نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصحافة اليوم: 8-1-2025, اليوم الأربعاء 8 يناير 2025 06:00 صباحاً
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 8-1-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
أميركا كما السعودية تريد قائد الجيش والمعارضة تطرح أزعور بديلاً: الرئاسة ضائعة بين التناقضات اللبنانية
شيء ما يشبه ما حصل عشية جلسة 14 حزيران الشهيرة. الانقسام السياسي حول المرشح لرئاسة الجمهورية عاد إلى المربع نفسه. لم يحصل أي تبدّل في مواقف اللجنة الخماسية العربية والدولية التي تدعم مرشحاً لا يناسب حزب الله وحلفاءَه، فيما لا يقدر فريقها اللبناني جمع الأصوات الكافية لإيصال المرشح الأول وهو قائد الجيش العماد جوزيف عون. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية كما مصر، واصلت خلال الساعات الماضية، وتواصل اليوم، محاولات إقناع الكتل المتردّدة في حسم موقفها لمصلحة عون. وفيما حاول الجانب السعودي منع النقاش حول خطة بديلة، كان الأميركيون أكثر حنكة بأن أبقوا الباب مفتوحاً أمام إسم بديل عن عون، شرط أن لا يكون مرشح الثنائي أمل وحزب الله.
حتى ساعات ليل أمس المتقدّمة، كان هناك ثلاثة مرشحين على الطاولة: أولهم قائد الجيش المدعوم أميركياً وسعودياً، وثانيهم الياس البيسري المدعوم من الثنائي أمل وحزب الله وحلفائهما، وثالثهم جهاد أزعور الذي عادت قوى المعارضة إلى طرح اسمه كبديل في حال فشل مشروع إيصال العماد عون. لكنّ الانقسام الكبير، حال دون تأمين أغلبية كافية من الدورة الأولى، ما يجعل النقاش صعباً حول نتائج الجولات الثانية، ما يفتح الباب مجدداً، أمام احتمال كبير بأن لا تؤدي جلسة الغد إلى نتيجة حاسمة.
وفي سياق الضغط العربي والدولي لانتخاب رئيس يومَ غدٍ الخميس، واعتبار قائد الجيش الشخصية الأكثر تطابقاً مع مواصفات المرحلة المقبلة المطلوبة خارجياً، أتَت زيارة الموفد الأميركي عاموس هوكشتين إلى بيروت التي تلت زيارة الموفد السعودي يزيد بن فرحان، ونقل هوكشتين موقف إدارته المُتماثل مع الموقف السعودي في تأييد عون. لكنه عمّم التأييد على طريقة «سمّى الحيّ وسمّى الجيرة»، متحدّثاً عن رعاية تطبيق القرار 1701 كاملاً، وإعادة تنظيم الحياة السياسية وبناء الدولة وفقَ معايير الشفافية بعيداً من الفساد، كمدخل لأي دعم مالي وتصحيح للعلاقة مع المحيط العربي والمجتمع الدولي، قبلَ أن يعلِن أن عون هو الرجل الذي تنطبق عليه المواصفات المطلوبة دولياً. لكنه حافظ على مسافة بقوله إن المواصفات لا تنطبق على عون حصراً.
الأميركيون كانوا أكثر حنكة بأن أبقوا الباب مفتوحاً أمام إسم بديل عن عون، شرط أن لا يكون مرشح الثنائي أمل وحزب الله
ومع أن أسلوب هوكشتين في الكلام مع القوى السياسية كانَ مختلفاً عن تعاطي الموفد السعودي يزيد بن فرحان (الذي أجمع من التقاه أنه ذكّرهم بأيام المسؤول السوري غازي كنعان) إلا أن النتيجة واحدة. فلم يكُن اجتماع هوكشتين مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ودياً، بعدَ أن سأل المسؤول الأميركي عن حظوظ قائد الجيش، لافتاً إلى أن «الخماسية» تعتبره الأقرب إلى المواصفات المطلوبة، فكانَ ردّ برّي بنفس الحدة التي ظهرت في اللقاء مع ابن فرحان مؤكداً أنه «لا يحظى بالتوافق وأن هناك إشكالية في ما يتعلق بالتعديل الدستوري وأن عون ليس هو الشخصية القادرة على صياغة تفاهمات مع القوى السياسية في البلد». وقد سمع هوكشتين من بري أن هناك فريقاً وازناً يدعم وصول المدير العام للأمن العام بالإنابة الياس البيسري، وأن الأخير لا يحتاج إلى تعديل دستوري. وبعدَ اللقاء مع بري، توجّه المبعوث الأميركي إلى السراي الحكومي للقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لكنّ الاجتماع ركّز على «وضع الجنوب ومساعي الاستقرار التي يمكن أن تسقط في أي لحظة في حال استمرت إسرائيل في ممارسة عدوانيتها تجاه لبنان».
في هذا الوقت، تحوّل لبنان إلى أسير للساعات الفاصلة عن موعد الجلسة التي دعا إليها بري عند الساعة الحادية عشرة، مشغولاً بسؤال واحد وهو: هل تكون الجلسة الرقم 13 هي خاتمة 800 يوم من الفراغ؟
الأكيد أن أحداً لا يملك الجواب الحاسم على مصير هذه الجلسة ولا تصوّراً لأي سيناريو، لكنّ هناك تقاطعاً عند نقطة أن «عدم انتخاب رئيس يوم غدٍ الخميس يعني انتقال البلد إلى مستوى جديد من الاشتباك السياسي الداخلي والخارجي»، وذلك لعدة أسباب: أبرزها، أن هذه الجلسة تأتي بعدَ أن كشفت كل القوى الخارجية ورقتها في الملف الرئاسي، وأماطت اللثام عن تناغم أميركي – سعودي لا يُمكن أن تتصدى له لا فرنسا ولا قطر ولا مصر، بعدَ أن أعلنت واشنطن والرياض موقفهما المنحاز إلى قائد الجيش. ويبدو أن هذه الدول تستعجل إنجاز مشروعها في لبنان، انطلاقاً من الانتخابات الرئاسية لتتفرّغ إلى ما يحصل في سوريا وما تفرضه التطورات فيها من تحدّيات. يعني ذلك، أن باقي أعضاء الخماسية، تحديداً باريس التي تُفضّل سمير عساف أو الدوحة التي دعمت اللواء البيسري، لن يكون بمقدورهم العمل بشكل منفرد، إذ علمت «الأخبار» أن الرياض وواشنطن أبلغتا الدوحة عدم خوض معركة أحد، وهو ما دفع القطريين إلى الحديث عن مواصفات «الخماسية» من دون الدخول في أسماء. وفيما يعوّل البعض على زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الذي وصل مساء أمس إلى بيروت، في إحداث خرق ما بشأن قائد الجيش، أي أن يقنع بري به، قالت مصادر مطّلعة إن «جولة لودريان لا يُعوّل عليها في تغيير شيء».
واستناداً إلى حصيلة اليومين الماضيين، يُمكن الإشارة إلى أن خيار قائد الجيش ما زالت تعترضه الكثير من العقبات، خصوصاً أن موقف «القوات اللبنانية» التي حاولت قيادتها إحاطته بالغموض، ظهر أكثر وضوحاً بإعلان قائدها سمير جعجع أن موقفه من ترشيح عون مرتبط بإعلان دعمه من قبل الثنائي أمل وحزب الله، ما فتح عملياً الباب أمام الحديث عن غياب الغطاء المسيحي الذي يجب أن يؤمّنه «التيار الوطني الحر» أو «القوات» التي رهنت السير به بتوافر غالبية الثلثين له، مروراً بموقف كل من حزب الله وحركة أمل غير المؤيّد، فضلاً عن النواب السنّة الذين لم يُظهروا بغالبيتهم أي حماسة تجاه عون، كما معظم نواب المعارضة الذين تدارسوا أمس فكرة الدعوة إلى اجتماع اليوم وإعلان تمسّكهم بمرشح «التقاطع» جهاد أزعور، علماً أن الأخير كرّر أمام سائليه من النواب أنه لا يريد أن يتم وضعه مجدداً في قلب معركة ومواجهة. لكنّ المعارضة ستضع اسم أزعور ضمن لائحة تجمعه مع قائد الجيش ومع النائب نعمة افرام والأمين العام السابق للمجلس الأعلى للخصخصة زياد حايك، وعلمت «الأخبار» أن المعارضة ستعقد لقاءً في معراب مساء اليوم، على أن يسبقه اجتماع في منزل النائب نبيل بدر للنواب السنّة عند الساعة الخامسة والنصف.
وفي الساعات الماضية، تسرّبت معلومات عن تواصل حصل بين النائب جبران باسيل والحاج وفيق صفا، وبين برّي وباسيل، وأشارت مصادر مطّلعة إلى أن برّي لا يزال يعمل على ورقة اللواء البيسري ويحاول إقناع بعض النواب السنّة به لتأمين أصوات له في الدورة الثانية. فيما أفادت أوساط مطّلعة على اللقاء الذي جمع النائب هاغوب بقرادونيان برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أن «الحديث تمحور حول ضرورة وصول مرشح توافقي وغير مستفزّ لأي طرف واقتناع كل القوى السياسية من كل الأطياف بذلك. وبالتالي لا مشكلة لدى الطاشناق باعتماد مرشح من هذا النوع وارتياحه للأسماء المطروحة حالياً والتي تُعدّ مقبولة لدى الجميع». فضلاً عن إطلاع باسيل لبقرادونيان حول انفتاحه على كل المرشحين المطروحين باستثناء قائد الجيش وعدم ممانعته السير بأي شخص ذي مشروع مفيد للبنان واللبنانيين.
وفي حال سمّت المعارضة الوزير جهاد أزعور، فسيكون هو المرشح المتقدّم في الدورة الثانية على عكس اللواء البيسري أو الآخرين، لكنه قد لا يضمن عدداً كبيراً من الأصوات، ما يسمح لبري برفع الجلسة فيؤجل الاستحقاق إلى ما بعد دخول دونالد ترامب البيت الأبيض في 20 الجاري، مع ما ينطوي عليه ذلك من مَخاطر تحيط بلبنان في الأسبوعين الفاصلين.
قائد الجيش يحتاج إلى 86 صوتاً في كل الجولات
مع العدّ العكسي لجلسة يوم غدٍ الخميس، بدا محسوماً حتى مساء أمس أن لا رئيس يتقدّم لائحة المرشحين. فقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي ظهر في الأيام الأخيرة أنه الأوفر حظاً، سيخرج من السباق في الدورة الأولى لعدم قدرته على نيل 86 صوتاً، وهو ليس من المرشحين الذين تسري عليهم دورة الـ 65 صوتاً لأنه يحتاج إلى تعديل دستوري.
هوكشتين زاد من متاهة السنّة والتغييريين
التقى الموفد الأميركي عاموس هوكشتين مجموعة من النواب من مختلف الكتل النيابية صباح أمس، في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون. وأكّد هوكشتين أن «الولايات المتحدة الأميركية دولة صديقة للبنان وستبقى من الداعمين له ولجيشه». وتحدّث عن عمل لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب، لافتاً إلى أن ما اطّلع عليه في اجتماع اللجنة دلّ على وجود مخازن كبيرة لحزب الله. لكنّه كرّر أن الاتفاق سوف يُنفّذ.
وتطرّق هوكشتين إلى وضع لبنان في ظل المتغيّرات الجارية في المنطقة، وأن لبنان بحاجة إلى تنظيم أموره، وأن هناك فرصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون قادراً على مواجهة التحديات، ولا سيما تطبيق القرار 1701 الذي لا يقتصر على منطقة جنوب نهر الليطاني، ويكون الرئيس حاصلاً على دعم المجتمعيْن العربي والدولي.
وعندما حاول هوكشتين البقاء في إطار المواصفات، سأله أحد النواب عن الأسماء فحاول التهرب، لكنّ النائب نفسه أشار إلى اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون مباشرة. فردّ هوكشتين: «إنّ قائد الجيش لديه مواصفات رئيس الجمهورية، ولكنّ الأمر لا ينطبق عليه حصراً»، ولكنه ركّز على نقاط أخرى «أن اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن يُنفذ على كامل الأراضي اللبنانية وليس جنوب الليطاني، وأن جوزيف عون هو شخصية نعرفها جيداً وإذا أيّدتم ترشيحه فسيكون لديه تأييد دولي واسع وقبول، بينما ربط المساعدات للبنان بعملية الإصلاح السياسي». وفيما نصح هوكشتين النواب بضرورة الإسراع في انتخاب رئيس، لأن مرحلة الرئيس دونالد ترامب ستكون «صعبة» كما قال، علمت «الأخبار» أن جزءاً من النواب الذين كانوا حاضرين في منزل النائب فؤاد مخزومي توجّهوا إلى مكتب حزب «تقدّم» في الجميزة حيث دارت نقاشات حول الخيارات الموجودة، معتبرين أنه في ظل عدم وجود توافق داخلي حول عون فإن من «الأفضل عدم التصويت له في جلسة الخميس»، ومن هنا خرجت فكرة ترشيح جهاد أزعور «الذي يحظى أيضاً بدعم سعودي وتأييد أميركي، وفي حال نجح قائد الجيش لاحقاً في إقناع الآخرين حينها نصوّت له»، وهو ما وافقت عليه كتلة «تحالف التغيير» التي تضم النواب مارك ضو، وضاح الصادق وميشال الدويهي.
وفي حين تسلك المعارضة وبعض نواب التغيير مساراً واحداً أكان عبر تبنّي ترشيح عون أو محاولة تأمين توافق واسع على أزعور، لم تحسم كتلة التغييريين المؤلّفة من 6 نواب (بولا يعقوبيان، ملحم خلف، ياسين ياسين، نجاة صليبا، إبراهيم منيمنة وفراس حمدان) موقفها بعد. وتقول يعقوبيان لـ «الأخبار» إنهم «لم يتخلوا عن المرشحين الثلاثة الذين أيّدوهم منذ أكثر من عام وهم صلاح حنين وزياد بارود وناصيف حتّي، إلا أن ذلك لا يعني إغلاقهم الباب على النقاش مع أي طرف أو تلاقيهم مع المعارضة على مرشح إذا ما كان يطابق المواصفات الإصلاحية والسيادية المطلوبة وينال دعماً من الدول العربية والغربية ليتمكن من إنقاذ لبنان ووضعه على سكة الإصلاح وإعادة الإعمار». فيما أشارت مصادر نيابية إلى أن «موقف المبعوث الأميركي والانقسام الداخلي جعلا معظم النواب السنّة يشعرون بالإرباك ولن يكون هناك موقف موحّد بل إن أصواتهم ستُقسم بين المرشحين المطروحين».
مسح 250 ألف وحدة سكنية متضرّرة: حزب الله سدّد 200 مليون دولار… حتى الآن
انطلقت ورشة إعادة إعمار ما تدمّر بفعل العدوان الإسرائيلي. فقد بدأت عمليات إزالة الردم، بالتزامن مع عمليات الترميم غير الإنشائي والإنشائي التي لا تحتاج إلى وقت طويل. أما أعمال مسح الأضرار، فهي تُنجز بوتيرة سريعة رغم التحديات اللوجستية والشعبية، إذ بلغ عدد الملفات المُنجزة نحو 250 ألفاً، بينما سُدّدت التعويضات التي تشمل الإيواء والترميم والأثاث لنحو 20% من الملفات التي أُنجز المسح فيها، بمعدّل ارتفع إلى 6000 ملف يومياً. ويتردّد أن ما سدّده حزب الله من تعويضات لغاية مطلع هذا الأسبوع بلغ 200 مليون دولار، وهو رقم يزداد بشكل يومي بنفس الوتيرة المتسارعة في إنجاز المسح والتسديد. كل هذه العملية، بكامل تفاصيلها محصورة بمؤسّسات حزب الله، إذ إن مؤسّسات الدولة الرسمية تسير بخطى بطيئة جداً، بما يشبه انكفاء السلطة عن برنامج إعادة الإعمار بكل ما فيه من تخطيط ومعاينة وبحث عن التمويل.
خلال الأيام الماضية، كثّف حزب الله عملية دفع التعويضات. في اليوم الأول من السنة الجديدة سلّم 6 آلاف أمر قبض إلى المتضرّرين لصرفها في فروع مؤسّسة القرض الحسن، وفقاً لمصادر «الأخبار»، ثم في الأيام التالية استمرّت هذه الوتيرة الكبيرة من التسديد بعدما كانت تبلغ 1500 أمر قبض يومياً في الأسبوع الأخير من السنة الماضية. ويتردّد أن قيمة التعويضات التي سدّدها الحزب لأصحابها تجاوزت 200 مليون دولار، تعود لنحو 50 ألف متضرّر، علماً أن هناك 25 ألف أمر قبض محرّرة تنتظر تسليمها لأصحابها وصرفها عبر القرض الحسن، أي إن التقديرات تشير إلى أن المبلغ المتراكم الذي سيُسدّد حتى نهاية الأسبوع سيتجاوز 250 مليون دولار تشمل بدلات إيواء لأصحاب الوحدات السكنية المدمّرة والمتضرّرة بالإضافة إلى بدلات الترميم والأثاث وسواها، أي ما يوازي 29% من الملفات الممسوحة.
آلية المسح سريعة رغم التعقيدات التي يتطلّبها إنجاز المهمة على الأرض وتسعير الكلفة
يصرف المتضرّرون أوامر القبض المدفوعة من الحزب، عبر جمعية القرض الحسن التي تمكّنت من فتح 28 فرعاً لها من أصل 36 تعرّضت غالبيتها للقصف المباشر (الباقي مدمّر وقيد التأهيل حالياً)، وقد استنفرت الجمعية كل قدراتها حتى صارت الفروع «تعمل 7 أيام في الأسبوع وجرى تمديد دوام العمل لساعات إضافية يومياً، ومن دون إجازات، وكل ذلك بهدف التعجيل في صرف التعويضات» يقول مصدر لـ«الأخبار».
تتمحور مهمّة مؤسّسة القرض الحسن بصرف أموال التعويضات، ولا دخل لها بالإجراءات السابقة التي تحدّد المبالغ الواجب دفعها، أو حجم الأضرار، إذ تلعب دور الوسيط بين مؤسّسة جهاد البناء، والمتضررين. هذه الإجراءات تبدأ بالمسح الذي تمّ إنجازه وتحديد المبالغ للمتضرّر أكثر من أسبوع كمعدل زمني، وصولاً إلى التسديد. فخلال 40 يوماً، «أُنجز مسح 247 ألف وحدة سكنية. وحُوّل إلى الصرف أكثر من 60 ألف استمارة، أي 25% من الوحدات السكنية المكشوف عليها على كامل الأراضي اللبنانية» وفق المدير العام لمؤسّسة جهاد البناء حسين خير الدين. هذه المؤسّسة تعمل «بموجب قرار صادر عن حزب الله يقضي بأولوية ترميم الوحدات السكنية المتضررة الموجودة، أي غير المدمّرة، وصرف بدلات الإيواء لأصحاب البيوت المدمّرة تماماً». لذا، وضعت في خدمة هذا الملف 963 مهندساً، يعملون على مسح 448 مربعاً سكنياً على امتداد الخارطة اللبنانية. ويعاونهم 27 مركزاً هندسياً، و18 مركزاً معلوماتياً فيها 220 عاملاً وعاملة. مهمة هذه المراكز مكننة استمارات الكشف وتحويلها إلى جداول جاهزة للصرف. واليوم، تنجز هذه المراكز 4 آلاف استمارة يومياً. يتوقع خير الدين ارتفاع عدد المسوحات مع تطوّر الأعمال والدخول إلى مناطق جديدة، مع الإشارة إلى«عدم وصول فرق الكشف إلى القرى المحاذية للحدود الفلسطينية».
وفي مقارنة مع حرب تموز عام 2006، يلفت خير الدين إلى أنّ عدد الوحدات السكنية التي تضررت حينها وصل إلى 127 ألف وحدة. وتطلب إنهاء أعمال الكشف عليها 6 أشهر. في حين «تمكنت فرق العمل الآن، وخلال 40 يوماً فقط من الكشف على أعداد أكبر من الوحدات السكنية». وبحسب خير الدين، قسّمت جهاد البناء الأضرار إلى 4 أنواع. النوع الأول هو المباني والبيوت المتضررة وغير المدمرة تماماً. وفيها الوحدات السكنية موجودة، وتعاني من أضرار تراوح من البسيطة إلى الكبيرة، إنّما من دون أضرار إنشائية. بمعنى آخر، لا تزال أساساتها سليمة. النوع الثاني هي الأبنية والبيوت المهدمة كلياً. وتتابع جهاد البناء، وفقاً للأولوية التي وضعها حزب الله، هاذين النوعين من الأضرار خلال الفترة الحالية.
وعلى خط مواز، تستمر عمليات الإحصاء لتشمل بقية أنواع الدمار. فيشمل النوع الثالث من الأضرار الوحدات السكنية والأبنية المتصدعة. ويشرح خير الدين هنا بأنّ المقصود من هذا النوع من الدمار هو «الوحدات السكنية والأبنية المتضررة على مستوى الأساسات والعناصر الإنشائية، مع ما يرافقها من أضرار على الأقسام المشتركة مثل المصعد، الدرج، السطح، واجهات المبنى…».
أما النوع الرابع من عملية معالجة آثار الدمار، فيشمل الوحدات المهدمة التي دفع لأصحابها بدلات إيواء عن سنة واحدة. وقبل انتهاء العام الأول، يؤكّد خير الدين أنّ «الفرق الهندسية تحتسب مساحة البيوت الفردية المدمّرة وكلفة التشطيب من أجل معرفة كلفة إعادة إعمارها. وعلى ضوء قيمة التعويضات التي ستدفعها الدولة، سيقوم حزب الله بدفع فرق الكلفة إن وُجد. مثلاً، بعد حرب تموز 2006، دفعت الحكومة 40 ألف دولار لكلّ وحدة سكنية مدمّرة، وقامت شركة وعد بترميم المبلغ. أما الأبنية المؤلّفة من عدة طبقات، وفيها عدد كبير من الوحدات السكنية، فسيقوم حزب الله بإعادة إعمارها وتسليمها إلى أصحابها، في إعادة لمشهد شركة وعد التي أنشأت عقب حرب تموز 2006.
«المعضلة الكبيرة»، وفقاً لخير الدين، تكمن في الوحدات المتصدعة، أي النوع الثالث من الدمار. فهذه الأبنية والشقق التي دمّر العدوان أجزاء من أساساتها الإنشائية ولكنّها لم تقع بحاجة لفرق هندسية متخصصة لحسم مصيرها. حتى الآن، أحيل 40 مبنى متضرر إنشائياً إلى الهدم، يقول خير الدين. وييتوقع أن يتجاوز عدد المباني المتصدّعة إلى 100 مبنى في الضاحية الجنوبية. ويصف خير الدين القرارات بشأن هذه الأبنية بـ«الخطر» إذ يترتب على المهندسين «إجراء حسابات معقّدة تتعلق بأثر الأعمدة المدمّرة على ثبات المباني. وبناءً على هذه الحسابات، ستتخذ قرارات على شاكلة، هل ندعّم أو نهدم؟». وللدلالة على خطورة هذه القرارات يعطي خير الدين مثالاً عن هدم مبنى مؤلف من 10 طبقات، وفيه 20 شقة، هذا يعني إضافة مليوني دولار على كلفة إعادة الإعمار. كما أنّ هدم مبنى له تأثيرات قانونية تتعلق بالدولة، ففي حال قررت الحكومة التعويض، يُحتمل أن تسأل: على مسؤولية من اتُّخذ قرار الهدم؟ ففي صور الحكومة الجوية، المبنى كان موجوداً بعد الحرب، يقول خير الدين، بالتالي يحتمل أن تقول الحكومة: لن نعوّض. إذ ستعتبر أنّه لا يحتاج للهدم، ولا علم لي. لذا القرار دقيق وخطير. أما في حال اتخذ القرار بالإبقاء على المبنى والتدعيم، يجب أن يكون القرار سليماً لأنّ التبعات خطيرة، وفقاً لخير الدين، مشيراً إلى أنّ «عملية التدعيم ستكون على عاتقنا، إذ لن ندفع مبالغ لإعادة ترميم هذا النوع من الأضرار ونتركها على عاتق صاحبها، بل سنقوم بهذا العمل بأيدينا. سنضع خريطة وننفذها، ونجعل البناء آمناً، ومن ثمّ نمسح الأضرار وندفع لأصحابها».
توسيع مطمر الكوستابرافا بـ140 ألف متر مربع
عرضت أمس في مجلس الوزراء دراسة من مجلس الإنماء والإعمار في سياق تكليفه بإمكانية توسيع مطمر الكوستا برافا من خلال استيعبا كمية من ناتج الرم الموجود في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، مشيراً إلى أنه سبق لمجلس الوزراء ان اتخذ قرار بتوسيع مطمر الكوستابرافا بنحو 700 ألف متر مكعب من النواتج لردم ما يوازي 90 ألف متر مربع من المساحة السطحية، أي ان استعمال ردم الضاحية هو أمر مطلوب، إنما يجب أن يتم الأمر بشروط تراعي المواصفات البيئية مع المتعهد الذي جرى تلزيمه. إذ يفترض أن يتم فرز الردم وإزالة المواد القابلة للتدوير أو التي تعدّ سامة وغير ملائمة للبيئة البحرية، وتكسيره إلى المقاسات المناسبة للاستعمال في المطمر. كما اشار المجلس إلى أنه يمكن توسيع المطمر بمساحة 50 ألف متر مربع إضافية لتصبح سعته الإجمالية 1.3 مليون متر مكعب وذلك من خلال استعمال ردم الضاحية.
مسح الأضرار الزراعية والآليات
إلى جانب أعمال مسح على البيوت والمباني، تعمل مؤسسة جهاد البناء على إحصاء جميع أضرار الحرب الأخيرة على لبنان. ففي المناطق الزراعية بقاعاً وجنوباً، تقوم فرق المؤسسة بإحصاء الأضرار على المزروعات مثل الأشجار المثمرة والآليات الزراعية، كما تسجل الأضرار الاقتصادية التي وقعت على بضائع أصحاب المحال التجارية والمصانع. ولكن، «المهمة الآن هي إحصائية فقط»، يقول مدير عام جهاد البناء حسين خير الدين.
كما تقوم المؤسسة بإحصاء السيارات والآليات التي دمّرها العدوان، إنّما من دون دفع التعويضات أيضاً، إذ «لا قرار بالصرف الآن»، يقول خير الدين، مشيراً إلى مساهمة مؤسسته في مسح الأضرار على المؤسسات العامة أيضاً، سواء الضرر على البناء أو الأثاث.
التسعير ليس ثابتاً
«جداول الأسعار المعتمدة من جهاد البناء لا تزال حتى الآن أعلى من الأسعار الرائجة في السوق»، يقول مدير عام مؤسسة جهاد البناء حسين خير الدين. على سبيل المثال، «سعر المتر المربع من الألمنيوم مع زجاج يساوي 100 دولار في السوق، بينما نحن ندفع 120 دولاراً». بالتالي، «الكلام عن أنّ أسعارنا هي أقل من سعر السوق غير دقيق»، يضيف خير الدين. ويلفت إلى أنّ المؤسسة لا تعتمد مسارات بيروقراطية معقدة، ويقول، «نحن لسنا دولة، وتغيير هذه الجداول لا يحتاج لمراسيم، إذ يمكنني تعديل لائحة الأسعار بنفسي».
آلية المسح
«ستدخل فرق المسح إلى كلّ شقة ومحل تجاري متضرّر بغية إحصاء أضرار البناء والأثاث»، يقول مدير عام جهاد البناء حسين خير الدين. وبحسب الآلية المعتمدة «يقوم المهندس بذكر كلّ التفاصيل على استمارة المسح، وفيها يعدّد كلّ الأضرار». ويصف خير الدين هذه العملية بـ«المعقدة، لأنّها تتطلب ذكر التفاصيل المملة، مثل قياس مساحات الأضرار، فضلاً عن تحديد قطع الأثاث المتضررة وحالتها، مثل أفران الغاز والغسالات والبرادات». ثمّ «يقوم المهندس بتسعير الأضرار وفقاً للائحة رسمية صادرة عن مؤسسة جهاد البناء، وفيها سعر كلّ تفصيل موجود في البيوت». لاحقاً، «يسلّم المهندس الاستمارة، ويقوم فريق هندسي ثانٍ بالكشف من بعده وتدقيق المعلومات». وفي المرحلة الثانية، «تحوّل الاستمارة إلى أحد مراكز إدخال المعلومات، وتمكنن لتحديد المبلغ المطلوب دفعه لصاحب العقار المتضرر». بعد ذلك، تخرج الاستمارات من مؤسسة جهاد البناء، وترسل المعلومات على شكل جداول فيها اسم شاغل العقار، والمبلغ المستحق بدل الأضرار، إلى المنطقة التنظيمية في حزب الله. هناك، تقوم الفرق بطباعة أوامر الصرف باسم صاحب العلاقة لصرف المبالغ المالية من مؤسسة القرض الحسن.
خطة هوكشتين: إسرائيل تخرج خلال 15 يوماً وتحتفظ بتلال محرّرة
لم ينجز الجيش اللبناني أمس برنامج انتشاره الذي كان مقرّراً في عدد من المواقع بين رأس الناقورة وعيتا الشعب. كعادتها، قطعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطريق بعمليات تفجير وتمشيط تزامن تنفيذها قبل انطلاق دوريات الجيش. وهو ما حصل في عيتا الشعب والقوزح صباح أمس، إذ بينما كانت دورية مؤلّلة تتجهّز في مركز دبل للانطلاق نحو الصالحاني وعيتا الشعب والقوزح لتفقّد مراكز الجيش تمهيداً لإعادة التمركز فيها، عمدت قوات الاحتلال إلى إطلاق حملة تمشيط. مع ذلك، أكّدت مصادر عسكرية أن خطة انتشار الجيش مستمرة وفق ما أقرّتها اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار خلال اجتماعها الأخير يوم الإثنين الماضي. تلك الخطة استندت إلى وعود قطعها ممثلو جيش العدو خلال الاجتماع بالانسحاب من كامل البلدات الحدودية التي احتلها منذ بداية تشرين الأول الماضي، علماً أن المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين التزم خلال الاجتماع بـ”تنفيذ خطة الانتشار في غضون خمسة عشر يوماً في القطاعات الغربي والأوسط والشرقي”.
هوكشتين وجيفرز وافقا على خطة إسرائيل بالاحتفاظ بثلاث تلال استراتيجية
وقالت مصادر مطّلعة إن خطة هوكشتين مقسّمة إلى ثلاث مراحل زمنية. الأيام الخمسة الأولى تشهد انسحاباً من القطاع الغربي ما بين رأس الناقورة ورميش. فيما الأيام الخمسة الثانية، تشهد انسحاباً من القطاع الأوسط الممتد بين رميش وميس الجبل. أما الأيام الخمسة الأخيرة، فتشهد انسحاباً من القطاع الشرقي الممتد بين ميس الجبل وشبعا. لكنّ الالتزام الزمني قد تعثّر في يومه الأول أمس، إذ اقتصر انتشار الجيش على مداخل الناقورة ومركز الحميض في علما الشعب ومثلث الجبين – طيرحرفا ومثلث وادي العيون بين بيت ليف ورشاف من دون أن يصل إلى عمق البلدات، علماً أن قوات الاحتلال لم تنفذ وعدها بالانسحاب من غالبية تلك البلدات والمواقع من رأس الناقورة واللبونة والضهيرة وصولاً إلى رامية وعيتا الشعب.
وشكّكت مصادر مطّلعة في التزام إسرائيل بمهلة الأسبوعين، وفي حال التزمت، فهي لن تنسحب إلى ما وراء الحدود من كل المناطق التي احتلتها. فقد علمت “الأخبار” أن هوكشتين ومن خلفه رئيس اللجنة الجنرال الأميركي غاسبر جيفرز وافقا على خطة إسرائيل بالاحتفاظ بثلاث تلال استراتيجية سوف تنشئ فيها قواعد عسكرية. ووفق المصادر، فإن تلك النقاط المحررة منذ عام 2000 هي “الأولى: حرج اللبونة في القطاع الغربي الواقع في خراج الناقورة وعلما الشعب ويقابل مستوطنات الجليل الغربي. والثانية: جبل بلاط في القطاع الأوسط بين مروحين ورامية وبيت ليف والقوزح ويقابل مستوطنات زرعيت وشتولا. أما النقطة الثالثة فهي تلة الحمامص بين سهلَي الخيام والوزاني وتقابل مستعمرة المطلة”.
واستعرضت المصادر الأهمية الكبيرة لتلك النقاط التي “تسمح للعدو بكشف مناطق واسعة في القطاعات الثلاثة في جنوبي الليطاني. فضلاً عن أنها تلال غير مأهولة وخالية من العمران تسمح لقوات الاحتلال بالتحرك بسهولة باتجاه الأراضي اللبنانية لتنفيذ اعتداء ما في حال استدعى الأمر”.
خطة انتشار الجيش البطيئة بسبب عرقلة إسرائيل تثير خشية أهالي البلدات الحدودية من مصير عودتهم قريباً. لكنّ أداء الجيش يحظى بثناء جيفرز ومساعده العضو في اللجنة العميد الفرنسي غيوم بونشين اللذين تفقّدا مقر اللواء الخامس في البياضة أمس بالتزامن مع بدء الانتشار في القطاع الغربي. وبحسب بيان السفارة الأميركية في بيروت، فإن جيفرز اعتبر أن “الجيش اللبناني هو المزوّد الأمني الشرعي للبنان ويستمر في إثبات لي ولبقية الآلية أن لديه القدرة والنية والقيادة لتأمين لبنان والدفاع عنه حيث يقوم بإزالة مئات القطع من الذخائر”. وتوقّع جيفرز وبونشين “تدمير الجيش مخزونات الأسلحة في الأيام المقبلة، التي استولى عليها من الجماعات المسلحة غير المرخّصة”.
هل سيصمد الاتفاق؟
في تل أبيب عادت المصادر الإعلامية الإسرائيلية والأميركية على السواء، للحديث عن نية جيش الاحتلال البقاء في لبنان بعد الـ 60 يوماً المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار. وقالت القناة 12 إن السبب “يتعلق بالوضع على الأرض، وإن الجيش اللبناني لا يعمل بالمعدّل المتوقع منه، وإسرائيل ليست مستعدة لترك منطقة دون سيطرتها المثالية عليها”. وذكرت القناة أن إسرائيل “نقلت رسائل إلى لبنان من خلال هوكشتين مفادها أنه إذا لم يقم الجيش اللبناني بزيادة وتيرته، فلن يكون أمام الجيش الإسرائيلي خيار سوى البقاء في الميدان”.
ونشرت صحيفة “هآرتس” نتائج استطلاع للرأي العام يفيد بأن نحو نصف سكان مستعمرات الشمال لم يقرروا بعد العودة إلى منازلهم، و5% فقط قرّروا العودة. وبحسب الاستطلاع، فإن السبب الأساسي لعدم عودتهم هو عدم شعورهم بالأمان بشكل كاف. وهناك 50% من السكان الذين لا ينوون العودة، وأعربوا عن تفضيلهم البقاء في المكان الذي أُخلوا إليه وعدم رغبتهم في العودة إلى منازلهم. وقال 47% من سكان المطلة إنهم لم يعودوا إلى البلدة لأنهم ينتظرون بناء، أو ترميم منازلهم.
وقالت الأغلبية إنها ليست راضية عن التعويضات التي حصلت عليها، وتدّعي بأنها لا تغطّي حجم الضرر الذي تسببت به الحرب لديها. ويشعر السكان، في معظمهم، بأن المجتمع في المستوطنات التي جرى إجلاؤهم عنها لم يبقَ موحّداً.
بيرم يكرر رفض ما حصل في المطار
في جلسة أمس، نقل وزير العمل مصطفى بيرم رسالة من قيادة حزب الله إلى المجلس مفادها أن الحزب لا يقبل ما حصل في مطار بيروت ولا يقبل تكراره، مشيراً إلى أنه لا يمكن الموازاة بين الدولة التي تورّد الصواريخ التي يقصف بها لبنان وتركها تسرح وتمرح على كيفها، بينما يتم التعامل مع الدولة التي تساعد لبنان بالطريقة التي تم فيها الأمر. «لن نسمح بتكرار هذا المشهد، ونحن مع مرجعية القانون إذا طبق على الجميع، لكننا لا نخضع للسردية الاسرائيلية التي تتبنّاها إذاعة متلفزة أو غيرها».
السوداني في إيران اليوم: توافق على «تحييد» العراق؟
بغداد | عشية زيارة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، لطهران التي يصلها اليوم، كشف قيادي في أحد الفصائل المسلحة أن المقاومة العراقية لديها تواصل مباشر مع إيران بشأن كل ما يجري في المنطقة من أحداث، وخاصة في سوريا، فضلاً عن عقد اجتماعات في بغداد وطهران وزيارات متبادلة لقادة كبار بهدف قراءة المرحلة المقبلة. كما كشف المصدر، في تصريح إلى «الأخبار»، أن قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، زار العراق أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة، والتقى قادة سياسيين أو في «الحشد الشعبي» والفصائل.
وأفاد القيادي بأن قاآني ناقش في زيارته الأخيرة ما ورد من حديث بشأن تفكيك الفصائل المسلحة وحلّ «الحشد الشعبي»، وأيضاً الملف السوري الذي شدّد على ضرورة توحيد المواقف بين طهران وبغداد في شأنه لصدّ المخاطر، ولا سيما التهديد بعودة تنظيم «داعش». ولفت إلى أن قاآني حث ّالفصائل، وخاصة التي اشتبكت مع الأميركيين والكيان الصهيوني، على التهدئة وإيقاف نشاطها العسكري، فضلاً عن الالتزام بتوجيهات الحكومة العراقية في ملفات سوريا والمنطقة. وقد وردت في وسائل الإعلام أخيراً، أنباء عن وجود توجّه دولي للضغط على السوداني لتفكيك الفصائل وتسليم سلاحها للدولة، إضافة إلى دمج «الحشد الشعبي» بالوزارات الأمنية، وذلك بناءً على سياسة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، والقائمة على زيادة الضغط على إيران في المنطقة.
وبالنسبة إلى زيارة السوداني لطهران، ذكر مكتبه الإعلامي، في بيان، أنه سيجري خلالها بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها، وذلك في ضوء ما تحقّق خلال زيارة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، لبغداد في أيلول الماضي، والتطورات التي تشهدها المنطقة. يأتي هذا بعدما نقلت مواقع إخبارية محلية عن مصادر مطلعة قولها إن قاآني وصل إلى بغداد الإثنين الماضي في زيارة غير معلنة، واجتمع بشكل منفرد مع بعض قادة الفصائل التابعة لـ»الحشد الشعبي»، قبل أن يعقد لقاءً موسعاً مع السوداني وقوى «الإطار التنسيقي»، ورئيس هيئة الحشد، فالح الفياض.
قنوات تواصل اتضحت ملامحها أخيراً بين طهران وواشنطن من خلال بغداد
وطرح ساسة العراق في مناسبات مختلفة رؤى حول مستقبل البلاد، في ظل الظروف غير المستقرة التي تشهدها المنطقة. واتفق الجميع على أن يتبع العراق سياسة النأي بالنفس عن المحاور، والاصطفافات مع جبهة ضد أخرى إقليمياً أو دولياً.
ومع ذلك، يرى القيادي في حركة «النجباء»، مهدي الكعبي، أن «إيران حليفة استراتيجية للعراق، فضلاً عن ارتباطها المباشر بالمقاومة العراقية منذ زمن بعيد»، مبيّناً أن «التواصل مستمر، وليس فقط مع الفصائل، وإنما حتى مع الحكومة لغرض تنسيق المواقف الأمنية والسياسية، وخاصة أن الإرهاب يهدّد البلدين». ويؤكد، لـ»الأخبار»، أن «المقاومة العراقية تلتزم بشكل كامل بتوجيهات الحكومة وسياستها، لكن بشرط ألّا تسمح للعدو الأميركي بأن يفرض شروطه على حساب سيادة البلاد، ولا سيما أن الكيان الصهيوني يتربّص بالعراق بكل الأشكال».
ويشير الكعبي إلى أن «تنسيقية المقاومة اتفقت على قضية التهدئة بناءً على معطيات كثيرة، أبرزها الأحداث غير الواضحة التي تجري في المنطقة، ومن أجل فسح الطريق أمام الحكومة للمضيّ في الإجراءات الديبلوماسية، رغم أننا نؤكد أن العدو لا يعرف سوى لغة القوة والسلاح والمواجهة». ويضيف أن «الزيارات التي يجريها القادة والمسؤولون الإيرانيون طبيعية جداً، لأن هناك أهدافاً مشتركة، مثلما سيذهب رئيس الحكومة العراقية لغرض التفاهم المشترك حول بعض الملفات التي تخص الشأن الداخلي، وأيضاً المنطقة بأكملها».
من جانبه، يعتقد مدير «مركز القمة»، حيدر عرب، أن الاجتماعات بين الجانبين هدفها تنسيق المواقف، ولا سيما أن هناك مخاطر تحدق بهما، لافتاً إلى أن «فكرة تفكيك الفصائل روّج لها الكيان الصهيوني والأميركيون بهدف نقل الصراع إلى داخل البلاد وخلق انقسامات داخلية». ويتابع أن «زيارة السوداني لإيران ستكون في رأس أولوياتها سوريا وآلية التعامل معها، فضلاً عن وجود قنوات تواصل اتّضحت ملامحها أخيراً بين طهران وواشنطن من خلال بغداد، وبالتالي التواصل مشروع لغرض ضمان مصلحة الجميع».
اللواء:
الحسم الرئاسي غداً: ثلث يعطّل وصول عون.. وأزعور في مقدَّمة البدائل؟
هوكشتاين يسرّع الانسحاب الإسرائيلي وعودة الأهالي لاحقة
رسمياً، تنعقد الجلسة النيابية عند الحادية عشرة من قبل ظهر غد لانتخاب رئيس للجمهورية، وسط ضغوطات دولية وعربية لانجاز الانتخاب، مع ميل لا يخفى عن الحاجة لانتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي يتشكل حلف واضح للحؤول دون وصوله مؤلف من الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، وبعض النواب المتأرجحين.
فيما يرفع اسهم مرشحين آخرين ابرزهم الوزير السابق جهاد ازعور واللواء الياس البيسري، والمصرفي سمير عساف وربما آخرين..
المشهد قبل الجلسة، حركة لا تتوقف، لترتيب الاوراق والمخططات على درجاتها، وسط اشتباك ارادات، لا تقف عند تعديل الدستور، او اعتبار الاصوات التي ستصب لمصلحة قائد الجيش ساقطة والموقف من هذا الخيار، فضلاً عن خارطة توزُّع الاصوات، وتجنب المشادات، ووسط مخاوف من «استهداف ما» للاطاحة بالجلسة، التي سيشارك فيها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وسفراء اللجنة الخماسية والسفراء العرب والاجانب.
وقد استكملت الاجراءات الامنية واللوجستية لعقد الجلسة وانجاحها.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الساعات الفاصلة عن جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل مقبلة على سيل من الإتصالات بهدف ترتيب موقف الكتل النيابية بشأن نهائي في ما خص التصويت مع العلم أن بعضها تمسك بثابتة عدم تعديل الدستور لمصلحة أية شخصية.
ورأت المصادر أن هناك عملية خلط أوراق مرتقبة ووقائع قد تقلب أية معطيات برزت مؤخرا على الساحة الرئاسية ما قد تجعل أسماء محددة متقدمة على ما عداها ، كما ان هناك محاولات تجري لإقناع نواب بالسير بأحد الأسماء في حين تبقى معادلة وصول رئيس يحظى بارتياح محلي وعربي ودولي هي من تتحكم بالمشهد الكامل.
وأوضحت أن النواب بدأوا باحتساب البوانتاج ويترقبون إعلان الترشيحات لأستكمال رسم النتائج، مشيرة إلى أن الجميع يدرك أن هذه الجلسة مصيرية وإنجاز الاستحقاق هو تحد بحد ذاته، داعية إلى انتظار التطور كل دقيقة بدقيقتها وصولا إلى يوم الخميس.
فقد دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة عامة في تمام الساعه 11:00 من قبل ظهر يوم الخميس الواقع في 9 كانون الثاني 2025 وذلك لإنتخاب رئيس للجمهورية.
وعلمت «اللواء» ان دوائر المجلس النيابي وجهت الدعوات الى جميع سفراء الدول المعتمدين في لبنان لحضور الجلسة، اضافة الى حضور الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، ولكن لم يُعرف ما اذا كان الموفد الاميركي آموس هوكشتاين سيحضرها ام لا.
وقد وصل لودريان الى بيروت. ونشرت السفارة الفرنسية في لبنان البيان الصادر عن وزارة خارجية بلادها على صفحتها عبر منصة «أكس»، وجاء فيه:يقوم السيد جان إيف لودريان بزيارة إلى بيروت اعتبارا من اليوم، في إطار مهمة المساعي الحميدة الموكلة إليه. وسيحضر، بدعوة من رئيس مجلس النواب اللبناني السيد نبيه بري، الجلسة النيابية المنعقدة في 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس.
«وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود المبذولة منذ أكثر من عامين بالتشاور الوثيق مع شركاء وأصدقاء لبنان ضمن اللجنة الخماسية، من أجل تمكين اللبنانيين من انتخاب رئيس، وفقا للمبادئ المتفق عليها في الدوحة في تموز 2023. وهي استمرار للزيارات التي قام بها المبعوثان السعودي والأمريكي في الأيام الأخيرة.
إن انتخاب رئيس للجمهورية هو الخطوة الأولى في إعادة سير عمل المؤسسات اللبنانية بشكل عاجل واستعادة سيادة البلاد. وتشجع فرنسا النواب على التوصل إلى توافق في الآراء في 9 من كانون الثاني المقبل بحيث يسمح انتخاب رئيس بتسمية حكومة قوية قادرة على جمع اللبنانيين والاستجابة لتطلعاتهم وتنفيذ الإصلاحات الضرورية لاستقرار وأمن لبنان».
وبدا واضحاً ان جبهة معارضة وصول العماد عون تتكون من الثنائي (30 نائباً) والتيار الوطني الحر (13 نائباً) وعزا ذلك لاسباب دستورية، فالدستور لا يتعدل تلقائياً بحصول المرشح 86 نائباً، وربما يكون هناك نواب آخرون.
باسيل على موقفه
واعتبر النائب جبران باسيل ان التوافق الداخلي هو الذي يأتي بالتأييد الخارجي.. واعتبر ان المجتمع الدولي ليس بامكانه فرض رئيس على اللبنانيين.
واعتبر ان طرح الوزير السابق جهاد ازعور ليس مرشحاً للتحدي، للثنائي الشيعي.. وتمنى ان يوافق الثنائي على ترشيحه..
واكد انه ليس وارداً ان يفرض مرشح لا يوافق عليه «الثنائي الشيعي».
واعتبر باسيل ان اي صوت يكون في صندوقة الاقتراع يعد باطلاً..
واشار الى ترشيح اللواء البيسري.
واكد على اهمية التوافق قبل جلسة مجلس النواب..
لكن حزب الكتائب قرر في اجتماع مكتبه السياسي وفيه بالاجماع دعم ترشيح العماد جوزاف عون للرئاسة وستستكمل المداولات مع المعارضة اليوم.
وعشية جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة في الحادية عشرة قبل ظهر غد الخميس دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في تصريح النواب الى «القيام بواجبهم الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من الشهر الحالي»، وحثهم على «التوافق في ما بينهم لانتخاب رئيس ينقذ لبنان من التخبط الذي يعيشه كي لا يغرق الوطن في مزيد من الفوضى».
لقاء 22 نائباً
وتناول اللقاء الذي حصل في دارة النائب فؤاد مخزومي صباح امس، والذي ضم المبعوث الأميركي ونوابا من كتل نيابية مختلفة ومستقلين بلغ عددهم 22 نائباً، ملف وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي وموضوع الرئاسة والاصلاحات.
وعلمت «اللواء» من مصادر المجتمعين ان هوكشتاين ابلغ النواب: أن الادارة الأميركية مصممة على استتباب الأمن في جنوب لبنان. كما شدد على أن هذا مطلب ادارة الرئيس دونالد ترامب أيضا التي تتسلم السلطة في 20 من الشهر الجاري. فيما كشفت المعلومات أن الموفد الأميركي أكد على مسمع النواب أن « لا عودة الى الوراء».
وردا على سؤال لاحد النواب عن الضمانات بعدم تجدد الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلة، اكد الموفد الاميركي انه لن تحصل انتهاكات وستنسحب اسرائيل من كامل الاراضي اللبنانية بنهاية مهلة الستين يوماً لتنفيذ الاتفاق.
وحسب النواب: لم يُخفِ حجم الصعوبات التي ترافق تطبيق الاتفاق على الأرض مشيراً الى «حجم ما عثر عليه الجيش الاسرائيلي وما دمره من مستودعات اسلحة ومنصات لاطلاق الصواريخ وانفاق وبنى عسكرية تعود لحزب لله.
وقال: أن قيمتها تساوي المئات من ملايين الدولارات وكان ومن الافضل للحزب لو سلم كل هذه الأسلحة للجيش اللبناني ولم يخض الحرب. كذلك كان من الأجدى أيضا لو أنفقت كل هذه الاموال في مشاريع انمائية لاستفاد منها كل الشعب اللبناني بدل هدرها بهذه الطريقة.وكلها ستزول. في اشارة غير مباشرة الى استمرار الاحتلال بالتفجيرات في القرى الحدودية قبل انسحابه النهائي.
وحسب معلومات «اللواء» ايضاً، تطرق الحديث الى الاستحقاق الرئاسي، وسأله احد نواب المعارضة الذي اعلن دعمه لإنتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون عن الموقف من ترشيحه، فرد قائلاً: أنه رجل موثوق من قبلنا وقد تعاونا معه وهو رجل مؤسسات لكنه ليس المرشح الوحيد.وبعد طلب بعض النواب تسمية مرشح آخر قال الموفد الاميركي: انتم سألتم عن مرشح واحد هو قائد الجيش. ولم يطرح اي اسم آخر.
لكن هوكشتاين اكد للنواب ايضاً: انه اذا تم اختيار رجل اصلاحات وموثوق كما تطلب الولايات المتحدة فإنها ستعود للإستثمار في لبنان، وإلّا فإنها قادرة على الاستثمار في عدة دول بالشرق الاوسط. ولكننا ملتزمون بدعم الجيش والدولة اللبنانية بعد انتخاب الرئيس.
وشدد هوكشتاين، خلال اللقاء على ضرورة التزام لبنان وضمناً أي رئيس قادم بإتفاق الطائف والاتفاقيات والاصلاحات الضرورية.وقال: إننا أمام فرصة ذهبية، مسمياً قائد الجيش.
وحسب معلومات «اللواء» من النواب، فإن هناك صعوبة كبيرة بإنتخاب العماد عون لأن لا الثنائي المسيحي يحبذ انتخابه ولا الثنائي الشيعي ولا كتل اخرى ونواب من المستقلين والتغييريين. لكن حتى يوم امس،لم يطرح لا الجانب الاميركي ولا السعودي اي اسم للرئاسة،ولكن كان هناك تطابق في الموقفين بأن يكون الرئيس اصلاحيا ومقبولا من اغلبية الكتل وملتزما بإتفاق الطائف. بينما يطرح الجانب القطري اسم اللواء الياس البيسري.
وفي المواقف، اعلن عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص بعد اجتماع لنواب المعارضة والتغييريين ان «لدينا خطة واحدة كمعارضة سندخل فيها إلى جلسة 9 كانون الثاني».
وقال: استعرضنا خلال اللقاء سيناريوهات عدة وكلّها مفتوحة والمعارضة لها مقاربة واحدة وستكون بالمرصاد لأي محاولة للإتيان برئيس يشبه المرحلة الماضية..
اضاف: عندما يتغيّر موقف القوى الرافضة لوصول قائد الجيش جوزف عون سيكون للمعارضة موقف إيجابي.
وكشف النائب وضاح الصادق: انه في التاسعة من مساء (اليوم) الأربعاء سنعلن اسم المرشح الذي سنخوض به الانتخابات الرئاسية.
كماقال النائب نديم الجميّل: خلال 24 ساعة سيكون هناك مرشح موحّد لرئاسة الجمهورية للتصويت له من قبل نواب المعارضة. والمحادثات مستمرة وفي آخر 48 ساعة غالبًا ما يكون هناك «شدّ حبال» والأهم أن تذهب المعارضة إلى الجلسة موحّدة.
واعلن النائب الياس حنكش بعد الاجتماع: هناك توافق دولي على الاهتمام بلبنان، وموقف الكتائب هو الاتفاق على مرشح قوي لهذه المرحلة ومن ضمن هؤلاء المرشحين هو قائد الجيش العماد جوزف عون.
وحسب المعلومات المتداولة بالنسبة للتيار الوطنيّ الحر، فلازال موقفه ضبابياً وحائراً بين انه «لن يصوت مع الثنائيّ الشيعيّ على مرشح يرفضه المجتمع الدولي، ولن يصوت مع المعارضة على مرشح ضد الثنائيّ الشيعيّ».
الى ذلك، صدر عن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بيان مما قال فيه: أصبح واضحا وجليا ان جماعة الممانعة مع التيار الوطني الحر يرفضون العماد جوزف عون في رئاسة الجمهورية، وبالتالي اسقطوا ترشيحه تلقائيا، لأنهم مع بعضهم البعض يستطيعون جمع ثلث معطل يقطع الطريق على ترشيحه.وبدلا من ان تصدق جماعة الممانعة ولو لمرة واحدة وتظهِّر موقفها الفعلي من ترشيح العماد جوزف عون بتصريحات ومواقف جدية تصدر عنهم بأنهم يرفضون انتخابه رئيسا للجمهورية، عمدوا إلى ملء الشاشات بتصريحات تصوّر القوات وكأنها العقبة في طريق ترشيح عون.
وتابع:إن فريق الممانعة هو فريق كاذب، وفي الأحوال كافة، إذا بدّل فريق الممانعة في رأيه وبشكل علني وواضح، بإعلانه رسميا ترشيح العماد جوزف عون، فنحن مستعدون للنظر بإمعان في هذا الأمر.
وكان جعجع استقبل وعقيلته النائب ستريدا جعجع، في دارتهما في معراب مساء امس الاول، المبعوث الأميركي ترافقه السفيرة الأميركية ليزا جونسون. وتم التداول في آخر مستجدات وقف اطلاق النار في الجنوب وضرورة انحساب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية. وخلال الزيارة قدمت النائب جعجع للموفد الأميركي هدية تذكارية وهي عبارة عن نسخة خاصة من كتاب «النبي» للأديب الكبير جبران خليل جبران.
الى ذلك، يلتقي جعجع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، في معراب، عند الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم الاربعاء.
جنبلاط: أصداء إيجابية
من جانبه، جدّد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أنَّ «قائد الجيش لا يزال مرشحنا والقرار اتخذ من قبل اللقاء الديمقراطي ورئيسه، وتلقينا أصداء إيجابية من القوى الخارجية»، مشيراً إلى أنَّ اللجنة الخماسية هي إحد الناخبين الأساسيين.
وقال جنبلاط: إنَّ لبنان يتطلب إصلاحاً ويجب أن نذهب لانتخاب رئيس، فالبلد لا يحمل تأجيلاً، لافتاً إلى أنَّ لا مرشح مكتمل الصفات وتأجيل الانتخابات الى ما بعد تسلّم الرئيس دونالد ترامب قد يكون خطأ كبيرا.
بالتزامن، أطلق جنبلاط سلسلة مواقف حول مستقبل البلد، وقال: أنَّ حزب لله لم ينهزم وأنا احترم الشهداء، كما يجب أن نقبل بالواقع الجديد ونضع «لبنان أولًا» كما طرح الحريري. و14 آذار كتكوين سياسي انتهى او انا خرجت منه في الـ2008.
وعلّق على كلام أمين عام حزب لله الشيخ نعيم قاسم بالقول: فليسمح لي، لا يوجد شيء إسمه جنوب الليطاني وشمال الليطاني في اتفاق وقف النار، متوجهاً الى إيران وحزب لله بالقول: «بيكفّي حروب وتهجير».
سحب تعديل المصارف
حكومياً، سحب الرئيس ميقاتي بند المصارف، وتعديل قانون النقد والتسليف من جدول اعمال مجلس الوزراء.
يذكر ان وزير المهجرين عصام شرف الدين ترك الجلسة بعد مشادة قوية مع الرئيس ميقاتي على خلفية مناقشة بند المصارف.
وانضم شرف الدين الى اعتصام المودعين في ساحة رياضة الصلح، الذين اعتصموا احتجاجاً على «اقرار قانون لا دستوري من قبل الحكومة لشطب 80 بالمئة من الودائع».
واعتبر منسق المجموعة العسكرية لاستعادة الودائع العميد المتقاعد جورج جاسم «مصرف لبنان هو السلطة الناظمة لعمل القطاع المصرفي وبيده سندان المادة ٢٠٨ من قانون النقد والتسليف وبها يستطيع فرض اعادة الانتظام المالي والمصرفي في الدولة، وهو متلكئ في مهامه ولا يزال، ويحيد عن الانضباط بتطبيق القوانين. لذلك فإنه لا يقوم بدوره المطلوب وفقا لاحكام هذا القانون».
وقال رئيس رابطة تضامن المودعين سعيد زويهد ان «محاولات تصنيف الأزمة بأنها نظامية هو نفاق مفضوح، إذ أنها أزمة مفتعلة ومبرمجة وممنهجة بقصد تشريع السطو على املاك وأموال الناس».
انسحابات اسرائيلية
على الارض، بدأ الانسحاب الاسرائيلي من القطاع الغربي: الناقورة، وعلما الشعب وطير حرفا، وبيت ليف، وحسب بيان قيادة الجيش فإن الجيش بدأ بنشر وحداته بالانتشار والتمركز هناك.. واجراء المسوحات لازالة الذخائر غير المنفجرة والالغام، قبل السماح بعودة الاهالي الى قراهم.
واعلن الرئيس ميقاتي انه اوصل رسالة واضحة الى رعاة اتفاق وقف اطلاق النار بوجوب وقف الخروقات الاسرائيلية وانسحاب قوات الاحتلال الكامل من الاراضي اللبنانية، وتضمنت الرسالة تحذيراً من الاستمرار في خرق تفاهم وقف اطلاق النار لكونه يهدّد التفاهم برمته، ولا احد يرغب بحصوله.
وكانت السفارة الاميركية أعلنت انه» منذ صباح (امس الاول)، إنضم الى رئيس لجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، الجنرال الفرنسي غيوم بونشان في زيارة إلى مقر اللواء الخامس للجيش اللبناني في القطاع الغربي لجنوب لبنان. ويقع المقر على بُعد خمسة كيلومترات شمال شرق بلدة الناقورة، التي هي الآن تحت سيطرة الجيش اللبناني بعد تنفيذ المرحلة الأولى من انسحاب القوات الإسرائيلية في 6 كانون الثاني.
اضافت: وكجزء من عملية الانتقال التي أتاحت تنفيذها اللجنة، قام الجيش اللبناني بنشر قواته في المنطقة على الفور من أجل تطهير الطرق وإزالة الذخائر غير المصرّح بها وتوفير الأمن للشعب اللبناني.وقد اطلع الجنرالان جيفرز وبونشان على مخزونات الأسلحة التي سوف يتم تدميرها في الأيام المقبلة، والتي استولى عليها الجيش اللبناني من الجماعات المسلحة غير المصرّح لها.
وحسب السفارة: أشاد الجنرال جيفرز بعمل الجيش اللبناني، قائلاً: إن الجيش اللبناني هو المؤسسة الشرعية التي توفر الامن للبنان وهو يستمر في الاثبات لي ولبقية أعضاء اللجنة أن لديه القدرة والنية والقيادة لتأمين لبنان والدفاع عنه. فهو تصرف بحزم وسرعة وبخبرة واضحة.
وتابعت السفارة: واليوم رأينا مثالاً على ذلك مع جنود اللواء الخامس. إن فوج الهندسة على وجه الخصوص مليء بالمحترفين الحقيقيين الذين يزيلون أسبوعيا مئات القطع من الذخائر غير المنفجرة ويجعلونها آمنة».
في المقابل، نفذ جيش الاحتلال الاسرائيلي قبل انسحابه، 3 تفجيرات في خراج بلدتي رامية والقوزح وتفجيرين داخل بلدة عيتا الشعب.وتفجيرات بين عيترون وبليدا وفي حولا.
وبدت واضحة في الناقورة عملية التجريف لطريق عام البلدة التي جرفها العدو الاسرائيلي قبل انسحابه امس، وأقام ساترا ترابيا في وسط الطريق وقطعها، وبدا حجم الدمار والأضرار التي لحقت بالبلدة. ودخل الصيادون لأول مرة الى مرفأ الناقورة بعد الحرب برفقة الجيش اللبناني وتفقدوا مراكبهم مع رئيس البلدية عباس عواضة، وشوهدت بعض المراكب غارقة في حرم الميناء نتيجة تلاطمها بالرصيف وتضرر بعضها.
95 مليون دولار مساعدات أميركية عسكرية للبنان
حولت امس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصصة لمصر إلى لبنان الذي ينفذ وقفا لإطلاق النار مع إسرائيل.
وجاء في إخطار وزارة الخارجية للكونغرس بشأن التحويل المخطط له أن القوات المسلحة اللبنانية «شريكة رئيسية» في دعم اتفاق 27 نوفمبر(تشرين الثاني) 2024 بين لبنان وإسرائيل لوقف الأعمال القتالية ومنع حزب لله من تهديد إسرائيل.
وأفادت الوكالة بأن وزارة الخارجية الأميركية والسفارة المصرية في واشنطن لم تردا بعد على طلبات التعليق.
وكانت وزارة الخارجية قالت في يلول الماضي إن إدارة بايدن تتجاهل شروط حقوق الإنسان فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية لمصر، وتمنح القاهرة مخصصاتها الكاملة البالغة 1.3 مليار دولار، ومنها 95 مليونا مرتبطة بالتقدم الذي تحرزه مصر في إطلاق سراح السجناء السياسيين.
ولم يوضح الإخطار ما إذا كانت الـ95 مليون دولار المحولة إلى لبنان هي نفسها المخصصة للتقدم في مسألة الإفراج عن النشطاء السياسيين، لكن معاونا في الكونغرس نقلت عنه رويترز قال إنه لا يعتقد أن تطابق المبلغ مصادفة.
وتشير وثيقة وزارة الخارجية إلى أن الأموال ستكون متاحة لإضفاء الطابع المهني على القوات المسلحة اللبنانية، وتعزيز أمن الحدود، ومكافحة الإرهاب، والوفاء بالمتطلبات الأمنية الناجمة عن تغير السلطة في سوريا.
وجاء في الإخطار «تظل الولايات المتحدة الشريك الأمني المفضل للبنان، والدعم الأميركي للقوات المسلحة اللبنانية يساعد على نحو مباشر في تأمين لبنان ومنطقة بلاد الشام على نطاق أوسع».
كما أن تعزيز الجيش اللبناني قد يساعد في ضمان عدم تعطيل حزب لله المدعوم من قبل إيران المرحلة الانتقالية في سوريا، وسبق أن لعبت طهران دورا رئيسيا في دعم الأسد خلال سنوات الحرب.
وبموجب القانون الأميركي، لدى الكونغرس 15 يوما للاعتراض على معاودة تخصيص المساعدات العسكرية، لكن معاونا في الكونغرس مطلعا على العملية توقع أمس الاثنين أن يرحب المشرعون بتحويل الإدارة الأموال إلى لبنان.
البناء:
تعليق أميركي لبعض العقوبات على سورية… ومهلة ستة شهور لتنفيذ الشروط
هوكشتاين: الانسحاب ضمن المهل وحتى الخط الأزرق والجيش في الناقورة
الرئاسة على نار حامية وزحمة تدخلات… وجعجع يتهرّب من ترشيح عون
كتب المحرّر السياسيّ
سمح إعلان وزارة الخزانة الأميركية عن تعليق العمل بعدد من العقوبات التي تفرضها واشنطن على دمشق، بتحقيق انفراج جزئي في قطاعات مثل الكهرباء والصحة، بعدما أعلنت هيئة الحكم الحالية في دمشق بلسان وزير التجارة عن كارثة سوف تحلّ بالاقتصاد السوري والمواطنين السوريين إذا لم يتمّ رفع العقوبات، بينما كان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال يدعو خلال زيارته الى كل من قطر والأردن للمساعدة في رفع العقوبات كحاجة حيوية لا تحتمل التأخير. وقرأت مصادر متابعة لملف العقوبات في الصيغة الأميركية الجزئية التي لم تشمل كل العقوبات بما يتيح استعادة الوضع المصرفي الطبيعي للتعاملات السورية من جهة، والصيغة المؤقتة المحددة بستة شهور فقط من جهة ثانية لتجميد بعض العقوبات، تعبيراً عن رسالة أميركية واضحة بأن سقوط سورية غير مطلوب لكن السماح بانتعاشها مشروط. فالسقوط سوف ينتج فوضى يصعب ضبط تداعياتها، لكن الانتعاش مشروط باعتماد هيئة الحكم الجديدة سياسات تطابق الرؤية الأميركية، التي عبرت عنها وزارة الخارجية من خلال ما أبلغته الدبلوماسية باربرا ليف لمسؤولي هيئة الحكم في دمشق، والتي تدور حول حكومة انتقالية واسعة التمثيل، ودور محوري للجماعات الكردية الحليفة لواشنطن، وإجراءات عملية لإنهاء وضع تنظيم داعش، ووضع دستور مدني والتمهيد للانتخابات بمهلة حددها القرار 2254 بـ 18 شهراً، وقبل كل شيء بترتيبات أمنية مع كيان الاحتلال تأخذ بالاعتبار معايير الأمن الإسرائيلي.
في شأن الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان ومصير اتفاق وقف إطلاق النار، شهد لبنان تطوراً ملحوظاً بعد إعلانات إسرائيلية تؤكد بخلاف كلام سابق إعلامي وسياسي، أن تل أبيب ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، وأنّها لا تحاول التلاعب بمضمون الاتفاق واعتماد تفسيرات تتيح لها البقاء في جنوب لبنان لمدة أطول أو البقاء في بعض المناطق دون مهل محددة، وصولاً إلى الحديث عن ربط الانسحاب بتفكيك سلاح المقاومة ونزعه، فكان الإعلان الإسرائيلي والتأكيد الأميركي على الفصل بين الاتفاق وبين مستقبل سلاح المقاومة، وربط الانسحاب الكامل بترتيبات الجيش اللبناني جنوبي نهر الليطاني، مصدر اطمئنان لبناني لمسار الاتفاق خصوصاً مع نجاح اجتماع لجنة الإشراف على الاتفاق برئاسة المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين، في ضمان انتشار الجيش اللبناني في القطاع الغربي وصولاً إلى الناقورة حتى الخط الأزرق، بينما بدأت ترتيبات الانسحاب الإسرائيلي من القطاع الأوسط، مع إعلان الجيش اللبناني خلال اجتماع الناقورة تعليقاً على كلام إسرائيلي عن بطء انتشار الجيش اللبناني ما يرتب بطئاً في انسحاب جيش الاحتلال، فأكد الجيش اللبناني أن لا عائق يتصل بتنفيذ موجبات حزب الله أو بجهوزية الجيش يتسبّب بتأخير انتشار الجيش وأن العائق الوحيد هو بطء انسحاب قوات الاحتلال.
في الملف الرئاسي عشية جلسة انتخاب الرئيس العتيد غداً، زحمة تدخلات مع زحمة موفدين، أميركي وفرنسي وسعودي وقطري، والمرشح البارز واحد، وهو قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي فشلت المساعي الأميركية والسعودية بإقناع رئيس حزب القوات اللبنانية بتبني ترشيح العماد عون، متذرعاُ بأن المطلوب أن يرشحه ثنائي حزب الله وحركة أمل أولاً ثم يقوم هو بدراسة الموقف، وأنه يفضل الذهاب الى استكشاف فرصة التوافق على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، ورغم ذلك بقي اسم العماد عون في التداول بانتظار جلسة الخميس، بينما يجري التشاور حول أسماء بديلة للجلسات التي تلي الجلسة الأولى حيث يحسم مصير طرح اسم العماد عون، الذي يحتاج إلى 86 صوتاً للفوز.
وقبل ساعات من جلسة الخميس الرئاسية الحاسمة، ازدحمت الساحة السياسيّة بالاتصالات. وأمس، وصل المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت، حيث سيحضر جلسة انتخاب الرئيس، بناءً على دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتندرج الزيارة في «إطار الجهود المبذولة منذ أكثر من عامين بالتشاور الوثيق مع شركاء لبنان وأصدقائه في المجموعة الخماسية، لتمكين اللبنانيين من انتخاب رئيس للجمهورية وفقاً للمبادئ المتفق عليها في الدوحة في تموز (يوليو) 2023. ويأتي ذلك بعد الزيارات التي قام بها المبعوثان السعودي والأميركي في الأيام الأخيرة».
واعتبرت الخارجية الفرنسية أن «انتخاب رئيس للجمهورية هو الخطوة الأولى في إعادة تفعيل المؤسسات اللبنانية بشكل عاجل واستعادة سيادة البلاد». ويلتقي لودريان اليوم رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس حزب القوات سمير جعجع.
وأمس، واصل المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين لقاءاته، في وقت بدا أن حظوظ قائد الجيش العماد جوزيف عون بالرئاسة هي الأعلى ووصوله إلى قصر بعبدا ينتظر موقف الثنائي الشيعي وأحد أطراف الثنائي المسيحي، الرافض حتى الساعة انتخابه. وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين الحاج حسن، أن «موقف الحزب سيتمّ الإعلان عنه في الوقت المناسب». وأشار إلى أنه «في حال عدم حصول أي مرشح على 65 أو 86 صوتاً، فإن الجميع معني بالحوار للتوصل إلى توافق حول مرشح معين، مع احترامنا لجميع المرشحين». ولفت الى أن «كتلة «حزب الله» ليست الوحيدة المعنية بالحوار أو بتأمين النصاب»، وقال: «إن النقاش حول أسماء أخرى ما زال جارياً مع حلفاء الحزب. نحن لسنا الوحيدين الذين نستطيع أن نقرّر وحدنا، والقرار هو قرار الجميع».
وبينما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، رسمياً، إلى عقد جلسة عامة في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم غد لانتخاب رئيس للجمهورية، استقبل رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي إلى مأدبة فطور في دارته، مبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين الذي أكد أن «الولايات المتحدة الأميركية دولة صديقة للبنان وستبقى من الداعمين له ولجيشه». وشدّد هوكشتاين، خلال اللقاء على ضرورة التزام لبنان وضمناً أي رئيس قادم باتفاق الطائف والاتفاقيات والإصلاحات الضرورية. وقال إننا «أمام فرصة ذهبية»، مسمّياً قائد الجيش العماد جوزف عون كأحد المرشحين المدعومين لرئاسة الجمهورية، مؤكداً في الوقت عينه أنه ليس المرشح الوحيد.
وفيما زار هوكشتاين رئيس حزب القوات سمير جعحع، أعلن عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص بعد اجتماع لنواب المعارضة والتغييريين أن «لدينا خطة واحدة كمعارضة سندخل فيها إلى جلسة 9 كانون الثاني». وقال «نحن كمعارضة اجتماعاتنا مستمرّة مع الكتل كافة فهدف هذه الاجتماعات هو تنسيقي مع هذه الكتل ونتمنى أن تتنج جلسة 9 كانون الثاني رئيساً للجمهورية».
وأشار النائب وضاح الصادق، الى أنه «عند التاسعة من مساء اليوم سنعلن المرشح الذي سنخوض به الانتخابات، وما ينقل عن سحب ترشيح اللواء الياس البيسري غير دقيق»، لافتاً الى أن «البيسري قال لن يقبل أن يكون مرشح مواجهة وإذا لم يتوافق عليه لن يدخل المعركة».
إلى ذلك، اتخد المكتب السياسي لحزب الكتائب أمس، قراراً بدعم ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية وسوف تستكمل كتلة الكتائب مداولاتها مع المعارضة اليوم، في حين أن الدكتور جعجع طرح أمس خلال استقباله هوكشتاين اسمي الوزير جهاد ازعور وزياد الحايك وأكد أن لا فيتو على قائد الجيش وإن سار به الثنائي الشيعي فهو مستعدّ لدعمه.
أما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي بحث في الملف الرئاسي مع الأمين العام لحزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان فكان قد أبلغ الرئيس بري خلال زيارة قام بها إلى عين التينة بعيداً عن الإعلام بضرورة الذهاب الى انتخاب رئيس أقرب إلى المجتمع الدولي، مقترحاً السير إما بالوزير السابق زياد بارود أو بالوزير السابق جهاد ازعور. وكان باسيل تواصل مع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا وقدّم له قراءة سياسية حيال مآل الأمور في ما خص جلسة انتخاب رئيس وأهمية انتخاب رئيس يحظى بثقة المجتمع الدولي.
واستقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الوزير السابق زياد بارود الذي اعتبر «أن البطريرك لا يفضل مرشحاً على آخر في ما يتعلق بالملف الرئاسي وهو أب راعٍ للجميع. وأكد أنه في ما يتعلق بالجلسة الانتخابية المنتظرة وفي حال كان هناك توافق على اسم معين، فهو سيكون خارج المنافسة وسيبارك للرئيس الذي يجب أن يكون رئيساً جامعاً وأن يؤدي مهمة إنقاذية، ولكن في حال لم يحصل هذا التوافق في جلسة الانتخاب، فكل الاحتمالات واردة بما فيها الاستمرار في المعركة الرئاسية». وأكد بارود في دردشة مع الإعلاميين أن «الوقت حان لضرروة انتخاب رئيس يساهم في نهضة البلد مع حكومة نظيفة تستطيع أن تواجه التحديات الكبيرة التي تنتظر البلد»، لافتاً الى «أن الاستحقاق الرئاسي يجب أن يكون لبنانياً ولو حاول بعض أصدقاء لبنان المساعدة في إنجازه، ولكن على النواب أن ينتخبوا الرئيس». واعتبر بارود «أن جلسة الخميس هي محاولة أخيرة للتوصل الى توافق يبقى رهن الساعات المقبلة»، متمنياً «أن تستطيع الكتل النيابية التقاطع على رئيس يجمع اللبنانيين، وإلا سنكون أمام دورات مفتوحة ومتتالية كما قال الرئيس برّي»، وعن سؤاله عن الاسم الذي يدعمه للرئاسة، قال بارود إنه «ليس نائبا ولا قرار له في هذا السياق، ولكنه يدعم أي اسم يتم التوافق عليه»، مشدّداً أنه «حان الوقت لرئيس سيادي وليس رمادياً».
ودعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في تصريح، النواب إلى «القيام بواجبهم الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من الشهر الحالي»، وحثهم على «التوافق في ما بينهم لانتخاب رئيس ينقذ لبنان من التخبط الذي يعيشه كي لا يغرق الوطن في مزيد من الفوضى». ونبّه من «أي عرقلة تحول دون التوصل إلى انتخاب الرئيس مما يتسبب في استمرار الشغور الرئاسي الذي يعطي العدو الصهيوني فرصة لاستغلال الخلافات السياسية لضرب وحدة اللبنانيين وتضامنهم ويعرض البلاد إلى الانهيار». وأكد «أن تحصين الوحدة اللبنانية هو بانتخاب رئيس للجمهورية لتجنيب لبنان الفتن التي يستفيد منها المتربّصون بلبنان شراً». ووصف المفتي دريان الجهود والمساعي «التي تقوم بها الدول العربية والصديقة بـ»البناءة»، التي تعطي الأمل بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتفعيل عمل مؤسسات الدولة وإعادة بناء لبنان من جديد».
وعلى خط اتفاق وقف النار، دخل الصيّادون لأول مرة الى مرفأ الناقورة بعد الحرب برفقة الجيش اللبناني، وتفقدوا مراكبهم. وكان أفيد عن تجمّع آليات للجيش في منطقة البياضة استعداداً للدخول إلى الناقورة، ترافقها آليات لـ «اليونيفيل» في القطاع الغربي، في حين توجّهت دورية من الجيش إلى عيتا الشعب أمس، للمرة الأولى لتفقّد عدد من المراكز التي أُخليت في إطار إعادة التموضع قبيل التوغل البري الإسرائيلي في القطاع الأوسط. في المقابل، نفذ جيش العدو الإسرائيلي 3 تفجيرات في خراج بلدتي رامية والقوزح وتفجيرين داخل بلدة عيتا الشعب.
ووزعت السفارة الأميركية بياناً أعلنت فيه ان «هذا الصباح (صباح امس)، انضمّ الى رئيس لجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز الجنرال الفرنسي غيوم بونشان في زيارة إلى مقر اللواء الخامس للجيش اللبناني في القطاع الغربي لجنوب لبنان. يقع المقر على بعد خمسة كيلومترات شمال شرق بلدة الناقورة، التي هي الآن تحت سيطرة الجيش اللبناني بعد تنفيذ المرحلة الأولى من انسحاب القوات الإسرائيلية في 6 كانون الثاني. وكجزء من عملية الانتقال التي أتاحت تنفيذها اللجنة، قام الجيش اللبناني بنشر قواته في المنطقة على الفور من أجل تطهير الطرق وإزالة الذخائر غير المصرّح بها وتوفير الأمن للشعب اللبناني. هذا، وقد اطلع الجنرالان جيفرز وبونشان على مخزونات الأسلحة التي سيتمّ تدميرها في الأيام المقبلة، والتي استولى عليها الجيش اللبناني من الجماعات المسلحة غير المصرّح لها. أشاد الجنرال جيفرز بعمل الجيش اللبناني، قائلاً: «إن الجيش اللبناني هو المؤسسة الشرعية التي توفر الأمن للبنان وهو يستمر في الإثبات لي ولبقية أعضاء اللجنة أن لديه القدرة والنية والقيادة لتأمين لبنان والدفاع عنه. فهو تصرّف بحزم وسرعة وبخبرة واضحة. واليوم رأينا مثالاً على ذلك مع جنود اللواء الخامس. إن فوج الهندسة على وجه الخصوص مليء بالمحترفين الحقيقيين الذين يزيلون أسبوعياً مئات القطع من الذخائر غير المنفجرة ويجعلونها آمنة».
كتب وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو على حسابه عبر منصّة «اكس»: «الآلية الفرنسية – الأميركية في لبنان بدأت تؤتي ثمارها، الجيش الإسرائيلي بدأ ينسحب من الناقورة جنوباً. من أجل الأمن والسلام، على الأطراف كافة احترام اتفاق وقف إطلاق النار».
إلى ذلك افادت مصادر سياسية أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستحوّل 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصّصة لمصر إلى لبنان الذي ينفذ وقفاً لإطلاق النار مع «إسرائيل».
وجاء في إخطار وزارة الخارجية للكونغرس بشأن التحويل المخطط له أن «القوات المسلحة اللبنانية «شريكة رئيسية» في دعم اتفاق 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بين لبنان و«إسرائيل» لوقف الأعمال القتالية ومنع حزب الله من تهديد «إسرائيل»».
وقبيل جلسة لمجلس الوزراء ترأسها بعد الظهر، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «أننا أوصلنا رسالة واضحة الى رعاة تفاهم وقف اطلاق النار الدوليين بوجوب وقف الخروقات الإسرائيلية والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، وبأن الالتزام بتطبيق القرار 1701، ليس مسؤولية لبنان فقط بل هو ملزم للعدو الإسرائيلي. كما حذرنا من الاستمرار في خرق تفاهم وقف إطلاق النار لكونه يهدّد التفاهم برمته، وهو أمر لا اعتقد أن أحداً يرغب بحصوله». وكان رئيس الحكومة يتحدث خلال رعايته قبل الظهر، بدعوة من «وزارة الثقافة» و«مؤسسة التراث الوطني» افتتاح «جناح نهاد السعيد للثقافة» في المتحف الوطني في بيروت.
وفي مستهلّ الجلسة، أكد ميقاتي التقيد والتطبيق الحرفي والتام لمندرجات القرار 1701 بكامل بنوده، وإلزام العدو الإسرائيلي بدقة وصراحة بتنفيذه الفوري والناجز، بعيداً عن المناورات واختلاق الحجج للتهرب من التنفيذ واختراع السيناريوهات التي تهدّد الهدنة من جديد. إنّها مسؤولية لجنة المراقبة الدولية التي نعوّل عليها لتحقيق مراحل اتفاق وقف إطلاق النار والانتهاء من حالة الحرب.
وأعلن الرئيس ميقاتي: مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية نكون أعدنا بناء الجسور بين اللبنانيين وكذلك بين لبنان والعالم، وهذا ما أعمل عليه في كل لقاءاتي مع القادة ورؤساء الدول، ولمست تفهماً عميقاً وتضامناً صريحاً مع الموقف اللبناني وحق لبنان بالاستقرار السيادي.
وفي هذا السياق جرى اتصال بيني وبين قائد إدارة العمليات في سورية أحمد الشرع، وأكدت خلال الاتصال العلاقة الأخوية والندية بين الدولتين الشقيقتين، مع الحرص على توطيد العلاقات مع محيطنا العربي بشكل عام ومع سورية بشكل خاص. واتفقت مع السيد الشرع على دوام التواصل والتعاون لما فيه خير بلدينا ومستقبل المنطقة.
وقال وزير الإعلام: في مستهل الجلسة ابلغ الرئيس مجلس الوزراء أن هناك مشروعين على جدول الأعمال على يتعلقان بموضوع المصارف وأموال المودعين:، الاول: تحت عنوان مشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها، والثاني: يتعلق بتعديل قانون النقد والتسليف وإنشاء المصرف المركزي.
أضاف رئيس الحكومة: «لقد تبلغنا ملاحظات الوزراء سابقاً على هذين المشروعين، ولكن هناك بعض الملاحظات الاضافية التي وردتنا. وعلى هذا الأساس كلفت نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي إعادة النظر بالمشروعين في ضوء الملاحظات الجديدة والعودة بصيغة جديدة خلال أسبوعين الى مجلس الوزراء.
ورداً على سؤال عن ملف عبد الرحمن القرضاوي قال: طرح الموضوع من خارج جدول الأعمال وسيتم ترحيله إلى الإمارات العربية المتحدة.
وعن ملف المصارف المؤجل قال: الملف دقيق ويحتاج الى المزيد من الدرس.
ورداً على سؤال قال: ستكون هناك زيارة قريبة إلى سورية برئاسة الرئيس ميقاتي، ولكن موعدها لم يتحدّد بعد.
واستقبل الرئيس برّي في مقرّ الرئاسة الثانية، المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت وتناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية.
المصدر: صحف
0 تعليق