اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الاثنين، مخيم الفارعة للاجئين ومحيطه جنوب طوباس في الضفة الغربية، في عملية عسكرية واسعة شملت استخدام المروحيات والآليات العسكرية.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن قوات الاحتلال أنزلت قوة من جنود المشاة على أطراف المخيم باستخدام مروحية، قبل أن تقتحم المخيم من جهته الشمالية.

تفاصيل الاقتحام

دفعت قوات الاحتلال بعدة آليات عسكرية وجرافة من جهة حاجز الحمرا العسكري باتجاه المخيم، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع المسيرة على ارتفاع منخفض، بالإضافة إلى تحليق الطائرات المروحية. وشرعت قوات الاحتلال في تجريف الطرق والبنية التحتية في المخيم ومحيطه، مما تسبب في أضرار جسيمة للمنطقة.

خلفية العمليات العسكرية

تشهد الضفة الغربية عمليات قمع واسعة من قبل جيش الاحتلال، حيث يتم انتهاك أراضي السلطة الفلسطينية بشكل متكرر. وتترافق هذه العمليات مع توسع الاستيطان اليهودي واعتداءات دامية من قبل المستوطنين المتطرفين على الفلسطينيين. وقد تفاقمت هذه الاعتداءات بشكل كبير بعد قرار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلغاء أوامر الاعتقال الإداري للمستوطنين المشبوهين بارتكاب أعمال إرهابية، مما شلّ عمل الشرطة ضد اعتداءاتهم.

تداعيات الاقتحام

ينفذ الاحتلال هجمات متكررة على شمال الضفة الغربية بدعوى ملاحقة مطلوبين أو خلايا مسلحة يتهمها بالتخطيط لتنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية. ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، استشهد ما لا يقل عن 792 فلسطينيًا في الضفة الغربية إثر هجمات لجيش الاحتلال أو برصاص مستوطنين منذ اندلاع الحرب بين "حماس" وإسرائيل في غزة في السابع من أكتوبر 2023.

هجمات فلسطينية

من جهة أخرى، أسفرت هجمات نفذها فلسطينيون على إسرائيليين عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصًا في الفترة نفسها بالضفة الغربية، وفقًا لأرقام رسمية إسرائيلية.

اقتحام مخيم الفارعة للاجئين يسلط الضوء على استمرار سياسة القمع العسكري التي تنفذها إسرائيل في الضفة الغربية، والتي تهدف إلى ترسيخ السيطرة على الأراضي الفلسطينية وقمع أي مقاومة. وتأتي هذه العمليات في إطار تصعيد متواصل للعنف في المنطقة، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين ويعقد جهود تحقيق السلام.