نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أنباء عن “ساعات حاسمة” لمفاوضات وقف اطلاق النار في غزة, اليوم الثلاثاء 14 يناير 2025 12:57 مساءً
إنه اليوم الـ 466 للعدوان على قطاع غزة. إنه يوم استثنائي وحاسم بالنسبة لكل فلسطيني في هذا القطاع، الذي مورس بحق كل ما فيه، حجراً وبشراً، أبشع أنواع الإبادة بتواطؤ وصمت من العالم أجمع.
لكنه، أي قطاع غزة، أبى الاستسلام، قاوم وقاوم بكل شيء. رمى عدوه المتوحش المتفلت من كل شرائع الأرض بكل ما لديه. اشتبك معه من مسافة صفر، قدّم أكثر من 46 ألفاً شهداء من أطفال ونساء ورجال ومقاومين وأسرى وقادة، وظلّ صامداً يكبده الخسائر أينما حلّ. وفي كل بقعة في القطاع لحظة ظنّه أنه أنجز أهدافه يخرج له مقاوم، ليؤكد له أنه يدور في دوامة من الاستنزاف لا أفق لها.
أما في الشمال، حيث الخسارة الكبرى لعدو لم يترك سلاحاً إلا واستخدمه، إبادة وحصار ممنهج للوصول إلى “صفر اشتباك” وتهجير كامل، ولم يفلح، فأقرّ بالفشل وهو يلملم قتلاه في بيت حانون منذ أيام قليلة.
ماذا عن الأسرى؟ وهم، حسب المعلن، أحد أهم أهداف الحرب الصهيونية. هل أعادتهم الإبادة؟ ما هي النتيجة إذاً؟ لا عودة إلا باتفاق توافق عليه المقاومة، التي وبالرغم مما تعرضت له من حرب قاسية، بقيت صامدة تقاتل وتمنع العدو من التثبيت بشكل كامل ولو في حي صغير في القطاع.
لهذا، نسمع اليوم مع الأنباء عن ساعات ربما أو أيام قليلة لاتمام اتفاق لوقف اطلاق النار في القطاع، نسمع صراخ ما يُسمى اليمين المتطرف في الكيان، إذ قال وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، مخاطباً وزير المالية بتسلئيل سموتريتش “لنبلغ نتنياهو أننا سنستقيل من الحكومة معاً إذا تم التوصل إلى صفقة”، مضيفاً أن الأخيرة ” هي صفقة استسلام ولا نملك وحدنا القدرة على منعها”.
في المقابل، قالت “القناة الـ12” العبرية اليوم الثلاثاء أن سموتريتش “يجري مشاورات مكثفة مع كبار الحاخامات بشأن صفقة تبادل الأسرى”.
من جانبها، نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن عضو بمكتب سموتريش قوله “سنقرر خلال ساعات إذا ما كنا سنصدر إنذاراً بالاستقالة في حال إقرار الصفقة”.
وأمس الاثنين، وصف سموتريتش صفقة التبادل التي يجري التباحث بشأنها حالياً بـ”الكارثة على الأمن القومي لدولة “إسرائيل””، حسب تعبيره، قائلاً إنه “لن يكون جزءاً مما سماها صفقة استسلام تشمل الإفراج عن كبار الإرهابيين، ووقف الحرب، وإهدار الإنجازات التي تحققت”، على حد زعمه. لقد أعلن الكيان إذاً هزيمته على لسان مسؤوليه.
الخارجية القطرية: وصلنا للمراحل النهائية بشأن الاتفاق
في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري اليوم “الوصول للمراحل النهائية بشأن الاتفاق”، واصفاً المحادثات الجارية في الدوحة بالـ “مثمرة وإيجابية وتركز على التفاصيل الأخيرة”، ومشيراً إلى أن “الإعلان عن الاتفاق قريب”.
وأوضح الأنصاري أنه “تجاوزنا العقبات الرئيسية في الخلافات بين الطرفين بشأن الاتفاق”، قائلاً “عندما نعلن عن الاتفاق سيتم الإعلان عن بدء تنفيذ وقف إطلاق النار”. وفي هذا الاطار، لفت إلى أنه “سلمنا مسودات لاتفاق وقف إطلاق النار والمحادثات جارية الآن بشأن التفاصيل النهائية”، متابعاً أن “هناك تفاصيل عالقة بين طرفي المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة”.
هذا وحث “الجانبين على التوصل إلى اتفاق وإنهاء المأساة في غزة”.
التطورات الأخيرة لكواليس المحادثات
وفي وقت أكد فيه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب اليوم في مقابلة مع شبكة “نيوزماكس” اقتراب الصفقة، قائلاً إنه “يعتقد أن اتفاقاً بشأن المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة قد يكتمل بحلول نهاية الأسبوع”، رأى مراقبون أن مفاوضات الاتفاق تدخل ساعات حاسمة. وفي هذا الاطار، أعلنت نائبة وزير خارجية كيان العدو أن “الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب طلب التوصل إلى صفقة قبل 20 يناير/كانون الثاني”، قائلة “
لا يمكنني كشف تفاصيل الصفقة، ولا نريد تصريحات قد تؤثر على معنويات ذوي المحتجزين”.
في التفاصيل، ووفقاً لتسريبات صادرة عن أوساط العدو، فإن “المرحلة الأولى من الاتفاق تشمل الإفراج عن 33 أسيراً إسرائيلياً، بينهم نساء وأطفال وجرحى، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وفقًا لآلية محددة ووقف إطلاق النار في القطاع”.
ووفقاً لتصريحات ادلى بها مسؤول في كيان الاحتلال لصحافيين، فإنه “في اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ستبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية التي سيتم خلالها إطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين، وهم المجندون الذكور والرجال في سن الخدمة العسكرية، وإعادة جثث الرهائن الذين لقوا حتفهم”، حسب تعبير المصدر.
كما يتضمن الاتفاق انسحاب الاحتلال على مراحل، “مع بقائها في محيط الحدود ، بالإضافة إلى ترتيبات أمنية في محور “فيلادلفيا” (صلاح الدين) الواقع على الطرف الجنوبي لقطاع غزة، مع الانسحاب من أجزاء منه بعد الأيام القليلة الأولى من سريان الاتفاق”.
وسيتم السماح لسكان شمال غزة غير المسلحين بالعودة “مع وضع آلية للتأكد من عدم نقل الأسلحة إلى هناك”، حسب تعبير المسؤول الصهيوني، و”ستنسحب القوات الإسرائيلية من محور “نتساريم” وسط غزة”، وهو ما كان مرفوضاً من سلطات العدو في الفترات السابقة.
هذا وقال المسؤول إن “الفلسطينيين المدانين بالقتل أو تنفيذ هجمات أسقطت قتلى سيُفرج عنهم أيضاً، لكن عددهم سيتوقف على عدد الرهائن الأحياء، والذي لا يزال غير معروف، ولن تشمل القائمة المقاتلين الذين شاركوا في هجوم السابع من تشرين الأول 2023 على “إسرائيل””، حسب قوله، وهو ما يعد انجازاً يحسب للمقاومة، حيث كان الاحتلال سابقاً يرفض خلال المحادثات اطلاق سراح من يسميهم “المدانين بالقتل”، أو المحكومين بمؤبدات.
يُذكر أن هذه التصريحات والأجواء الايجابية بقرب التوصل إلى اتفاق في القطاع، تزامنت مع “بدء قوات الاحتلال بتفكيك عدد من مواقعها داخل محور نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه”، وفقاً لما أفادت به مصادر من داخل القطاع.
هذه التفاصيل المسربة تتقاطع مع ما نقلته صحيفة “جيروزاليم بوست” الثلاثاء عن مصادر تأكيدها أنه “إذا لم يتم إجراء أي تغييرات في اللحظة الأخيرة، فمن الممكن الإعلان عن الصفقة اليوم”.
وفي وقت سابق أمس الاثنين، نقل “موقع أكسيوس” الأميركي الإخباري عن مصدر أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو “وافق على تنازلات بشأن الانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم في قطاع غزة، كما وافق على تنازلات جديدة بشأن الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم”. يأتي ذلك في وقت دعا فيه نتنياهو إلى مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية.
كما بحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني مستجدات المفاوضات في اتصال هاتفي أمس، وأكد بايدن أن الاتفاق “بات وشيكاً”. ومن جهته، استقبل أمير قطر وفداً من حركة حماس التي أكدت أنها تتعامل بإيجابية مع الجهود الجارية في الدوحة.
المقاومة: لا تنازل عن خطوطنا الحمراء
بدوره، قال مسؤول في “حماس” لشبكة CNN أمس الإثنين، إن “هناك عدة نقاط خلافية لا تزال قائمة. وتشمل هذه النقاط مطالب حماس بانسحاب “إسرائيل” من ممر فيلادلفيا، والالتزام بوقف إطلاق نار دائم بدلاً من وقف مؤقت للعمليات العسكرية”.
لكن مسؤولاً مطلعاً على مفاوضات تبادل الأسرى في الدوحة قال إن قطر سلمت العدو و”حماس” “مسودة نهائية” لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى بهدف إنهاء الحرب.
وأضاف أن “انفراجه تحققت في الدوحة، بعد منتصف الليل، بعد محادثات بين رؤساء أجهزة المخابرات الإسرائيلية وبين مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني”، حسبما نقلت وكالة رويترز عنه.
تبقى الساعات المقبلة حاسمة لكل ما يتم تداوله والإعلان عنه، فالعبرة بالخواتيم التي لن ترضى المقاومة إلا أن تليق بتضحيات وصمود أهل القطاع.
المصدر: مواقع إخبارية
0 تعليق