من الصدأ الأصفر إلى الأسود.. رحلة مكافحة أمراض القمح في ظل التغيرات المناخية

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من الصدأ الأصفر إلى الأسود.. رحلة مكافحة أمراض القمح في ظل التغيرات المناخية, اليوم الثلاثاء 7 يناير 2025 11:45 صباحاً

هناك أمراض فطرية يصاب القمح بها منها التفحم السائب والبياض الدقيقي، أما أهم الأمراض الفطرية التى يصاب بها نبات القمح فهي أصداء القمح الثلاثة، التى تختلف فيما بينها في نوع الفطر المسبب لكل مرض وموقع وشكل ولون الإصابة على النبات، واسم كل منها تبعا لذلك، كما تختلف الظروف المناخية المناسبة لظهور وانتشار كل مرض منها، والأصداء الثلاثة التى تصيب نبات القمح هى "الصدأ الأصفر "الصدأ المخطط"، صدأ الورقة "الصدأ البرتقالي" والصدأ الأسود "صدأ الساق".

 

وأهم طرق مكافحة الأمراض الفطرية في نبات القمح، وأبسطها وأقلها تكلفة وحفاظا على البيئة من التلوث، هى زراعة الأصناف الموصى بها والموزعة عن طريق جهات رسمية موثوق بها، وهى الأصناف المنتجة بمعرفة قسم بحوث القمح والتى تتمتع بدرجة عالية من المقاومة للأمراض الفطرية والتى يقوم القسم بإحلال الجديد منها باستمرار للحفاظ على درجة عالية من المقاومة للأمراض، ووفقًا لوزارة الزراعة.

ويعد القمح المحصول الاستراتيجي الأول على مستوى العالم، والذى يمثل عملة تجارية رابحة للدول المنتجة والمصدرة، وعبئًا ماليًا واقتصاديًا أكبر على الدول المستوردة، لذلك أولت القيادة السياسية كامل اهتمامها، للاقتراب من حدود الاكتفاء الذاتي، وتشجيع المزارعين على التوسع في زراعة القمح، مع إنتاج سلالات جديدة قادرة على مجابهة التحديات والتغيرات المناخية، وتطوير المعاملات الزراعية، للوصول لأعلى معدلات الإنتاجية الممكنة.

 

وهناك قائمة بأفضل الأصناف المقاومة للإصابة بالصدأ الأصفر، والأصداء بوجه عام تضم "جيزة 171، مصر 4، مصر 3، سخا 95"، هذا ما أكده الدكتور رضا إبراهيم بمعهد بحوث أمراض النباتات التابع لوزارة الزراعة، موضحاً أن هذه الأصناف لا تستدعى قيام المزارع بأي معاملات مكافحة وقائية مهما كان موقع زراعته الجغرافي سواء في الوجه القبلي أو البحري.

وتابع إبراهيم، في تصريحات صحفية، أن اختيار الصنف المقاوم يمثل أبرز خطة مكافحة الإصابة بـ "أصداء القمح" حيث تعد البداية الصحيحة، التى يتم البناء عليها لتحقيق معدلات الإنتاجية والربحية المستهدفة من زراعة محصول القمح، لافتاً إلى أن معهدي المحاصيل الحقلية وأمراض النبات، يعقدون اجتماعًا خاصًا مع منتجي التقاوي، للتوقيع على السياسة الصنفية المعتمدة التى يجب مراعاتها، والتى تتماشى مع الظروف البيئية السائدة في كل نطاق جغرافي داخل الجمهورية، بما يعزز قدرة هذه الأصناف على تحقيق أعلى معدلات الإنتاجية، ويقلص حدود الإصابة المتوقعة للمساحات المنزرعة بمحصول القمح.

 

وأشار إلى جهود معهدى المحاصيل الحقلية وأمراض النباتات حيث يتم متابعة كافة الأصناف سنويًا، مع تعديل الخريطة الصنفية ونقل الأصناف التى يحتمل إصابتها بأصداء القمح من مناطق الوجه البحري إلى محافظات الوجه القبلي، مع إنتاج وإدراج أصناف جديدة، بما يلبى احتياجات المزارعين كل موسم، ولافتاً إلى خطورة الطور اليوريدي، المسبب لمرض الصدأ الأصفر، والذى يستغرق قرابة 12 يومًا، فيما لا تحتاج بعض السلالات سوى إلى 9 أيام فقط وهى ما يضاعف من معدلات وسرعة انتشاره وهو ما يهدد بإنتاج عدة أجيال، حال تأخر المزارع فى تطبيق إجراءات المقاومة الموصى بها.

 

وأكد إبراهيم أن البثرة الواحدة فى الطور اليوريدى تكون محملة بعشرات الملايين من الجراثيم، ما يهدد بانتشارها بشكل سريع بمجرد انفجارها والتى تضاعف من فرص انتقال العدوى عبر الرياح إلى المناطق غير المصابة وتخلق بؤر عدوى كبيرة على مستوى الجمهورية وتضاعف معدلات الخسارة المتوقعة، موضحاً أن العرض الأبرز والأشهر الذى يمكن للمزارعين رصده بسهولة، هو تراكم مسحوق أصفر يشبه الصدأ عند مسح أوراق النباتات المصابة بأصابع اليد.

 وأوضح أن هذا المسحوق الأصفر يمثل جراثيم الفطر، أو "الجراثيم اليوريدية" كما يطلق عليها اصطلاحًا لدى المتخصصين، مشيراً إلى أن المسحوق الأصفر الناجم عن مسح أوراق النباتات المصابة بالصدأ الأصفر، يمثل العائل الأساسي والمتكرر الذى يحدث العدوى وينتشر تحت الظروف البيئية المصرية، مؤكدًا أنها تمثل أخطر مسببات الخسائر الاقتصادية التى يتعرض لها المزارعين، مشيراً إلى أنه في خلال 12 يومًا من ظهور هذا العرض على محصول القمح، تبدأ المسببات المرضية في تكوين البثرات، التى تمثل مصدرًا أساسيًا لنقل العدوى بمجرد انفجارها، حيث تنتقل بسهولة عبر الرياح من الحقول المصابة إلى الحقول السليمة المجاورة.

وحذر من تداعيات عدم الاكتشاف المبكر، وتطبيق معاملات وإجراءات المكافحة الواجبة الموصى بها لمرض الصدأ الأصفر وأصداء القمح بشكل عام، حيث تهدد بفقدان المحصول بنسبة 100% خلال شهر واحد فقط، مؤكداً أن الحشائش لها علاقة وثيقة الصلة بظهور أعراض الاصفرار التى تظهر على نباتات ومحصول القمح، وغالبًا ما تكون نتيجة مباشرة لارتكاب المزارع لبعض الأخطاء، مشيرًا إلى أن أبرز هذه الأخطاء والتى يلجأ فيها المزارع للاستعانة ببعض مبيدات الحشائش غير الملائمة لنوع الآفة الموجودة فى الحقل.

وأكد أن الإفراط في تطبيق معاملات رش المبيدات غير المتخصصة، علاوة على استخدامها في غير الأوقات المصرح والموصى بها، يؤدى لظهور أعراض الاصفرار على النباتات خاصة أن بعض المزارعين، يرجئ إتمام معاملات الرى، لحين الانتهاء من تطبيق إجراءات الرش بالمبيدات والتى قد تستمر لأسابيع، وحدد عدة توصيات فيما يخص أسلوب تطبيق إجراءات مكافحة الحشائش، حيث يتوجب رش الحشائش العريضة قبل الري بيومين، على أن يعقبها رشة أخرى للحشائش الرفيعة، بعد الرى بثلاثة أيام.

 

ولفت إلى أن ظهور أعراض الإصابة بـ "أصداء القمح" خلال الفترة بين شهري يناير وفبراير، اللذان تنخفض فيهما الحرارة والرطوبة، ويتسع فيهما الفارق بين درجات حرارة الليل والنهار، مؤكدًا أن الإصابة فى هذه الحالة تنحصر فى الصدأ الأصفر، مؤكداً أن احتمالات الإصابة بأعراض الصدأ الأصفر تتزايد بنسب كبيرة حال عدم التزام المزارع باستخدام التقاوي المعتمدة المقاومة.

 

ولفت الدكتور محمد على فهيم،  رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إلى أن الظروف مناسبة لتطور وظهور الصدأ الأصفر في القمح علي أصناف جميزة 11 وسدس 12 ومصر 1 في وجه بحري والفيوم وبني سويف و بني سويف 5 في بني سويف والمنيا والفيوم، ويجب الفحص الدقيق للحقول وخاصة في المناطق التى تمسك مياه من الأرض.

وتابع في تصريحات صحفية، أن الأعراض تظهر مبكرة عن مثيلها في الصدأ الأسود والصدأ البرتقالي فتظهر البثرات اليوريدية أولا على الأوراق ثم على السوق والأغماد والقنابع وتكون ذات لون أصفر منفصلة عن بعضها صغيرة الحجم يبلغ طولها حوالي ملليمتر واحد وتكون موزعة في صفوف أو خطوط طويلة متوازية بين عروق الورقة، وفي نهاية الموسم تتكون البثرات التيليتية ذات اللون الأسود وتظهر بنفس ترتيب البثرات اليوريدية ولكنها تظل مغطاة بالبشرة فتكتسب المظهر الأسود اللامع وتتميز الجرثومة التيليتية لهذا الصدأ بقمتها المشطوفة.

ويعد مرض الصدأ الأصفر في القمح واحدًا من الأمراض الخطيرة التي تصيب القمح، حيث تأتي العدوى بهذا المرض بواسطة الرياح التي تنقل جراثيم الفطر من الدول المجاورة شمالاً مثل تركيا وإيران وقبرص واليونان وايطاليا وجنوب فرنسا أو من الجنوب الشرقي من الدول التي تزرع القمح الربيعي مثل إثيوبيا وكينيا على سفوح الجبال على ارتفاع 2000-3000 متر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق