يعد فتحي عبد الرحمن واحداً من أبرز المسرحيين الفلسطينين والعرب لتنوع تجربته والخبرات المتعددة في جغرافيات متعددة.

ويعبر فتحي عن ذلك بقوله وُلِدْتُ في مُخَيَّمي للاجئينَ الفِلَسْطِينِيِّنَ، ودرستُ في مدارس وكالة غوثهم وتشغيلهم: الـ"أُونروا UNRWA"، وفي المُخَيَّمِ كانَ لي حظُّ مُشاهدةِ أوَّلِ مسرحيَّةي في حياتيَ التي بلغتُ وإيَّاها السَّبعينَ عاماً ونَحْنُ نتنقَّلُ، مُتلازِمينِ، مِنْ مُخَيَّمِ لِجُوءي قَسْرِيّي إلي آخَرَ، سَواءى خارجَ الوطنِ الفِلَسْطينيِّ المُحتَلِّ أو داخِلهِ، وهكذا وَجَدْتُنِي، مع كل تجربةِ انتقالي تفرضُها الحَاجَةُ المَاسَّةُ، أَحْمِلُ كُتُبِيَ، ونُصُوصِيَ المَسْرحِيَّةُ أينما ارتَحَلْتُ، وحَيْثُما رُحِّلْتُ، لأبدأَ، مراراً وتكراراً مِنْ جَديدي، آملاً أنْ يتحقَّقَ الحُلْمَ بالعودةِ إلي فِلَسْطينِ الوطنِ، وطن الحريَّة، والكرامة، والاستقلال وعندما عُدْتُ إلي وطني، عُقبَ توقيع "اتفاقيات أوسلو"، وجدتني أعودُ إلي أَكْبَرِ وأَعْتي سِجْني عرفهُ التاريخُ، فَتابعتُ خطوي في درب الآلام المديد، كما تابعتهُ في مخيماتِ اللُّجُوءِ القَسْريِّ وبلادِ الشَّتاتِ.

فتحي المولود عام 1953 في مخيم عقبة جبر قرب أريحا، حاصل علي بكالوريوس نقد فني من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة وبكالوريوس في الإخراج المسرحي من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، وفي سجله عشرات المسرحيات تأليفاً وإخراجاً والتي تركت علامات في الذاكرة المسرحية. ومن المسرحيات التي أخرجها "كيف يمكن تخليص موكنبوت من آلامه"، كتابة سعد الله ونوس "في لبنان"، و"القيامة" "مونودراما"، نص ممدوح عدوان، تمثيل زيناتي قدسية "في سوريا"، "كرد بيك"، نص زكريا محمد وفتحي عبد الرحمن، "هناك علي الشاطئ الآخر" خوسييه تريانا "في عمّان"، وفي فلسطين منذ عام 1998 قدم العديد العديد من العلامات المسرحية، منها "قصص من زمن الخيول البيضاء"، عن رواية ابراهيم نصرالله، و"رحلات أبو الخيزران"، عن رجال في الشمس لغسان كنفاني.

كما أسس فتحي عبد الرحمن  المسرح الشعبي في عمًان، وجمعية المسرح الشعبي في فلسطين، مدرب مسرحي، ناقد ومؤلف وأصدر مجلة مسرحية بجهود ذاتية، مدير ومؤسس لمهرجان فلسطين الوطني في 2017 -2019، عضو مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح منذ 2022.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل