تتواصل التحديات السياسية في سوريا في ظل غياب حل شامل يوقف التصعيد المستمر. وفي هذا السياق، يرى هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات والخبير في الشأن الإيراني والعلاقات الدولية، أن الوضع السوري قد يشهد مزيدًا من الاضطرابات إذا لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية. وقال سليمان لموقع تحيا مصر، إن إيران قد تستغل أي حالة من الفوضى لتستعيد نفوذها في سوريا، كما ناقش أولويات إيران في العراق في الفترة المقبلة في ظل التحديات التي تواجهها.

خبير في الشأن الإيراني لـ تحيا مصر: استمرار غياب الحل السياسي في سوريا سيؤدي إلى تصعيد الوضع ومزيد من الخلافات الداخلية

وأكد سليمان في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر إن استمرار غياب الحل السياسي في سوريا سيؤدي إلى تصعيد الوضع بشكل كبير، مشيرا إلى أن هناك احتمالات لعودة الاضطرابات في ظل مرحلة انتقالية غير منظمة. وأضاف سليمان، أن تمديد الفترة الانتقالية قد يتيح الفرصة للفصائل المسلحة والميليشيات المدعومة من الخارج لإعادة ترتيب نفسها، وهو ما قد يعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر، ويؤدي إلى مزيد من الخلافات الداخلية.

خبير في الشأن الإيراني لـ تحيا مصر: التنافس الخارجي بين القوى الإقليمية والدولية قد يفضي إلى حروب بالوكالة داخل سوريا

وأشار سليمان إلى أن التنافس الخارجي بين القوى الإقليمية والدولية، مثل تركيا وإيران، قد يفضي إلى "حروب بالوكالة" داخل سوريا، مما يزيد من تعقيد الوضع. وقال: "المواجهات العسكرية بين الأكراد والقوات التركية في شمال سوريا، وكذلك التدخلات المتزايدة من أطراف مثل فرنسا وألمانيا، تعزز من حالة الترقب والحذر".
وعن الوضع الداخلي في سوريا، أضاف سليمان أن "الاستقرار الحالي هش، وقابل للتصعيد في ظل الخلافات حول هوية الدولة السورية، والمرحلة الانتقالية، وصياغة الدستور، وإجراء الانتخابات". 
كما أكد أن أي تصعيد في هذا الوقت قد يعزز من فرص إيران للعودة إلى الساحة السورية، خاصة في ظل سعيها لاستعادة النفوذ في المنطقة، داعيًا إلى ضرورة إدارة هذه المرحلة بعناية لضمان عدم تفاقم الأوضاع.

وفيما يخص العراق، أشار سليمان إلى أن إيران ستواصل تعزيز علاقتها الأمنية والعسكرية مع بغداد، معتبرًا أن العراق يشكل نقطة ارتكاز استراتيجية بالنسبة لإيران في هذه الفترة، خصوصًا بعد فقدانها العديد من الأدوات في المنطقة. 
وأضاف، أن إيران ستسعى لترتيب المشهد العسكري في العراق، وهو ما قد يفضي إلى مزيد من التعاون الاقتصادي بين البلدين.

كما حذر سليمان، من أن استمرار التوترات في سوريا والعراق قد يؤدي إلى زيادة الانقسامات الإقليمية ويعزز من النفوذ الإيراني في المنطقة، مما يهدد الاستقرار الإقليمي بشكل عام.