباً ستة أضعاف المياه التي تستهلكها الدنمارك، وهي دولة يبلغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة.

وتساءل رامزي: «ماذا يعني هذا بالنسبة للمقيمين في المجتمعات التي تعاني نقص المياه، مثل كولهام في أوكسفوردشاير؟».

من جهتها، قالت الأستاذة في جامعة ريدينغ، هانا كلوك، إن «جنوب إنجلترا يعاني بالفعل ضغوطاً شديدة على موارد المياه، التي تزداد حدة مع بناء المزيد من المنازل، والتطلع إلى تنمية الصناعات عالية التقنية، وكلها تحتاج إلى المزيد من الطاقة والمياه».

أضافت: «نعلم أنه مع تغير المناخ في المملكة المتحدة، سيكون هناك إمداد أكثر تذبذباً للمياه مع صيف أكثر حرارة وجفافاً، ما سيؤدي إلى تزايد الطلب على أنظمة التبريد التي تحتاج إليها مراكز البيانات».

طاقة

وتستخدم مراكز البيانات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أيضاً الكثير من الطاقة، حيث تقدر وكالة الطاقة الدولية أن إجمالي استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات قد يتضاعف من مستويات عام 2022 إلى 1000 تيراواط في ساعة خلال عام 2026، وهو ما يعادل تقريباً مستوى الطلب على الكهرباء في اليابان.

وسيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى استخدام مراكز البيانات 4.5% من توليد الطاقة العالمي بحلول عام 2030، وفقاً لشركة الأبحاث «سيمي أناليسيس»، وفي يناير، أعلنت شركة «أمازون»، أكبر مشترٍ مؤسسي للطاقة المتجددة في العالم، أنها اشترت أكثر من نصف إنتاج مزرعة رياح بحرية في إسكتلندا. عن «الغارديان»

مسؤولية قانونية

قالت شركة «تيمز ووترز»، التي تعمل على بناء خزان مياه في منطقة كولهام، إنها ليست لديها مسؤولية قانونية تجاه الكميات التي تستهلكها مراكز البيانات من المياه، ما يعني أن الشركة غير مسؤولة عن مدى توافر المياه للسكان في المنطقة، وتعتزم الشركة أن تطلب من الحكومة ما إذا كان من الممكن استخدام مصادر مستدامة، مثل المياه السطحية، لتبريد مراكز البيانات، بدلاً من المياه مباشرة من الخزان.

دراسة:

. الذكاء الاصطناعي العالمي قد يستخدم ما يصل إلى 6.6 مليارات متر مكعب من المياه بحلول عام 2027.

. إنجلترا تواجه عجزاً يبلغ نحو 5 مليارات لتر من المياه يومياً، بالنظر إلى الإمدادات المتاحة والطلب المتوقع.