أقيم احتفال في الجامعة الانطونية في بعبدا - الحدث، لمناسبة صدور كتاب رئيس "جمعيّة عدل ورحمة" الاب نجيب بعقليني، "عالمنا المترنح بين خريف العولمة والتحوُّلات الجيوسياسيَّة" (منشورات دار سائر المشرق وجمعية عدل ورحمة )، في حضور حشد من أهل السياسة والفكر والثقافة والدين فضلًا عن الأصدقاء،

وشكر الأب بعقليني المنتدين والحضور، لافتاً الى أنه "نعم، يحقُّ لي أن أحلُم بعالَمٍ أفضل يخرُج من الرتابة الفِكريّة والأخلاقيَّةِ والقيميّة ويتصدى، بالوسائل المُتاحة، لانحدار الإنسانيَّة، ويتحلّى القادة فيه بروح القيادةِ الحقَّة".

وأكد أنه "مطلوب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن يعرف أصحابُ السُّلطة والمسؤولون عن حياة الناس، أن أولوياتِهم خدمةُ الإنسان، وليس استعمالَ "سطوتِهم" السلبيّة والمؤذية لتحقيق "عدالة منقوصة ومشوّهة تصُبُّ في المنفعةِ الخاصة والضيّقة".

وقال "نؤمن بالإنسان، فلا حياةَ من دونه، ونحلُم وننتظرُ عالمًا أفضل، ونعيشُ بالأمل والتفاؤل كما بالرجاء، فالأملُ هو شُعورٌ بالطُمأنينةِ والارتياح، أما الرَّجاءُ فيبدأ عندما يختفي الأملُ، لأنه مبني على إيمان بحت بقُدرة الخالِق ووجودِه".

بدوره اعتبر النائب جورج عقيص أن "كتاب الأب بعقليني مكتوب بريشةٍ روحانية، مبني على وقائعَ علمٍ ومعرفة، مسند الى تجارب شخصية عاشها المؤلف، وهو بالتالي خلطة إيمان وعلم، وتحدِّ لمقولة إن الإيمان نقيض المحسوس، والمحسوس نقيض الإيمان".

وذكر أنه "في معرض بحثنا مع الأب نجيب عن مفاهيم تحتاج بنظره ونظرنا الى تجديد واعادة هندسة مثل الديمقراطية والمواطنة، اتساءل اليوم، وفي هذه اللحظة السياسية بالذات، ألم يحن الوقت في لبنان، لكي يكون عندنا رئيس بمزايا الراهب، وشعب يتحوّل نحو نخبوية المواطنة الحقة، وكتاب مقدس لكل طائفة صحيح ولكن مع كتاب مقدس جامع بالمعنى السياسي هو الدستور؟".

من جهته، اعتبر النائب ابراهيم منيمنة أن "التجربة اللبنانية، رغم ما تمر به من تحديات، تظل مصدر إلهام للدول التي تسعى لإيجاد توازن بين التعددية والاستقرار. هذا التوازن يحتاج إلى رؤية واضحة وجهود مشتركة من جميع مكونات المجتم"، لافتًا إلى إن "الحديث عن العولمة لا يكتمل دون الإشارة إلى دور المجتمعات المحلية".

وعُرض فيلم وثائقي تضمَّن فُصولًا من مسيرة "جمعيَّة عدل ورحمة" التي يترأسها الأب بعقليني، وإنجازاتِها وعطاءاتِها التي زادت عن خمسٍ وعشرين سنة، لا تكِلّ ولا تمَل.