نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بنتيجة 15ـ11.. ولادة شرارة «العداوة» الأولى بين الريال والبرشا, اليوم الأحد 12 يناير 2025 02:02 مساءً
يستضيف ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، الأحد، ما يمكن وصفه بأحد أبرز المواعيد في عالم المستديرة الساحرة، عندما يكشف عن بطل كأس السوبر الإسباني، في مواجهة من العيار الثقيل بين العملاقين والكبيرين ريال مدريد وبرشلونة، وهي المواجهة التي تُعدّ الأبرز في تاريخ كرة القدم على مستوى الأندية، نظرًا لما تحمله من جذور وأبعاد وأحداث وإثارة وسجل طويل وحافل، إن كان على مستوى حجم الناديين رياضيًا، أو على المستويات الشعبية والسياسية والاجتماعية وغيرها.
وإذا أردنا العودة إلى السطور الأولى من الأسباب وراء أهمية هذه المواجهة، وتصفح صفحات قصة ما بات يُعرف بالـ «كلاسيكو»، فهي لم تولد بمحض الصدفة، إذ يعود تاريخ أول مباراة جمعت بين ريال مدريد وبرشلونة إلى العام 1902، أي بعد أشهر من تأسيسهما، وجرت بينهما عدة مباريات في الأعوام التالية، وكانت مباريات تنافسية على أرض الملعب فحسب، بدون أبعاد أخرى، أي أنّها كانت في تلك الفترة مجرد مباريات تبدأ عند صافرة الحكم الأولى، وتنتهي عند صافرته الأخيرة، ودون أن تحمل اسم الـ «كلاسيكو» حتى.
لذلك، هناك سؤال يطرح نفسه: كيف ومتى ولماذا بدأت هذه العداوة الكروية الصاخبة ذات الأبعاد الكثيرة؟ وما هي الشرارة التي مهّدت الطريق نحو عنوان رياضي أساسي عالمي في كل مرة يتواجه فيها الفريقان؟ والجواب الأول تعطيه سلسلة من الأحداث في العام 1916، أي تاريخ الشرارة التي أطلقت أولى العداوات بين الطرفيْن، وتحديدًا في المواجهات «الرسمية» الأولى بين البرشا والريال تاريخيًا، كونهما التقيا في نصف نهائي كأس إسبانيا، وفي سلسلة من المباريات المتتالية بين شهريْ مارس وأبريل من ذاك العام، بحثًا عن مقعد في المباراة النهائية.
ودارت الأمور بادئ الأمر بشكل طبيعي، إذ فاز برشلونة بنتيجة 2ـ1 ذهابًا على أرضه، ثم فاز ريال مدريد بنتيجة 4ـ1 إيابًا على أرضه، وتحديدًا على ملعب كامبو أودونيل الصغير ومفتوح الأطراف، لكن نظام البطولة حينها لم يعترف بفارق الأهداف، وركلات الترجيح كانت خارج قاموس كرة القدم، ليأتي قرار الإعادة، أي تحديد موعد لمباراة ثالثة حاسمة، وهذا القرار كان طبيعيًا جدًا في تلك الفترة، لكن الأحداث التي تلت ذلك لم تكن طبيعية.
النقطة الشائكة الأولى جاءت مع قرار تعيين جوزيه بيراوندو حكمًا لتلك المباراة، لأن بيراوندو كان لاعبًا وقائدًا مؤثرًا في صفوف ريال مدريد بين 1904 و1909، وعضوًا في مجلس إدارة النادي بين 1908 و1909، ورئيسًا مؤقتًا للنادي لفترة وجيزة، قبل أن يستقيل من مناصبه عند عودته إلى مدينة سان سيباستيان، مسقط رأسه، ليكون أحد مؤسسي نادي ريال سوسيداد عام 1909، وحبه لكرة القدم وصل به لأن يعمل حكمًا ومدربًا وصحافيًا، بعد أعوامه لاعبًا وإداريًا.
وفي تاريخ 13 أبريل 1916، أي موعد المباراة الثالثة الحاسمة، لعب بيراوندو دورًا في ولادة أول «أزمة» بين العملاقيين الإسبانيين، في مباراة «مجنونة» انتهت على نتيجة التعادل 6ـ6، فهو ألغى خلال المباراة هدفًا برشلونيًا للاعب باولينو ألكانتارا، وواجه احتجاجات من لاعبي برشلونة بعد احتسابه ركلتيْ جزاء مشكوك بصحتيهما للريال، ولو أن ذلك لم يؤثر على نتيجة المباراة، فالحارس لويس برو، الذي غاب عن مواجهتيْ الذهاب والإياب، تصدّى للركلتين، لكنه عجز عن التصدي لركلة ثالثة احتسبها بيراوندو في الدقيقة 118، وكانت ركلة الجزاء الصحيحة الوحيدة التي لم يعترض عليها الكاتالونيون، فنجى ريال مدريد من الخسارة، ليأتي تحديد موعد لمباراة رابعة، بعد يومين.
وللقصة تتمة، فعلى الرغم من قراراته المثيرة للجدل في المباراة الثالثة، عُيّن بيراوندو حكمًا للمباراة الرابعة وسط تحفظ كاتالوني، وشهدت المباراة هدفًا مدريديًا مشكوك بصحته، سجله سانتياجو برنابيو، نجم ريال مدريد حينها، وسط شكوك حول وجوده في موقف تسلل، وحديث عن تجاهل الحكم بيراوندو لإشارة الحكم المساعد، الذي كان يقف خلف المرمى حينها، بأن برنابيو كان متسللًا. وتقدّم برشلونة بنتيجة 2ـ1 حتى الدقيقة 85، ثم أدرك زابالو التعادل للريال في الدقيقة 85.
وقبل نهاية الشوط الثاني، احتسب بيراوندو ركلة جزاء جديدة للريال، لكن لويس برو تصدى لها، فذهبت المباراة إلى أشواط إضافية، شهدت تسجيل سوتيرو أرانجورين هدفين مدريديين، وسط احتجاجات من لاعبي برشلونة على إعاقة لاعبين من الريال لحركة الحارس برو في الهدف الأخير، لكن بيراوندو قرر مرة أخرى تجاهل الاحتجاجات، ليأمر سانتياجو ماسانا، قائد برشلونة، زملاءه بمغادرة الملعب، احتجاجًا على أداء الحكم.
وبالمجمل، استغرق هذا التحدي بين ريال مدريد وبرشلونة 3 أسابيع، بين مباراة الذهاب الأولى والمباراة المعادة الرابعة، والنتيجة الإجمالية لهذه المواجهات أشارت إلى تسجيل ريال مدريد 15 هدفًا، منها 7 لسانتياجو برنابيو، مقابل 11 هدفًا لبرشلونة، فتأهل ريال مدريد إلى المباراة النهائية.
ولا يمكن لهذه القصة القصيرة من الرواية الطويلة للكلاسيكو أن تنتهي دون تفاصيل أخرى، فقبل المباراة الرابعة، خسر ريال مدريد نجمه لويس بيلاوندي للإصابة، فعوّضه باللاعب زابالو في تحرك عده البعض مخالفًا للقوانين، إذ كان زابالو لاعبًا في صفوف نادي ريال يونيون حينها، واستخدمه ريال مدريد على أنّه كان يلعب لفريقه الثاني، علمًا أن زابالو كان من سجّل هدف التعادل للريال قبل نهاية الشوط الثاني من تلك المباراة.
وعلى الجانب الآخر، وبحسب تقرير لصحيفة «ماركا»، سجل رشلونة باكو برو في قائمته قبل المباراة الثالثة، وكان الأخير لاعبًا معتزلًا وصحافيًا وحكمًا ناشطًا حينها، لكن برشلونة اضطر لاستخدامه بعدما تأخر القطار الذي أقلّ بعض لاعبيه إلى مدريد، والمخرج القانوني الذي استخدمته إدارة البرشا لإدراج باكو برو في القائمة هو أنّه كان عضوًا مسجلًا في النادي، والقوانين حينها كانت تتيح لأعضاء الأندية باللعب، فلعب تلك المباراة، وبقميص مختلف عن بقية زملائه.
ويتكرر اسم باكو برو مرة أخرى في هذه القصة، فالاتحاد الإسباني قرر أن يزيد الطين بلة، وعين برو، لاعب برشلونة المعتزل، الذي شارك مع برشلونة في المباراة الثالثة في نصف النهائي، حكمًا للمباراة النهائية لكأس إسبانيا، التي خسرها ريال مدريد برباعية نظيفة أمام أتلتيك بلباو، علمًا أن هذه المباراة جرت على ملعب كامب ديلا إندوستريا في برشلونة، وأصدرت المدرجات هتافات ضد المدريديين، ولافاتات طالبت برأس بيراوندو، حكم المواجهتين الثالثة والرابعة في نصف النهائي.
0 تعليق