نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. الخرائط الصهيونية المزيّفة !, اليوم الجمعة 10 يناير 2025 11:47 مساءً
نشر في الشروق يوم 10 - 01 - 2025
في اطار مناوراته السياسية المستمرة لتزييف حقائق التاريخ والجغرافيا، يعمد الكيان الصهيوني بين الفينة والأخرى الى إصدار خرائط مزورة تحت مسمى "الخرائط التاريخية" التي يدعي من خلالها أن حدود دولته المزعومة تمتد لتشمل أجزاء من فلسطين والأردن وسوريا والعراق وغيرهم من الأراضي العربية... هذه الخرائط التي تم نشرها مرة اخرى خلال الاسبوع الجاري في صفحة تابعة لوزراة خارجية الاحتلال ، لا تقتصر على كونها مجرد أكاذيب، بل هي جزء من استراتيجية خبيثة تهدف إلى تضليل الرأي العام العربي والدولي، وتغذية الخرافة الصهيونية التي لا تتوقّف عند حدود فلسطين فحسب، بل تتجاوزها لتشمل الأراضي العربية المجاورة. لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: ما هي الحقيقة التي تدعم هذا الادعاء؟
فعلى مدار سنوات الاحتلال لم يقدم الكيان الصهيوني أي دليل حقيقي يثبت ارتباطه التاريخي بفلسطين. ورغم محاولاتهم المتكررة لخلق رواية مزيفة من خلال حفريات تحت المسجد الأقصى، لم يجدوا أي أثر يثبت وجود "الهيكل المزعوم". بل ان ما أظهرته الحفريات كان عكس ذلك تماما، حيث تأكد للعالم أن فلسطين هي أرض عربية خالصة، لا علاقة لها بالمزاعم الصهيونية. إذن، إذا كان الكيان عاجزًا عن إثبات حقه في فلسطين نفسها، فكيف له أن يدعي أن الأراضي العربية الأخرى، من الأردن وسوريا إلى العراق ولبنان، كانت في يوم من الأيام جزءًا من دولته المزعومة؟
ما نراه اليوم من إطلاق لهذه "الخرائط الكاذبة" ليس سوى استمرار لخدعة سياسية تهدف إلى تحقيق عدة أهداف، أولها إلهاء العالم عن فشل الاحتلال المستمر في تحقيق أمنه واستقراره خلال الحرب على غزة ولبنان واليمن . فبعد فشل حكومة نتنياهو في توفير الأمان للمواطنين الصهاينة، وتفاقم الأزمات الداخلية والخارجية، يسعى الكيان إلى إشغال الرأي العام بهذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة. هذه الخرائط هي في جوهرها محاولة لتسويق "إسرائيل الكبرى" كأمر واقع يجب على العرب والعالم أن يتقبلوه، في خطوة نحو إلغاء فلسطين من الخريطة بشكل نهائي.
إلى جانب ذلك، يمثل هذا التحرك وسيلة لتغطية فشل حكومة نتنياهو في العديد من الملفات، سواء كانت على الصعيد العسكري أو الدبلوماسي. فمن جهة، تعجز إسرائيل عن إنهاء العدوان على غزة، ولا تزال قضية الأسرى الفلسطينيين عالقة دون حل، بينما تتزايد الضغوط الدولية على الاحتلال لوقف انتهاكاته. ومن جهة أخرى، يشهد الكيان انهيارًا سياسيًا كبيرًا على المستوى الخارجي، إذ تأثرت صورته لدى حلفائه الدوليين، بينما يجد نفسه في عزلة متزايدة.
إن محاولة الاحتلال الصهيوني لتوسيع حدوده المزعومة عبر هذه الخرائط الوهمية ما هي إلا انعكاس لحالة التخبط التي يعيشها الكيان ، فالحكومة التي يقودها المجرم نتنياهو وحلفاؤه المتطرفون مثل بن غفير وسموتريتش، لم تتمكن من توفير الأمان لشعبها، بل على العكس، زادت من حالة القلق الداخلي والانقسام في صفوفهم ما دفعهم الى الهجرة المعاكسة. هذا الواقع المتأزم يفرض على الاحتلال البحث عن أزمات جديدة ليشغل بها الرأي العام الإسرائيلي، تمامًا كما كان يروج النازي قوبلز لنظريته "اكذب حتى يصدقك الآخرون، ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك".. ولكن مع تطور الأحداث في المنطقة، فإن هذه الأكاذيب لن تنطلي على أحد، بل ستزيد من عزلة الكيان أكثر فأكثر.
وفي العموم لا يجود أي مجال للشك بان هذه الخرائط المزورة والمفبركة التي يروج لها الكيان الصهيوني ليست سوى محاولة يائسة لصرف الأنظار عن فشله المتواصل لان الحقيقة الثابتة هي ان فلسطين كانت وستبقى عربية اسلامية، وكل محاولة للمساس بها لن تجد سوى المقاومة والصمود من أبناء الأمة.
ناجح بن جدو
.
0 تعليق